تجارب من واقع الحياة

عقده الطفولة

بقلم : يثرِب النجم الاسود – السعودية

عقده الطفولة
أما أبي فكلماته لي تحمل سخريه لاذعة وتجريح

السلام عليكم ، لا أدرى كيف أبدأ كلامي وقد تبدو مشكلتي طريفة أو غريبه ، لكنني ما زلت أعاني من أثارها حتى الآن ، بداية مشكلتي أني كنت أكبر أخواتي ، فنحن ثلاث بنات و ولد ، وأبي رغم أنه يعمل مهندس إلا أن مرتبه كان لا يكفي احتياجاتنا الأساسية ، ولك أن تتخيل أن أبي كان أحياناً يترك أمي تبعث بِنَا عند جدتي لننال بعض الطعام ، ما زلت اتذكر كيف كانت أمعائي تتقطع من الجوع

 لكن كل هذا لا يقارن بشعوري حينما كان أبي يتقاضى راتبه وكنت أتمنى أن أشتري بعض الضروريات ، لم أكن أملك الا ثياب قليلة جداً أي أنه اذا نال ثيابي بقع أو أذى لا أستطيع الخروج الا في اليوم التالي لأنها الملابس الوحيدة للخروج و كذلك لم أكن أمتلك سوى حذاء واحد أذهب به الى المدرسة والسوق وعند أقاربي  لذلك كنت حريصة عليه ، كنت اشترى أرخص الأشياء على الإطلاق لان والدي لا يعطينا سوى القليل

 كنت أعذره لكن حدث ذات يوم أن رافقت أختي حينما كانت تشتري حاجياتها ، وهي بالمناسبة أصغر مني ، و وجدت أن أبي قد أعطاها مبلغ أكثر مني وحينما سألت والدتي ، بالطبع لا أجرؤ على التحدث إلى أبي عن هذا لأنه كان يسخر من سؤالي ويقول : لي أنى لست صغيرة لأشترى مثلها وأنني الأخت الكبرى ويجب على أن أتحمل ، كان هذا نفس  كلام أمي وأبي ، لكن أمي كانت تقولها بطريقة جميله أما أبي فكان بين كلماته سخريه لاذعة وتجريح

 كانت عندي مشكله القدم المسطحة أي فلات فوت ولذلك كان الحذاء الذى أشتريه لا يصمد أكثر من سنة ويتمزق ، وغير هذا أنا لم أكن في وقتها كبيرة جداً كما يقولون سني كان فقط ستة عشر عاماً ، في مرة قررت و يا ليتني لم أفعل ، قررت أن أخرج بصحبه أبي لشراء ملابس المدرسة فاختار أبي لي أردء وأرخص نوع وأختار لأختي أفضل وأغلى نوع بحجة أنها أصغر ، وحينما اعترضت لم يكن من نصيبي سوى اللوم والتقريع كالعادة

ومع تكرار هذه الأشياء أصبحت أشعر بالدونية وأصاب بالارتباك حينما أمر أمام السوق أو المول ، كان والدي إذا رأى أني أريد شيء جيد لكن سعرة مرتفع قليلاً كان يقول : لن اشترى لك هذا ، هل تعتقدين نفسك أبنه ملك ؟ و لكن إذا طلبت أختي نفس الشيء فأن والدي يرحب جداً وتخرج الأموال من جيبه سريعاً ، وهذا الامر جعلني أفضل الاحتياج والصمت على الطلب والذل لأبي ، حتى أني فكرت أن أعمل مدرسة في حضانة ليكون لي دخلي الخاص وأبتعد عن تجريح أبي وسخريته مني ، حتى أنه يظل لفتره يذكرني بأنه أحضر لي هذه الملابس ويجب علي أن أشكره كل لحظة ، أما عن أختي فكانت إذا شكوته يقول لها : لا أنتِ تستحقين هذا ، كان هذا يعزز من شعور الدونية

 المشكلة الأن أنني تزوجت و زوجي كريم ، لكني مازلت خائفة أن أطلب شيء لنفسي ، مازال صوت والدي يطاردني حينما كان يرى الشيء غالي فيقول : لا أنه غير مناسب ، لا أن هذا كبير ، لا أنتِ لا تستحقين هذا ، هل تعتقدين نفسك أبنه الملك ؟ و كأني مربوطة من داخلي لا أستطيع الفكاك من أسر هذا الامر ، أرجوكم ساعدوني فأنا لست واثقة من نفسي وأخاف أن أطلب من زوجي أي شيء رغم معرفتي أنه كريم ولن يرفض ، يصل الأمر أنه هو من يطلب مني أن أحدد مطالب المنزل لأني لا أجرؤ على فتح هذا الموضوع ، لقد سئمت من خوفي ، لكنى لم أستطع حتى الأن التخلص منه ، ساعدوني فقلبي مجروح مما فعله أبي ، لكني لا أدرى كيف أتتعافى من هذه الجراح ، ماذا أفعل؟

تاريخ النشر : 2017-12-06

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى