تجارب ومواقف غريبة

كتابي السري

بقلم : ابو سيف – العراق

كتابي السري
أشعر بالخوف مما أكتبه

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أنا “أبو سيف” من “العراق” .. أبلغ من العمر عشرين سنة ، و أنا في حيرةٍ من أمرٍ عجيبٍ و غريب .. و أود أن أخبركم عني ببضعة أشياءٍ قبل أن أدخل في صلب الموضوع ، أنا شابٌّ عاديٌّ أميل إلى اللهو و ألعاب الفيديو .. و مواقع التواصل و مستوى ذكائي في المدرسة كان عادياً ، و قد أنجح في بعض المواد بصعوبة .. و أفشل في بعضها ، و أنا أخبركم بهذه التفاصيل .. لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالتي التي سأخبركم بها ..

ذات يومٍ و بينما كنت في بيت جدي القديم ، إذا بي أغفو لا إرادياً لأجد نفسي وسط غابةٍ ظلماءٍ و كثيفة .. و هناك شخصٌ عجوزٌ ذا وجهٍ نحيلٍ ، و عينينٍ زرقاوتينٍ كالمحيط .. و أذنينٍ طويلتين للغاية ، و يملك ما يشبه الحوافر و لونه أحمر .. و قال لي أنه يدعى “ميمون ابن العرم” ، و أنه ينتظرني منذ زمنٍ بعيد .. و ما زال يكلمني حتى صحوت بقوةٍ من نومي مستعيذاً بالله من الشيطان ، ثم رجعت إلى منزلي ..

و في منتصف الليل وجدت صوتاً في رأسي يقول لي انهض ، و خذ دفتراً جديداً و قلماً و اكتب .. لم أعرف ما خطبي و أصابني الخوف ، و الحيرة و لكن الصوت ظل يتردد في رأسي حتى أحضرت دفتراً .. و قلماً ثم بدأت أكتب و الصوت يملي عليّ ، بدأت أكتب أموراً معقدةً و غامضة يملي بها عليَّ الكتاب .. و من يجدها و يقرأها سيعرف أن من المستحيل أن أكون أنا كاتبها ، لأنني كما أسلفت لكم لست من هذا النوع الذي يمكن أن يؤلف شيئاً .. فضلاً عن أن ما أكتبه عميقٌ ، و معقد و كأنه لفلاسفةٍ عظامٍ .. و مفكرين و علماء لاهوت ، و سحر و عرافة و تنجيم ..

تخيلوا أن الصوت أملى عليَّ ذات يومٍ طريقةً لتحضير مشروبٍ يمكن أن يجهض الأطفال في بطون أمهاتهم ، و كتبت أيضاً معلومات عن الكواكب .. و النجوم و موعد اقتران كل كوكب بآخر ، مثلاً الزهرة بالمريخ و اليوم و الساعة .. و الدقيقة التي يجب فيها نحر طفلٍ رضيع ، لامتلاك سلطان الجن .. أشعر بالخوف مما أكتبه خاصةً أنني قد كتبت إلى الآن أكثر من مئةٍ و سبعين صفحة ، و كأنني آلةٌ كاتبةٌ لمؤلف .. أو عالم يكتب شيئاً لا يفقهه! ، أنا نفسي لا أعرف ماذا يحدث لي ..

علماً أن الصوت يأتيني في منتصف الليل فقط ، و لا شيء غير ذلك .. لا إيذاء و لا أي شيءٍ يحصل لي ، فقط صوتٌ يخبرني بما عليَّ أن أكتبه .. و إن لم أنفذ الأمر يحصل لي صداعٌ عنيفٌ يمزق رأسي ، و دوار و غثيان .. و لا أحد يعرف قصتي هذه لا من أسرتي و لا حتى من أصحابي ، و ها أنا ذا أضع تجربتي أمامكم .. فمن يملك منكم العلم فليخبرني بما عليَّ أن أفعله ..

تاريخ النشر : 2018-08-18

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى