تجارب ومواقف غريبة

ماذا كان ذلك ؟

بقلم : كنعان – سوريا
للتواصل : [email protected]

ماذا كان ذلك ؟
لمحت معزاة بنيّة اللون جميلة المنظر واقفة على صخرة

 هذه المرة الأولى للكتابة لي في هذا الموقع الراقي ، قصتي قصيرة جداً فأرجو منكم قراءتها .

أنا لا أؤمن بالسحر و الجن و الشعوذات ، لكن ما حصل معي جعلني حائراً ، و منذ ذلك الحين وأنا في حيرة من أمري و لا أجد الجواب الشافي
 كنت في العاشرة من عمري و كان بيتنا بعيد عن القرية آنذاك قبل أن يتدفق السيل العمراني و يجعل من القرية شبه مدينة ، كان بيتنا يقع على طرف الأرض الواسعة جداً ، وكان من عادتي أن أذهب كل يوم وحدي أتنزه في أرضنا و أصطاد العصافير بالنقيفة – وهي أداة صيد تصنع من خشب السنديان مع المطاط والجلد – وفي أحد الأيام و الوقت أشرف على الغروب ، كنت أطارد حسوناً ينتقل من قرص عباد شمس إلى آخر ..

فجأة لمحت معزاة بنيّة اللون جميلة المنظر واقفة على صخرة في وسط الأرض تقريباً وكانت تنظر إلي بوداعة ، لثواني قليلة أبعدت نظري عنها لأرى أين أصبح الحسون فلم أجده ، فقد كُتب له أن يعيش وقد فر هارباً ، عدت بنظري إلى الصخرة فلم أجد المعزاة ، ظننت أنها نزلت وسأجدها خلف الصخرة ، اقتربت رويداً رويداً فلم أجدها ، نظرت في كل الاتجاهات و لا أثر لتلك المعزاة الطويلة والجميلة ، طفت كل المكان و لم أجد شيئاً ، مع العلم أن الأرض كبيرة جداً ولا تستطيع الهروب بهذه السرعة والوصول إلى الغابة على حدود الأرض ، ولا يوجد أي مكان تختبئ فيه ، إذ لا يوجد صخرة غير التي كانت تقف عليها ، وحينها كانت الأشجار مجرد شجيرات صغيرة و لو اختبأت خلف إحداها لرأيتها بسهولة

عدت إلى البيت متسائلاً و مفكراً و حائراً ، وعند المساء على طاولة العشاء شرحت للجميع ما حصل معي وكيف بلمحة بصر اختفت تلك المعزاة ، أغلب الموجودين أبدوا آرائهم فلم أقتنع ، فأنا متأكد تماماً مما رأيته ، لكن ما قالته جدتي حينها مازلت أفكر فيه حتى يومنا هذا وأنا أبلغ الثامنة و الأربعون من العمر الآن ، لقد قالت جدتي حرفياً : ما رأيته كان ( جنّية ) و ليست معزاة ، فالجنية تظهر وتختفي كما تشاء ، و منذ ذلك الحين لم أستطع أن أنسى ما رأيت  و لا كلام جدتي الذي صدقته حينها ، فهل من تفسير أو توقع لديكم أعزائي ؟

تاريخ النشر : 2018-01-11

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى