تجارب من واقع الحياة

ألعاب متوحشة

بقلم : غالية – سوريا

ألعاب متوحشة
كنت أخاف من الألعاب كثيراً ولا أعرف ما هي عقدتي

 مرحبا أصدقائي ، هل تخيلت يوماً ما أن لعبة تتحرك لوحدها دون بطاريات ؟  هل تظن أن هناك ألعاب تغير شكلها لوحدها لتصبح أشكال مخيفة ومرعبة ، أو هل تظن أن هناك ألعاب تكبر حجمها لوحدها أو يصبح لها أسنان ، هل تظن أن هناك ألعاب متوحشة تفعل كل هذا لتهجم عليك لتقتلك ؟.

هذا ما يحصل معي ، فمنذ طفولتي المبكرة كنت أخاف من الألعاب كثيراً ولا أعرف ما هي عقدتي، خاصة حينما أخربها ، فعندما أخرب لعبة ما ، أهرب منها لأنني أتخيل أنها تلاحقني مصدرة أصوات مخيفة تريد أن تهجم علي لتبلعني بأسنانها أو لتقبض علي بأنيابها و لا أدري ما السبب في ذلك !

وقد كبرت وتعدى بي الأمر إلى الأشياء الأخرى غير الألعاب ، فمثلاً حينما اغسل الصحون لوحدي أتخيل بأنها هجمت علي مصدرة أصوات مخيفة فمنها ما قفزت على وجهي ومنها ما تعضني من بطني ومنها ما تأتي من ورائي تلتهمني من ظهري ، و ليس هذا فقط ، بل كثيراً ما أظن أن تلك الأشياء يصير لها أجنحة لتطير وتلاحقني أينما ذهبت

 فذات مرة حلمت بأن بكلتي التي أضعها على شعري تلاحقني وأنا أطير وهي تطير معي تريد أن تعضني بأسنانها ، ومرة كنت أسرح شعري ومعي ملقطاً لألتقط به شعري وفجأة رميته بعنف لأني تخيلت بأن ذلك الملقط قد كبر وصار طوله آلاف الأمتار حتى يستطيع أن يلتقطني في جميع جسدي ويلتهمني بكل أريحية.

ومرة تخيلتُ بأن بالوناً صغيرةً كنت ألعب به وفجأة انتفخ لوحده وظل يكبر حجمه حتى صار حجمه بحجم غرفتي وصار له أنياب حادة فهاجمني و ابتلعني .

لا أدري ما تلك العقدة وما هذا الخوف من الألعاب والأشياء.

تاريخ النشر : 2018-06-14

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى