تجارب من واقع الحياة

مرضي المزمن

بقلم : المجروحة – العراق

لا أريد أن أرى أحداً بسبب ضغط المرض علي الذي تسبب في تدهور حياتي

أهلاً بكم ويشرفني أن ألقى آذان صاغية لما سأقوله لكم ، علّي أجد مساعدة تخفف عني قليلاً مما أعانيه من مرضي الذي أرهقني لسنوات .

أنا متابعة جديدة لموقع كابوس و قد تعودت عليه وأعجبني لمواضيعه الشيقة وطريقة طرحها وسهولة التواصل بين الجميع وهذه العائلة كلها في هذا العالم الافتراضي المميز الذي أنشأه الأستاذ إياد العطار ، و شكر خاص له و لكل من مديري و محرري الموقع و كل من نشر مقالي هذا ، فأرجو أن تفيدوني بنصائحكم الحكيمة التي تعودت على قراءتها في عدة مقالات في أقسام هذا الموقع كي أستطيع الاستفادة بفضل إلهي منها ثم بفضلكم ، فلا تبخلوا علي بآرائكم فأنا بحاجة للمساعدة ، وجزاكم الله خيراً وكل من ساهم وسيساهم في الأقل ولو في التخفيف عني بأي طريقة .

أعرف أنكم لستم أطباء لكن بودي أن تدلوني على طبيب أو دواء يخص حالتي أو أشخاص عانوا من نفس مرضي وشفيوا كي أستفيد من تجربتهم مع هذا المرض ، حالتي بصفة أدق كي تستطيعوا أو يستطيع احد تشخيصها تتمثل في أنني منذ كنت طفلة – تقريباً سنتين أو خمس سنوات – بدأت أعراض هذا المرض تظهر علي ، وذلك حين تعرضت لالتهاب اللوزتين الذي تأثرت به كثيراً وتسبب في معاناتي بسبب الأعراض التي لحقتني متتابعة بعدها ، وهي صعوبة في الحركة من قيام وجلوس ومشي حتى السلالم أجد صعوبة في صعودها ، أعتقد أهلي أن الأمر كان بسبب اللوزتين كما ذكرت .

سابقاً ونحن في العراق وبسبب الحرب والحصار لم يستطيعوا معالجتي في حينها مبكراً للأسف ، كما أنه لدي أخت أيضاً تعاني من نفس أعراض المرض ولدي أخ أيضاً عانى منه لكنه كان أكثر حظاً منا في تحمله ، فقد كان أقدر على تحمله منا ، ورجعنا بعدها إلى إيران وقمت بنزع اللوزتين .

وبسبب المخدر اضطررت للبقاء في الفراش 25 يوماً بدون حراك لأن حالتي بقيت على ما هي عليه ، أخبرني الأطباء أن ذلك بسبب تأخري في تشخيص حالتي مبكراً و منذ البداية ، فأثر علي المرض أكثر حتى تعرضت لما أسماه الأطباء تيبس في العضلات ، و أعطوني دواءً مؤقتاً كان مجرد فيتامينات زاد من وزني لتسوء حالتي ، ولم أراجع أطباء اختصاصيين في هذا الأمر ، اثنين أو ثلاثة فقط طلبوا مني القيام بريجيم لتتحسن حالتي بعد أن نقص وزني رغم التعب الذي عانيته بسببه ، رغم ذلك لا أستطيع الركض وبقيت آكل أقل من القليل لأحافظ على وزني كما هو ، إلا أن وزني زاد مجدداً 5 كيلو إضافة إلى الضعف الذي في جسمي ، ما زاد من معاناتي في هذه السنوات .

و أنا أسرد لكم ما أعانيه حالتي النفسية ليست جيدة أبداً ، فهذا المرض أثر علي كثيراً لدرجة أنني أحياناً لا أكلم بشراً ولا أريد أن أرى أحداً بسبب ضغط المرض علي الذي تسبب في تدهور حياتي وانقلابها رأساً على عقب ، فقد خسرت دراستي و تأخر زواجي ولا أستطيع الخروج من المنزل بسبب تعب المرض ، و إن تحسنت مؤقتاً أمارس الرياضة بشكل طبيعي لأتعب بعدها نفسياً بشكل غير طبيعي مازاد وضعي تدهوراً ، لينصحني أحد الأطباء أن أحاول أن أكون متفائلة وأن لا أضغط على نفسيتي حتى لا يؤثر ذلك على جسدي.

حالياً لا أستطيع المشي في طريق طويل لأنني أتعب بسرعة ، الحمد لله الألم لا يوجد ، فقط كي أصف لكم حالتي من جديد وبطريقة أدق ، هي أنني أشعر بالتعب في كل عضلة من جسمي ما يشل حركتي وأحياناً يخرج هواء الكلام من أنفي ، لا أعرف السبب ! نصحني بعضهم بأن أشرب كوب حليب و ترك المشروبات الغازية لكن لا فائدة ، الأمر كما هو لم يتغير شيء.

أريد أن أضيف شيئاً آخر ، لا أعلم إن كان سيفيد أو يضيف تغيراً ما في الإدلاء بنصائحكم التي أثق بها حتى قبل أن أراها ، وهي أنني ذهبت لرقاة لكنهم لم ينفعوني بشيء بل أضروني وزادوا من تأزم حالتي ، إضافةً إلى أخذهم أموالي واستغلالي ، أصلاً هم مشعوذون ، فمعظم تصرفاتهم لا تمت للرقية بشيء ، وفي حالتي تلك وتمسكي ببريق أمل للشفاء لم انتبه لأكاذيبهم إلا بعد أن تبين لي أن لا نفع مما يقومون به لأنه شعوذة ودجل زادت من سوء حالتي ، حتى بت أرى كوابيس يومياً..

إلا أنني وبمداومتي على الصلاة ليلاً و بقراءة آية الكرسي و المعوذات الحمد لله خفت عني هذه الأحلام السيئة التي كانت تدور مجريات معظمها حول حيوان ممسوخ و كائن غريب الشكل يشبه قطاً أسود و كلب صغير أكرمكم الله ، وأراه دائماً يأتيني في المنام ويتمسك برقبتي وأنتزعه بصعوبة ، وأحياناً يتسلل ويركض بين قدمي وأحياناً أرى عجوزاً قبيحة المنظر تنظر إلي أو بنت تطاردني أو رجل يريد لمسي واحتضاني وأنا أتجنبه ، وكل من اعتقدتهم رقاة كانوا يعطونني تعاويذ أعلقها أتبخر بها أو أشربها مازاد من سوء حالتي أكثر .

أما بخصوص أدوية الأطباء فمنذ سنتين رميتها كلها ، فقد اعتقدت أنه لدي ضعف عضلات وراثي لكن تحاليل دم والدي لم تكن متطابقة ولا أحد من أقاربي عانى من هذا المرض يعني أنه غير وراثي ، فقط أنا وأختي نعاني من هذا المرض وأخي الحمد لله لم يتأثر به كثيراً .

صدقوني إخواني أنا حزينة جدا لأنني لا أعلم إن كان لي علاج لحالتي هذه ، فأرجو أن تدعوا لي بالشفاء و العافية لأنني تعبت من الأطباء ، و حتى لو حاولت مراجعتهم فحالتي لا تسمح لي لطول الطريق والسفر والمعاناة التي أنا فيها بسبب هذا المرض و ظروفي ، فمنذ وفاة والدي رحمه الله وأنا صغيرة لم تبقَ إلا الوالدة حفظها الله لتتحمل معنا مراحل معاناتنا من المرض الذي بسببه خسرت الدراسة وحتى العمل .

توفرت لي فرصة في مصح ولم أستطع أن أستفيد منها بسبب التعب الذي أعاني منه فأرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم وشرحت لكم بما يكفي كي تفهموا جيداً مدى احتياجي لنصيحة تفيدني في الشفاء بفضل الله ثم بفضلكم ، وأنا أثق بنصائحكم ، وشكراً جزيلا لصبركم في قراءة مقالي .
 

تاريخ النشر : 2018-03-01

guest
100 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى