تجارب ومواقف غريبة

الشيخ الصالح

بقلم : محمد العلاوي – الجزائر

الشيخ الصالح

ولما اقتربت منه رأيت أوراقا خضراء تنبت من خلفه وتتصاعد ..

رأيت في ليلة من الليالي كأن خرج من غرفتي شيخ مهيب ذو لحية وابتسامه ساحرة ورأيت حول عنقه سبحة كما يعلقها شيوخ الصوفية رضي الله عنهم ولما اقتربت منه رأيت أوراقا خضراء تنبت من خلفه وتتصاعد مع الحائط واستيقظت من الحلم . اعتبرتها رؤيا خير لأول وهلة غير أن الأمر كان ابعد بكثير .

ومر تقريبا عام ونيف على هذه الرؤيا وخطبت زوجتي وكنت اكلمها بالهاتف و في يوم من الأيام قالت بأنها رأت في منامها شيخا يرتدي جلابة بيضاء أي بردة وقد قال لها : " يا بنيتي أوصيك بخطيبك خيرا " .. فعانقت خطيبتي الشيخ وشعرت كأنه جدها المتوفي .

في كل مرة تفاءلت خيرا بهذه الرؤيا . وبعد زواجنا بفترة قصيرة حدث وان وقع سوء تفاهم بيننا حول شيء تافه فغضبت وتركت البيت وأعصابي ثائرة ، ولما عدت مساءا وجدت زوجتي تتودد إلي وتطلب مني الصفح . اعتقدت في بادئ الأمر أنها راجعت نفسها و ندمت .

ولما أخدنا في تناول الطعام قالت لي أتذكر المنام الذي قصصته عليك لما كنا مخطوبين ؟ .. فقلت بأن نعم .. فرأيتها وكأنها تحاول إخفاء شيء من الخوف أو الخجل وقالت : " بعد الظهر نمت قليلا فرأيت ذلك الشيخ ينهرني ويصيح في وجهي .. ألم اقل لكِ بأن ترضي زوجك في كل الأحوال ؟ " .. وقالت زوجتي بأنها استيقظت من النوم مذعورة .

فقلت لها أطيعي الأمر إذن . وبدأت أفكر في الموضع بجدية وموضوعية ، أخذت اجمع في ذهني الأحداث واربطها وسئلت نفسي من يكون هذا الشيخ ؟ .. و ما الذي يريده مني ومن زوجتي ؟ .. وخطر بسري أن هذا الشيخ هو الذي رأيته قبل زواجي . ثم انهمكت في العمل ونسيت الموضوع .

وذات صباح كنت جالسا أتناول فطور الصباح فتجاذبت أنا وزوجتي الحديث وتطور وبدأت اشعر بالغضب ، وكنت أحاول أن أسيطر على أعصابي فتذكرت وصية الشيخ لها وقلت لها : " أنسيت وصية الشيخ لكِ ؟ " .. فقالت إنها سخافة ، وقالت بأني أعيش في عالم خيالي . فنهضت من مكاني وقلت لها تحملي مسؤولية أقوالك بمفردك . وذهبت إلى العمل ولما صليت الظهر ورجعت إلى العمل شعرت بالانقباض وضيق في صدري وأردت أن اتصل بزوجتي لأسالها فلم افعل .

ولما رجعت في الليل وبمجرد أن التقيت بزوجتي جلست على السرير وأخذت في البكاء فاستغربت وأخذت اسألها عن الموضوع ، فقالت لي أردت أن اتصل بك بعد الظهر لأني كنت جدا خائفة ومرتبكة .

فقلت لها ولما ؟ ..

فنظرت إلي وقالت خلدت إلى النوم بعد الزوال فرأيت كأني ادخل بيت كأنه مصلى أو زاوية ورأيت نفس الشيخ غير انه كان جالس القرفصاء على مخدة صحراوية وجماعة من الرجال على شكل حلقة علمية دينية يستمعون إليه ، فلما رآني قال لي أتدرين مع من كنت تتحدثين ؟ .. هيا ادخلي وصلي ركعتين ففعلت .

منذ ذلك الوقت عزمت أن اعرف حقيقة هذا الشيخ وبدأت ابحث واسأل أهل الثقة والمريدين . ومرت ثلاث سنوات اجتمعت مع شيخ من مشايخ سوريا اسأل الله تعالى أن يفرج عنهم كربهم ، ولما سنحت الفرصة سألته عن الموضوع فقال لي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصدقته لأول وهلة وحمدت الله وقبلته بين عينيه ثم قال الشيخ – الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم -.

تاريخ النشر 06 / 08 /2014

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى