تجارب من واقع الحياة

لما أنا ؟

بقلم : تائهة

لما أنا ؟
حياتي جحيم و ماضيا مؤلم و مستقبلي أكثر منه

 في حياتي لم أجد أحداً يساندني ، بدأ الأمر عندما أدمنت أحلام اليقظة حيث كنت أتخيل أني في عالم أخر لعائلة أخرى ، حتى أنني أقوم بتغيير شكلي و شخصيتي ، أحلم أن لي أم مختلفة تحتضنني في صدرها و لي إخوة يحبونني ولي أصدقاء ، لكن سرعان ما يصفعني الواقع عندها أعرف أن لا شيء سيحدث من هذا حتى و إن أردت ذلك فقد فات الأوان

 هل تصدقون أني لم أنعم بحضن منذ ولادتي ، فأنا اشمئز من عائلتي ، نعم أنها الحقيقة ، أشعر بأنني كنت غلطة لا أكثر يقومون بإنجاب الأطفال و هم يعرفون أنها روح تحس و تتألم و تواجه أشياء لم تكن تريدها بسببكم ، أرجوكم يا عالم فكروا قبل أن تنجبوا ، أن طفلكم سيتعرض لأشياء مقززة ، أنه إنسان لا يستحق هذا ، أرجوكم لا تقعوا في غلطة والدي اللذين ولدوا جسداً بدون روح

تفككت عبر تجارب مؤلمة و أصبحت يدي و رجلي كلها جروح لأني أقوم بتقطيعها بشفرة فقد أدمنت ذلك ، أضطر كل يوم للبس قناع أخفي فيه حزني ، أنا لا أقف ضد القدر فقد قدر الله وما شاء فعل و أطلب من الله أن يسامحني على ما أقوله ، أنا لا أستطيع إصلاح شيئاً الأن لا أستطيع التعايش مع فكرة أني سأبقى باسمي طوال حياتي ، أعيش أغلب أوقاتي و أنا في فيلم أو أغنية في خيالي ، لا أعلم أنا تائهة ، حتى و لو أردت الموت فإنني أخشى ما بعده لا أعلم ماذا حل بي أتمنى لو أني أموت و اصبح غير موجودة ،

حتى في الحياة الثانية كأني لم أكن و لم يكن لي وجود قط ، كم أتمنى هذا لماذا الواقع مؤلم لماذا ، يجب علي التعايش مع أناس لا أطيقهم ؟ ليس هناك حل فأنا عالقة في عالم بدون رحمة فقط تعرضت لجميع أشكال السخرية في مدرستي و كان الكل ينظر إلي كحشرة ربما بسبب شكلي البشع ، أرجوكم قولوا لي أنني أحلم و أنني لم أولد في هذا العالم ، ما السبيل لما أنا أحارب العالم ؟ هم انجبوني و يعرفون أن هذا العالم موحش ، أنا لم أكن في الوجود فجأة وجدت نفسي هنا

أرجو أن تفهموني أنا لست قادرة على فعل شيء و حياتي عذاب ، حتى لو أردت حضن أخواتي أو أهلي فقد فات الأوان ، أنا أصلاً لم أعد أريد ذلك لأنني أصبحت حاقدة و لم أحظى بالحنان و الحب في صغري فقد كان ملك لإخوتي ،

أتذكر عندما كان أبن عمي يمارس علي الجنس في كل مرة أتي عنده عندما كان يتركنا أبي وحدنا في محله ظناً منه أنه تركني في إيدي أمينة و هذا أسوأ شيء حصل لي ، لا أنفك أنسى ذلك المنظر البشع عندما كان يدخلني عنده ، أمي لم تكن مقربة أبداً و لم أشعر ليوم أنني أملك أم ، كان كل همها أن تنحب ولد لذلك لم أستطع قول هذا الشيء لاحد و ظننت أنه شيئاً عادي فبربكم كنت صغيرة جداً

 لكن عندما كبرت و عرفت معنى ذلك و أنه سيؤدي إلى أشياء كبيرة و مشاكل فالتزمت الصمت ، هذه الحقيقة لطالما كنت وحيدة منذ صغري ، حسناً حياتي جحيم و ماضي مؤلم و مستقبلي أكثر منه ، كل مرة أحاول أن أبدا صفحة بيضاء و لا أنفك عن التفكير بماضي الأسود و واقعي المؤلم ، ما الحل ؟ لا أستطيع تقبل شيء في حياتي لا عائلتي و لا واقعي.

تاريخ النشر : 2018-06-17

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى