تجارب ومواقف غريبة

قصص حقيقية من الأراضي المصرية (1)

بقلم : أحمد الأيماني – مصر

قصص حقيقية من الأراضي المصرية (1)
كثيراً ما نسمع عن غروب الشياطين عند المغيب

السلام عليكم إخواني و أخواتي رواد موقع كابوس ، لكل الباحثين عن الخوف و الرعب الكامن في العروق .. لكل من يريد أن يعيش حالة من الهلع المستمر ، جئتكم اليوم بقصص واقعية حدثت مع بعض الأشخاص الذين أثرت فيهم إلى وقتنا هذا .. لا أريد الإطاله لأترككم مع القصص التالية ..

القصة الأولى :

هذه القصة حدثت في تسعينات القرن المنصرم ..

يحكي لي “عمر” أحد ساكني قرية “المشايخ” المجاوره لبعض الجبال المهجورة ، أنه كان هو و أحد أصدقائه و يدعى “محمد” يقرران زيارة صديقهم الذي جاء من السفر و اسمه “ضياء” و السهر و المبيت عنده .. “ضياء” الذي يقطن في القريه المجاورة فكم مر من الزمن و لم يلتقِ الأحبه و كم أشتاق إلى السمر معاً ، و لكن للوصول إلى “ضياء” يجب عليهما المرور من جانب الجبل .. و كان هذا الجبل مشهوراً بمواقفه و قصصه المرعبة و أبرزها قصة الرجل مقطوع الرأس ، الذي يظهر لمن يذهبون إلى الجبل ليلاً .. يشرع الصديقان بالرحيل بعد أن قاما بتحضير المتاع ..

عمر : “هيا يا محمد ألم تنتهي؟” ..

محمد : “دقيقة سوف أحضر قارورة المياه” ..

عمر : “حسناً عجل بالأمر” ..

محمد : “أنا مستعدٌّ الآن هيا فلنذهب” ..

عمر: “بسم الله توكلنا علي الله شددنا الرحيل إلى قرية ضياء!” ..

بعد مده من المسير .. عمر يقول مرتبكاً : “لقد نفدت القارورة يا صديقي ، ما العمل؟” ..

محمد : “لا تقلق فيجب أن يكون هناك بئرٌ قريب ، و قد نجده في طريقنا!” ..

عمر : “أعاننا الله” ..

لم يعرفا أن ما ينتظرهما غير متوقع ، كادت الشمس أن تغرب و تشارف علي الرحيل .. و هناك من خرج من جحره فكثيراً ما نسمع عن خروج الشياطين عند المغيب ، أقبل الصياد ينتظر الفريسة إذ سار الصديقان حتي التقيا ببئرٍ قريب فوق التله ..

عمر : “انظر! .. انظر! يا صديقي أترى ذاك البئر؟” ..

محمد : “نعم الحمد لله كاد العطش أن يقتلنا .. هيا قبل أن تغرب الشمس ، و يحدث ما لم يكن وارداً في الحسبان!”

عمر : “عن ماذا تتكلم ؟ أتصدق هذه الترهات؟! .. إن هي إلا قصص يرويها الأهالي لإخافة أبنائهم من الابتعاد عن القرية” ..

محمد : “لا تقل هذا .. و إلا ظهر لنا ذو الرقبة” ..

فقال عمر بصوتٍ عالٍ : “حقاً؟! فلتظهروا لي أيها الجن إن كنتم موجودين .. أنا لا أخاف منكم” ..

محمد : “اصمت أتريد إحضارهم إلى هنا الآن؟! فلنذهب إلى البئر و نقضي حاجتنا و من ثم نذهب بدون مشاكل” ..

عمر و هو يضحك : “حسناً هيا بنا!” ..

مضى الصديقان إلى البئر ، و كان محمد غير مطمئن لأنه أحس بأن شيئاً ما يلحقهم ..

محمد : “يا للهول ما هذا و كأن الشيطان قُتِل .. أسمعت هذا يا عمر؟” ..

عمر : “عن ماذا تتحدث؟” ..

محمد : “ألم تسمع تلك الصرخه العالية؟ .. كادت أن تقتلع أذني من مكانها يا رجل!” ..

عمر : “لن تجدي مزحتك معي نفعاً فلن أخاف” ..

محمد : “أنا لا أمزح يا صديقي على كلٍّ أعتقد بأننا لسنا بمفردنا ، أعطني القارورة ها قد وصلنا” ..

يسمع “محمد” و “عمر” صوتاً غليظاً ينادي بعلوٍّ قائلاً “من يتجرأ على الاقتراب من بئري؟! ما الذي أتى بكما إلى هنا يا معشر الإنس؟ حقاً لقد وصلتما إلى محطة هلاككما لا محالة!” ..

محمد : “أسمعت يا عمر علينا الهرب ، هيا بسرعه هيا!” ..

عمر : “توقف يا صديقي لابد أن هناك من يمازحنا!” ..

محمد : يا رجل أهرب ، أهذا صوت إنسي؟!” ..

و بينما هما كذلك إذا بشيءٍ أرجله مثل الحمار و رأسه مثل الثور ، عيناه مقلوبتان و شعره ملأ أركان جسده لابساً ثياباً بدت كأنها من الجحيم .. ثياب جلدية خرجت عليهما من مغارة قريبة من البئر! لقد غربت الشمس و بدأ هذا الجني بالصراخ قائلاً “ما الذي أتى بك يا محمد ابن فلان و يا عمر ابن علان بحق الإله لقد جئتم لموتكم” و فور سماعهما لتلك الجملة أطلقا سيقانهما للريح ..

لكنهما عجزا عن الحركة ، بل و عجزا عن قراءة القرءان ..

محمد : “ألم أقل لك؟ يا للهول سنموت يا عمر سنموت!” ..

عمر : “إقرأ أي شيء و إلا صرنا أشلاءً” ..

محمد : “لا أستطيع فلساني يعجز عن ذكر الله!” ..

عمر : “اذكر الله في عقلك ، في قلبك .. إفعل أي شيءٍ لعلنا نتحرر مما نحن فيه يا الله انقذنا” ..

محمد بعد أن ذكر الله في نفسه : “بسم الله لقد تحرر لساني ، بسم الله الرحمن الرحيم الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. إلى آخر الآية” ..

عمر : “اجري لقد تحررنا اجري اجري! آااه كدت أتعثر .. قدمي” ..

محمد : “المتاع لقد تركناه!” ..

عمر : “اللعنه علي المتاع و على أهل المتاع ، اجري و انقذ حياتك” ..

الجني : “ويل لكم يا معشر البشر .. لن أترككم ، لن ترحلوا بسلام” ..

بعد أن ابتعد الصديقان عن البئر ..

محمد : “لقد حل الليل و لا يوجد ضوءٌ لنهتدي به في طريقنا .. ما رأيك أن نبيت في ذلك الكهف القريب؟” ..

عمر : “يا أخي ما حَرَّمْت ، أتريد مني أن أموت .. يا صديقي أنا أريد إكمال حياتي و أريد أن أتزوج ، ما زلت في ريعان الشباب” ..

محمد : “أين ذهب عمر الشجاع الذي لا يخاف؟!” ..

عمر : “أتستهزئ بي؟ فلنذهب لذاك الكهف” ..

محمد : “بسم الله .. ها قد اقتربنا أترى تلك الشجره الذابلة؟ اذهب و أتي لنا ببعض الحطب منها” ..

عمر : “لن أذهب وحدي بعد الذي حدث” ..

محمد : “حسناً فلنذهب معاً” ..

عمر : ” كفى كل هذا الحطب .. هيا لنحتمي من ظلام الليل قبل ظهور السباع .. أشعل النار يا محمد دعنا نضيء المكان” ..

محمد : “بسم الله .. ها قد أشعلت النار .. انظر إلى الحائط أتري تلك الرسمة؟ و كأنها أفعى!” ..

عمر : “نعم أراها و لكن ماذا يعني هذا؟” ..

محمد : “أتمنى أن يكون خيراً” ..

عمر : “لقد غلبني النعاس فلننم ، و نكمل عند الفجر” ..

محمد : “و أنا أيضاً .. هيا لننم و نكمل المسيرة عند الفجر” ..

بعد وقتٍ قصير ..

محمد : “عمر .. عمر”

عمر : “ما بك يا محمد ؟ .. دعني و شأني فأنا نعسان” ..

محمد : “هناك من ضربني على رأسي أفعلت هذا؟” ..

عمر : “لم أفعل و كفاك مُزَاحاً إلى هذا الحد ، هيا نم” ..

محمد : “عمر استيقظ .. استيقظ و انظر” ..

عمر : “ما بك يا رجل هل جننت؟!” ..

محمد : “انظر إلى الأفعى إنها تضيء” ..

عمر : “عن ماذا تتكلم؟ اتركني أنام” ..

محمد : “الأفعى المرسومة يا رجل هل نسيت؟” ..

عمر و هو ينظر : “يا للهول ما بال الأرض تهتز!” ..

حينها فُتِحَ في الحائط باب يراه الصديقان .. بابٌ لمقبرةٍ فرعونية! ..

محمد : “انظر ، انظر .. أترى هذا؟ ذهب .. ذهب .. سنصبح أغنياء يا صديقي” ..

عمر : “ادخل و لا تتكلم فلنأخذ ما بوسعنا ، و نرى كيف سنوصلهم إلى القريه دون علم أحد” ..

دخل الصديقان و إذا بالباب قد أُغْلِق ثم سمعا صوتاً يشبه الصراخ ، و لكن بصوتٍ عالٍ يأتي من ورائهما قائلاً “ما الذي جاء بكما؟ أهذا الذهب لكما كي تأخذاه؟! .. و عندما نظر له الصديقان إذا بهما يرون كلبٍاً ضخماً جسده مخطط بالذهب ، أرجله تشبه أرجل الماعز .. عيناه مثل الجمر و بجانبه خمس أفاعٍ سوداء رُسِمَ عليها نقوش بالذهب ، أفاعي ذات أعين حمراء .. أخذت تحوم حولهما ..

الأنفاس تضيق فقال عمر “بسم الله” فضربه هذا الوحش حتى أُغمى(غُشِيَ) عليه ، ثم اخذ “محمد” بالصراخ و ذكر الله حتي أمسكه الوحش هو الآخر بمخالبه فأُغمى عليه كذلك .. استيقظ الصديقان على أصوات بعض أهل القريه الذين وجدوهما علي مشارفها نياماً ، أحدهما جُرِح و الآخر تورمت رأسه .. فقال لهما أحد أهالي القرية “ما بكما؟ و الله كأن شيطاناً قد ضربكما” ، فردا عليه قائلين “و الله يا عم صدقت أعطونا نشرب أولاً و بعدها نتكلم” ..

حكى “محمد” ما حدث لهما فقال شيخ القرية “و الله إنكما قد قابلتما رصد مغارة تلة العوال .. الحمد لله الذي أنقذكما منها فهناك من قُضِيَ عليه بسبب تلك المغارة ، قفا و احمدا الله و اذهبا إلى بيتكما و الله إنكما قد نجوتما بأعجوبه و معجزة إلهية .. فهذه المغارة لا تُفْتَح إلا يوماً كل خمسة أشهر و لحظكم هذا اليوم كان يومكم” ..

ذهب الصديقان إلى بيتهما كل منهما حكى ما حدث له لعائلته و بحلول وقت النوم راود الاثنان حلم عجيب ، إذ جاء نفس الكلب لهما محذراً إياهما بأنهما إذا عاودا الكَرَّة فستكون آخر فرصة لهما .. فلقد منحهما فرصةً للعيش لأنهما لم يأتيا قاصدين الذهب بل أتيا ليحتميا بالكهف ..

في الصباح ..

عمر : “محمد .. يا محمد .. اخرج من البيت .. محمد”

محمد : “ها أنا قادم يا صديقي” ..

عمر : “لن تصدق يا محمد لقد راودني حلم غريب” ..

محمد : “لقد جاءك ذاك الرصد” ..

عمر : “و كيف عرفت هذا؟” ..

محمد : “لأني رأيت ذات الحلم .. كنا أنا و أنت في المغارة و أخبرنا ذاك الرصد بأنه منحنا فرصه ، لأننا ما جئنا طامعين بل جئنا نحتمي بالكهف” ..

عمر : “و الله إنه لنفس حلمي .. الحمدلله يا صديقي فلنحمد الله ، و لنذهب لصلاة العصر” ..

القصه الثانيه :

حدثت هذه القصه في ستينات القرن الماضي ..

تحكي لي جدتي عن الخاله “بِسَّه” ، كانت الخاله “بِسَّه” بكسر الباء و تشديد السين مع فتحها ، عجوزاً بسيطة تعيش وحيده في منزلها كانت تعمل كقابلة ..

كانت الخاله “بِسَّه” تعيش حياةً هادئة إلى أن بزغ فجر أحد الأيام بطرق الباب ..

الخاله بِسَّه : “من الطارق؟” ..

الطارق : “افتحي يا خاله هذا أنا” ..

بِسَّه : “من أنت؟” ..

الطارق : “أنا من جيرانكم سكان الجبل” ..

فتحت الخاله الباب فكان الطارق رجلاً بسيطاً يرتدي جلباباً أبيضاً ..

بِسَّه : “من أنت يا بني؟” ..

الطارق : “أنا محمد يا خاله جئتك طلباً لمجيئك إلى بيتي ، لأن زوجتي شارفت على الولادة .. تعالي معي فإنها تتألم” ..

ذهبت معه الخاله و هي لا تدري أَتُحَدِّث بشرياً أم جنياً! ..

وصل محمد هذا إلى مكانٍ خالٍ فوق الجبل فأخذ يتمتم ، فَفُتِحَت في الأرض بوابة تخرج منها سلالم .. عندها صُدِمَت الخاله فكاد قلبها أن يتوقف ، لقد أيقنت أن الذي أمامها جنياً فسلمت أمرها لله ..

ثم قال لها “لا تخافي يا خاله نحن مسلمون و لن نؤذيكي ، و الله لا نريد إلا أن تساعدي زوجتي و أن تولديها” ..

ثم أردف قائلاً “انزلي يا خاله علي مهلٍ” ، و بِسَّه المسكينه قد شحب وجهها ..

عندما نزلت تقول الخاله بِسَّه “وجدت امرأةً على السرير تعاني من آلام الولادة و نسوة يحطن بها ، منهن من أذنها طويلة و منهن من أرجلها صغيرة و لكن الصفة المشتركة بين كل النسوة هي الجمال .. فهن بيضاوات كبياض الثلج كما أن أعينهن ساحرة و كلامهن أطيب الكلام فسبحان من خلقهن” ..

اقتربت الخاله بِسَّه من المرأة ثم أخذت تفعل ما عليها حتي أنجبت ثلاثة أولاد و بنتين ، جمالهم مثل القمر لكن لونهم شاحب و الغريب أن الأطفال الذكور عندما خرجوا .. كانوا يضحكون و مبتسمين إلا الإناث كن يبكين ثم بدأ النسوة يحتفلن ، بدأت الزغاريد و بدأ الأطفال يغنون قائلين “جاءنا المولود الجديد ، اليوم هو يوم العيد” ..

بدأ صوت الطبل يعلو ثم دخل الغرفه على الحجة “بِسَّة” امرأةً عجوز قائلةً “العرس بدأ و نحن ذاهبون إلى الأقصر” فقال محمد ” أتذهبين معنا يا خاله إلى الأقصر اليوم ، عرس أخي و ولادة زوجتي اليوم و الله إنه ليوم عيدٍ حقاً” ..

قالت الخاله : “بارك الله فيكم يكفيني فرحة ولادة زوجتك ، و لابد أن أذهب الآن يا ولدي فلقد تأخر الوقت” ..

محمد : “حسناً يا خاله” ..

أحضر هؤلاء الجن الذهب و الحنطه و القمح كأجر إلى الخاله و مكافأةً لها على مساعدتها ، و قال لها محمد “يا خاله انتظري خمس دقائق لأذهب بهذا القمح و ذاك الذهب إلى بيتك ثم أتركهم هناك و سآتي لكي أعيدك إلى المنزل” ..

انتظرت الخاله “بِسَّه” إلى أن جاءها فقال لها “اغمضي عينيكي و سدي أذنيكي تجدين نفسك في المنزل” ففعلت ثم قال لها “افتحي عينيكي” ، حتى وجدت نفسها في البيت بعدئذٍ قال لها “لا تنسي أن تزورينا علي السابع يا خاله بِسَّه .. تعالي إلى نفس المكان و ناديني باسمي و سآخذك إلى المنزل تحتفلين معنا” ، فقالت “إن شاء الله يا ولدي” ..

ملاحظة :

السابع أو السبوع : هو احتفال يقام بعد ولادة الطفل بسبعة أيام ، و هو شائع في بعض المناطق الريفية و بعض البلدان العربية ..

القابلة أو الداية أو المولدة كما يُطلق عليها في بعض الدول العربية ، هي سيدة تساعد الحوامل وقت الإنجاب قديماً .. و تصف الأعشاب التي تُعطى للمرأة بعد الولادة و الاعتناء بصحة الوالدة و المولود ، مثل الطبيب حالياً أو امرأة متخصصة برعاية و متابعة و توليد النساء الحوامل ..

أصبحت زيارة محمد دائمة للحاجّه “بِسَّه” حيث كان يأخذها لرؤية الأطفال ، و كانت بعض الأيام تذهب للأكل عندهم و كان يأتي لها باللحم و القمح .. إلى أن وافتها المنيه عن عمرٍ يناهز الواحد و ثمانين رحمها الله ..

كانت الحاجّة “بِسَّة” صديقة جدتي ، و لم تحكِ هذه القصه إلا لجدتي رحمها الله هي و جميع موتى المسلمين ..

الخاتمة :

أعزائي القراء لكم حرية التصديق أو التكذيب ، انتظروني في جزءٍ ثانٍ عن قريب إن شاء الله ..

لا تنسوا أن تخبروني أي قصة قد نالت إعجابكم أكثر؟ و لماذا؟

هذا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

تاريخ النشر : 2018-07-17

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى