تجارب ومواقف غريبة

أرادت قتلي .. وبإسم الله كان خلاصي

بقلم : ☆blue☆ – العراق

شعرها مبعثر بطريقة وكأنها تحمل غابة سوداء فوق رأسها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا أدري لماذا قررت الكتابة اليوم بل لا أدري لماذا هذا الموقف بالذات الذي وقع اختياري عليه ، مع أن حكايتي مع عالم الجن تحمل الكثير من التفاصيل ، تلك التفاصيل التي رافقتني لسنوات طويلة جعلتني أختصر كل أمنيات الصبا بأمنية واحدة .. لطالما سجدت في جوف الليل وأنا أدعو الله أن يحققها تلك الأمنية كانت " موتي " لأني يئست من الخلاص 

حين يحاول أحدهم إيذاءك فأنت قادر على إبداء ردة فعل قد تريحك ، هذا إذا كان ذلك الشخص بشر مثلك ، لكن ما أصعب أن يكون عدوك معدوم الملامح يجعلك فقط تصارع الألم دون أن تعلم مصدره ، والأصعب أن تقع فريسة لتلك الكائنات وأنت في عمر صغير لا تدرك حتى معنى ما يحدث لك ..

بدأت حكايتي مع عالم الجن عندما كان عمري 12 عام فقط ، وقد أكتبها يوما حين أمتلك الجرأة لاسترجاع تلك السنوات المقيتة ، لكني اليوم سأخبركم عن موقف حدث لي حينها ..
وقبل ذكري للموقف هناك معلومة يجب أن أذكرها ، أن ما كنت أعاني منه هو محاولات تلبس من الجن العاشق كما يسمونه ، أظن أن كثيراً منكم لن يصدقوا هذا الكلام وأنا واثقة لو أني لم أعش كل تفاصيل تلك القصة لما صدقتها ..

المهم بعد سنوات من بداية مشكلتي وصلت لمرحلة أخاف النوم ليلاً فأبقى أغلب الوقت مستيقظة أتلو القرآن الكريم أو أردد الأذكار ، وإن حدث وغفوت أدخل في دوامة رعب لا يخرجني منها إلا يد أمي أو أبي حين يسمعون صوت أنين يصدر عني ، عندها أنتفض لاهثة باكية صامتة أمام تسؤلاتهم عما يحدث لي ، فما الذي سأقوله وهل سيصدقان ما يحدث لي .. مؤكد لا ..

في الصباح أذهب إلى مدرستي بعيون متعبة وإحساس بالحزن لا يفارقني مع أني كنت شخصية مرحة جداً بين زميلاتي أو تراني كنت أجيد تمثيل ذلك الدور حتى لا يشعر أحد بالتغيرات التي طرأت على حياتي .. كنت أنتظر انتهاء الدوام فقط حتى أعود للمنزل وأنام ، فالنوم بالنسبة لي في النهار آمن أكثر من الليل ..

يومها عدت وصعدت مباشرةً إلى غرفتي ، كنت أنظر إلى الوسادة كمن يشتاق للفردوس لكنه يخاف الاقتراب فما يفصل بينه وبين الفردوس هو الموت ، والموت مؤلم جداً ، لكن لا مفر يجب أن أنام ..
لم تمضِ دقائق على دخولي السرير حتى شعرت بتيار كهربائي خفيف يقترب مني ، حاولت فتح عيناي لكنهما كانتا ثقيلتان فعلمت أن الأوان قد فات و أن ما يحدث دائماً سيتكرر ، لكني حاولت مجدداً فتمكنت من فتح عيناي قليلاً لكن هذة المرة لم أشعر بالخوف كما كان يحدث دائماً ، بل شعرت بالاستغراب ، فمن كان يجلس على حافة السرير ليس ذلك الرجل الذي يأتي بهيئات مختلفة وليست تلك الأفعى التي طالما حاولت إيذائي بل كانت امرأة تحمل من القبح ما لم أره في حياتي !

وجهها داكن ليست سمراء أو ما شابه بل لون غريب جداً ، ترتدي ملابس سوداء شعرها مبعثر بطريقة وكأنها تحمل غابة سوداء فوق رأسها ، و كان هناك سواد داكن تحت عينيها ، كان ما رأيته بشع بكل المقاييس ، كانت تنظر إلى عينيَّ مباشرةً لكنها كانت باردة جداً كأنها الموت ، أمسكت معصمي بيدها واضعةً إصابعها فوق موضع النبض مباشرةً ، عندها كان هناك شي يهمس في رأسي ، لم يكن صوت بل كانت فكرة تقول هذه التي تجلس هنا هي أنثى ذلك الجن وتريد قتلك ..

وبدأت تتلاعب بأنفاسي ، فما إن تضغط قليلاً وبهدوء على معصمي حتى أبدأ أصارع لأحصل على شيء من الأوكسجين ، وحين تشعر أني شارفت على التوقف عن التنفس تخفف من قبضتها على معصمي لتعود لي أنفاسي ، لا ادري كم مر من الوقت وهي تتسلى بتلك اللعبة ، كنت أظن أن الأمر لن ينتهي ، لم أعد أشعر إلا بثلاث أشياء ، ابتسامتها الباردة وحرارة دموعي والموت الذي يقترب مني ، حاولت أن أقاوم لكن جميع أعضائي كانت متوقفة ، لم أكن أستطيع تحريك أي جزء مني وكأن جسدي أيضاً قرر استقبال الموت ليتخلص من هذا الألم الذي لا ينتهي ..

وفي آخر محاولة لي لسرقة شيء من الهواء تحرك لساني فقط لا أدري كيف لكن ما أذكره جيداً أني كتبت بلساني على سقف فمي كلمة الله ، وفي لحظة كسر صمت المكان صرخة صدرت عنها وضغطت بقوة على معصمي وشعرت كأن تيار كهربائي قوي يصعقني ودفعتني بقوة لأرتطم بالحائط الذي كان خلفي وأفتح عيناي بالكامل على ألم في رأسي مكان ارتطامه بالحائط .

نظرت حولي ولم أجدها ، ذهبت لتترك لي رئتين تبحثان عن ذرات الهواء بنهم لا يوصف ودموع ساخنة تملأ خدي ووسادتي وألم في معصمي رافقني لأيام ، والكثير الكثير من الأفكار التي كانت تغتالني في لحظتها
ترى من تكون ؟!
ولماذا كل تلك الكراهية التي كانت في عينيها ؟!
والسؤال الأهم ماذا ينتظرني بعد ؟!
هناك سأتوقف
ومن يدري قد أعود مجدداً لأحكي باقي فصول الحكاية ..
تقبلوا وجودي بينكم وفائق تقديري
 

تاريخ النشر : 2018-03-14

guest
76 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى