أدب الرعب والعام

إله الحرب < 3 >

بقلم : أحمد نوري ( L.A ) – المغرب

إله الحرب < 3 >
سأقتل نفسي ﻷصلح العالم.. سأعطي البشرية القوة التي لم تكن موجودة

زيوس إبنك قد عاد و أحضر معه الدمار ﻷوليمبوس!!
بعد سماع تلك الكلمات ذهل جميع الآلهة مما يرون إذ بدا لهم وكأن الحرب العظمى تعيد نفسها فقال زيوس بنفسه:
” وأنا لن أسمح لك بذلك “

قفز جميع الآلهة اﻷولمبيون فيما عداه من فوق الشرفة متجهين إلى قتال الجبابرة ليسقطوا بعض العمالقة ، و بينما كان كريتوس واقفاً على ظهر غايا يستعد للصعود إلى زيوس لمح إله البحر بوسايدون وقد قفز ليدخل بالبحر وما هي إلا دقائق حتى خرج حصان كبير من الماء له كلّابي سرطان كبّل بهما ذراع غايا العملاقة:
– كريتوس!! ساعدني إنه يسحبني إلى أسفل!!

تسلقها حتى وصل إلى ذراعها ليخوض معركة ضروس راح بنهايتها ذلك الحصان ، فخرج حصان آخر أمسك برأس غايا ليكون مصيره كمن سبقه ، فقفز بطلنا إلى جبل اﻷولمب وبدأ بتسلقه حتى وصل إلى درج الآلهة الذي زينته تماثيلهم ، وبينما هو يتقدم خرج مجموعة من الحراس الذين قاتلهم حتى وصل إلى حافة أخذ يرى فيها غايا وأحصنة بوسيدون التي تثبتها قبل أن يدخل إلى باب ذهبي أدخله إلى حلبة كبيرة: لا تقل بأنك نسيتني يا شبح إسبارطا أو ربما أقول يا أيها الغدار؟

قال صوت غريب قبل أن يستدير بطلنا ويرى الملك القنطور ذا الوجه المشوه الذي قال وهو يلوح برمحه في الهواء: لقد أحرقت عشيرتي لقد دمرت قرية بني السنور!! والآن سأنتقم منك لذلك يا أيها الفاني!!

هجم على بطلنا الذي هزمه بصعوبة حيث أنهاه بإسقاطه أرضاً ليفتح بطنه ويخرج أمعاءه بأنصال أثينا: لا أحد يستطيع أن يوقف انتقامي لا القنطور ولا السنور ولا حتى الجبابرة أنفسهم!!
قال وهو يتسلق السلم بمنتصف الحلبة وفجأة اخترق الجدار حصان مائي سحب بطلنا إلى صدر الجبارة غايا ليقاتله بطلنا الغاضب فخرج حصان آخر اخترق صدر غايا ليصبح كريتوس شديد الغضب لدرجة أنه قتلهما بدقائق: لا!! كريتوس هناك بعض الفرسان بداخلي!! سيقتلونني اردعهم يا كريتوس!!

قالت بألم وهي تتسلق فدخل بطلنا الفتحة ليجد أمامه قلبها ينبض بينما هناك آلاف المحاربين قام بصرعهم طوال طريقه متجهاً إلى رأسها حيث خرج من أذنها وصرخ قائلاً بغضب بعدما ضاق ذرعاً بحركات آلهة أوليمبوس السخيفة التي ليست إلا مضيعة وقت بنظره:

بوسايدون!! اخرج و واجهني كالرجال بدل ااختباء خلف محيطك كالجبناء!!

خرج عملاق مائي قطع يد غايا و إاترق كتفها ثم قال حاملاً صولجانه ذا الثلاث حراب: كريتوس!! لقد استهنت بآلهة أوليمبوس بما فيه الكفاية وحان الوقت ﻷقوم بتأديبك بنفسي!!
– بهدوء: اختبئ خلف بحرك قدر ما تشاء ولكن إعلم بأني سأقتلك في النهاية
– بعدما ضحك ساخراً : استعد جيداً لملاقاة عذاب هاديس يا أيها الفرخ

دخل مع أحد أقوى الآلهة في صراع ملحمي إذ لم يكن يحلم سابقاً منذ سنوات بأن يجرح إلها ولكن رحلته التي خاضها أعطته من القوة و اﻹرادة ما يكفي ليجرؤ على مواجهة كل اﻷولمب ، كيف لا وقد ملك قوة سيف أوليمبوس اﻷسطوري..

ببداية القتال كان كريتوس يحطم مخالب العملاق التي تثبت رأس غايا وبمجرد أن نجح لكمته وثبتته على الجبل ليصعد كريتوس على يدها ويبدأ بقتاله بعنف شديد لتبدأ المياه باانتثار فأغمض عينيه وركض بكل سرعته مخترقاً جسد العملاق ساحباً بوسايدون ليقع كلاهما على درج جبل اﻷولمب ، حيث قام كريتوس بلكم وجه إله البحر مراراً وتكراراً ثم أفرغ غضبه بتحطيم قدميه ليسقط وهو يزحف بيأس باتجاه حافة الدرج أملاً بالعودة إلى المحيط ليشافيه ، لكن بطلنا رفعه من رأسه وفقأ عينيه ثم دق عنقه ورمى جثمانه بالبحر

***

بمجرد نزول جثة بوسيدون بالمياه بدأت البحار بالهيجان و العواصف بالظهور لتلتهم كل السفن في حين التهمت البحارة أفاعي الهايدرا السامة و أحصنة الهيبوكومبوس فلم يعد هناك من يتحكم بالوحوش ويأمر البحر الذي أصابه الجنون بالهدوء

***

– بغضب: بوسايدون قد مات.. لنرى إن كنت ستهزم أحد اﻷولمبيين من غير مساعدة غايا
قال زيوس بعدما أبصر ذلك المنظر من الشرفة بقمة جبله ليرفع يده محدثاً صاعقة ذهبية رماها لتصيب غايا التي تتسلق فسقطت وتمسكت بأحد الحواف بينما تمسك بطلنا الذي أصيب مثلها بشجرة على وشك السقوط فصرخ قائلاً : غايا!! سأسقط ساعديني
– للأسف يبدو أن هذه نهاية مغامرتك ، فدائماً يجب أن يكون هناك ضحية
– بكبرياء بعدما فهم كل شيء: ضحية؟.. ولكن الانتقام انتقامي أنا!! أنا من خضت غمار المستحيل ﻷجل هذه اللحظة!!
– هناك أكثر من انتقامك يا كريتوس.. و يا لها من طريقة لتموت فلن أضطر الآن لقتلك

سقطت الشجرة فهوى بطلنا إلى اﻷرض مهدداً : غايا!! لقد خنتني!! لن أنسى لكي هذا أبداً !! ستدفعين الثمن!!
ليسقط في النهاية بنهر الستيكس الذي هو النهر الوحيد بعالم الموتى حيث بدأ كريتوس بالسباحة متجهاً إلى ضفة قريبة بينما بدأت بعد الطفيليات تأخذ قوته وعند وصوله شعر بأن معظم طاقاته قد اختفت فقال في نفسه وهو ينظر إلى حلبة ضخمة يملؤها الناس الذين يسقطون من السماء كما تسقط اﻷمطار:

” سأخرج من هذا الجحيم و أنتقم من زيوس حتى لو كلفني اﻷمر قتال الآلهة والجبابرة بل حتى لو كلفني تدمير هذا المكان حجراً على حجر “

تقدم قليلاً فسمع صوت لم يغب عنه صاحبه: كريتوس إذاً هل صدقتني الآن؟
إستدار ليرى أثينا بشكلها الشبحي فقال مذهولاً : ولكن كيف؟ لقد قتلتكِ ؟
– أنا خرجت من رأس زيوس وتنبأت النبوءة بأن أكون أقوى منه و الآن علمت لمَ ، فجسدي تلاشى بينما بقي وعيي بالوجود.. كريتوس هل رأيت الآن كيف وقف آلهة أوليمبوس مع زيوس ؟ لكن لا تقلق فسأقدم لك يد العون لتقتله

– بكبرياء: ولماذا تساعدينني لقتل من حميته بحياتك؟

– لم أتمكن من رؤية ما أراه الآن من فساد عثته الآلهة بالعالم لذلك فعلي مساعدتك.. كبداية خذ أنصال المنفى يا كريتوس وبها انفي أعداءك إلى مصير مجهول

نظر بطلنا إلى أنصال أثينا خاصته التي تحولت إلى لون الدماء فحاول التحدث إليها ولكن عبثاً فقد اختفت ، لذلك أكمل طريقه وهو ينظر إلى الناس يساقون لعذابهم اﻷبدي حتى أوقفه وصوله إلى باب ذهبي نقش عليه قناع إله الموت هاديس: كريتوس!! ربما قتلت بوسيدون ولكنك لن تصمد أمامي فنحن على أرضي!! نحن بجحيمي!! لذا استمتع قليلاً مع بعض المعذبين قبل عذابك اﻷبدي

قال صوت من العدم فظهرت معه مجموعة هائلة من البشر المحترقين الذين قاتلهم بطلنا ببسالة قبل أن تخرج أرواح جنوده حوله مشكلة تشكيلة السلحفاة ثم القنفذ ليقضوا على جميع اﻷعداء: كريتوس يمكنك بسيوف المنفى استدعاء أرواح جنودك اﻷوفياء مؤقتاً لحمايتك من اﻷخطار .. قال صوت أثينا قبل أن يفتح بطلنا الباب و قد عادت ذكرياته القديمة عن موت جنوده لتؤرقه فقاطعها صوت مألوف: أنت هنا أيضاً ؟!! ستدفع الثمن بما فعلته بي!!

كان صوت الغورغونة يوراييل التي أجابها بطلنا بكبرياء وقد لاحظ الندب التي اعتلت جسدها: لا أملك وقتاً للعبث معك لذا عودي إلى ضارب السياط
– لقد جمدته ﻷهرب من هنا وأجدك.. ولكن يبدو لي بأنك من وجدتني ثم نحن هنا أموات أصلاً فماذا سيحدث ليكون أسوأ من هذا؟

أجاب بتكبر بعدما أخرج سيف أوليمبوس: الموت هنا يقود إلى تارتاروس هل أنت مستعدة للذهاب هناك؟
هجمت عليه فقام بطعنها بسيفه ليثبتها ثم اقتلع رأسها مجدداً ليرميه أرضاً ويكمل طريقه وصولاً إلى قاعة هائلة حبس فيها بريثيوس سارق الخلود من هاديس الذي عوقب بأن يحبس بقفص شديد الضيق مصنوع من خشب شجرة الموت: كريتوس!! كريتوس!! أتحدث إليك.. لدي شيء ثمين أنت تحتاجه !!
قال السجين ليجيبه بطلنا وهو يقترب: ما الذي قد تملكه يا بريثيوس وقد أريده؟
– أملك قوس اﻹله أبولو.. القوس الذي صنعته اﻹلهة أرتميس من قرون أحكم السنور كايرون كهدية ﻷخيها التوأم (نظر إليه وهو يبتعد بغير إهتمام) لا!! انتظر!! لن يمكنك الخروج من هنا بدونه!! (نظر إليه وقد توقف) الطريق هنا مغلقة بأغصان شجرة الحياة والطريقة الوحيدة لتجاوز هذه اﻷغصان هي قوس أبولو
– لم يبرح مكانه: وأين هو؟
– أترى؟ هنا تقع النكتة فهو ملتصق بسجني والطريقة الوحيدة لفتحه هي النيران
قال بتهكم وهو يرى السجون التي تملأ المكان: لن تكون هذه مشكلة

تقدم وسط صيحات السجناء من البشر المكروبين وهو يبحث عن مخلوق ناري في أحد تلك السجون ليجد ضالته التي كانت قفصاً كبيراً به ملك ذئب السريبريوس فحطمه ليقيد ذلك الوحش البري العنيد بسلاسله ثم امتطاه متجهاً إلى سجن بريثيوس: ما الذي تفعله ؟!! أبعد هذا الوحش من هنا !! سيقوم بقتلي وليس تحريري!!

– بكبرياء بعدما سحب سلاسله ببعض القوة: أعلم
أطلق الوحش أنفاسه النارية فاحترق القفص و تفحم من به إلا قوس أبولو اﻷحمر فخنق بطلنا رؤس الوحش الثلاثة ساحباً سلاسله بشدة، ليموت فنزل وأخذ القوس ثم أكمل طريقه ليصل إلى باب شجرة الحياة الذي فتح بمجرد اقتراب القوس ، فوجد بطلنا نفسه أمام ثلاثة تماثيل كبيرة: إنهم قضاة العالم السفلي يا كريتوس مينيوس، أكيوس و راداماثيوس و هم المسؤلون عن محاسبة خطايا البشر بعد موتهم.. عليك أن تقوم بامتحانهم وسيقررون مصيرك

قال صوت أثينا قبل أن يتقدم بطلنا إلى قاعة كبيرة كتب على بابها باليونانية القديمة
” إمتحان القضاة.. هنا عليك قتل كل شيء يظهر أمامك مهما يكن ، و في حالة اجتياز هذا الاختبار سيتم التكفير عن جميع اللعناة التي ألقيت عليك في حياتك و فنائك ثم سيتم تحديد مصيرك “

دخل كريتوس وقد ملأ قلبه اﻷمل وعقله بدأ بالعمل فأخيراً وبعد كل هذه السنوات سيفقد لعنته التي أرقته بالمنام أخيراً .. لكن قاطع حبل أفكاره سقوط بعض الرجال من السماء وهم مرعوبين يركضون بكل مكان باحثين عن الخلاص فبدأ كريتوس بقتلهم بدون شفقة منفذاً شرط اامتحان ﻷنه لا يرى غير خلاصه الوشيك ..

وفجأة خرجت أذرع الموت وبدأت بلمس الرجال فتحولوا إلى وحوش مرعبة نصفهم بشر و ماعز ، قام بطلنا بقتلهم جميعاً ليكمل سيره ، فخرجت الكثير من مخلوقات المينيتور و ذئاب السريبريوس من تحت الأرض لتعترض طريقه لكنه صرعهم بسهولة وعاد ثم وقف بمنتصف التماثيل ليتلقى الحكم إذ خرج صوت جهور منهم: أيها الفاني لقد أثبت أنك جدير بالبقاء هنا فقتلك للأبرياء كان خير دليل على شرك وعمائك!!

ظهر ضوء أزرق قوي وبعدما اختفى وجد بطلنا نفسه أمام باب ضخم حارب نفسه ليفتحه بسبب وزنه الثقيل وعندما فتحه رأى رجلاً عملاقاً مشوهاً يجلس بين الحمم البركانية وهو يسخن بها كتل الحديد ثم يشكله فهذا العملاق ما هو إلا إبن زيوس المظلوم هيفيستوس: أيها المشوه!! كيف أخرج من هنا؟

صرخ بطلنا ليجيبه المسكين المقيد بالسلاسل: من؟ كريتوس!! لا أصدق وأخيراً هناك من يسطيع مساعدتي
– وهو يتقدم إليه: لست هنا لمساعدتك أنا
– مقاطعاً : أنت هنا لتقتل زيوس أنا أعلم ولكن هل تعلم أنت كيف؟ حقا كيف ستهزم زيوس؟ أنا أعرف الطريقة
تذكر بطلنا قتاله الذي لم يكن ليفوز به لولا الغدر الذي لا يصيب مرتين ثم قال بكبرياء: أخبرني بها إذاً
– حسنا سأخبرك بالطريقة.. إن الطريقة الوحيدة لقتل إله الآلهة هي شعلة اﻷولمب ولكني لا أعلم كيف يمكنك الحصول عليها فزيوس يخبئها جيداً بقمة جبله

– ألسنا اﻷن بالجحيم إذاً كيف أخرج ﻷجدها؟
– ساخراً : لو كنت أعرف أكنت ﻷبقى جالساً هنا؟
– لماذا تساعدني؟ أوليس زيوس والدك؟
– بحزن بعدما أدار ظهره وعاد لعمله بتشكيل الصخور: والدي؟ لعله أنجبني لكنه لم يحبني قط ﻷنني مشوه بل حتى أمي الحبيبة هيرا لم تحبني لكن اﻷمر ليس بيدي لينفياني هنا!! عندما ولدت سقطت من السماء إلى فوهة بركان ﻷتعرض لهذه التشوهات!! لا أريد الخوض في المزيد فهذا يؤلمني كثيرا

تركه بطلنا وأكمل سيره فأحيانا اﻹنسان يفهم ما يشعر به غيره ﻷنه كان بمواقف مشابهة كبطلنا الذي ذاق طعم النبذ من الجميع عقب جريمته الشنعاء التي جعلته شبح إسبارطا اﻹسم الذي يعني بطياته السفاح الذميم الدامي الذي ولد من نيران الكره اﻹسبارطية..

وصل أخيراً إلى مخرجه من الجحيم والذي قد يكون أيضاً مدخله إلى تارتاروس باب غرفة هاديس الذهبي، غاص بظلام دامس بعدما أغلق الباب خلفه بعد دخوله ليدرك أن إله الموت ما هو إلا هنا:
– بصوته الجهور: كريتوس.. مالذي قلته لك؟!! نحن على أرضي نحن بالجحيم!!
– وهو يحاول النظر حوله لكن عبثا ًبسبب الظلام الدامس: هاديس مشكلتي ليست معك بل مع زيوس لذا لا تقف بوجهي وإلا لحقت ببوسايدن
– ألحق بوسايدون؟.. كريتوس!! أنا الموت نفسه!!

انطلقت السلاسل من خلف بطلنا لتعلقه بالهواء فأغمض عينيه وتذكر آثامه وجرائمه لتملأ قلبه نيران إسبارطا ويحطم السلاسل فباغتته عدة ضربات ثم خرج من الظلام القليل من الضوء ليظهر بعض جسد هاديس الذي ملأته المسامير ، فاغتنم بطلنا الفرصة وقاتله بكل ما أوتي من قوة ﻷنه يعلم كل العلم أن خصمه هنا أحد أشد الآلهة قوة

وبعدما فقد أثره بالظلام ظهرت أضواء بنفسجية من أنصال هاديس بمجرد أن لمست جسد بطلنا حتى بدأت روحه بالخروج من جسده ولولا أنه رأى شبح زوجته أمامه لقضي أمره إذ قام بتحريك ذراعه لخدش قناع هاديس الفولاذي لتعود روحه إلى جسده فلم يكن هناك عذاب أسوأ من أن يقابل بطلنا زوجته وإبنته وهو مهزوم..

غضب هاديس فانشقت اﻷرض وبدأت ألسنة اللهب تتطاير ليظهر شكله المرعب إذ كان ضخم البنية ذا جسد متعفن تملؤه المسامير مع قناع تتخلله أضواء نارية: لقد أغضبتني يا كريتوس!! أنت تعلم شديد العلم بأنك ميت إذاً لماذا تقاوم!!
قال هاديس وهو يلوح بأنصاله ليصيب كريتوس الذي رد مزمجراً وهو يتفاداها: أنا لم ولن أموت قبل أن أقتل زيوس!!

– بعدما ضحك ساخرا: زيوس؟ أنت تفكر بزيوس بينما لم تخرج من هنا حتى؟ حقا أنت ساذج كما كان يصفك أريز

لوح بأنصاله ليقوم بطلنا بالمثل فاشتبكت السلاسل معاً ليبدأ كلاهما بمحاولة سحب الآخر و الغلبة كانت للأضخم هاديس الذي كاد يظفر بالفوز لولا أن بطلنا أخرج سيف أوليمبوس وطعنه بقلبه ، لكن ما لبثت فرحة الفوز ثواني حتى اختفت عقب قول هاديس بعدما ضحك ساخراً :
أحقاً تظن بأنني مت؟!! كم أنت ساذج فجسدي ميت أساساً.. أولم أقل لك منذ قليل؟ أنا هو الموت بعينه!!

لم يرد بطلنا فقط اكتفى بسحب سيفه والتراجع فقد خاض قتالاً لا فرصة له بفوزه ولكن فجأة لمعت برأسه اﻷصلع فكرة إذ قام بالاشتباك مع هاديس الذي أغدقه بالضرب والجلد ليتراجع وهو يبصر خسارته الوشيكة عقب فشل فكرته ، فقام إله الموت بضرب اﻷرض لتظهر حفرة عميقة تملؤها النيران وقال بهدوء غريب بعدما أطلق أنصاله لتلتصق بكتفي بطلنا: الآن سأرسلك إلى تارتاروس المكان الذي كان يجب أن تولد فيه منذ البداية

أخذ يسحب بينما يقاومه بطلنا الذي كان يتألم من تمزق لحم كتفيه ولكن ألمه كان بنظره أرحم من تارتاروس لذلك غرس أنصاله باﻷرض وأخذ يتراجع جاذبا هاديس الذي لم يستطع ترك أنصاله الملتصقة بيديه ليهوى بالحفرة فقام بطلنا بصعق قناعه بسيف أوليمبوس فانقطعت السلسلة ويسقط ويأخذ أنصاله ” أنصال حصد الروح ” ثم إنهار تعباً للمرة الأولى منذ سنوات ، فهاديس هو العدو اﻷول الذي أخذ منه كل هذه الطاقة لهزمه..

فجأة خرج إله الموت من الحفرة بشكله الضخم وقد ظهر وجهه المشوه المرعب الذي تقشعر له اﻷبدان فقام بطلنا بقتاله برغم تعبه مستخدماً سيف أوليمبوس الذي لم ينفع بشيء لكن وبينما هو يقاتل لحياته لمعت برأسه فكرة جهنمية إذ قام بغرس أنصال الروح بجسد هاديس ثم جذبها بعدما غدى لونها بنفسجياً ليرى روح إله الموت تخرج من جسده: لا أنت لا تفهم!! لا يمكنك قتلي هكذا!! ستقوم بتدمير العالم!!

هدد بتلك الكلمات بينما لم يهتم كريتوس وأكمل السحب حتى خرجت الروح تماماً وختمت اﻷنصال القصة فسقط جسد هاديس ليظهر ضوء شديد

***

بمجرد سقوط هاديس بالحفرة ضرب زلزال قوي العالم السفلي محطماً أسواره وانحرافاته لتبدأ أرواح الموتى من المجرمين المعذبين بالخروج إلى العالم لتعيث فيه الفساد بينما من كانوا أحياء بدؤوا بممارسة الفواحش فلم يعد هناك ما يدعى بالجحيم ليهابوه فقد وجد الفناء الذي يعده المجرمون جنتهم

***

بعد انقشاع الضوء وجد بطلنا نفسه بمدينة أولمبيا فنظر حوله ليفاجئه منظر غايا وهي تحارب السقوط متشبثة على الحافة بيدها فقام بقطع الذراع التي خانته منفساً عن غضبه: كريتوس!! سأنتقم منك!! ستندم!!
قالت وهي تهوي إلى اﻷرض فأكمل بطلنا طريقه متعمقاً بالمدينة وهو يفكر ” هل بعد قتل زيوس انتقاما لنفسه و للبشرية من بطشه ستختفي الرؤى والأحلام التي تؤرقه؟”

وبينما يتقدم أبصر عربة النور التي يقودها إله الشمس هيليوس وهي تطير حول العملاق إيوس البركاني خالق الحروب لذلك ركض بطلنا باتجاههم فمن غير إله الشمس سيعلم مكان شعلة اﻷولمب ، فجأة قاطعه مخلوق الكهاميرا ذا جسد اﻷسد المجنح و رأس الماعز لذلك خاض معه معركة لم تدم طويلاً و ركض ليقاطع ركضه مشهد ذراع الجبار إيوس وقد صفعت عربة إله الشمس لتقذف به إلى كريتوس الذي ابتسم لحظه السعيد فهيليوس كان مصاباً لدرجة أنه لم يكن قادراً على المشي: كريتوس؟ جميل جداً ألم يجد القدر غيرك ليحضره إلي؟

قال ساخرا من حظه فقال بطلنا: أين أجد شعلة اﻷولمب؟
– شعلة اﻷولمب؟ هل أنت مجنون؟ أوه صحيح أنت كذلك
– هيليوس لا أنصحك بالعبث معي!!
– ومن قال بأني أعبث؟ فقط أكمل طريقك وأتركني لحالي
تقدم بطلنا بغضب بعدما أخرج سيفيه فصرخ هيليوس: ضوء الشمس!!
ليظهر ضوء شديد من جسده أعمى كريتوس ولكن رغم ذلك استمر بالتقدم غاضاً بصره حتى وصل إليه ولكمه فإختفى الضوء ثم أخذ يلكمه على وجهه مراراً وتكراراً حتى استسلم هيليوس وقال بيأس بعدما بصق دماً : حسناً أتريد مكان الشعلة؟!! إنها بقمة جبل اﻷولمب!! ولكن لا أحد يمكنه الوصول إليها غيري فالطريق يعترضه كهف الظلمات ولا شيء يمكنه إنارة ظلامه غير ضوئي أنا

قام كريتوس بإمساك رأس هيليوس وجذبه بقوة: لا!! ماذا تفعل!! أنت لا تعرف كيف تستخدمها أساساً !!
قال هيليوس ليتركه ثم أكمل بسخرية في وجه الموت بعدما استعاد أنفاسه: ألم أقل لك بأنك مجنون؟ تريد شيأ تجهل حتى كيف تستخدمه.. تباً الطريقة الوحيدة ﻷخذ قوة الشعلة هي لمسها لكن على اﻷغلب لن تصل لها حياً لغبائك

أكمل جذب رأسه حتى بدأ لحم رقبته بالتمزق بينما يصرخ فصمت بعدما فصل رأسه عن جسده أخير ليحمله كريتوس فذلك الرأس كان يصدر من عينيه وفمه ضوءاً ينير أي ظلام

***

بعدما مات إله الشمس وذهبت روحه إلى العدم عبرت شمسه عن حدادها باختبائها خلف القمر معلنةً خسوفاً دائماً مدمراً المحاصيل الزراعية والنباتات و متسببةً بظلام دامس على كل أنحاء العالم بنهارها وليلها لتغمر الغيوم السماء التي بدأت تبكي أمطارها على كل الدمار الذي عاث باﻷرض

***

أكمل كريتوس طريقه إلى أن دخل كهف إيوس منيراً إياه برأس هيليوس متفادياً الصخور التي تسقط عليه من أعلى وفجأة بينما هو يتقدم أمسكته يد الجبار إيوس فقام بقطع إصبعه بسيف أوليمبوس ثم قفز متجنباً القتال الذي لا طائل منه بنظره ليتشبث بسلسلة قام بتسلقها فأخذته الدهشة إذ وجد نفسه بالعاصمة اﻷولمبية اﻹلهية التي ملأتها تماثيل الآلهة الذهبية و توسطتها نيران اﻷولمب التي بمركزها صندوق باندورا ، لذلك أسرع بطلنا ليلمسها فأوقفه شبح أثينا:

كريتوس لا!! (توقف فأكملت)إن كل من يلمس الشعلة سيموت لتلتهم نارها جسده
– ولكن هيفيستوس و هيليوس قالا أن الشعلة هي التي ستجعلني أهزم زيوس
صمت قليلاً وقد فهم كل شيء ثم أردف: لقد خدعاني
– كريتوس التضليل قادك إلى المفتاح وهو صندوق باندورا فإن كان هناك ما يمكنك من هزم زيوس فهو بندورا لذلك عليك إيجاد طريقة ﻹخماد هذه النيران

اختفت أثينا فسمع كريتوس صوت تصفيق ليستدير ويقول وهو ينظر إلى الرجل ذا الشعر الناري الجالس على أحد التماثيل: هيرميس أتيت في وقتك
– حقاً ؟ فأنا دائماً آتي بالوقت المناسب (اختفى وظهر خلف كريتوس) سريع لا؟(حاول إمساكه فإختفى وظهر أمامه) لا تحاول فأنا أسرع من السرعة نفسها إذاً ما الذي تريده؟
– أريد طريقة ﻹخماد هذه النيران
– بعدما إختفى وظهر جالساً فوق تمثال أريز: لا يا كريتوس هذا طلب صعب ولكن إن أمسكت بي سأخبرك.. لا تخف سأركض ببطء

هرب وهو يطلق ضحكته الصاخبة فلحق به بطلنا الذي لم يكن ليمسكه لولا أنه أسقط تمثالا لزيوس على جسر يقود إلى حلبة كان هو وهرميس عليها: فكرت جيداً لكنك حبستنا هنا.. الآن ماذا؟
– بغضب: أخبرني كيف أخمد شعلة اﻷولمب؟!!
– مبتسماً : إهزمني أولاً

أخذ يركض حول بطلنا ثم يركله ويعود للركض لكن فجأة عندما أوشك على هزم خصمه أنهكه التعب فوقف على قمة تمثال ذهبي لزوس توسط الحلبة ليأخذ نفسه لتفاجئه سلاسل بطلنا التي كبلت قدميه وأسقطته أرضاً فقال: حسناً حسناً !! أنا أستسلم
– كيف أخمد الشعلة؟!!
– أرجوك أتركني فلم أفعل لك شيء ، أنا آسف على اللعب العنيف أرجوك اتركني وسأذهب

سحب سلاسله ليصرخ هيرميس فقد بترت قدمه ليقترب كريتوس ويحمله من رقبته بالهواء: إن أردت إطفاء الشعلة فيجب أن تذهب إلى حلبة المجالدين فهناك ستجد المياه اﻷسطورية.. و الآن أتركني وشأني.. لا!! أرجوك!! لا!!
بتر قدمه اﻷخرى و دق عنقه ثم رماه أرضاً

***

بعد موت هيرميس إله السفر واللصوص و رسول الآلهة تحول جسده إلى سرب من حشرات الجراد والجرذان التي انطلقت مدمرة الطعام ناشرة الطاعون و السل في كل العالم كما تحول الهواء إلى هواء قذر مشبع بروائح نتنة يعجز البعض عن تنفسها مخلفة القذارة والموت

***

ذهب كريتوس إلى تمثال زيوس واستخدمه كجسر ليوصله إلى المدينة وبينما كان يمشي لم يرى الضباب اﻷسود القذر أو البشر المكروبين باﻷمراض حوله فكل ما كان أمامه هو منظر حلبة المجالدين التي تقدم إليها وهو يقتل كل من يعترض طريقه إلى أن وصل أخيراً ليرى تلك المرأة التي كانت تكرهه مذ وطأت قدمه أولمبوس أول مرة كإله حرب ، هيرا زوجة زيوس التي كانت جالسة على المدرج وبجانبها اﻷولمبي الجبار هرقل القوي:

هل تبحث عن شيء؟ إرحل من هنا أيها الرجل الجاهل فمنذ اليوم الذي رأيتك فيه نصحت زيوس بقتلك والانتهاء منك.. أنت سيئ أوتعلم؟
قالت وهي ثملة فقال بطلنا بغضب: هيرا أين الماء اﻷسطوري؟!!
– ماء أسطوري؟ الماء اﻷسطوري الوحيد هنا هو دمك الذي سأثمل به.. هرقل!! هذا هو امتحانك اﻷخير ﻷقبل بك كإله بأولمبوس.. أقتل هذا اللعين

قفز هرقل من على المدرج ودخل بقتال متعادل مع كريتوس مضي عليه زمن الساعات وهما لايزالان يتحاربان إذ كل ما تلقى أحدهما ضربة وجه الآخر مثلها
– هرقل!! إن كان عليك مساندة أحد فهو أنا!! هذه المرأة جعلتك تقتل زوجتك وابنتك.. صدقني أعرف ذلك الشعور فأنا مثلك!!
– بينما يلكمه: كريتوس أنا لست مثلك أبدا فأنا لا أتطاول على من أحسنوا إلي وساعدوني لإنهاء مهامي المستحيلة
– وهو يتجنب ويعيدها بنصليه: أحسنو إليك؟!! هم كانوا السبب اﻷساسي بما حدث لك ولي!! ( قيد درعه الذهبي بسلاسل أنصاله ) هرقل!! إن كنت أعمى هكذا فإعلم بأنني لست كذلك!! فنهاية زيوس قادمة شاء أم أبى!!
– بعدما أفلت درعه ليرمى بعيدا: كريتوس! إنها نهايتك أنت القادمة!!

قام هرقل باستخدام قوته الجبارة ليرفع بطلنا ويقذفه إلى وسط الحلبة و بدأ بالتقدم إليه فقالت هيرا وهي تحتسي خمرها: هرقل أنهي هذه المهزلة الآن!!

قام برفع أرض الحلبة كالبساط لينزلق كريتوس الذي تشبث جيداً وبدأ بتسلق اﻷرضية بسرعة حتى وصل إلى رأس هرقل واخترق جمجمته بسيفه لينهي هذه المعركة التي زادت عن حدها أو هكذا ظن ﻷن هرقل ركض به وباﻷرض ليسقطوا جميعاً بالحفرة التي أحدثها وسط الحلبة..

نهض كريتوس ليجد جسد هرقل ملقى على اﻷرض فأكمل طريقه وهو متسائل عن ماهية هذا المكان ليسمع أثناء تقدمه صوت إمرآة تبكي إنطلق إليها ليكتشف أنه بقصر بوسايدون فالمرأة كانت أمفيرتريت زوجة إله البحار: لا!! أنت قاتل زوجي أنت هو شبح إسبارطا!! إبتعد عني!!
قالت وهي تلتصق بالجدار خائفة فرد كريتوس بغضب بعدما جذبها من شعرها اﻷحمر: أين المخرج من هذا المكان اللعين!!
– باكية: إنه هناك
أشارت إلى بوابة غريبة تخرج منها أشعة حمراء ثم قالت: لا يمكنك المرور منها فلا أحد يمكنه إمساك المقبض لك لتفتحها.. ولن أمسكه لك ولو قتلتني أيها المجرم

ابتسم وجذبها إلى المقبض ليربطها به من شعرها ثم دخل البوابة بعدما تحول لونها للأزرق فنزلت الرافعة بسرعة لتدق رقبتها

***

بعد موت إلهة البحار والمحيطات جفت كل اﻷنهار و ماتت اﻷشجار وذبلت اﻷزهار جاعلة معظم اﻷراضي بالعالم مجرد صحاري قاحلة ليبقى أملها الوحيد معلقاً بالسماء وأمطارها

***

خرج بطلنا ليجد نفسه أمام باب برونزي ضخم بمجرد أن فتحه أبصر إمرأتان تمارسان السحاق على سرير حريري ، فجأة خرجت من بينهن إلهة الجمال و الرغبة أفرودايتي: آه كريتوس كم هذا جميل.. أخيراً رجل يمكنه تحمل أنوثتي وجمالي

قالت وهي تلتف بغنج على لحاف السرير فقال كريتوس بحزم: أفروديتي.. كيف أصل إلى هيفيستوس
– بانزعاج: ذلك المسخ؟ (ثم أكملت بنبرة دلال) هناك طريقة واحدة
نظرت إليه بنظرة لا يفهمها إلا الرجال فإقترب بطلنا منها وبدأت معه قصص الليل فهذه ليست أول إمرأة يلمسها منذ موت زوجته ، فزوجته كانت حب قلبه ولكنها اﻷولى التي أشعرته بما لم يشعره من قبل..

فتحت بوابة زرقاء بجانب السرير: أنت رجل حقيقي يا كريتوس.. إذهب إن أردت ولك حرية العودة متى شئت
قالت بدلال ليدخل كريتوس البوابة فاخترقت الجدار يد الجبار وإله الرياح تايفون لتنهض أفرودايتي عن سريرها لمواجهته..
وبذاك الحين كانت البوابة قد أعادت كريتوس إلى حواف العالم السفلي ليجد هيفيستوس: لقد كذبت علي وأرسلتني لموتي!! أرسلتني ﻷلمس تلك الشعلة!!
قال بعدما أشهر سيفيه ليرد العملاق وهو يذيب الصخور في الحمم: لم أقل لك أن تلمس الشعلة أبداً ولكني قلت لك أنها الشيء الذي سيدمر زيوس.. إن كنت تريد أخذها إليه فعليك الحصول على قبضتي دينيسيوس المخبأتان بتارتاروس
– إن لمست الشعلة بالقبضتين لن أقتل؟
– لا فتلك القبضات صنعت أساساً لحمل الشعلة.. إقفز إلى حفرة هاديس ولكن إحذر فروحه لا تزال حية تهيم بتارتاروس
– بعدما أعاد سيفيه إلى غمديهما بظهره: كيف عرفت بأمر الحفرة؟
– العالم السفلي قد انهار ولم يفنى وهذا يعني أن هاديس فتح تارتاروس قبل موته

ذهب كريتوس بعدما اقتنع إلى حيث قتل إله الموت ثم قفز بالحفرة ليهوى للأسفل مسافة ساعات قبل أن يسقط ويستقر على يد عملاقة أمسكت به بين أصابعها ليذهل بطلنا فقد كان يواجهه وجه قائد الجبابرة و جده كرونوس العظيم: إله الحرب الساقط.. ألم أساعدك لتحررني؟ لكن بدل هذا ساعدت غايا و بقية الجبابرة متجاهلاً استنجادي لماذا ؟

قال كرونوس بهدوء وهو يضغط بين إصبعيه كريتوس الذي أجاب مقاوماً بعدما سئم من الكذب: كرونوس!! اسمعني!! لقد كنت ستقتلني ثم ستقتل زيوس من بعدي إن كنت حررتك!!
– لا فقد كنت سأتركك تقتل زيوس و من ثم سأقتلك بعدها ولكن بعدما تركتني غدا مصيري هنا بتارتاروس هو العذاب اﻷبدي.. بقيت أنتظر كابتاً غضبي طوال تلك الدهور هذه اللحظة التي سأقتلك فيها!!

بدأ بإعتصار كريتوس الذي علم أنه لا يوجد مهرب من هذا المكان اللعين غير القتال لذلك بدأ بالمقاومة مستخدماً قوته الجسدية الجبارة حتى أفلت منه بعدما اقتلع ظفره ثم قفز جارحاً جسده بسيف أوليمبوس ليدخل داخل الجرح ولم تمضي غير ثواني حتى بدأ كرونوس بالهيجان من اﻷلم الصادر من بطنه فصرخ قائلاً بعدما اكتفى من اﻷلم: توقف!! أنا أستسلم!!

فتحت بطنه لتتدفق شلالات من الدماء لحقتها أمعائه التي تمزقت فخرج بطلنا مضرجاً بالدماء منها وقد ملأ قلبه الغضب وهو يتسلق عدوه المكروب ليضع حداً لحياته

وبينما هو يتسلق أمسكته ذراع كرونوس وبدأت بسحقه كما يسحق الرجل النملة ولكن النملة كريتوس استخدم كل قوته وقاوم السحق قليلاً ليغرس سيف اﻷولمب بكفه ليتركه وقفز مجدداً إلى جسده مستأنفاً تسلقه حتى وصل أخيراً لرأس عدوه الذي نفخ عليه ريحا ًشديدة كانت لتقذفه إلى حتفه لولا أنه غرس نصليه باﻷرض وتقدم بهما فقال له ملك الجبابرة: لو لم أكن مربوطاً !! لو لم أكن متعباً بعد هذا العذاب لكنت قتلتك!! لكنت سحقتك كحشرة!! أنا كروتوس ملك الجبابرة!!

– وهو يقترب: وأنا كريتوس.. شبح إسبارطا
طعنه بجبهته لينهي حياته ثم بدأ بتسلق حواف الحفرة صعوداً إذ تسلق قرابة اليومين قبل أن يعود إلى هيفيستوس وقد ملأ قلبه الغضب فقد تقدم إليه مزمجراً : هيفيستوس!! لقد كذبت علي وأرسلتني إلى فنائي!! لقد رميتني إلى كرونوس!!

استدار ليضربه بأحد الصخور المصهورة ثم قال باكياً بعدما رأه يتجنبها: كان علي ذاكلك فقد وعدني زيوس بأن يحرر باندورا إن أنت مت
قال بعدما قطع ذراع عدوه اليمنى بأنصاله: زيوس!! زيوس!! زيوس!! متى سيواجهني كرجل ؟!! ألا يفعل شيئاً غير إرسال الحمقى؟!!
– باكياً : أرجوك باندورا هي ابنتي وقد حاولت إنقاذها.. ألا تملك إبنة يا كريتوس؟ ألا تعرف شعوري؟ فقد
قاطعه استقرار أنصال كريتوس بقلبه ليقول بسكرات موته: باندورا هي المفتاح.. أنقذها من سجنها بلابيرينث إن.. كنت.. ترغب بهزم زيوس..

***

مات هيفيستوس إله النار والحدادة لتطفأ و تصدأ كل النيران والمعادن بكل العالم مما جعل الجنس البشري عرضة للهلاك بعد أن غدى أضعف من مفترسيه من الوحوش و الحيوانات

***

خرج بطلنا متجهاً إلى مركز الجبل حيث دخل إلى مدينة الآلهة مقاتلاً كل من يعترضه من الجنود حتى أوقفته غرفة عمل المهندس العبقري و النحات دايدالوس التي كانت مليئة بالمخططات و الكتب التي لم تهم بطلنا بقدر اﻷبواب السحرية الزرقاء التي تطفو بالغرفة ، فكلما كان يدخل أحدها كان يخرج ليجد نفسه بالغرفة..

وقف ليستخدم دماغه أول مرة بحياته خارج مخططات الحروب إذ وقف وهو ينظر إلى تلك البوابات ليدرك أنها تشكل نجمة ثمانية وهناك بوابة زائدة بالمركز كانت تلك هي مبتغاه فبمجرد أن دخلها حتى وجد نفسه بحديقة أشبه بالمتاهة بينما كانت هيرا إلهة الزواج تمشي بصعوبة وهي ثملة لتقول بعدما رأته: أنت!! أنت هو السبب بدمار كل شيء.. قلت لزيوس بأن لا يخونني مع النساء اللعينات ولكنه لم يستمع إلي.. أتعلم أنه أخي؟ أخي و زوجي بنفس الوقت

أطلقت ضحكة صاخبة فتقدم كريتوس وقال لها: هيرا أين المخرج من هذه المتاهة اللعينة
– المخرج؟ ولما أريك المخرج؟ أجل لتقتل زيوس.. لن أفعل هذا

ضحكت فأمسكها بطلنا من رقبتها ثم قال مزمجراً : هيرا!! أين المخرج من هنا؟!!
– تريد قتلي؟ هيا افعل اقتلني لكنك لن تستفيد شيئاً.. فحديقتي هذه كانت آخر عمل قام به دايدالوس قبل انتحاره على موت ابنه إيكاروس ، ابنه اﻷحمق الذي باع وعيه لهاديس أملاً بأن يغير مصيره ولكنك قتلته.. قتلته وأخذت الجناحان اللذان كانا سبباً بموته أيها السفاح القاتل.. هيا اقتلني وخلصني كما خلصت زوجتك وابنتك يا شبح إسبارطا

سهم كلامها اخترق صبر بطلنا فدق عنقها و رمى جثمانها أرضى ليكمل سيره

***

بعد موت هيرا عمت الخلافات واختفت الثقة بين اﻷزواج وكثرت الخيانات كما كثر المخادعون الذين حولوا رابطة الحب اﻷبدي إلى عقود مصالح وخطط لخطف عذرية النساء

***

إستغرقه اﻷمر أياما بلياليها قبل أن يخرج من تلك المتاهة المعقدة ليجد أمامه المصعد الذي سيأخذه إلى لابيرينث..
بمجرد وصوله أكمل سيره مقاتلاً عقارب كبيرة الحجم حتى وصل لكهف إيوس حيث خرج له الملك العقرب العملاق الذي ضرب المخرج بذيله ليغلقه ويختلي بكريتوس الذي دخل معه بقتال شاق قام فيه بقطع أرجل عدوه واستخدم سلاسل أنصاله ليربط الذيل السام ويسحبه إذ أجبره العقرب على لدغ نفسه ليتحول إلى كتلة جليد ثم سحب سلاسله ليتحطم ويحصل بطلنا على مفتاح جليدي لم يعلم ما يفعله به قبل أن يرى الباب الضخم بنهاية الكهف، فتحه بمفتاحه لتأخذه الدهشة: ليساندرا؟ محبوبتي.. محبوبتي ليساندرا!!

صرخ قائلا بعدما رأى إمرأة مقيدة ردت عليه ببراءة: ليساندرا؟ أسفة يا سيدي أنا لست هي فإسمي باندورا.. هل يمكنك مساعدتي أرجوك هذه السلاسل تؤلمني بشدة
استعاد كريتوس رباطة جأشه وحطم السلاسل التي تكبلها فنهضت من اﻷرضية الباردة ناصعة البياض وقالت متمسكة ببطلنا: هل أتيت لمساعدتي؟
كان هذا هو السؤال اﻷول الذي يجيبه كريتوس باﻹيجاب فبنظره لم تعد باندورا كبش فداء لانتقامه كما كان يخطط بل غدت الشخص اﻷول بعد موت إبنته و زوجته الذي يريه البراءة و الجمال في البشرية: حقاً أتيت لتنقذني؟ أشكرك كثيرا.ً. هل أرسلك أبي؟

سألت بطلنا الذي أجاب بنبرة من الندم: أجل لقد أرسلني والدك
– بحزن: لكن إن ذهبنا إليه سيغضب زيوس و سيقتله
– بندم: لهذا لن نعود قبل أن تساعديني بإخراج صندوق بنادورا لأوقف زيوس عند حده

أمسك بمعصمها و بدأ بالمشي باحثاً عن مخرج ما ، فقالت بشيء من التوتر وهما بالطريق: هل أنت متأكد بأنك تريد مواجهة زيوس؟
– لم أكن متأكداً في حياتي من شيء أكثر من هذا

استمرا بالمشي لتأخذه الدهشة بعد أن وصل للسلسلة التي رفعته إلى الشعلة سابقاً : كريتوس بعد أن تتسلق هذه السلسلة فلا عودة إلى الوراء.. ستحكم على مصيرك بقتال إله الآلهة وملكهم.. هذا ليس كقتالك مع أريز
قال شبح أثينا الذي ظهر من العدم ليقف خلف بطلنا الذي رد: منذ اليوم الذي أخذت فيه صندوق باندورا لم يعد هناك عودة إلى الوراء وحكمت على نفسي بقتال إله الآلهة

– في هذه النقطة لا يوجد ما يقال فقد فعلت ما لم يفعله كائن من قبل
– لا بل أنا على وشك فعل ما لم يفعله كائن من قبل
– كريتوس عليك أن تعلم أنك عندما فتحت الصندوق سابقا ًلم تأخذ غير جزء تافه من قوته.. عندما تصل إليه عليك أن تقوم بفتحه إلى نهايته

لم يرد فقد جعل باندورا تتشبث بظهره ثم بدأ بتسلق تلك السلسلة الضخمة وهو يفكر بأن كل ما قاله جميع آلهة أوليمبوس ما هو إلا كذب ، فكلما سأل أحدهم أرسله إلى حتفه لذلك بدأ الشك يعتريه، وبعد ساعة من التسلق وصل أخيرا إلى مدينة اﻷولمب المفقودة لتبدأ المرأة بالتركيز على صندوق باندورا الذي بدأ بالانجذاب إليها ليخرج من النار ، فتقدم كريتوس مسرعاً وفتحه: لا!! بعد كل هذا الوقت!! بعد كل هذا التعب!! الصندوق فارغ؟!!

قال بطلنا مزمجراً بخيبة أمل كبيرة ليجيبه زيوس الذي ظهر من العدم: أتظن بأني سأسمح لك بأخذ قوة باندورا؟ أنت أحمق فعلاً فقد خبأت قوته بآخر مكان يمكنك توقعه

ارتعبت باندورا فبعدما ساعدت إله الحرب الساقط تساءلت ما المصير الذي سيجهزه إله السماء لها ولوالدها ، لكن فجأة صدمها قول كريتوس بكبرياء وشجاعة بعدما أخرج نصليه: اللعنة على قوة الصندوق بعدما أتيت إلي بقدميك.. زيوس!! ستموت الآن!!
– بينما تخرج من يديه الصواعق: كريتوس!! هذه المرة لن أستهين بك كما فعلت بالسابق

دخلا بمعركة حامية الوطيس حيث كان كريتوس يضرب بأنصاله زيوس الذي كان يتفاداها و يضرب بصواعقه الذهبية وبعد ساعات من القتال الصعب فعل كريتوس غضب إسبارطا ليندفع بسرعة البرق طاعناً زيوس بسيف أوليمبوس مثبتاً إياه على الجدار ، ثم بدأ بلكمه مراراً وتكرارا ًحتى تحطم الجدار فوقه ليخرج زيوس من الركام ويقذف بطلنا بعيداً بسهولة: أتعلم؟ كل هذا الوقت كانت قوة باندورا معك ولكنك دائماً ما كنت وستظل أعمى..

القوة الخالصة كانت في جسد هذه المرأة منذ البداية!! فلو قتلتها كنت لتحصل على القوة الكافية لتجابهني ﻷنها هي الصندوق!!
قال زيوس حاملاً باندورا من رقبتها وهي تستنجد فقال بطلنا الذي شك منذ التقاها أنه إن قتلها كان سيحصل على القوة ولكن ضميره لم يسوله حق التجربة: زيوس!! قتالك معي أنا لذا أتركها !!
– ساخراً : أتركها؟ أتركها لتقتلها الآن بعدما علمت أنها الصندوق؟ لا أبدا فهذا الصندوق آن أوانه!!

رمى بها إلى شعلة أوليمبوس لتحترق ويندمج جسدها وقوتها مع ألسنة اللهب التي أفنتهما فصرخ كريتوس قائلاً : لا!! زيوس!! الآن ستدفع الثمن.. ثمن كل ما فعلته!!
– قلتها وسأعيدها ما أفعله أفعله للأولمبوس ولا شيء غيرها!!
– زيوس الآلهة ماتوا على يدي و يدي الجبابرة!! إذا ما الذي بقي من أوليمبوس!!
– بقيت أنا وسأعيد بنائها من جديد بعدما أنتهي منك أيها اﻹسبارطي!!

خرج زويس فكريتوس إلى الشرفة بقمة هذا الجبل ليكملا قتالهما المدمر وبينما هما يشتبكان بقتال مدمر أبصر كريتوس وﻷول مرة خطأه الفادح عندما رأى العالم من حوله

***

البحار السوداء الهائجة التي عكست شكل الفضاء اﻷسود الماطر الذي أخفى مفتعلي الفواحش بعد فناء الجحيم ، بينما الجراد و الطاعون المنتشر يصيب كل ما يتنفس من البشر والوحوش الذين سرحوا يأكلون اﻷحياء بكل مكان.. لم يعد البحر هادئا ، بينما إختبأت الشمس و مات الجحيم وظهر الطاعون مخلفين خلفهم موت اﻷرض و الحب و الشرف و المجد، دخل العالم بفوضى هو بغنى عنها

***

استمر بقتال زيوس وهو يحاول تناسي ما يجرى حوله من جنون ، وفجأة ظهرت ذراع عملاقة حملت الشرفة: زيوس!! كريتوس!! كلاكما ستموتان هنا !!
قالت غايا التي بدأت باعتصار الحلبة فقام الخصمان بالقفز إلى جسدها قبل أن تسحق الحلبة وأكملا قتالهما فأمسكت يدها بزيوس ليخترق كريتوس صدرها ويدخله بجانب قلبها الذي رأه سابقا وبدأ بضربه وهو يسمع صراخها وهي تتعذب: كريتوس إستعد لموتك فقد أعطيت هذا القتال وقتا أكثر مما ينبغي!!

قال زيوس الذي ضهر فجأة فهجم عليه كريتوس بهمجية لتذهله عدة نسخ من خصمه التي بدأت بمهاجمته بينما بدأ زيوس باستمداد قوته من قلب غايا.. بدأ كريتوس بتجرع طعم الخسارة المريرة إذ سقط على ركبتيه وهو يرى النسخ دخلت جسد زيوس الحقيقي الذي يتقدم لقتله ، ولكن فجأة ظهر جندي ركل زيوس: ليونايدس!!

قال بطلنا وهو يرى قائد جيشه الميت الذي يحاول حمايته مقاتلاً زيوس ، فتذكر أنصال المنفى لذلك استخدمها ليخرج جيشه مقاتلاً معه ، وبينما كان زيوس يصرعهم واحداً تلوى الآخر فوجئ بسيف أوليمبوس الذي دفعه مخترقاً قلبه وقلب غايا التي ما فتئت تلقى حتفها: كريتوس لقد حكمت على العالم بالزوال.. اﻷن سيختفي كل ما وجد.. وما كان وما سيكون..

قال محتضرا بينما جسد غايا يهوى إلى اﻷرض فأجابه بطلنا بكبرياء: قلت لك أن كل أوليمبوس إن وقفت بوجهي ستلقى حتفها
– أوليمبوس؟.. أوتظنني أتحدث عن أوليمبوس؟.. لطالما كنت أعمى أيها المحارب اﻷحمق.. فما سيزول هو
قاطعه إرتطام جسد غايا باﻷرض بقوة فعم الصمت و على الدخان الذي خرج من مركزه بطلنا المصاب وهو يجر ساقيه جراً إلى جثة زيوس ، وعندما وصل وسحب منها السيف خرجت روحه وأخذت تمتص كل قوة وأسلحة بطلنا الذي بدأ بالمقاومة علها تتوقف ولكن عبثاً ، إذ لقي حتفه عقب ما إمتصت روحه ..

**

إستيقظ بمكان لا يوجد به غير الظلام لذلك بدأ بالتقدم عله يجد مخرجاً ، و فجأة تلاقى إلى مسامعه صوت صراخ أنثوي فركض إلى المصدر ليرى جسماً مشعاً في اﻷفق، أخذ يقترب ليجد جسماً دامياً يعود ﻷمه الميتة بالمرض فبدأت الذكريات بإزعاجه لذلك واصل التقدم ليجد خطاً من الدماء قام باللحاق به ، فبدأت البيئة حوله بالتشكل كلما تقدم ليتوقف فجأة بعدما رأى جثة زوجته وإبنته التي قتلهما بيديه ، فبدأت ذكرياته التي فعل المستحيل لمحوها من ذاكرته بالظهور أمامه لتعذبه: كريتوس إتبعني هيا.. سأرشدك إلى الطريق

قال صوت أنثوي مقاطعا تلك الذكريات فبدأ بطلنا باللحاق بمصدره ليجد باندورا التي قالت بهدوء: كريتوس شكراً جزيلا ﻷنك ساعدتني على العودة إلى أبي
– بندم: كيف ساعدتك وأنا قتلته؟
– ببراءة: هنا تلتقي كل اﻷرواح التي غادرت الدنيا.. هاك هذا سيساعدك على إيجاد أحبائك كما ساعدتني

ناولته فانوساً ذهبياً ليضيء له طريقه المظلم،  فشعر بشعور غريب كأنما أحد ذنوبه اختفت بعدما سمع صوت هيفيستوس الذي قال من العدم: كريتوس أنا أسامحك.. لقد جمعت شملي بطفلتي الحبيبة باندورا أخيراً بعد كل هذه الدهور.. أسامحك

أكمل طريقه متجها نحو نجم أزرق بعيد ليجد جميع جنوده الموتى: جنرال كريتوس!! لقد جعلتنا نموت بشرف فداء ﻷرضنا ضد البرابرة.. نحن ممتنون لك يا جنرالنا.. المجد لك ومعك أهو!! أهو!! أهو!!
قال جنوده هاتفين فشعر بإحدى أثامه تختفي ليأتي مكانها الفخر وهو يتقدم ليصل مذهولا إلى القائد الشاب بجيشه: ليونايديس أنا أعتذر.. فقد قتلتك لتسرعي

قال بطلنا متأسفا للمرة اﻷولة فأجابه جنديه بفخر: الموت على يدي سيدي كان أفضل لي من الموت على يدي زيوس.. المجد لك ومعك جنرال كريتوس!!
– ورأسه للأرض: لم يكن مقدراً لك أن تموت
– سيدي.. لو لم أمت و وصلت لأخوات القدر لما تمكنت من فعل ما فعلته فأنت قتلتهن وانتقمت لي وﻷخوتي.. واﻷهم حبيبتنا إسبارطا.. المجد لك ومعك أيها الجنرال!! أهو!! أهو!! أهو!!

تقدم وهو يشعر ببعض اﻹرتياح الطفيف في قلبه قبل أن يقاطع ارتياحه منظر زوجته وإبنته: محبوبتي ليساندرا!! صغيرتي كلايوبي!!
قال بدهشة وهو ينظر إليهما شاعراً بالخزي والعار من نفسه لتجيب زوجته: كريتوس لقد سامحناك على ما فعلته بنا.. لك كل المجد وكل الشرف
– بحزن: أنتما كل مجدي وشرفي
تقدم وعانقهما بقوة لتقول زوجته الباكية: هذا هو عناقنا اﻷخير يا كريتوس.. نحن نحبك كثيراً
– إبنته الصغيرة وهي تضمه بقوة: أبي.. أنا أحبك كثيراً
– وأنا..

قاطعه إختفاءهما فأكمل وحده مع الظلام: أحبكما
فإختفت بتلك الكلمة الذكريات المظلمة التي طالما أرّقته..

تقدم ليصل أخيراً إلى النجم اﻷزرق حيث رأى معركته مع زيوس التي راحت ضحيتها أثينا  ،لكن هنا ظهرت روحها وقالت: كريتوس الطريقة الوحيدة ﻷعود على قيد الحياة و ﻷوازن العالم الذي جن جنونه هي بقتلك لنفسك بعد أن تفتح صندوق باندورا لتعطيني قوة حياتك.. هل أنت موافق؟

تذكر ما رأه من جنون عند قتاله مع زيوس فأجاب: موافق
– إذهب إذا إلى مصيرك..

تحطمت اﻷرض ليقع بطلنا في بحر من الدماء دماء اﻷبرياء التي أراقها بمهامه الشيطانية التي أوكلها إليه إله الحرب أريز، أخذ يسبح فظهرت له باندورا وهي تقول محلقة بالهواء : كريتوس.. اتبعني

أخذ يسبح خلفها طويلاً حتى وصل إلى اليابسة حيث وجد الصندوق الذي يمكنه من هزم إله صندوق باندورا الخالد الذي فتحه بطلنا لتغمر جسده القوة التي لا تنتهي: كريتوس!! سأنهيك تماماً مرة وإلى اﻷبد!! فالموت هنا يعني عدم الوجود والفناء التام!!
قال زيوس الذي ظهر من العدم مجدداً ، فرد بطلنا: زيوس أنت من سيفنى و ستفنى معك خيانتك لي!!
دخلا بقتال مصيري لم يدم طويلاً فقد بدى جليا فيه خسارة زيوس الوشيكة إذ لكمه بطلنا ليرمي به إلى حافة جرف قريب وبدأ بلكم وجهه مراراً حتى غدا مشوهاً ثم داس على يده الممسكة بالحافة: الموت هو مصير كل من يتحداني
قال بطلنا قبل أن يسقط زيوس لتخترق جسده الخوازيق الحجرية بأسفل الوادي مفنية إله آلهة أوليمبيا الجبار إلى اﻷبد ليجد بطلنا نفسه عاد إلى قمة جبل اﻷولمب فظهرت أثينا وقالت له: اﻷن يا كريتوس بعدما قتلت زيوس وحصلت على إنتقامك إغرز سيف اﻷولمب بجسدك وأعطني قوتي

أشهر كريتوس السيف نحو قلبه وهو يفكر بأن كل آلهة أولمبوس قد أعمتهم قوة الصندوق وأتلفتهم ومن بينهم أثينا التي مهما فكر لم يجد سبباً مقنعا يظهر رغبتها بمساعدته غير استغلاله ككل الآلهة لذلك سألها: أثينا لماذا ساعدتني؟
– لتحصل على إنتقامك يا كريتوس وﻷجل إنقاذ العالم من شرور اﻷولمب
– سأقتل نفسي ﻷصلح العالم.. سأعطي البشرية القوة التي لم تكن موجودة بصندوق باندورا نفسه وهي اﻷمل

– كريتوس لا !!

طعن الجنرال المتقشف كريتوس نفسه بقلبه ليرتاح من عذاب الوجدان القاهر وهو يبتسم بازدراء في وجه أثينا التي بدأت باﻹختفاء لتفنى وقد طغى على وجهها ملامح خيبة الأمل

***

خرجت الطاقة مهولة من جسد كريتوس مدمرةً كل من بقي من الجبابرة والوحوش في طريقها لتخترق قلوب البشر حول العالم لتعطيهم الرغبة بالحياة واﻷمل بالمستحيل لكي يواجهوا صعوبات العالم التي أحدثها ، فالبحار لم تعد أمنة و الشمس لم تعد تظهر بالتضرع إلى هيليوس بل غدت تشرق وتغرب كل يوم ، بينما غدت هناك الكثير من اﻷمراض التي لن يعالجها الآلهة ، فبعدما كانت اﻷلهة تصنع اﻷسلحة والبيوت والثياب غدى البشر هم من يجيدون الحدادة والطب والصيد والاعتماد على أنفسهم بشكل دائم

***

في قمة جبل اﻷولمب كان هناك خط من الدماء بينما لم توجد جثة كريتوس أبداً .. يقال أنه مات فأخذ اﻹسبارطيون جثته ليحفظوها و، يقال أيضا أنه بقي حياً و انطلق في رحلة خارج اليونان ، فقد كثرت القصص عنه ولكن لم يتم إثبات أي منها تماماً كما لم يثبت كريتوس أن أثينا كانت تستغله تاركاً سؤالاً مهماً .. هل حكمه عليها كان عادلا.ً. هل الحكم على شخص ما بسبب أفعال أهله أو بني جنسه صحيح؟.. ربما بما يتعلق بالمال والقوة لا يجب إعطاء الثقة ﻷحد حتى لأنفسنا.. ثم مهما كانت نهاية كريتوس فلا بد أنه الآن مع زوجته وابنته بالجنة ينعمون بأمنية كل محارب يوناني.. اﻷمان و الثقة مع أمهما الشرف و المجد.

ختاماً ..

إنه لشعور قذر وصعب أن ترى شخص يساعدك بدون سبب ليتضح لك بعد ما وثقت به أنه كان يستغلك في اﻷصل، وما أجمل الشعور عندما تواجهه ليرى ملامح وجهك الساخرة وأنت تعلم ما يفعله، ثم أنا أجزم أنه منذ بدء رحلته بأنك لم تتوقع أيها القارئ كيف ستكون نهايتها.. أهو!! أهو!! أهو!!
وما وجدت اﻷساطير إلا لتؤخذ العبر

المصادر :
معلومات من الويكيبيديا عن الميثولوجيا الإغريقية و آلهة اليونان

ملاحظة :

– هذه قصة لعبة فيديو تدعى ” إله الحرب ” التي لها ثلاث أجزاء أساسية وعدة أجزاء فرعية تتحدث عن أسطورة لم تحدث بعد وقد خضت فيها ببعض اﻷشياء الغامضة التي لم تذكرها اللعبة مع القصة اﻷساسية التي أجريت عليها عدة تغييرات كما أتشرف بأني لعبت اللعبة وهزمتها بجميع أجزائها.

– كرونوس و خرونوس: هما إسمان متشابهان لإلهين مختلفين فقد ذكرت بالقصة كرونوس ملك الجبابرة ولم أتطرق لخرونوس رب الزمن والوقت وأحد اآلهة اﻷولين ومشكلي الكون ، كما لا توجد علاقة بين اﻹثنين أبداً .

– أحصنة الهيبوكومبوس : هي أحصنة البحر التي كانت تجر عربة بوسايدون تحت الماء كما يطلق هذا اﻹسم على خيول البحر العادية التي تشبه لحد كبير تلك المذكورة في اﻷسطورة ، وجلي بالذكر أن ذكر حصان البحر هو من يحمل وينجب اﻷطفال.

–  ﻗﺎﻝ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ : اﺭﻣﻮا ﻓﻲ ﺗﺎﺭﺗﺎﺭﻭﺱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ.. تارتاروس هو أحد الجبابرة الذين ولدوا قبل الآلهة من نسل ( كيوس ) الذي شكل الكون وهو يرمز لسجن تحت اﻷرض أعمق من جحيم هاديس نفسه وبعيداً بعد اﻷرض عن السماء.

تاريخ النشر : 2018-04-09

guest
64 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى