تجارب من واقع الحياة

سامحيني طفلتي

بقلم : حنان العلي – سوريا

أحب زيد ومحمد لكن لا أطيق سارة ، الحقيقة لست وحدي من كنت أنبذها بل جميع من حولها

مرحبا أنا حنان لديّ طفلة صغيرة في 11 من عمرها وتدعى ” سارة ” ولدي طفل في 10 يدعى ” محمد ” وطفل في 8 يدعى ” زيد “
أحب زيد ومحمد لكن لا أطيق سارة ، الحقيقة لست وحدي من كنت أنبذها بل جميع من حولها ولا يقبلون اللعب معها ويبغضونها ..خصوصاً أنا ، ففي أوقات العيد كنت أضربها دائماً قبل يوم من العيد بحجة أنها لا تساعدني لكنها في الحقيقة كانت تقوم بتنظيف بيت الخلاء عندما كنت أصرخ عليها وقمت بضربها .. أقوم بتمزيق ألعابها أقوم باللعب مع أشقائها أما هي فأطردها … لا أخذها معي في الرّحلات وقد قمت بتحجيبها عندما كانت في 10 مع أنها لم تبلغ بعد وبعد 6 أشهر قمت بالزن في رأس والدها كي يلبسها ” مانطو ” …. بالفعل ارتدته مع أن مفاتنها لم تظهر بعد …كُنتُ أقوم بالدّعاء عليها حتى والدها سألني لمَ وكنت دائماً أخبره بأنها لا تساعدني وتتركني وحدي .

النادلة في المطعم قدمت للجميع الألعاب والأطايب إلا هي ..أما في المدرسة تجلس في مقعد منزوي وحيدة لا أحد يجلس معها لكنها ذكية والأولى على مدرستها .. كنت أخبئ ألعابها وأقدمها لأخوتها .. أقوم برمي ملابسها إلى الطريق .. الكلُّ كان يرفض اللعب معها فتجلس منزوية عنهم ، الغريب أنها لم تبدِ أي تعبير ، كانت باردة وكثيراً في آخر فترة كنت أرى معها دفتر صغير

لكن كما يقولون ” الواحد بيعرف قيمة الشغلات لما بتروح “
وهذا ما حدث حيث ومنذ شهر رأيت دماً على بعض المناديل في القمامة وتبين لي خبر كالصاعقة أن سارة مصابة بالسل ..
باتت طريحة الفراش لا تلعب ولا تتحدث مع أحد ، تغيرت معها كلياً ، أحسست كم كنت ظالمة .
هي الآن لا تستطيع القيام والمشي فقط تجلس على فراشها مريضة ..
ومنذ مدّة اكتشفت هذا الكتاب كان عنوانه : شخص يبحث عن السّعادة ، فتحته إنه نفس خط طفلتي سارة …..أجل
وجدت فيه أشياء مؤلمة ومن بينهم كيف كنت أضربها ولا أسعدها خصوصاً في العيد وكانت تتمنى أن تكون مثل الأطفال سعيدون ، ففي العيد يقوم الأطفال بتهيئة الثياب بينما هي جالسة تبكي وأحياناً ترتدي ثياباً قديمة جداً .

سامحيني يا طفلتي

تاريخ النشر : 2018-09-05

guest
119 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى