تجارب ومواقف غريبة

ساكني

بقلم : ميار علي محمود – العراق

ساكني

اخبرها بموت جدها الذي كانت تحبه كثيرا ..

في صباح يوم جميل من شهر أكتوبر استيقظت "حليمة" في تمام الساعة السابعة صباحا على صوت المنبه ككل يوم تقوم "حليمة" بترتيب سريرها وغرفتها وتعد الفطور وهي تتناول الفطور رن جرس الهاتف فأجابت "حليمة" والدموع ملئت عيونها وانهارت بالبكاء… أتعلمون من المتصل ؟؟ انه خالها اخبرها بموت جدها الذي كانت تحبه كثيرا !!! .

"حليمة" تجاوزت المحنة بعد عدة شهور وعادت إلى الجامعة وقد بان عليها التعب والإرهاق ! ..حاولنا جاهدين إعادة البسمة إلى "حليمة" ولكن الحزن كان موجود خلف ابتسامتها الباردة ، مرت الأيام ولكن بدل أن تتحسن زاد تعبها كثيرا ولم نعرف لماذا تتعب هكذا …

"حليمة" تغيرت كثيرا لم تعد تجلس معنا ولا تأكل إلا نادرا ، أصبحت وحيدة بكل معنى الكلمة ونحن لم نحاول إزعاجها كنا نقول أنها مجرد مدة قصيرة من الحزن وسوف تعود … ولكن الأيام تمر و "حليمة" من سيء لأسوء … لكن الذي جعلنا نكسر الحواجز ونعود لنقترب منها هو انخفاض مستواها الدراسي فالكل يتساءل : "حليمة" تراجعت في الدراسة .. مستحيل !!! .. ما السبب ؟؟؟ .. فقد كانت "حليمة" تحب دراستها جدا وعلاماتها عالية … فقررنا الذهاب إليها وسؤالها عن السبب … ذهبنا وتحدثنا معها وسألناها عن سبب هذا التراجع ؟؟؟ .

فقالت : إذا أخبرتكم هل تصدقوني ؟؟؟؟ ..

فأجبنا وبلا تردد : بنعم!!!

قالت : اسمعوا إذن … عندما توفى جدي أصبحت حزينة جدا لم أكن ارغب غير في الجلوس وحدي لفترات طويلة والبكاء ، أصابتني هستريا غريبة ، ولم أكن اعرف ماذا يحصل ، استمرت الحالة لفترات طيلة فأنا أريد البقاء منفردة حتى الطعام والماء لم أكن ارغب به …

بدأ جدي يذهب عن ذاكرتي ، لكن الحالة لا تذهب مع أنها أصبحت أقل حدة .

رجعنا إلى البيت و بدأت الدوام معكم ولكن هناك شخص يأتني في أحلامي حتى أصبحت لا أنام أبدا وبدأ يظهر في كل مكان ويريدني … وأنا عندما أراه أجمد في مكاني بلا أحساس بلا حراك كأني بلا روح . لكن في إحدى الليالي كسرت هذا الحاجز وبدأت اصرخ : من أنت ؟؟ وماذا تريد ؟؟ .. فأجابني ببرود : أنا ساكنكي !!!! .

تعجبت وأغمي علي وللآن لا اعرف كيف أتخلص منه ، استخدمت كل الطرق ولا فائدة !!! ، حتى أهلي لم يصدقوني وقالوا هذا بسبب الصدمة …

بعد أن استمعنا إلى قصتها الغريبة نصحنا حليمة بالذهاب إلى شيخ أو راقي ديني ، وذهبت لكن بلا جدوى ، وبدأ باغتصابها كل ليلة ، وزادت حالتها سوءا ، أصيبت بهستريا وابتعدت عن الجامعة ، فهي كل ليلة تصرخ وتصرخ ولكن لا احد يستطيع فتح الباب إلى أن جاء يوم النحس الذي شاع فيه الخبر أنها توفيت وكثرت الأقاويل بأنها مجنونة أو أن الجن العاشق قتلها وآخرون يقولون انتحرت و .و.و.و. الخ .. وقد محيت من الذاكرة الآن وصارت من المنسيين ….

قصصت لكم ما سمعته ولكم حرية التصديق …. وأتمنى أن اسمع رائكم حول ما حدث

تاريخ النشر 24 / 09 /2014

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى