طوائف و معتقدات

ما وراء القناع

بقلم : حسين سالم عبشل – اليمن
للتواصل : https://www.facebook.com/profile.php?id=100010781206005

ما وراء القناع
للاقنعة اسرار وتاريخ طويل من الطقوس والمعتقدات

منذ الازل عشق الإنسان الفن و الرسم ، و كان الرجل القديم يرسم أشكال الحيوانات التي يصطادها على جدران الكهوف ، و قد تطورت هذه الموهبة مع تقدم الزمن و صار الإنسان يصنع الأقنعة من المواد المتوفرة في بيئته و يقوم بتزيينها و تلوينها ، و كانت تستخدم تلك الأقنعة في طقوس احتفالية و دينية ، و في أحد المتاحف الفرنسية بمدينة باريس يوجد قناع حجري يعود تاريخه إلى 7000 عام قبل الميلاد ، هذا بالإضافة إلى الأقنعة الذهبية التي وُجدت في قبور الملوك و زعماء القبائل من الحضارات القديمة ، و من أشهرها تمثال الملك الفرعوني توت عنخ أمون ، و في الحضارة الفرعونية كان الكهنة يلبسون أقنعة أثناء مراسم تحنيط المومياء و نقلها إلى العالم الأخر ، و من بين تلك الأقنعة قناع أنوبيس إله الموت حسب اعتقادهم و الذي كان يتجسد على شكل أبن أوى .

ما وراء القناع
اقدم قناع في التاريخ .. عمره 7000 عام

قد عُرفت عدة حضارات باستخدام الأقنعة مثل الحضارة الإغريقية و الرومانية لتأدية المسرحيات و أمتاع الجماهير ، أما في الثقافة الهندية و الصينية فقد استخدمت الأقنعة لتجسيد أشكال الإلهة و الشخصيات الأسطورية المقدسة ، أما في غرب أفريقيا فقد اشتهرت قبائل اليوروبا و الأيجبو و إيدو باستخدام الاقنعة في الاحتفالات المتعلقة بالتواصل بأرواح الأجداد و طرد الأرواح الشريرة ، حيث يتم صناعة الأقنعة بواسطة حِرفيين يمتلكون مهارة عالية و يحظون باحترام جميع أفراد القبيلة ، و تتم صناعة الأقنعة من الخشب و من جلود الحيوانات المدبوغة ، و بعدها يتم تزيينها بالمعادن و الأصداف و الأحجار الكريمة مع تلوينها بألوان متنوعة ، و قد تأخذ الأقنعة أشكال الحيوانات لغرض الاستعانة بقوة تلك الحيوانات ، فمثلاً الأسد و النمر يمثلان القوة ، و تأخذ الأقنعة أشكال تشبه وجوه النساء و مزايا الجمال فيهن مثل دقة الذقن و حدقات العيون الواسعة ، و بالرغم من ذلك فلبس الأقنعة مقتصراً على الرجال فقط ، و تختلف أشكال الأقنعة من قبيلة إلى أخرى .

ما وراء القناع
اقنعة قبائل الايروكوا .. يحضى بقدسية كبيرة

أما في جزيرة بابوا غينيا الواقعة في قارة أوقيانيا بالقرب من إندونيسيا ، فقد أشتهر سكانها باستخدامهم أقنعة طويلة جداً يصل طولها إلى 6 امتار لحمايتهم من الأرواح الشريرة ، و لعل أغرب تلك الاقنعة هي التي يرتديها أفراد أتحاد قبائل الأيروكوا  Iroquois ، ذلك الاتحاد الذي يتكون من عدة قبائل مجتمعة و هي قبائل الموهوك و أنونداجا و كيجا و سينيكا ، الذين يعتبرون السكان الأصليون لقارة أمريكا الشمالية  ، حيث يعتبر هذا القناع مقدس بالنسبة لهم و يحظى باحترام كبير و يُمنع بيعه أو التقليل من قيمته ، بل أنهم يقومون بطلائه بالزيت و الشحم الحيواني و إطعامه الأرز و عمل حفلات لحرق التبغ على شرفه ، فأفراد تلك القبائل تعتبره تجسيداً لروح الجد الذي يقدسونه ، و يستخدمون ذلك القناع في احتفالاهم السنوية التي تقام في فصلي الربيع و الخريف و يتم خلال هذه الاحتفالات شفاء المرضى و طرد الأرواح الشريرة في أجواء من البهجة تعلو خلالها أصوات الطبول و رائحة التبغ المحترق ،  أما كيفية صناعة تلك الأقنعة فهي بحد ذاتها أمر معقد جداً ، حيث يعتقد أن الأرواح ترشد صانع القناع إلى الشجرة المراد صناعة القناع من أخشابها ، ثم يقوم الصانع بنحت القناع على جذع الشجرة و لا ينزعه إلا بعد أن يتم تلوينه و لهذا يُعتبر القناع كائن حي و يتنفس ، فإذا أنتهى من النحت بالنهار يتم تلوينه بالأحمر و إذا أنتهى من النحت مع المساء يتم تلوينه بالأسود ، و بعدها يتم تثبيت المعدن على حواف عيني القناع و يكون أنفه معقوف للأعلى ، و يتم تزيين أعلى القناع ببقايا السنابل و شعر الجواميس ، و بعدما أدخل الأوروبيين الأحصنة إلى تلك المناطق ، صاروا يزينون الأقنعة بشعر الخيول .

ما وراء القناع
اطفال يرتدون اقنعة الهالوين المخيفة

و في أوروبا و أمريكا يتم الاحتفال بعيد القديسين   Halloween حيث يلبس الأطفال و الكبار أقنعة و أزياء تنكرية عشية عيد القديسين الموافقة لتاريخ 31 أكتوبر من كل عام و يستمر هذا الاحتفال لمدة 3 أيام، و يرجع أصل هذا الاحتفال إلى العصور القديمة حيث كان سكان إيرلندا و بعض المناطق المحيطة بها يشعلون النيران فوق المرتفعات و يلبسون الأقنعة المخيفة لطرد أرواح الأموات التي يعتقد أنها تحاول العودة إلى منازلها .

ما وراء القناع
الاقنعة تكون للوقاية احيانا .. قناع طبيب الطاعون في العصور الوسطى .. وجندي يرتدي قناع واقي من الهجوم بالغازات الكيمياوية

و تعتبر الوقاية من التعرض للحوادث و الأمراض المعدية من أهم فوائد استخدام القناع  فنجد من يعمل في مجال الحدادة يلبس قناع حديدي يقيه من تطاير شرر النار و الشظايا ، و نجد الطبيب يلبس الكمامة الطبية التي تقيه من العدوى ، و خلال الحرب يلبس الناس الأقنعة الواقية من الغازات السامة ، و يرجع أول استخدام للأقنعة لغرض الوقاية إلى زمن ظهور الطاعون ، حيث قام الطبيب الفرنسي تشارلز دي لورمى عام 1619م بتصميم قناع لوقاية الأطباء من الإصابة بمرض الطاعون ، و تم تصميم القناع من قماش سميك ذو سطح زيتي لا يسمح بالتصاق السوائل ، مع فتحتين من الزجاج تشبه النظارة للرؤية ، هذا بالإضافة للبروز الطويل الذي يشبه منقار الطائر  و كان يتم حشوه بالورود المجففة و الأعشاب و البهارات حتى تقي الطبيب من الروائح الكريهة و العدوى ، هذا بالإضافة للمعطف الشمعي الطويل الذي يغطي الجسم حتى أخمص القدمين ، و قفازين لليد ، هذا القناع كان رمزاً للشؤم و المرض و جعل الناس يصابون بالرعب عند رؤيتهم للأطباء يرتدونه أثناء زيارتهم لبيوت المصابين بالمرض .

ما وراء القناع
نساء الطبقة الغنية كن يضعن اقنعة سوداء على وجوههن لحماية بشرتهن

أما في مجال التجميل و الأناقة فكان للأقنعة دوراً بارزاً في ذلك ، ففي القرن 16 كانت نساء الطبقة الغنية يقمن بلبس قناع يطلق عليه   visard mask ، و هو قناع بيضاوي مخملي أسود و يثبتنه بقطعة صغيرة توضع بالفم ، هذا القنع ترتديه النساء أثناء تنقلهن بين المدن حتى لا تُصاب بشرتهن بأشعة الشمس ، فاللون الأسمر كان يعتبر من صفات الفقراء الذين يقضون وقتهم بالعمل في الحقول الزراعية ، هذا بالإضافة إلى الوقار و الغموض التي يهبها القناع لمن ترتديه ، و لكن هذه الموضة انتهت في القرن 17 بعدما صارت لا تتناسب مع أزياء ذلك العصر و صارت تلك الأقنعة ترمز إلى المومسات حيث وجدنه مثيراً و يجذب الرجال إليهن .

ما وراء القناع
قناع السيدة رولي .. كان من صيحات التجميل في زمانه ..

و كان للأقنعة دوراً بارزاً في عملية التجميل، ففي عام 1875م قامت السيدة هيلين إم رولي  بتصميم قناع خاص لترطيب البشرة ، كانت السيدة رولي ذات 51 عام تعمل خياطة في معمل فان ويرت لخياطة و تطريز الملابس و القبعات النسائية ، عندما خطرت على بالها فكرة تصميم قناع رقيق من المطاط الهندي ، تضعه النساء على وجوههن عند النوم ، و نالت براءة اختراع على هذا القناع ، و قد لقي هذا القناع أقبالاً كبيراً من النساء بتلك الفترة خصوصاً أنه كان يُباع مع مستحضرات التجميل ، و تقوم فكرة القناع على أن تضعه المرأة أثناء النوم ، و بهذا يحصل تعرق غزير و يتسبب بفتح مسامات الجلد و ترطيب و تنعيم البشرة في الصباح ، و مع هذا فقد تسبب القناع  بالكثير من الأمراض الجلدية بسبب تراكم العرق على البشرة و تسببه بنمو البكتيريا و الفطريات .

ما وراء القناع
قناع الكسندر بيدن

و كما تستخدم الحيوانات و الحشرات و الطيور التمويه بتغيير ألوانها و أشكالها لنجاه من الخطر فقد استطاع الأنسان استخدام الأقنعة لتنكر و إخفاء الهوية ، و جميعنا قد سمع عن حرب الجاسوسية بين الدول و كيف كان الجواسيس يستخدمون الاقنعة المطاطية لتنفيذ مهامهم السرية ثم تطور العلم و أصبح الجواسيس يستخدمون أقنعة السيلكون ذات التفاصيل الدقيقة ، و لعل من أول من قام بحيلة  التنكر بالقناع و الهروب من السلطات هو القس الإسكوتلندي ألكسندر بيدن ، فبعد أن تولى الملك تشارلز الثاني الحكم في أسكوتلندا ، قام بتغيرات دينية واسعة و لكن القس الكسندر رفض هذه التغييرات و أستمر بتعليم الناس على نفس النهج القديم مما تسبب له بمشاكل عديدة مع السلطة التي وضعته أسمه على قائمة المطلوبين للعدالة باعتباره متمرد على الملك و كان ذلك عام 1663م و بالرغم من ذلك استطاع الكسندر بيدن أن يستمر بتعليم الناس سراً في البيوت و الحقول و قد صنع قناعاً خاصاً كان يلبسه حتى لا يعرفه أحد ، كان القناع من القماش المنسوج جيداً مع لحية حمراء و شعر مستعار و بعض الريش المثبت حول فتحات العين بدلاً عن الرموش و أسنان مصنوعة من أعواد الخشب ، لقد كان شكله بشعاً جداً و يشبه الشيطان و مع هذا لقي إقبالاً كبيراً من الناس ، و أستمر على هذا الحال فترة طويلة حتى تم اعتقاله عام 1673 م و حُكم عليه بالسجن عدة سنوات ثم بالنفي إلى قارة أمريكا ، و أثناء نقله بواسطة سفينة بريطانية أشفق عليه ربان السفينة و أطلق سراحه و عاد إلى إيرلندا متنكراً مرة أخرى لممارسة تعليم الناس حتى توفي بتاريخ 26 يناير عام 1686م و لا زال قناعه موجود في متحف مدينة إدنبرة بإيرلندا.

ما وراء القناع
قناع الموت الخاص بنابليون وكذلك الرئيس الامريكي لنكولن

و قبل اختراع الكاميرا و الصور الفوتوغرافية أضطر النحاتون إلى عمل قناع الموت لحفظ ملامح و صور المشاهير بطريقة ثلاثية الأبعاد ، أمثال القائد و الإمبراطورة الفرنسي نابوليون بونابرت و العالم الانجليزي إسحاق نيوتن فعندما يموت الشخص المراد عمل القناع له يتم وضع الجص على وجهه بسرعة قبل أن تظهر عليه أعراض التحلل و التعفن و يتم انتزاعه بعد أن يجف ، و سمي بقناع الموت لأنه يتم صنعه على وجوه أشخاص قد ماتوا ، و من الممكن عمل ذلك القناع على وجوه أشخاص أحياء و يسمى قناع الحياة ، و أشهر من عملت له أقنعة الحياة هما الرئيسين الأمريكيين جورج واشنطن و إبراهام لنكولن ، و يتم عمل هذا القناع بوضع الجص على وجه الشخص بعد أن يتم طلاء شعر الوجه بالزيت حتى لا يلتصق  بالجص ، ثم يتم انتزاعه بلطف بواسطة خيط مثبت على أطراف الوجه .

ما وراء القناع
قناع الموت لفتاة السين .. عثروا عليها جثة هامدة وعلى فمها ابتسامة غامضة

لا يتم عمل أقنعة الموت للأشخاص المشهورين فقط ، فحتى الجثث مجهولة الهوية كانت تحظى بقناع الموت لغرض التعرف على هويتهم و لأسباب جنائية ، و من أشهر تلك الأقنعة هو قناع فتاة نهر السين المجهولة ، ففي أواخر عام 1880 م عثرت الشرطة الفرنسية على جثة فتاة غريقة على ضفاف نهر السين بمدينة باريس ، و بالرغم من التحقيقات لم يتم التعرف على هويتها و بالمشرحة أستطاع الاطباء تقدير عمرها بـ 16 عام و ذلك لعدم اكتمال نمو عظام الجمجمة ، كما رجح الأطباء أن سبب وفاتها كانت الأنتحار لعدم وجود أي اثار اعتداء على جسدها ، و تم عمل قناع على وجهها و كان في غاية الروعة حيث ظهر وجهها بملامحه الملائكية و بابتسامتها الغامضة التي فاقت غموض لوحة الموناليزا ، لم يتم التعرف على هوية تلك الفتاة لكنها أصبحت مشهورة جداً و تم عمل الألاف من النسخ عن ذلك القناع و انتشرت حول العالم ، حتى أن إحدى الشركات الأمريكية قامت عام 1958م بصنع دمية لأغراض التدريب الطبي يحاكي وجه تلك الفتاة التي لقبت بفتاة نهر النيل الغامضة.

ما وراء القناع
اقنعة اكلي التراب الخاصة بالعبيد

و كان للأقنعة جانب تاريخي مظلم يحمل في طياته كل معاني الظلم و الاستعباد ، بين القرنين 16 و 19 و أثناء عصر العبودية كان يتم نقل الألف العبيد من قارة أفريقيا إلى أمريكا و أثناء ذلك لاحظ ملاك العبيد أن هؤلاء العبيد يقومون بأكل التراب ، و يُطلق على هذه العادة بمصطلح  geophagy و هي عادة نقلها العبيد من بلدانهم حيث تنتشر هذه العادة في غرب أفريقيا و يعتقد الأفارقة أن أكل التراب علاج لكثير من الأمراض و مفيد للمراءة الحامل ، و لكن تلك العادة لم تعجب تجار العبيد كون تلك العادة تسبب الضعف و الهزال و عدة أمراض لأجساد العبيد و هذا يفسد تجارتهم ، و لهذا قام تجار و ملاك العبيد بتثبيت أقنعة حول رؤوس العبيد أثناء عملهم بالنهار و لا يتم نزعها إلا عند المساء ، تلك الأقنعة يُطلق عليها أقنعة أكلي التراب و تأتي على شكل قناع حديدي له غطاء عريض يمنع العبد من أكل التراب أثناء العمل بالحقل و ربما كان منع العبيد من أكل المحاصيل هو السبب الأساسي لوضع ذلك القناع ، و في البرازيل كان يتم وضع نفس القناع على وجوه العبيد العاملين في مناجم الذهب حتى لا يستطيع العبيد تهريب شذرات الذهب بأكلهم لتراب المنجم ، و تلك الأقنعة تسببت بالكثير من الألم و المعاناة للعبيد الذين كانوا يضعونه على وجوههم في تلك الظروف القاسية و الجو الحار.

ما وراء القناع
اقنعة العار .. وسيلة لمعاقبة السيئيين

قناع الخزي و العار هو أختار الماني تم إلباسه للمذنبين بين القرنين 17 و 18 ، و هو قناع من الحديد الثقيل و غير مريح و له أشكال عديدة بحسب نوع الجريمة التي أرتكبها المجرم ، فإذا كانت المرأة بذيئة اللسان تعاقب بلبس قناع ذا لسان طويل ، و اذا كان الشخص أحمق و مزعج يعاقب بلبس قناع حديدي له أذنين على شكل أذني الحمار ، و الشخص القذر الذي يؤذي الجيران فكان عقابه لبس قناع حديدي يشبه الخنزير ، و يظل المذنب مرتدياً لذلك القناع لمدة يوم كامل ، لا يستطيع الأكل و الشرب خلالها ، هذا بالإضافة لقطعة من الحديد تثبت بداخل القناع تمنع الشخص من الكلام و الأكل و الشرب ، في الحقيقة أن تلك القطعة تشبه لجام الخيل إلى حد كبير ، و في بريطانيا و تحديداً في أسكوتلندا عام 1567م كانت تُجرى العديد من المحاكمات بحق كل من يثبت تورطه بأعمال السحر و كان قناع العار و هو أحد أنواع العقاب التي يتم تطبيقها عليهم ، فبعد تثبيت ذلك القناع يُترك المتهم يعاني من سخرية الناس و رجمهم له بالقاذورات ، حتى يموت من الجوع و العطش .

المصادر :

Utterly Creepy Historical Masks

Mask – Wikipedia

False Face Society – Wikipedia

Halloween – Wikipedia

Plague doctor – Wikipedia

Visard – Wikipedia

Beauty History: Madame Rowleys Toilet Mask – Beautiful

Alexander Peden – Wikipedia

Death mask – Wikipedia

LInconnue de la Seine

Dirt-Eater Mask

The Mask of Shame | Torture Museum

تاريخ النشر : 2018-05-29

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى