أدب الرعب والعام

وهم

بقلم : كيم سومين – K-pop

لا يجب أن تفقد الأمل ، فقط عليك أنت أن تتصرف كما لو أن الأمر حقيقي

"فتاة جميلة في العشرينات نائمة كالملاك لتستيقظ تدريجياً بينما مازالت مغمضة عينيها لتمد يدها تتحسس الجانب الآخر من السرير "

فتحت عيناها ..
– هل نام في الخارج مرة أخرى .. قالتها بحزن

"نظرت للساعة كانت 7:22 صباحاً "
استيقظت تبحث في المنزل عن أثره لكن بلا جدوى لا يوجد في المنزل سواها "أتمنى لو أنها تفهم هذا"
"جلست على الطاولة وقامت بسحب الهاتف لتتصل به على أمل بأن يقوم بالرد لكن لا جدوى كالعادة"
*الجهاز مغلق أو خارج نطاق التغطية الرجاء المحاولة في وقت لاحق *

– هل قام بالرد ؟

مينا باستغراب : متى أتيت ؟

– أهذا ترحيب

– لقد اشتقت لك وأردت المجيء هل أخطأت في شيء ؟

تنهدت مينا : لا أنا فقط أسأل

"عم الصمت بينهما بينما تقدم الفتى الوسيم من مينا الجالسة على الكرسي ليجلس على ركبتيه ويضع رأسه على فخذها والأخرى تمسد على شعره"

مينا بينما تنزل الدموع من عينيها وبصوت مبحوح :
– لمَ لم يأتي حتى الآن ؟ لمَ الجميع يتخلى عني ، ماذا فعلت أنا ؟ حتى أمي وأبي لا يحبانني بينما زوجي هجرني ، أتساءل لم أنا حية"

– من أجلي

مينا (بينما تنظر له باستغراب) :
–  لم أفهم !

ابتسم بتكلف :
– لا شيء ، انسي ما قلته 
ليرفع رأسه عن قدمها ويستدير ليشق طريق الذهاب ..

مينا (بينما تمسك يده ) :
– توقف علي أرجوك لا تذهب أنا لم أقصد شيء
علي: مينا أنت أنانية جداً
مينا: أنا حقاً آسفة ، أرجوك افهمني أنا لا يمكنني أن أنسى الماضي
علي (بينما ينظر لها و الدموع تملأ عينيه) :
– إذاً لماذا تزوجت مني؟
مينا (بصوت مبحوح ) :
– ﻷنك تحبني وأنا متأكدة بأنك لن تتركني

تنهد علي ليقول :
– وكأنك تعترفين بأنك أنانية
– كان يجب أن لا تتزوجني
– أنتِ حتى لا تهتمي لي ، كل همك هو ويل ، مرت سبع سنوات وأنت مازلت تحاولين الاتصال به ، تنتظرينه كل صباح على أمل أن يعود ويستلقي بجانبك ، أنا لا أعلم لم تحبينه ! قام بخيانتك ألف مرة وفي النهاية تركك وبعث لك ورقة الطلاق

– يكفي أرجوك (بصراخ) افهم ، أنا أحبه أحبه كثيراً لا يمكنني أن أنساه إنه حب حياتي

علي: وأنا ماذا بالنسبة لك

– تقدمت مينا لتضع يدها على خد علي :
أنت علي صديق الطفولة الذي لا يمكنني العيش بدونه

أمسك علي بيدها ليبعدها بلطف.:
– أنا زوجك لم أعد صديقك بعد الآن

نظرت له مينا بعيون تملؤها الدموع لتستدير بهدوء وتعود إلى الغرفة تستلقي على السرير مستديرة على الجانب الأيسر بينما الدموع تنزل بغزارة ليتبعها علي ويستلقي خلفها ويقوم باحتضانها للتخفيف عنها

– ويليام هل عدت ؟

تستدير لتجده علي ، نظرت له بحزن لتغمض عيناها تحاول النوم في أحضانه على أمل أن يتحول هذا الحضن لويليام لتذهب لعالم الأحلام و يلحقها علي بوقت قصير

***

بعد مرور يوم ..

الساعة 10:30 صباحاً
          "عيادة الطبيب جيلويس للأمراض النفسية "

– إذاً هي مازالت تظن بأن ويليام شخص حقيقي

تنهد علي ليقول :
– أجل هي دائماً تردد اسمه وتقول بأنه كان زوجها ، يا إلهي سوف أجن

جيليوس : هل فعلتَ مثلما قلت لك ؟

علي : أجل كنت أحاول مسايرتها وكأن الأمر حقيقي

جيليوس: يمكن للمرء الذي يعاني من أمراض نفسية عديدة ، أن يتخيل أشخاص وأشياء غير موجودين مثلاً من خلال القصص التي يقرأها أو حياة أشخاص يتأثر بها

علي: ربما لكن أنا أعرف عن مينا أنها لا تحب الكتب ﻷني أساساً كاتب ومنزلي مليء بالكتب لم أرها يوماً قرأت كتاباً

جيليوس: ربما قرأت وما أدراك أنت

علي: أتمنى أن تعود مثلما كانت

جيليوس: انظر إلي علي ، لا يجب أن تفقد الأمل ، فقط عليك أنت أن تتصرف كما لو أن الأمر حقيقي و كأن ويليام فعلاً أنسان تعرفه و….. 

         "فجأة يرن هاتف جيلويس ليقطع حديثه "
– مرحباً
جيليوس: مرحباً بك

– هل هو عندك

– أجل

– هل هو بخير ؟

– لا للأسف إن حالته تسوء ، مازال مصراً على كلامه  لكن كيف عرفتِ

– خرج من المنزل وأردت التأكد إذا كان عندك

– لا تيأسي

– سأتي حالاً ، إلى اللقاء

– إلى اللقاء
     
"قام بإغلاق الهاتف لينظر إلى علي الذي بدا على وجهه التساؤل"

– هل هنالك شخص يعاني مثل مينا ؟

جيليوس:  أجل يوجد الكثير
– حسنا إذاً أنا سأذهب

"خرج علي من غرفة الطبيب وهو يفكر في مينا ، فجأة يصطدم علي بفتاة تحمل كوباً من القهوة لينسكب على ملابسها "

علي: أوه! أنا أسف لم أكن واعياً

– لا بأس ، لكن أرجوك أحتاج المساعدة لتنظيف ملابسي فمنزلي بعيد جداً

علي: بالطبع أنا علي وأنت

– جيني

علي: اسم جميل

جيني:شكراً لك

علي: على الرحب ، منزلي قريب جداً من هنا مارأيك بالمجيء معي سأعطيك ملابس من زوجتي

جيني: حسناً

***

"ذهب كل من جيني وعلي إلى المنزل ، وصلا بسرعة بما أن المنزل قريب من العيادة"

– منزل جميل

علي: شكراً لك سأنادي زوجتي

– مينا ! .. مينا !….. أين أنت عزيزتي

بحث علي بجميع الغرفة وأخيراً ليجد مينا نائمة

– عزيزتي أنت هنا وأنا أبحث عنك

مينا: أرجوك أذهب اتركني وحدي

علي: لم أنت هكذا ، أعطيني فرصة ربما أستطيع الدخول إلى قلبك

– إلى من تتحدث ؟

علي : ها !

"استدار علي نحو جيني"
علي: إلى زوجتي .. حبيبتي إنها صديقتي جيني

جيني: إلى من تتحدث ؟! لا يوجد أحد هنا

علي: بلى يو….. استدار علي الى السرير ليجده فارغاً
– أين ذهبت لقد كانت نائمة هنا

جيني: لايوجد أحد هنا ، أنا أتبعك منذ دخولك للغرفة

علي: ماذا !!!! *قالها بفزع شديد* ربما خرجت

"هرول علي بسرعة الضوء الى الشارع باحثاً عن مينا بينما جيني تتبعه ، نزل علي للشارع وبدأ يركض بأقصى سرعته بينما يصرخ مينا ، وفجأة إذا بسيارة تصطدم بعلي ليسقط أرضاً والدماء تنزل بغزارة من رأسه "

– جايسون !!!

صرخت جيني بقوة صرخة كادت أن تقطع حبالها الصوتية ، تجمع الناس حول جثة جايسون ، ركضت جيني وهي تدفع الآخرين لتشق لها طريقاً واضعة رأس جايسون الذي ينزف دماء على ركبتيها والدموع تملاء عينيها….

***

د . جيليوس : جايسون هو كاتب يبلغ من العمر 38 ، يعاني من أمراض نفسية عديدة ، متزوج من جيني كالار ، ألّف رواية بعنوان "أود الفوز بقلبك" ليتقمص ويتعمق في الرواية و ينتهي به المطاف برؤية أشياء غير موجودة
منذ سنوات يأتي جايسون لي بحجة أن زوجته الوهمية مينا تعاني من مرض نفسي ، مرت ثلاث سنوات على وفاة علي أو باﻷحرى جايسون ، إلا أن جيني منهارة نفسياً وأصبحت هي الأخرى تتعالج عندي .

جيني : لم جايسون لم يشفَ بعد ؟

انتهت 

 

تاريخ النشر : 2018-03-14

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى