تجارب ومواقف غريبة

شبح جدتي

بقلم : وردة – الجزائر

شبح جدتي
شبح امرأة شعرها أسود لامع و ترتدي فستانا أبيض

 توفيت جدتي قبل 17 عاما أي قبل أن أولد بسنة واحدة فقط ، كان موتها فاجعة حلت على كل الأقارب و الأصدقاء ، كانت أمي مصدومة مما سمعته ، فقد ماتت أمها دون سابق إنذار ، كان أمراً سيئاً و كئيباً علينا جميعاً ، أنا لم أعرف طبيعتها و عاداتها لأنني لم أكن مولودة في ذلك اليوم الأسود و لم ألتقها قط في حياتي و لكن أمي كانت تحدثني عنها كثيرا حتى تخيلت أنني أعرفها و عشت معها

رأيت صورها و سمعت كثيراً عنها من جدي و من خالاتي و من أمي أيضاً ، فعلمت أنها كانت عزيزة على قلوبهم جميعاً ، و لقد عشت تجارب مرعبة كثيراً في بيت جدي و جئت أرويها لكم و ليس فقط لي بل لجميع أقاربنا و إحدى ما قالوه لي : أن لها شعرا أسود لامع و تحب كثيراً ارتداء فستانها الأبيض ، كما قالوا لي : أنها تحب كثيراً الغرفة المجاورة للمطبخ و تجلس هناك ساعات طويلة تقرأ القران و تدعي ، و دائماً ما تعطر تلك الغرفة برائحة المسك الطييبة و تقضي أغلب أوقاتها في تلك الغرفة .

 

ملاحظة : حدثت لي تلك القصص عندما كنت أزوره و أبيت عنده ، بحيث أننا كل صيف نبقى شهراً هناك و نعود للمنزل في العاصمة و بيت جدي يقع في منطقة ريفية في قرية و هذا ما يضاعف الخوف لأن المناطق الريفية معروفة بأنها نائية و بعيدة عن المدن نوعاً ما .

بعد أن ماتت جدتي تزوج جدي من جديد بامرأة أخرى في الخمسينات من عمرها و أنجبت له ثلاثة أطفال جدد و عندما كنت أذهب إلى منزلهم كانوا دائماً يقولون لي : أن شبح امرأة شعرها أسود لامع و ترتدي فستانا أبيض يظهر لهم أثناء نومهم و يصيبهم شلل النوم أثناء ذلك و تصبح غرفتهم باردة جداً مع أننا في عز الصيف ، كنت أعتقد أنهم يحاولون فقط إخافتي لا أكثر ، و لكنني اختبرت هذا الأمر شخصياً عندما نمت عندهم

 ففي إحدى الليالي استيقظت من النوم الساعة الثالثة فجراً و شعرت بالعطش الشديد ، فذهبت للمطبخ لأشرب كوب ماء ، و عندما كنت عائدة لأكمل نومي سمعت ضجيجاً من الغرفة المجاورة للمطبخ و هي الغرفة نفسها التي كانت تقضي جدتي أغلب أوقاتها فيها ، شعرت بالفضول لمعرفة إذا ما كانت إشاعة وجود شبح جدتي صحيحة

دخلت الغرفة و صُدمت لما رأيته ، رأيت امرأة شعرها أسود لامع و ترتدي فستاناً أبيض ، و عندها تقدمت منها و كاد قلبي يقع من الرعب و عندما لمستها اختفت فجأة ، خرجت مسرعة من الغرفة و عدت إلى فراشي و أيقظت أختي و أخبرتها بكل ما حدث معي و لكنها لم تصدقني و قالت : أنت فقط تحاولين إخافتي لا شيء من هذا حقيقي ، و لكنني أقسمت بأنني لا أكذب ، فقالت لي : بأنني كنت أتخييل لا أكثر من القصص الكثيرة المخيفة التي سمعتها ، ظننت ذلك أيضاً و لكنني لم أتمكن من النوم طوال الليل ، و في الصباح دخلت الغرفة مجدداً و شممت رائحة المسك الطييبة تنبعث من الغرفة و عندها تذكرت عادة جدتي فبدأ الخوف يدب في قلبي أكثر .

في الليلة التالية أغمضت عيني و فجأة و لا إرادياً فتحت عيني و رأيت جدتي ! نعم رأيت وجهها إنها هي و أنا لا أتخيل ، حاولت التحرك و الكلام و لكن لم أتمكن من ذلك و قد حدثت لي ظاهرة شلل النوم و أصبحت الغرفة شديدة البرودة رغم أننا في عز الصيف لا أعرف ماذا حدث فجأة ! ، ثم اختفت و بعدها أحسست بأن شلل النوم قد ذهب و عدت لطبيعتي

استيقظت مفزوعة و أيقظت أختي و أخبرتها بكل شيء و لكنها كعادتها لم تصدقني ، فأيقظت أمي و أبي و جميع من في البيت و أخبرتهم الحكاية و لكن ولا واحد صدقني إلا أبناء خالاتي و أبناء جدي فهم الوحيدون الذين حدثت لهم مواقف مشابهة و لم تحدث للأخرين ، لم أتمكن من النوم بقيت مستيقظة بكل معنى الكلمة ، بقيت مستيقظة حتى الصباح و عندها لم أتمكن من النوم بعد ذلك ، و أصبحت أخاف خوفاً شديداً أن تظهر لي مجدداً

و لكن في الليلة التالية لم تظهر لي و كذلك باقي الليالي احتجت وقتاً لكي أعود إلى طبيعتي ، و لكن من ليلة إلى ليلة كانت تأتي إليّ و هكذا تعودت على وجودها و لم أعد أخف منها ، و لكن هذا لا يلغي حقيقة وجود شبحها في الغرفة المجاورة للمطبخ ، و الغريب في قصتي هذه أن الكبار كأمي و خالاتي و جدي و زوجته لا يشاهدونها إطلاقاً و لم تحدث لهم في حياتهم أي موقف مثل هذا ، و كل من حدث لهم موقف مشابه من أفراد عائلتي هم فقط مراهقون لا يتعدى عمرهم الـ 18 عاماً

و كنا دائماً نقول هذا لأهلنا و لا يصدقوننا حتى قرروا إحضار راقي شرعي للمنزل ، و لكن الغريب أن هذا الراقي قال : أنه لا يوجد شبح في هذا المنزل إطلاقا ، إضافة لما قاله و الذي جعلنا نتحير هو أنه أضاف أن ما قاله سابقاً لا يلغي حقيقة وجود روح هنا و هذا ما جعلنا نستغرب من قوله ، و لكنه قال كذلك أنه لا يمكنه فعل شيء و هذه هي قصتي .

هناك قصة إضافية أردت إضافتها و قد تكون تفسيراً غير واضح و لكن معقول لقصتي و هي أنه كان لي خالة تقول : أنها تصدقنا و أن هذا حصل معها كذلك بحيث أنه بعد موت أمها بـشهرين أصبح هذا الشيء يراودها على الدوام ، و لكن عندما وصلت سن الـ 20 عام توقف هذا الأمر عن مراودتها و لم يحدث لها مجدداً ، و استنتجت من خلال قصتها أن هذا الشبح ربما يتوقف عن المجيئ إلينا من ليلة لأخرى عندما نبلغ سن الرشد ، و الأن لا أعرف إن كانت هذه القصة كلها من خيالي و لم تحدث أو كانت حلماً لا أكثر

و لكن لا أعتقد أنها ليست حقيقية فلو لم تكن كذلك لما حدث هذا الموقف لأكثر من فرد من أفاد عائلتي ، و لدي أسئلة كثيرة في رأسي لم أجد لها إجابات حتى الآن ، لماذا تظهر فقط للمراهقين ، لماذا لا تحدث للكبار و ، ما غايتها من كلامها إن احتجتم إلي ؟ كل هذه أسئلة لم أجد لها أية إجابات ، و لكن أترك لكم الحرية لتستنتجوا و تجدوا تفسيراً منطقياً لهذه القصة ، و أترك لكم النهاية مفتوحة .

تاريخ النشر : 2018-05-05

guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى