تجارب من واقع الحياة

أريد أن أفرح

بقلم : راما – سوريا

أريد أن أفرح
مشكلتي أنني لم أعد قادرة على السعادة

سأبدأ فوراً لأني لا أجيد عمل المقدمات ..

أنا راما عمري 16سنة ، في الحقيقة أنا لست معتادة بأن أشارك الناس همومي ولكنني بالفعل تعبت ، لا أستطيع أن أكتم بقلبي بعد الآن ..
أنا في الواقع مشكلتي أنني لم أعد قادرة على السعادة ، أعني لا أستطيع أن أفرح ، أشعر دائماً أنني إذا ابتسمت سيحدث شيء سيئ بعدها ، إن الأمر ليس بيدي فالعديد من الأشياء التي حصلت قد جعلتني هكذا ..

فعندما كنت بالصف الثالث شبت الحرب في بلدي ، و كان أبي يذهب هو والجيران مساءً يحرسون الحي أعتقد ، أن من هذه اللحظة بدأت المشكلة ، فأبي لم يعد يرجع إلى البيت حتى الساعة الرابعة صباحاً وعندما يعود يتشاجر هو وأمي فكان يهددها كثيراً بالطلاق ، و أمي كانت تبكي كثيراً وأنا كنت طفلة حساسة لا أتحمل أن يبكي أحد أمامي فكنت أبكي معها وهذا كثير على طفلة في عمري .

أذكر بالصف السادس أن أبي ضرب أمي وحاول ضرب خالي الذي كان يدافع عن أمي فهربت أمي من البيت وذهبت عند خالتي ، كانت أياماً بشعة جداً وقد كنت أحتاج الحنان جداً لذا دخلت في علاقة مع شاب معتقدة أنه سيقدم لي الحنان والحب الذي كنت أفتقر إليهما جداً ، ولكن يا لسخرية القدر تشاجرنا وانفصلنا فقد كان يحب أختي باختصار كان يستغلني فقط ، لكن أختي لم تكن تعرف عني وعنه لذا وافقت على الارتباط به

حسناً أعترف أنني عندها تدمرت لم أعد راما القديمة المرحة خاصةً أن أبي وأمي تطلقا بعدها بفترة ، فقد كان أبي يخونها ويريد أن يتزوج عليها حينها لم أعد أؤمن بالحب على الأقل عند الشباب فقط ، لم أعد أرى أبي كثيراً وكانت أمي تبكي دائماً وأنا كنت أحتاج والدي جداً فقد كان أبي دائماً أغلى شخص لدي حتى أنه أغلى من أمي لأنني اكتشفت فيما بعد بالصدفة أن أمي كانت تخون أبي أيضاً بل وتزوجت بالسر بعد أن انفصلا لكنها حتى اليوم لا تعرف أني أعرف .

بعد أن شفيت جراحي قليلاً لا أعرف كيف لكنني أحببت شاباً فجأة وأنا التي أقسمت ألا أحب أحداً مرةً أخرى ..
المهم .. الشاب يدعى فراس لكنه لا يعرف حتى اليوم فأنا وهو لم نكن أصدقاء حتى ولكن مع هذا كان يكفيني أن أراه يومياً وأن يكون بخير ، كنت أراه مع حبيبته دائماً سعيدان لا ينظران إلي 

لكن في يوم ما انفصلا حينها أعترف بأنني شعرت بسعادة كبيرة ومع هذا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد كان لدي صديقة مقربة تدعى بتول أصبحت هي و فراس صديقين وأنا واثقة بأنه يحاول أن يجعلها تقع في حبه والمشكلة بأنها تعرف عن مشاعري تجاهه ومع هذا تسايره ولا تريني محادثتهما بل ويوصلها إلى المدرسة أحياناً وهذا ما يجعلني أموت 

لا أستطيع إخبارها بأن تنهي صداقتها معه وأنا خائفة جداً من أن يقعا بالحب ، وأصبحت أراهما دائماً بأحلامي يقبلان بعضهما أمامي أو في وضعية رومانسية ويا ليت الأمور تنتهي هنا ..

إن أبي تغير أيضاً لقد أصبح ينظر إلينا هو وأمي كابتلاء يمنعهما من الاستمتاع بالحياة ، أتمنى لو يتخلون عنا أتمنى لو أنني أستطيع أن أبتعد عنهم جميعاً وقد أصبحت أخاف على إخوتي كثيراً فأنا الكبرى لذا يجب علي رعايتهما ، ولكن أعتقد أنهما مدمران بسبب علاقة أبي وأمي خاصة أن الشاب الذي كان حبيبي ثم أصبح حبيب أختي انفصل عنها لذا لا أعرف أشعر أنني أخت سيئة ..و أتمنى ألا تسيؤوا الظن بي أنا فقط أحببت .

 

تاريخ النشر : 2017-11-22

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى