أدب الرعب والعام

صديق لونا الخيالي

بقلم : يعقوب السفياني – اليمن

صديق لونا الخيالي
لونا تملك صديق خيالي أسمته الرجل ذا القميص الأبيض

لونا طفلة عمرها 7 سنوات ، تعيش مع والدتها ميريام ووالدها الضابط كالفن وأخوها طالب الثانوية وفتى مهووس بالتصوير الفوتجرافي يدعى جيمي ، واختها التي تدرس في الصف السابع مارثا.

لونا طفلة مرحة وتحب اللعب كما هو حال بقية الأطفال في سنها ، إلا أنها تملك صديق خيالي أسمته الرجل ذا القميص الأبيض ، وقالت أن اسمه كاندي ، تخبر به أمها التي تبتسم عندما تسمع كلام ابنتها لأنها تعرف أن كثير من الأطفال في سن لونا يختلقون أصدقاء وهميين ، وتجيب على لونا : أين هو صديقك كاندي حبيبتي ، لماذا لا يأكل العشاء معنا ؟
فتجيب ابنتها : إنه في أعلى السقف يا أمي ، وتنظر للأعلى وتبتسم !
تشعر الأم بنوع من الغرابة وتقول لابنتها : ليس هناك شيء في السقف يا ابنتي ، هيا اغسلي يديك وتعالي لتتناولي عشاءك.

الأب كالفن ضابط في شرطة المدينة التي تعيش فيها لونا ، ولا يعود من عمله إلا متأخراً ، وفي عودته للمنزل يتناول وجبة العشاء ويصعد إلى غرف ابنائه الثلاثة للاطمئنان عليهم ، وعندما اقترب من غرفة لونا سمع صوت ضحك من غرفتها ، فتح باب غرفتها وكانت لونا تضحك لوحدها ، قال لها : صغيرتي الجميلة ، لماذا تضحكين ؟
أجابته : بابا إنه السيد كاندي يقوم بأمور مضحكة ، استغرب الأب من إجابة ابنته وسألها من هو كاندي ؟ فأجابته ، صديقي ، لديه قميص أبيض و ليس لديه شعر يا أبي إنه أصلع .. وتبدأ في الضحك ، يقترب الأب من ابنته ويقبلها في وجنتها ويقول لها : ليس هناك أي أحد عزيزتي ، اخلدي إلى النوم .

يتحدث الأب مع والدة لونا ، من هو كاندي الذي تتحدث عنه لونا يا ميريام ، فتجيبه زوجته ضاحكة : لا أحد ، إنه صديق لونا الخيالي ، وكما تعرف فالأطفال في سن لونا يحبون أن يتخذوا أصدقاء خياليين لهم .

وفي ذات يوم كان جيمي أخو لونا يمسك بكاميرته وهو يصور في أرجاء البيت كما هي عادته ، كان يسجل مقطع فيديو وبينما هو يسجل نادى والده عليه ، ذهب جيمي تاركاً كاميرته في وضع التصوير ، وعندما عاد أطفا الكاميرا وأخرج شريط التسجيل ليضعه في كمبيوتره المنزلي من أجل إعداد الفيديو وإضافة بعض الأشياء له ، وبينما الفيديو يشغل في شاشة الكمببوتر مرت لحظة غريبة جداً ، كانت لونا ، خرجت من باب غرفتها وهي تجري ضاحكة ، وتقول هيا كاندي اخرج ، وهنا في هذه اللحظة تبدو كما لو أنها عيون رجل تلمع من غرفتها المظلمة وتختفي بسرعة ، عندها دخلت لونا الغرفة واغلقت الباب.
استغرب جيمي كثيراً من الامر وفجأة وضِعَت يد على كتفه ، انتفض فزعاً ، كانت لونا أخته ، قال لها ماذا تفعلين في غرفتي ؟
أجابت : إنه السيد كاندي ، معلق في سقف غرفتك ، شعر جيمي بالخوف وقال لها بغضب : من هو كاندي ، كفّي عن التخيلات لا يوجد هنا أحد ، تجيبه بلا إنه في سقف غرفتك وتخرج من غرفة جيمي.

مرت أيام على هذه الحادثة لكن جيمي لم ينسى الأمر ، وقرر وضع كاميرا في غرفة لونا أخته الصغيرة ، وبالفعل وضع كاميرا في غرفتها وأخرى في المطبخ ، وعند الصباح ذهب إلى غرفة لونا وأخذ الكاميرا معه وذهب إلى غرفته ليسحب من الشريط ويشغله في كمبيوتره .
مرت ساعات كثيرة ولونا نائمة على حالها ولم يحدث شيء ، سرّع جيمي الفيديو ولكن لا شيء ، شعر بالملل ولام نفسه على تصديق مثل هذه الخزعبلات الطفولية ، لكن مرت لحظة في الفيديو أثارت انتباه جيمي ، أعاد اللحظة ببطء ، كانت هناك ظلال في حائط الغرفة انعكست من مصباح لونا الخافت بجانب سريرها ، بدا كما لو أنه رجل طويل القامة .
شعر جيمي بالذعر ، وعندها دخلت لونا إلى غرفة جيمي وقالت له : جيمي إن كاندي غاضب بشدة منك ، قال أنه سيؤذيك إن لم تكف عن مضايقته ، صرخ جيمي بوجه لونا استدعي أمي حالاً ، رفضت لونا وقالت سأذهب لكاندي .

ذهب لونا وتبعها جيمي لغرفتها ، كانت الأم في المطبخ وابنتها مارثا ، وعندما وصل جيمي لغرفة لونا لم يجدها ، صرخ لونا…لونا أين أنتِ ؟
خاف بشدة على أخته وهنا انطلقت ضاحكة من خزانة الملابس وهي تقول : ماذا بك أخي ، إني ألعب الغميضة مع السيد كاندي ، إنه وراءك الآن ، التفت جيمي ببطء ولم يجد شيئاً ، ثم التفت ليحدث لونا وهنا كان الرجل بوجه جيمي مباشرةً ، رجل يرتدي قميصاً شديد البياض ، وعينان زرقاوان بشدة يومض منهما بريق ، وكانت رجلاه في الجو ، كأنه يطير ، وبشرته تشبه بشرة الإنسان الميت ، زرقاء وجافة كما أن ليس هناك دماء بها ، صرخ جيمي بأعلى صوته وانطلق صوب المطبخ ليخبر أمه .

شعرت الام بالذعر الشديد وانطلقت مسرعة لغرفة لونا ، لكنها لم تجدها ، وسرعان ما سمعت صراخ ابنتها مارثا ، كانت لونا في أعلى سطح المنزل وبدا كما لو أنها ستقفز من السطح ، خرجت الأم ميريام وابنها جيمي والأم تبكي وتحدث لونا : أرجوكِ لا ، لا ، لا سوف تنزلقين.
انطلق جيمي إلى السطح وطلب من أمه تلهية لونا حتى يمسك بها ، كانت لونا تضحك وتقول لأمها : إنه السيد كاندي ، وفي هذه اللحظة وصل جيمي للسطح واقترب من أخته وأمسك بها منزلاً إياها من سطح المنزل.
اطمأنت الأم على ابنتها لونا وابنتها مارثا وجيمي .

اتصلت الأم بكالفن والد لونا وأخبرته بكل ما جرى ، طلب منها أخذ الأولاد بالسيارة ومغادرة المنزل والذهاب بهم إلى بيت خالتهم جورجينا وسيوافيهم خلال ساعة  
ذهبت الأم لتشغل السيارة وأخذت ابناءها وذهبت إلى بيت أختها ، وصلت إلى بيت أختها جورجينا ورحبت بها جورجينا وزوجها مارك وابنتهما جوليا وابنهما صديق جيمي كلارك ، أخبرت ميريام أختها وعائلتها بكل ما جرى ، وفي هذه اللحظات وصل الأب كالفن ، اطمأن على حالة أولاده ، وتحدث مع لونا : ابنتي أين هو كاندي الآن ؟ فأجاباته لا أعلم .. ربما هو في بيتنا 

قرر كالفن والد لونا ومارك أن يذهبا معا إلى بيت كالفن من أجل معرفة من هذا كاندي ، وأخذ كالفن مسدسه معه وصعد الاثنان السيارة وانطلقا .
أما ميريام وأختها جورجينا فقررتا الاتصال بوسيطة روحانية يعرفناها من قبل ، كانت السيدة مارجريت ، وسيطة روحانية عمرها 70 عام ، اتفقت معها ميريام على أن تاتي لبيت جورجينا وأعطتها العنوان ، مرت نصف ساعة حتى وصلت وكان بيتها قريب منهم ، أخبرتها ميريام بكل شيء ، قررت الوسيطة الذهاب لبيت ميريام لأجل معرفة ماهية هذا الشيء ، وذهبت معها ميريام بالسيارة تاركة أطفالها عند خالتهم ، وكان كالفن ومارك قد وصلا البيت قبلاً 

وصلت ميريام والوسيطة الروحانية ، شاهدتا سيارة كالفن ، شعرت ميريام بالخوف على زوجها وزوج أختها ودخلت البيت مع مارغريت بسرعة ، وعندها شاهدت زوجها وزوج أختها يتحدثان في غرفة الجلوس و أخبراها أنهم لم يجدوا شيئاً .

سأل كالفن زوجته عن السيدة التي تقف بجانبها ، فأخبرته أنها وسيطة روحانية ، قال لها كالفن : سيدتي ، هل تستطيعين مساعدتنا ؟ فأجابته : سأحاول سيد كالفن ، لن أعدك بشيء.

أمرت بأن يتلف الجميع مشكلين دائرة ، وأن يمسك الجميع كل بيد الآخر ، أغمضت مارغريت عيناها وانتقلت لحالتها الروحانية ، ونادت ؟ من مارغريت إلى كاندي صاحب القميص الأبيض ، ماذا تريد من لونا الصغيرة ، وفجأة بدأت تختنق مارغريت وأغمي عليها ، وهنا بنفس اللحظة ورد اتصال من جورجينا أخت ميريام تخبرها أن لونا ابنتها اختفت ، شعر الجميع بالذعر وانطلق كالفن إلى سيارته فيما كانت الوسيطة ترتعد وهي تغمض عيناها ، وفجأة تنهدت كمن نجا من خنق وشيك ، وقالت أنها روح خبيثة ، لقد كان هذا البيت حانوت قبل أعوام طويلة وتوجد قبور بحديقتكم الخلفية ، تحدث مارك وقال لها من هو كاندي ، فأجابت إنه روح ضائعة لمريض مصاب بالسرطان قبر في بقعة هذا البيت .
قالت ميريام ماذا يريد من ابنتي ، أجابت الوسيطة أنه يريد منكم إخلاء المنزل .

عرف كالفن بالأمر وقرر ترك منزله ليستقر في مكان آخر هو وعائلته ، تاركاً المنزل للروح الضائعة التي سكنت زواياه المظلمة .
 

تاريخ النشر : 2017-12-25

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى