تجارب من واقع الحياة

بخل زوجي وعزة نفسي

بقلم : صاحية الكرامة – بلاد الله

بخل زوجي وعزة نفسي
أحياناً أتمنى لو يموت زوجي فنتمتع بحياتنا و يعيش أبنائي حياة أفضل

أنا أم لطفلين تزوجت شاب مقتدر زواج تقليدي وبدأت حياتي معه بالمشاكل وعانيت من بخله وتقتيره ، وانا اعيش معه في غربة ولكن المشكلة أني رغم كل المشاكل التي وصلت المحاكم لم اقدر أن أتكلم في بخله أمام أحد ، أشعر بغصة و كسرة نفس و أسكت و لا أقدر أن أتكلم ، يحسدني الجميع و يظنون أني أعيش بالجنة لأنه مقتدر و صاحب أملاك و شاب و وسيم ولا يعلمون أني أعيش حياة من كان لا يملك قوت يومه

حتى أمي أجد كرامتي تمنعني أن أتكلم أمامها مع أني كنت أعيش في عز عند أهلي و أفعل كل ما تشتهي و كلما حرمنا شيئاً من أساسيات الحياة و تحجج أنه يفعل ذلك حتى إذا جار علينا الزمان يوماً لا نشعر أننا نزلنا من مستوى إلى مستوى و نكون قادرين على التأقلم ، و هو لا يعلم أني نزلت من السماء إلى الأرض حين تزوجته ، فلا أنا لبست ثوب العروس و لا أقام لي عرساً أصلاً بحجة وفاة قريب ، و سافرت معه بشنطة ثيابي على أساس أننا سنشتري الجهاز لاحقاً و لا زلت أنتظر لاحقاً أن يأتي ، و منذ تزوجته و أنا أعيش على الأثاث المستعمل و لا تجد في بيتي إلا أقل الأساسيات ، و حتى أقل القليل الذي أناله منه يتبعه المن ، فلا يضيع فرصة كي يذكرنا بأنه ينفق علينا و يطعمنا و يشتري للبيت الخضار و الطعام و لا يحرمنا من شيء!.

كما أن أهلي حين رفعت عليه قضية طلاق قبل أن يصبح عندي أولاد اصروا أن يدفع هو التكاليف أن أراد أن نعود لبعضنا ، و كان هذا في أول زواجنا و منذ ذلك الحين و هو يسمعني في كل يوم موشحاً حول أهلي و مساوئهم و مدى كرهه لهم و أنه لا يريد علاقة بأحد منهم سواي ، و يعلم الله لولا أني علمت بحالي ما احتملته لحظة ، و لكنني تعبت من التفكير و وجدت أنه مهما فعلت لا يمكن أن تعوض الأطفال عن الأب خصوصاً اني حُرمت من أبي في طفولتي فقررت أن احتمل كل مر لكي يكبر أولادي بين والدين طبيعيين ، أحياناً أتمنى لو يموت زوجي فنتمتع بحياتنا و يعيش أبنائي حياة أفضل

 اتعبتكم بكثرة كلامي وما هي إلا فضفضة فأنا أعلم أن البخل والكذب لا علاج لهما، ولكن أخفف من حمل قلبي بالبوح لكم أخوتي في الله فلساني يعجز عن الاعتراف عما يعانيه أمام أي أحد أعرفه خوفاً من جرح الكرامة.

تاريخ النشر : 2018-03-12

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى