سر المرأة التي عاشت بجانب جثة أبيها إثني عشر عاما!
اخفت جثته تحت تراب حديقتها .. لماذا؟ |
و بطلة قصتنا اليوم لا تشذ عن قاعدة “الضغط يولد الإنفجار”, فلم يستغرق منها الأمر سوى نظرة على طاولة الطعام لتقترف جريمة قتل شنيعة, بحق والدها!
باربارا كومبس |
في إحدى ضواحي انكلترا الهادئة بالقرب من مانشستر سنة 2006, كانت “باربرا كومبس”, 51 سنة حينها , قد أنهت القيام ببعض أعمال البستنة في حديقة منزل والدها الخلفية. واثناء استراحتها رصدت صندوقا غريبا موضوعا على الطاولة, و بفضول تفصحت باربرا محتوى الصندوق, لتفاجئ بوجود مجموعة كبيرة من الصور الإباحية في اوضاع مختلفة لطفلة صغيرة و التي لم تكن في الحقيقة, الا باربرا نفسها ! .. لقد حركت الصور فيها فورا مشاعرا من الحقد و الألم, و تراءى أمامها شريط أحداث مؤلمة حيث كان والدها “يستعبدها” و يتلذذ بتعينفها جنسيا و جسديا في طفولتها حسب أقوالها .
“شعرت بسحابة سوداء تغشاني”, هذا ما صرحت باربرا حرفيا أمام المحكمة و هي تسرد وقائع الجريمة, و إسترسلت : ” في غمرة اشمئزاز و عدم تصديق, تناولت المجرفة التي كنت أستعملها في الحديقة و توجهت نحو غرفة المعيشة حيث كان والدي هناك”.
وبلا ادنى مقدمات او تردد,سددت باربرا ضربة قوية إلى مؤخر رأس والدها ” كينث كومبس “, 87 عاما, و عالجته فورا بأخرى حين إستدار نحوها في صدمة, ثم استعملت شفرة الرفش الحادة لشق حنجرته, و بقيت تراقبه ينزف حتى لفظ آخر أنفاسه.
صورة الاب كينيث كومبس في شبابه |
لفت باربرا جثة والدها في سجادة قديمة و جرتها إلى الحديقة الخلفية حيث أخفتها عن ابنتها ” ايسلي ” وراء شجرة.
و في اليوم التالي قامت بشراء زهاء الطن من التراب واستعملته لدفن الجثة في “قبر سرّي” أحاطته بمجموعة من الآجر مرصوفة بعناية -و الذي سيبقى على تلك الحال لما يناهز عقدا و نيف من الزمن, على بعد أمتار من نافذة غرفة نومها-. !
أخفت باربرا طبعا السر عن أقاربها و جيرانها و عللت غياب والدها المفاجئ بإخبارهم بوفاته إثر وعكة صحية طارئة و أن المستشفى الذي توفي فيه تكفل بجميع مراسم حرق الجثمان. و لم تتوانى أيضا عن إفتعال قصص أخرى لإسكات فضول من حولها : فقد أبلغت أخاها برسالة أن والدهما توفي إثر سكتة قلبية, و أخبرت حفيدته – إبنتها- أن جدها لم يكن أبدا يريد إحداث ” ضوضاء ” مراسم الدفن و الجنازة و أنه كان ليفضل حتما “الموت في صمت” !
إستمرت باربرا في التغطية على جريمتها بحق والدها لإثني عشر عاما وإستغلت خلالها أموال معاشه و التي بلغ مقدارها حينها 180,000 باوند – $236,000 حاليا-. و لكن الحال لم يستمر طويلا حيث قرر في أحد الأيام مسؤول من جمعية الإسكان المحلية القيام بزيارة تفقدية للسيد ” كينث كومبس ” المختفي في منزله. و بالطبع, أدركت باربرا أن أمرها على وشك الإنكشاف فقامت قبيل يوم واحد من الزيارة بالإتجاه لمركز الشرطة و الإدلاء بتفاصيل الجريمة, بلا أدنى مشاعر ندم. و تم بالفعل العثور على جثة الوالد بعد يومين من إعترافها, وبعد إثني عشر سنة من إختفائه !
البقعة التي دفنت جثته فيها |
تمت إدانة “كومبس” في يناير 2018 بتهمة القتل الغير متعمد و ليس القتل, نظرا لما لحق بها من اذى نفسي بالغ و إصابتها بـ”إضطراب ما بعد الصدمة” و “الإكتئاب الحاد”, مما خفف من حكمها القضائي الى تسع سنوات سجن فقط .
و قد صرح “مارتن هيسلوب” محامي باربرا انها و أمها قد لاقتا الامرين على يد “كينث” حيث كان يعنفهما بإستمرار و لا يترك المجال لإبنته لتكوين صداقات او علاقات خارج المنزل إضافة إلى استغلالها كعبدة له, و انه كان سيكون أبا لطفلها الاول “دافيد” لولا أنه فارق الحياة مبكرا بعد ولادته بوقت وجيز.
” إصطحبني والدي الى نادي للتصوير حين كان عمري تسع سنوات و طلب من أشخاص إلتقاط صور لي في أوضاع مخلة… و واصل الإعتداء علي حتى في الأربعينيات و الخمسينيات من عمري.” هكذا بررت باربرا موقفها,و الذي قابله القاضي “تيموثي كينغ” بالتفهم لأثر افعال والدها المدمر في نفسها و لكنه أضاف أنها حتما ليست مبررات لقتله, و هي تقبع حاليا بإحدى سجون انجلترا.
الشرطة تمسح مسرح الجريمة |
المفارقة في الامر أن معظم المهتمين و المعلقين على القضية خصوصا من العائلة, ألقوا باللوم على باربرا لحرمانها والدها و اقاربه “مراسم دفن لائقة”, و لم يلم احد حرمان والد باربرا اياها “مراسم حياة كريمة”,علاوة على وصفه في المحكمة بأنه “بطل” و “رجل من الطراز الأول” كونه ساهم في الخدمة العسكرية كميكانيكي في الحرب العالمية الثانية !
ما رأيك عزيزي القارئ .. هل يستحق الوالد المقتول المصير الذي انتهى اليه؟ .. وهل تستحق الابنة ان تسجن تسع سنوات لقتله ؟ .. هل على الابناء ان يغفروا وينسوا كل “اخطاء وخطايا” ابائهم وامهاتهم بحقهم .. أم هناك امور لا تنسى ولا تغتفر ؟
المصادر :
– Barbara Coombes sentenced to nine years for killing her father
– Woman Killed Father Who Raped Her, Hid Body In Garden For 12 Years
تاريخ النشر : 2018-07-31