أدب الرعب والعام

طفلتان

بقلم : احمد فكري – مصر

طفلتان
الشيء الوحيد الذي استخلصته من كل هذا هو أنهم .. يلبسهن الجان ..

القاهرة 14 /11/2000
زوجي الحبيب (حمدي) ..
منذ أربع أشهر تقريبا وأنت لم تبعث لي ، كي تطمئن علي أو حتى على الجنين الذي في أحشائي منك ..
بل لم تطمئنني عليك ، وما الذي جعلك تتأخر كل ذلك الوقت ؟
على كل .. أنا أنجبت .. أنجبت طفلتين .. "تؤام ".
مثل البدر مثلك تماما .. ذات الوجه المستدير .. والعينين الزرقاوين ..
أريدك أن تراهم ؟ .. لكن ما باليد حيله ..
اعلم انك لن تعود الآن ، واعلم انك ضاق بك الحال في بلدك ، ولم تجد ما تقتات منه .. ولا أنت ولا نحن ، بعد أن تم فصلك من عملك ظلما.. واعلم أيضا انك بحثت وبحثت ، لكن ..هه ..
واعلم أيضا انك لم تكن تريد السفر .. وإنني من ضغط عليك ..
لكنك ستعود قريبا بأذن الله .. ستعود عندما تحسن الأمور..

زوجتك العزيزة ( نهال)

——————-

القاهرة 2 /1/2001
زوجي الحبيب (حمدي) ..
هذا خطابي الثاني بعد شهرين تقريبا . . ولم تبعث لي الرد ، لكن لا يهم ، المهم أن تكون بخير حال ..
آه .. نسيت .. الطفلتان بخير .
أرجوك ( يا حمدي ) طمئني أريد الاطمئنان عليك ، على عملك .

زوجتك العزيزه ( نهال)

————————————–

القاهرة 22/5/2001
زوجي الحبيب (حمدي) ..
هذا الخطاب الثالث ولم ترد .. ولم تحاول حتى أن تطمئن على طفلتيك ..
هل حدث لك مكروه ؟
اخبرني ولا تكذب علي .
أنت تعلم إنني وحيده هنا .. لم يك لي احد سواك .. وقد سافرت .. قلت انك ستبعث لي ولم تفعل .
على كل حال .. أنا لم اختر أسماء لأطفالك بعد .. فأرسل لي حتى أسماء اختار من بينها .
آه .. ( حمدي ).. لقد حصلت على عمل لا بأس به ..
سوف اصنع ملابس بماكينة الخياطة التي أحضرتها لي .. فأنت تعلم إنني كنت أهوى ذلك ..
وأنت لم تبعث لي حتى الآن اي أموال ..
( حمدي ) ابعث لي الرد أرجوك ..
سأنتظر الرد

زوجتك العزيزه ( نهال)

——————————————–

القاهرة 2/8/2001
زوجي الحبيب (حمدي) ..
افتقدك كثيرا .. لا .. لا .. لن أعاتبك بسبب عدم الرد على ما فات من خطابتي السابقة .. بل أريد أن أخبرك بشيء غريب ..
لا ليس بخصوصي أنا بل بخصوص ابنتيك ..
البارحة لاحظت شيئا غريبا ..
كنت ساهرة طوال الليل .. على ماكينة الخياطة .. قلقت على الأطفال فنهضت
كي اطمئن عليهم ..
وجدت .. وجدت .. عينا ابنتيك تـ.. تتـ .. تلمعان .. تضيئان في الغرفة المظلمة .. أكاد اقسم إنني رأيت ذلك ..
بل .. إنني تقدمت قليلا .. ودققت النظر أكثر فوجدتها ليستا كالبشر .. بل هي اقرب إلى الـ.. القطط ..
أنا خائفة (يا حمدي ) خائفة ..
قلي ما الذي افعله أرجوك ..

زوجتك العزيزه ( نهال)

—————————————–

القاهرة 10/8/2001
زوجي الحبيب (حمدي) ..
أنت تذكر ما قلته لك في الخطاب السابق..
البارحة حدث شيء آخر أكثر غرابه أثار ذعري ..
لقد .. لاحظت أن قدمي الطفلتين .. متلطختان بالأوحال ..
نعم.. كأنهما كانتا تسيران عليهما حافيتان على الطين ..
اعلم انك ستظنني جننت ..، لكن هذا ما وجدته وهذه هي الحقيقة .
لقد حاولت أن أجد ألف سبب وسبب .. لكن ما الذي سيكون سببا في هذا ؟؟
قل لي ؟!
المهم إنني تناسيت الأمر .. اقصد حاولت ذلك ..
حتى تكرر الأمر اليوم .. منذ قليل ..
ولا اعرف كيف حدث هذا ولا متى  ؟
لكنني سأراقبهم .. لن أنام اليوم .. سأظل ساهرة يا حمدي .. حتى اعرف ما الذي يحدث ؟
وسوف أجد تفسيرا بكل تأكيد.
أنا خائفة عليهم يا حمدي خائفة جدا
ولا اعلم ما الذي اشعر به الآن .. لا اعلم ؟ أريد أن افعل شيئا ، لكنه غريب .. غريب .. إلى حد لا يصدق ، لكنني ادفع إليه دفعا يا حمدي .
انه شعور غريب غريب .. لو أخبرتك به ستظنني مخبولة بكل تأكيد ..

 

زوجتك العزيزه ( نهال)

———————————————–

القاهرة 11/8/2001
زوجي الحبيب (حمدي) ..
لقد ظللت ساهرة حتى أجد تفسيرا لما حدث البارحة .. ساهرة .. إلى أن غبت في سبات عميق .. كيف .. لا ادري متى لا ادري ؟
لكنني نمت على كل حال ..
المهم إنني نهضت .. نهضت كأي أم تنهض لسبب ما لا تعرف ما هو لتجد ان ابنها سوف يسقط من على الفراش .. هذا ما يسمونه بالحاسة السادسة ..
نهضت من نومي ..
وذهبت إلى فراشهم وجدتهم لم يناموا بعد .. ووجدت عيناهم كما قلت لك من قبل تضيئان .. أضئت مصباح الغرفة ، وتوجهت ناحيتهم ، وصعقت !!
وجدت آثار أقدام صغيره مصنوعة بالأوحال على الفراش .. وعلى السجاجيد .. تبعتها فوجدت أنها قادمة من النافذة التي في الغرفة .. وتنتهي إلى فراشهم ..
بكل تأكيد .. أنها آثارهم .. تخصهم يا (حمدي) ..
الشيء الوحيد الذي استخلصته من كل هذا هو أنهم .. يلبسهن الجان .
أنا خائفة بل مرعوبة عليهم  ومنهم ..
ما الذي افعله قل لي أرجوك .؟

 

زوجتك العزيزه ( نهال

——————————————–

القاهره12/8/2001

(حمدي) ..
لقد رايتهم بعيني ..!!
لقد رايتهم ..
رايتهن وهن يتحولن إلى قطط .. يصدرن موائا .. يسيرن على أقدامهن وأرجلهن ومن ثم قفزوا من النافذة ..
لقد رايتهن ، لقد تحولن إلى قطط .. لقد مسهما الجان ..
لا .. لا .. لن انتظر ردك يا حمدي
فانا اعلم انك لن ترد .. فسوف افعل ما اشعر به.. انه غريب كما قلت لك لكنني ادفع إليه دفعا .. وما اشعر به هو إنني.. إنني سـ.. سـ .. سأكلهن !!
نعم هذه انسب طريقه سأكلهن !!
هذا بسيط..
أنا أخاف عليهن وبهذا سوف أحافظ عليهن …
سوف ننجب غيرهم بكل تأكيد .. عندما تعود يا حمدي … عندما تعود .
آه .. نسيت أن أخبرك بشيء ..
إن شهيتي إلى اللبن زادت كثيرا يا حمدي لا اعلم لما ..!!؟
بل إنني أحب ان اشربه بطريقه غريبة بالفعل .. فانا أجثو على ركبتاي واستند بكلتا يداي على الأرض .. ومن ثم .. ارشفه بطرف لساني ..
جرب أن تتذوقه بهذه الطريقة يا حمدي ولن تتركها ابدا .
هناك شيئا غريبا سمعته أريد أن أخبرك به ..
سمعت أنهم يقولون أن القطط تخاف على أطفالها من الموت فتلتهمهم .. سمعت هذا فهل هذا صحيح يا حمدي ؟!!

زوجتك العزيزه ( نهال)   

تاريخ النشر 19 / 05 /2014

guest
90 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى