أدب الرعب والعام

صراع العروش .. الجزء الخامس

بقلم : Samer Salah – here

صراع العروش .. الجزء الخامس
سحبت كتاباً ضخماً و بدأت تتصفحه فيما اشتد الطرق على الباب

لم يمضِ على زواج الملك “القاهر” سوى أسبوعين عندما وصلته أنباء عن هجوم تعرضت له حدود المملكة المتاخمة لمملكة جده الملك “بران”، حيث هجمت كتيبة من جيوش “بران” على بعض القرى القريبة من الحدود و دمرتها على بكرة أبيها و أبادت من فيها .

اقتحم “القاهر” جناح والدته:
ـ ما الذي سمعته؟ هل هاجم رجال والدك المملكة!
ـ لا تقلل من احترام جدك أيها الملك.. لقد أرسلت مبعوثاً سيأتينا بالخبر اليقين
ـ و هل سأقف هنا حتى يأتيني مبعوث بالتبريرات؟ ما الذي يفكر فيه الملك “بران” حتى يهاجم مملكتي بعد أن قدمت ما قدمت في سبيل استتباب الأمن و يعيدنا إلى المربع الأول؟
ـ لن يقدم جدك أو قادته على زعزعة حكمك ما لم يحصل أمر أجبرهم على ذلك
ـ و ما هذ الأمر؟
ـ سنعلم قريباً 

في جناح الملك المعزول “الحسام”، أقبلت “نوران” مسرعة :
ـ هل سمعت أيها “الحسام” ما وقع ؟
ـ أتعنين خبر هجوم جنود الملك “بران”؟
ـ بلى
ـ فعلا إنه لأمر غريب
ـ هل أصابه الخرف حتى يهاجم مملكة حفيده؟
ـ ربما يطمح لتحقيق حلمه القديم بالسيطرة على مملكتنا الشاسعة و إخضاعها لحكمه
ـ و ماذا عن “القاهر” حفيده
ـ في السياسة لا وجود للمشاعر المصالح فقط من تحكم اللعبة

لم تمر أيام أخرى حتى وقع هجوم ثان و ثالث و رابع و انخرطت الحدود الغربية كلها في المعارك ضد جيش الملك “بران”.

جاء الرد من جيوش المقاطعات الصغيرة المتكونة من العامة المتطوعين للدفاع عن قراهم ضد الهجومات و كانت الفرق المقاومة جميعها تابعة لنبلاء موالين للملك السابق “الحسام”. فيما منعت “مريان” إبنها “القاهر” من مواجه والدها و جنوده ، فبدأت الرعية في المناطق البعيدة عن العاصمة تموج كالمرجل على النار غضباً من تخاذل الملك الخائن الذي يناصر جده في هجومه ضد المملكة.

و لم يكن القصر بمعزل عن الأزمة فقد انتشرت فيه الشائعات و بدأ الموالون للملك السابق “الحسام” يقولون همساً في أركان القصر ما كانوا في السابق يخفونه في سرهم. الملك “القاهر” أوقع المملكة في خطر محدق بعد تحالفاته لاغتصاب العرش ، و تعالت الأصوات تقرع طبول الحرب و مطالبة برد الهجوم بهجوم أكبر و الدافع عن الحدود ضد الملك “بران” ، و اجتمع بعض النبلاء و أسروا نيتهم التخلي عن تحالفهم مع الملك “القاهر” و الانضمام إلى “الحسام” بسبب عودة العامة إلى المطالبة باستعادة الملك الشرعي لعرشه

و بينما الملك “القاهر” و حاشيته يتخبطون وسط ما يحدث غير قادرين على تداركه ؛ وجد “الحسام” أول فرصة له للاجتماع بالملكة الأولى في غفلة من دواسيس “مريان”، فقد حان أوان انتقامه الكبير:
ـ ها قد أتت خطتنا أكلها خيراً أيها الملك “الحسام”
ـ ليس قبل أن نستعيد قاعة العرش يا جلالة الملكة.. ما دام “القاهر” مازال يضع التاج فخطتنا لم تنجح بعد
ابتسمت الملكة و قالت:
ـ تعلم بأنه لن يطول الأمر قبل أن يفقد “القاهر” رأسه لا فقط تاجه
ـ أتظنين بأني قد أقتل أخي يا جلالة الملكة؟
ـ إذا ماذا تنوي؟
ـ إنه أخي في النهاية كما تعلمين
ـ حياته ليست بيدك إنها بيد الرعية الآن ..كما خططت تماماً و لن تحتاج لقتله فهم سيتكفلون بذلك

** * **

وصل مبعوث الملك “بران” أخيراً بعد أن اضطر إلى اجتياز طرق وعر بعيدة عن مناطق النزاع الخطرة لإيصال رسالة الملك لحفيده.
بعد الإطلاع عليها قالت الملكة”بران”:
ـ لقد قلت لك بأنها مكيدة نبلاء المناطق الحدودية الذين عفوت عنهم ، هم من بدؤوا الحرب و جعلوا الأمر يبدو و كأن جدك الملك يحاول احتلال المملكة و يجعلك متواطئ معه
ـ ألم يكن على جدي أن يتواصل معنا قبل الرد بهذه الطريقة؟
ـ فتثور الرعية ضده و يتهم بمحاباتك ضدهم ؟
ـ لم أتوقع أبداً أن تتفتق قريحة “الحسام” عن خطة محكمةكهذه ! إنها تحاصرني من كل جانب لا علم لي كيف أواجهها الآن
ـ لم يعد لدينا وقت للتفكير أو للألعاب السياسية علينا المواجهة سنرسل المبعوث إلى والدي برسالة تطالبه بسحب الجوش من مملكتنا و إغلاق حدوده الغربية بإحكام بينما نتكفل نحن بإخماد هذا التمرد و لكن قبل ذلك عليك أن تعدني بقتل “الحسام” و حاشيته على بكرة أبيهم فلا مجال اليوم للسماح .. إن لم نحكم قبضتنا على العرش بالسياسة فسنفعل ذلك بقو السلاح

و تطبيقا لخطته الطارئة أرسل “القاهر” رجاله إلى الأجنحة الأميرية لاعتقال أخوته و لكن في تلك الأثناء كان “الحسام” و شقيقتيه “نوران” و “نهوند” يتجهون حثيثاً إلى مخبئهم السري في ضواحي العاصمة الذي جهزه لهم أتباعهم في انتظار ساعة الصفر.

سحب الملك “بران” جنوده من المملكة و أغلق حدوده الغربية كما طلب منه حفيده و إبنته فأدرك النبلاء أنها الإشارة التي طالما انتظروها، و زحفوا بجنودهم و عتادهم نحو العاصمة لمواجهة الجيش الملكي المرابط هناك.
فبدأت حرب الأخوين “القاهر” و “الحسام” على تخوم العاصمة ..

وقف الجيش الملكي وراء الملك “ذئب القصر” فيما ساندت جيوش النبلاء و العامة الملك “الحسام” ، و علقت الحاشية و أفراد البلاط في القصر.
استمر القتال أسابيع طويلة نصبت فيها قوات “الحسام” مخيماتها حول القصر و حاصرته حصاراً شديداً منتظرة انهياره بعد أن تنفد مؤنه.. و أمام حدة الحصار لم يجد “القاهر” من أمل سوى المساومة على حياة الوزير “جلنار” خال الملك “الحسام” عله يكتسب بعض الوقت في انتظار وصول الدعم من جيوش جده الملك “بران” ، و لكنه لم يظن بأن أخاه مستعد لتقديم كل التضحيات في سبيل العودة إلى الحكم حتى يطلب منه قتل خاله.

أصيبت الملكة “مريان” بالجنون أو كادت فقد هجرها النوم بسبب الحصار و حدة القتال و بوادر الهزيمة التي بدأت تلوح في الأفق ، فاندفعت تعتقل و تضرب عنق كل من يساورها الشك في ولائه لإبنه الملك “القاهر” و قد أفقدت تصرفات الملكة “مريان” الوحشية إبنها العديد من أتباعه ممن قطعت رؤوسهم على المقاصل.
و لم يعد للـ “ولاس” من يثق في رأيه سوى “زين الحسان” فاستدعاها يوماً إلى جناحه الملكي :
ـ أترين ما يحدث لي؟ محاصر في القصر كالجرذ في المصيدة..
ـ مولاي!
ـ قوات الدعم لم تصل و لا أظنها ستصل أبداً ، و مؤننا نفدت و “الحسام” لا ينوي التوقف قبل أن يقطع رأسي..
و والدتي جنت تسير يتبعها الجلاد كظلها تضرب عنق هذا و تعتقل ذاك و النبلاء يتسللون من خلف ظهري و ينكثون حلفي.. أقف وحيداً و لا أحد أثق فيه سواكِ.. انصحيني ماذا أفعل ؟

لم تعرف “نرمين” كيف تجيب سؤاله أتخبره بما تعرف من أمره ؟ أتسرد على مسامعه تاريخ مملكته كما قرأته في دروس التاريخ و تعلمه بما ستؤول إليه هذه الحرب بينه و بين أخيه ؟ أتقول له بأن رسالته لم تصل إلى جده لأن رسوله خائن؟ هل تقول له بأن صهره كبير النبلاء يلعب على الحبلين و يخدعه بولاء زائف غير كامل ؟ أم تكمل خداعه و تدعه يعلم بمفرده مصيره.
ـ تكلمي أرجوك لقد ضقت ذرعاً بالصمت إنه يخيفني يرعبني أخبرني ماذا أفعل؟
ـ مولاي .. لا أعتقد بأن كلامي سينال رضاك
ـ تكلمي.
ـ أقدار البشر محتومة   يولد المرء منا و معه رصيد ثابت من الفرص و عليه إحسان إستغلالها كي يحيا حياة ترضيه لا يندم بعدها على شيء ،  القدر لا يمنح المكافآت و لا الفرص الثانية إنه صارم كصرامة سيفك هذا.
و من الحكمة أن يقبل المرء مصيره ما دام قد استنفد بيده رصيده

ـ هل تعنين بأنني قد استنفذت فرصي؟
ـ حسم الأمر جلالتك .. انتصرت بالأمس و ينتصر هو اليوم.
ـ لما أنت واثقة هكذا؟ ما الذي تعرفينه و تخفينه عني؟
و هنا خرجت الملكة” مريان” من مخبئها الذي تتنصت منه على حديثهما:
ـ كيف لا تكون واثقة من كلامها و هي جاسوسة “الحسام” في قصرك يا جلالة الملك
ـ أهي مكيدة جديدة كمكيدة السم و الخاتم ؟
إضطربت الملكة قليلاً :
ـ هل ستصدقها بعد ما ستسمعه مني؟..خرجت قليلاً و عادت بصحبة إحدى مرافقات الأميرة “نوران” و صرخت فيها:
ـ تكلمي أخبري الملك بما رويته لي.
ـ مولاتي أرجوك
ـ قلت تكلمي أخبريه ما تعرفينه عن الخادمة الملكية
ـ من تكون هذه الفتاة ؟
ـ إنها أحد خدم “نوران” الذين نجوا من الإعدام كانت شاهدة على المؤمرات ضدك.. تكلمي
ابتعلت الخادمة ريقها بصعوبة :
ـ كل ما أعرفه أن شقيق الملكة “صبح ” الوزير “جلنار” قد زرع خادمة في جناح الأمير “القاهر” قبل توليه العرش لتنقل إليه أخبار ما يحدث فيه ، و قد سمعته مرة صدفة يعترف بأن الجاسوسة ليست سوى الخادمة “زين الحسان” و قد سبقتها واحدة أخرى “بتول” التي ماتت في حادث الصيد بعد سقوطها عن الحصان ، و قد وعدها الأمير “الحسام” بأن يعيد إليها أموالها و يتزوجها إن هي ساعدته .

عندها قالت له الملكة “مريان”:
ـ أعلمت لما رفضت الزواج بك يا جلالة الملك؟
ـ توقفي لقد ضقت ذرعاً بدسائسكم الملعونة وهمساتكم المسمومة و اتهاماتكم الباطلة من أجل هذا (نزع تاجه) أيستحق هذا المعدن ما دفعته من أجله؟ إنه يحاصر رأسي و يثقل كتفي يوماً بعد أخر ..إنه يلوثني ( و رماه بعيداً)

و لكن “نرمين” قالت بهدوء:
ـ كلامها صحيح لقد كلفني الملك “الحسام” بالتجسس عليك
صدم الملك “القاهر” من اعترافها الذي قسم ظهره فتمتم :
ـ حتى أنتِ!
بينما طلبت الملكة”مريان” الحراس و أمرتهم باعتقال “زين” و الخادمة الأخرى
و أسرعت و تناولت التاج و وضعته بعينين دامعتين على رأس إبنها:
ـ هذا التاج هو ضمان نجاتنا الوحيد لا تفرط فيه يا بنيّ

** * **

مضت ثلاثة شهور من الحصار و لم يبقَ في القصر الملكي سوى العائلة المالكة و بعض من أفراد الحاشية بعد أن نجح “الحسام” في استقطاب حلفاء و أتباع “القاهر” ممن فضلوا القفز من سفينته الغارقة و تركه يصارع مصيره وحيداً .

في أحد الأمسيات، فتح باب زنزانة “نرمين” و و دخلت تابعةالملكة “مريان” تتبعها بعض المحظيات الملكيات و سحبت السجينة و نقلتها إلى الساحة حيث وجدت الملكة في انتظارها مع الجلاد:
ـ إن كان أمرنا محسوماً و علينا كما تقولين تقبله فعليك أيضاً أن تقومي بالمثل ، فقد استنفدت فرصك قبلنا (أشارت الملكة للجلاد فتقدم نحو “نرمين” بسيفه و قيد يديها)
ـ انتظري يا جلالة الملكة
ـ ماذا تريدين؟
ـ إن كان علي الموت فأرجوك أن تسمحي لي باختيار طريقة موتي
ـ و أي طريقة تفضلين.. أنصحك بقبول طريقتي فهي سريعة و حاسمة
ـ أريد الموت غرقاً
ـ ماذا ؟ هذا أغرب طلب سمعته في حياتي تتخلين عن ميتة رحيمة لتعذبي نفسك في لحظاتك الأخيرة!.. (بعد تفكير) .. ربما هكذا ستكفرين عن خيانتك لجلالة الملك و تطهرين روحك الشيطانية

جر الجلاد “نرمين” نحو النافورة التي تتوسط ساحة القصر و بدأ بتفيذ الحكم.

لم تكن “نرمين” لتطلب طلبها الغريب لولا أن انتبهت أن القمر ليلتها كان بدراً و ربما نجحت في العودة ، فالقمر و الماء مرتبطان.

جلس الملك “القاهر” في قاعة عرشه يرتدي أفخر ثيابه و يزين رأسه بالتاج بينما جنود أخيه “الحسام” في الخارج يدكون بوابة القصر الخارجية الضخمة و يتسلقون الأسوار بعد أن أجهزوا على آخر فرق الجيش الملكي.
و بين صوت الأوتاد العملاقة تقرع خشب البوابات، و صوت صرير السيوف و قعقعة الدروع كانت “نرمين” تفقد الوعي شيئاً فشيئاً ثم أغمضت عينيها بسلام .

** * **

فتحت “نرمين” عينيها أخيراً و شهقت لتجد نفسها هذه المرة في مغطس بيتها ، فعرفت بأن معجزتها قد تحققت و تمددت تلتقط أنفاسها في الحوض ، و لكنها قفزت مسرعة و لفت نفسها في منشفة و خرجت مسرعة ، أحدهم يطرق الباب الخارجي و لكن “نرمين” ركضت نحو مكتبتها و سحبت كتاباً ضخماً و بدأت تتصفحه فيما اشتد الطرق على الباب فأثار توتر الفتاة التي أخذت تقرأ بصوت مرتفع :

ـ …..إنتهى صراع الأخوين “الحسام” و “القاهر” أبناء الملك “جوهر الملوك” بسقوط القصر الملكي في يد الملك المعزول بعد شهور طويلة من الحصار في مايو سنة 217 للميلاد و قتل الملك “القاهر” الملقب بـ “ذئب القصر الملكي” أو “الولاس” على يد أخيه “الحسام” بعد شهور قليلة من انقلابه على حكم أخيه الأكبر و استيلائه على العرش .

تقول مصادر تاريخية بأن والدة “القاهر” قد وجدت ميتة في جناحها الخاص بعد أن وصلتها أنباء اقتحام جيوش “الحسام” للقلعة و قتل ولدها ، فيما أسرت شقيقات “الولاس” الثلاثة و ضربت أعناقهن صحبة عدد كبير من أفراد الحاشية و النبلاء بتهمة الخيانة العظمى و منهمم نذكر : الملكة “ياقوت” الزوجة الأولى للملك “جوهر” ، زوجة الملك “القاهر” التي لم يمر على زواجها منه أسابيع معدودة ، كبير نبلاء المملكة و صهر الملك “القاهر” ، مستشار الملك المنتحرة “مريان” و مبعوث والدها الرسمي ، المحضية الملكية و الجاسوسة المزدوجة “زين الحسان” التي انقلبت على الملك “الحسام” بعد استيلاء أخيه “القاهر” على العرش .

و قد تمت إبادة العائلات الموالية للملك القتيل عن بكرة أبيها بما فيها الأطفال و الرضع ، و بذلك استعاد الملك “الحسام” عرشه و فرض سيطرته على المملكة و أسس إمبراطورية مترامية الأطراف جمعت غرباً …

توقفت “نرمين” عن القراءة و تمتمت :
ـ إذاً فقد عادت الأمور إلى نصابها برجوعي إلى هنا

بدأت “جميلة” تصرخ و هي تطرق الباب فلم تجد “نرمين” بداً من الإسراع بفتحه :
ـ ما الذي كنت تفعلينه ؟ لماذا لا تردين على هاتفك !
ـ كنت مشغولة
ـ بماذا ؟ بهذا الكتاب الضخم ؟
نظرت “نرمين” إلى الكتاب في يدها و قالت:
ـ بلى لقد اندمجت في قراءة أحداثه و كأني عشتها حقيقة
ـ … ألست حزينة!
ـ قليلاً فما عشته كان ملحمياً و غريباً
ـ ملحمياً ؟ غريباً ؟ عما تتحدثين ؟ …عن “سائد”!
ـ “سائد”! .. أنا أتحدث عن الكتاب تعالي سأروي لك قصته المثيرة.

تبعت “جميلة” صديقتها و هي مندهشة من التغير الذي طرأ عليها ، فمن رآها قبل الآن لن يصدق ما تقوله .

>> انتهـــت

 

تاريخ النشر : 2017-12-05

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى