تجارب من واقع الحياة

انتحار

بقلم : ماسة – بغداد

انتحار
كل يومٍ أبكي حتى الفجر

أريد الانتحار لأنني سئمت من حياتي فلم أَرَ خيراً قط ، سواء من عائلتي أو من المحيطين بي .. منذ أن كان عمري تسع سنوات تزوجت أختي الكبرى ، و بقيت أنا و أخواي و والديّ ..

أخي الكبير كان كل يومٍ يضربني مرتين أو ثلاثة ، بحجة أن والدتي بقيت وحيدة و يجب أن أساعدها في أعمال المنزل .. أنا و الله لم أرفض لها طلباً لكن كنت طفلة ، و أريد اللعب بدلاً من التنظيف و هي أيضاً لم تقف بوجهه أبداً .. مع أنها تعرف أنه مخطئ فيما يفعله ..

كنت من الأوائل في دراستي لكن بسبب الضرب بدأ يتراجع مستواي الدراسي ، فبدأت تهددني هي أيضاً بضربي إذا لم تتحسن علاماتي(درجاتي) .. كنت كل يومٍ أبكي حتى الفجر من وراء أمي و أخي ، كم مرة ذهبت إلى المدرسة و أصابع أخي مرسومة على وجهي من بسبب ضربه .. كنت أذهب إلى المدرسة أنام و لا أقول لهم ، إلى أن رسبت في امتحانين ..

من خوفي منهم افتعلت أنني مريضة و بقيت أسبوعين في المشفى ، و لم يكن بي شيء و جرب الدكاترة أربعاً و ستون حقنة .. كي يعرفوا ما سبب مرضي! ثم خرجت و أصبحت منذ عمر التاسعة إلى السابعة عشر ، يومياً أُضْرَب من أخي .. حاولت الانتحار مراراً و تكراراً لكنني جبانة و مخافة الله منعتني ، إلى أن سافر أخي فشعرت أن الحياة بدأت تضحك لي .. و انتهيت من أكبر مشاكلي لكنني لم أنتهِ فعلياً ..

فأنا من سكان الموصل بدأت أحداث التحرير لدينا و الحمد لله تحررنا ، ثم رجعت إلى المدرسة و عبرت ذلك الرصيف المكون من ثلاثة صفوف .. إلى أن وصلت إلى البكالوريا فبدأت ضغوط والديَّ عليَّ في أن أحصل على مجموعٍ عالٍ ، و لأنني عبرت ثلاث مراحل كنت أعاني كثيراً في الدراسة .. فقام أبي بتسجيل اسمي في دوراتٍ خصوصية ، و كان يمن عليَّ أنه سجل اسمي في تلك الدورات .. لهذا كنت أخاف كثيراً ، قمت مرتين بمحاولة الانتحار لكنها لم تجدِ نفعاً أرجوكم انصحوني ..

تاريخ النشر : 2018-07-31

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى