تجارب ومواقف غريبة

شيء لا أعرف كيانه

بقلم : عصام – المغرب
للتواصل : facbook; manah issam

نظرت و رائي فلمحت ظلاً في الظلام

في الـ 14 من عمري كنت في رحلة إلى البادية عند خالي في فصل الصيف ، كنت من أسعد الأشخاص حينها ، كم كنت أحب تلك المنطقة ، و في ليلة حالكة صادفني الحدث الذي طردني من تلك الجنة بالنسبة لي .

كنت أنا و ابنة خالتي جالسين بالليل تحت شجرة الزيتون ننتظر طعام العشاء ، و تلك الشجرة بجانب المنزل و التي نسميها الخيمة ، وكنا نضحك و نستمتع بحديثنا و كانت الكلاب نائمة بجانبنا ، وفجأة قفزت الكلاب من مكانها و هربت وهي تنبح ، و في البادية من المعلوم أنه ليس هنالك أضواء سوى في المنازل فقط .

ذهبت الكلاب مسرعة في الظلام الحالك ، فلم نعرها اهتماماً آنذاك ، فقلنا فقط إنه تصرف عادي فالكلاب تصبح نشطة في الليل ، وبعد فترة قصيرة نظرت و رائي فلمحت ظلاً في الظلام ، فطمأنت ابنة خالتي أنه ليس هناك أي شيء لكي لا تفزع معي .. أنا كنت في قمة الخوف في داخلي وسرعان ما أحسسنا بشيء يقف أمامنا لنلتفت فنرى رجلاً يقف وراءنا بجلباب غريب وملامح غير واضحة ويمد يده إلي ، فسكت قلبي و صرخت ابنة خالتي .. حاولت الهرب فأمسكت بي ابنة خالي وبدأت تصرخ مازلت أتذكر تلك اللحظات ، كنت لا أفكر في أي شيء سوى كيف أهرب .

وعلى بعد مسافة قصيرة كان أخي الأكبر جالساً هناك يتسلى بالهاتف ، سمع صراخنا ورأى ما رأينا كذلك فأتى مسرعاً هو وابن خالي الأكبر كذلك يحملون معهم المصباح لكن ذلك الرجل الغريب الذي رأيناه وكأنه غير موجود اختفى تماماً ، بحثنا عنه لكن بدون جدوى فنادينا الكلاب فلم تجب ، ظننا أنه سارق غريب .. نحن الثلاثة رأينا الرجل بشكل جيد لكن لا أحد استطاع تذكر شكله أو ملامحه ، و الكلاب تلك الليلة لم تأتي للمنزل مع أن أهل المنزل نادوا عليهم فلم يستجيبوا و اختفاء الرجل الغريب فجأة مع أنني لم أحس أنه شخص عادي ، كان شعور لا يوصف و رهبة فوق المستطاع تعم المكان ، علماً أنه لا يمكن أن يمر شخص من ذلك المنزل في تلك المنطقة ، فمنزل خالي يقع في قبة بعيد عن المنازل الأخرى

و في الختام أريد القول أن الله يشهد على أني مررت بهذه التجربة المفزعة و الغامضة التي لم أنساها ولن أنساها إلى الآن ، و منذ ذلك الحين و أنا أتسائل من ذلك الشخص و ماذا كان يريد مني ؟

تاريخ النشر : 2018-01-16

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى