تجارب من واقع الحياة

هل هذا وسواس ؟

بقلم : فتاة – مصر

هل هذا وسواس ؟
كنت عندما أرى بقعة حمراء طفيفة على يدى أفرح و أبحث على سببها

 السلام عليكم أعضاء هذا الموقع الرائع ، مشكلتي ليست معضلة وأعلم أن هناك من يعانون أكثر مني ومن رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته ، أنا من صغرى و أنا أعشق الكارتون وأعشق شخصياته حتى الأن كانت هناك فكرة ثابتة وهى أن البطل يكون دائماً مميز ، أنا أكره مفتولي العضلات كانت نوعية الكارتون من أولئك ذوى القدرات الخارقة و غالباً ما يعانون من مشكال و أمراض ولا أنكر أن ذلك كان يستهوني فأنا أعشق رؤية البطل مغشى عليه وهو يكافح وبعد انتصاره واهتمام الجميع به وأولئك يملكون حساسية وهكذا من تلك الأمراض الطبيعية .

أنا الحمد لله في صغري لم أكن أعاني من مشاكل صحية كثيرة ، لذلك كنت أتمنى أن يكون عندي حساسية كهذا البطل مثلا ! يعنى سبحان الله أليس هذا غريباً ؟ كنت عندما أرى بقعة حمراء طفيفة على يدى أفرح و أبحث على سبب الحساسية ! أظنه خيال مريض.

أنا دائماً ما أتظاهر بالقوة ، لا أحب إظهار مرضى لا أعرف إنه شيء من العجرفة في نفسى و رغبة في اهتمام الأخرين بي مع أن إخفاء مرضي لا يجعل أحد يهتم بي ، إن أفكاري كانت غريبة وكنت أكره الأطباء وأمقتهم وكانت أمي تعرف ذلك ، و بصراحة كانت دائماً ما تشكر في صحتي عن إخوتي ، وأنا كنت أفرح بهذا الأمر حتى جاءتني فكرة أنها تحسدني و أصبحت أحرص على صحتي التي كنت أهملها .

المهم أنا أصبحت أرجو أن لا أصاب بأي مرض ولكن كأن الأمر يجرى عكس ما أرغب ، أصبت السنة الفائتة بالأميبا وكنت أشكو وجعاً بالبطن ولكن أمي لم تهتم كثيراً حتى شكوت لها بعد خوف وتردد وجود دم فقلقت وأخبرتني أنه ربما يكون بسبب البنجر !

هذا ما يغضبني فأمي تعزو أي سبب لمرضي لأسباب تافهة في نظري ، يعنى أصبحت من مهملة لمهتمة وأقلق على نفسى من أي مرض وعارض وأبحث عن الأعراض لأمراض وهكذا .

الصراحة أنى عندما علمت بالدوسنتاريا خافت وأنا كدت أن أضحك عليها فهي خافت مع أنه ليس عضالاً و لم ترد أن تخبرني ، أنا كنت بحثت عن الأعراض  ورجحت أنها الأميبا وكنت مصيبة ولكنى لم أخبر أحداً ، ما يحز في نفسى أن أبي لا يهتم دائماً بشكواي هو وأمي ، يعنى أطلب منه تحليلاً فلا يتذكر أبداً بالرغم من أنه يهتم بجدتي ودائماً ما يجرى لها فحوصاً دون طلبها ، أخبرت أمي أني أشك بقرحة المعدة لأن أعراضها تتقارب معي وأنا أعانى من الألآم كثيرة فنهرتني وقالت لي : أن لا أقرأ وهكذا .

حتى عند إصابتي بالأميبا لم أذهب لطبيب بل أخذت أدوية ، ربما أنا أبالغ ، المشكلة أني أصبحت أرى الأشياء غير واضحة وأرها كأنها اثنين ، شكيت لأمي ولأبي بعد تردد لأنى كنت أخاف أن يرفضا اصطحابي لطبيب وتشجعت عندما أرادوا أن يصطحبوا أخي الأصغر لأنه كان يرمش بعينيه ويغمضهما كثيراً وقلت : أني أريد الذهاب معهم لأطمئن على عيني فرفض أخي المزعج و وافقه أبي لأنه يحبه كثيراً وأخبرني أنه سيأخذني مرة ثانية التي هي لم تأت

 و الله دائماً ما أشكوا لأمي وأخاف ضعف بصري أكثر لكنها تسخر مني ، لا أعرف لكن أظنها تعتقد أني أكذب ، عين أبي كانت تدمع وتؤلمه فلم يذهب لطبيب وعندما شكوت له بصري أخبرني أنه لا يريد صرف المال على نفسه ليذهب إلى الطبيب ، يعنى أنه يقطر على نفسه من أجلنا ، إذاً لماذا ؟ ربما عندي جنون الارتياب فأظن أنهما يكذباني وهذا يؤلمني !  

ولعلمكم أنا لا أخذ الأدوية إلا عند الضرورة القصوى فأنا أقرأ الأعراض الجانبية لكل دواء و أنصح والدى أن لا يأخذونها لأنها برأيي مضرة أكثر منها مفيدة ، ولا أخذ المسكنات بالرغم من نصح أمي أن أخذها في حالة كنت أتألم وهكذا ، ولكن عندما بحثت أمي عن علاج طبيعي لمرض الدسونتاريا ، غضبت وحزنت واعتقدت أنها لا تهتم بصحتي و لا ترغب بأخذي لطبيب ! أنا الصراحة لا أعرف هل أنا أغار من أخواني لأنهما عندما يمرضان تفضلهما أمي وتقول لي : عندما تمرضي مثلهما ، وهي تهتم بهم فعندما تلاحظ أي عارض تطلب منهم أن يذهبوا لطبيب معها ولكنها لم تهتم من أن أنفي تؤلمني وأعراض الحساسية الواضحة والجيوب الأنفية وهي التي أخبرتني بذلك وأكدت عليها لكنها لم تصطحبني إلى طبيب !

أنا الأن لن أشكو لهما بأي شيء و لأموت هكذا أحسن لي من الحزن ، أنهما لم يهتما بي في مرضي وأعذرهما ، أريد مشورتكم ونصحكم وأسفة على ثرثرتي .

تاريخ النشر : 2018-05-12

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى