تجارب ومواقف غريبة

العفريت

بقلم : عبد الكريم إسلام – الجزائر
للتواصل : [email protected]

العفريت
البيت مسكون من قبل عفريت منذ مدة

 

أنا عبد الكريم من الجزائر و من المنطقة الشرقية في الجزائر ، أحكي لكم قصة غريبة وقعت لخالي عندما كان صغيراً ، حدثتني أمي فقالت : عندما كنت صغيرة كنا نعيش في الريف ، حياتنا كانت بسيطة و الرعي والزراعة كانت مصدر رزقنا.

مرت الأيام و تمكن الوالد – جدي رحمه الله – من العثور على عمل بسيط في ورشة بناء ، فتحتم علينا الانتقال إلى مدينة قريبة حيث سيباشر الوالد عمله ، و نزلنا في السكن و تمكن الوالد من استئجاره في أحد المناطق الشعبية.
كان البيت بسيطاً و ما يلفت النظر فيه هو وجود بئر في فنائه ، لكن أحد معارف الوالد وكان قد استأجر هذا البيت قبلنا وأخبر والدي أن أشياء غريبة كانت تحصل في هذا البيت وحثه على تركه ، لكن الوالد كان عنيداً و أصر على المكوث رغم التحذيرات ، و بالفعل لم نلبث حتى بدأنا نلاحظ أموراً غير طبيعية تحدث ، ذات ليلة كنت نائمة و إذا بي أسمع صوت قطرات ماء تنزل على الأرض وكلما تنزل قطرة يتبعها صوت كأنه أنين شخص ما ، كنت صغيرة السن آنذاك أقل من عشر أعوام ، رفعت رأسي و أخذت أتأمل و لم أرى أحداً ، فلم ألقي بالاً وأكملت نومي ، لكن ما حدث لأخي كان مثيراً للرعب ، في ليلة كنا نائمين أنفتح الباب فتفطن أخي وأخذ ينبه الوالد و يقول: انظر لقد دخل .

فيجيبه الوالد : من دخل؟

ويفزع الوالد من فراشه فلا يجد أحد ، كنا جميعاً نلاحظ أموراً غير عادية ولكن أخي رأى أموراً أكثر رعباً ، كان يخبرنا أنه رأى ذات ليلة شخصاً في الحمام أسوداً فاحماً بقرنين يضع سيجارة في فمه و أخرى في بطنه و اثنتين في قرنيه.
و مرة أخرى رجلاً بجسم مخطط ، و في إحدى الليالي تفطن إلى صوت يأتي من البئر ثم فاض ماء البئر كأنه قدر تغلي على النار ، و مرة رأه على هيئة ثور واقفاً في فناء البيت ، تدهورت حال أخي و أصبح في طريقة للجنون ، فما كان من الوالد إلا أن جاء براقي فقرأ القران على خالي ولا أعلم كم من مره ، ثم تحدث إلى الوالد : إذا أردت نجاة ولدك فاترك البيت لأنه مسكون من قبل عفريت منذ مدة.

بالطبع لم يلبث الوالد أن حمل العائلة والمتاع و انتقلنا إلى منزل أخر ، أخبرتني أمي : أن هذا المنزل ما زال موجوداً ، أما قصتها فوقعت في ستينيات القرن الماضي ، لما قصت علينا هذه القصة أول مرة شعرنا برعب شديد حتى أنني كنت لا أتجرأ على الذهاب إلى الحمام ليلاً ، لكن الذي صدمني هو كيف كان شعور خالي وهو صبي بالكاد يبلغ العاشرة أو أحد عشر سنة ، كيف كان شعوره بالرعب عندما رأى ما رأى ، لم أفاتحه أبداً في هذا الموضوع لأني لا أريد تذكيره بهذا الاختبار العصيب ، كانت هذه قصتي على لسان أمي وقد نقلتها مثلما حكتها لي بالضبط و العهدة على الراوي ، و السلام عليكم و رحمة الله.

تاريخ النشر : 2018-08-16

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى