تجارب من واقع الحياة

أريد أن أرتاح

بقلم : AB

اليوم أنا مريض وآخذ أدوية مكلفة

السلام عليكم
مشكلتي بدأت منذ أكثر من 8 سنوات ولم تنتهِ .

قبل 8 سنوات غادرنا لبلاد أخرى وبدأت معها مشاكلي. عندما كنت في الـ 14 من عمري وكنت عائدا للمدرسة لاحظت أن شخصا ما يتبعني ، وصلت للمنزل ووقفت خلف الباب وما ان رآني حتى حاول اغتصابي…ضربته بالجدار فنزف وبدأ يصرخ انه لن يتركني وسيحضر لي كل من يعرفهم وحينها ذهبت فورا للبيت واخبرت ابي المغيب عن الواقع والذي لا يهتم لي اصلا…وكالعادة وهو يمسك كتابه بدأ يهز رأسه (نعم. اكمل. اسمعك. حصل خير).

أخبرت امي فبدأت تسخر مني ولم تتركني منذ تلك اللحظة.

بعد فترة وجيزة انتقل مجموعة من الطلاب للفصل وعندما انتهى الدوام أخبروني أن علي ان اطيع كلامه وأن آتي معهم وعندما رفضت تقاتلنا…كان عددهم 8 وكنت واحداً ، فضربني احدهم على راسي وفي اللحظة شعرت ان الدنيا انشقت لنصفين وبدأوا يشتموني ولم ارد عليهم لأن لساني قد انعقد…
بعدها بفترة بدأ يغمى علي من غير سبب في للفصل او المنزل ، واكتشفنا لدى الطبيب أنه بسبب تلك الضربة قد تسببت بضرر في المخيخ مما يجعل لدي صعوبة بالتفكير وعدم اتزان وتحدث لي حالات اغماء مفاجئة وبالطبع وكالعادة لم يعر ابي الأمر اهتماماً ، واستهزئت امي بي ووصفتني بالجبان لأني لا استطع أن أغلب 8 اشخاص.
عدا أني اصبحت آخذ أدوية وهي مكلفة ووضعنا المادي سيئ.

بعد فترة أصبحوا يشقون كتبي ويسرقون اغراضي ويمزقون الواجبات المدرسية مما أدى لفشلي دراسيا ، وحينها غضب ابي مني وحرمني (وكأنه يهتم اصلا).

ظلوا يراقبون منزلي لفترة الى أن انتقلنا وتركوني…لكن هذا ما ظننته بالبداية ، فعندما دخلت مرحلة الثانوية وجدتهم هناك وبنفس فصلي…ظلوا يطاردوني ولم يتركوني وبعدها بفترة خرجت من المدرسة وإذا بي أجد 3 سيارات اغلقت الطريق ووجدت ذلك القذر ينزل من إحدى السيارات ووقف أمامي ثم ضربني وأجبرني أن اعتذر لأني سببت له جرحا بالرأس قبل 6 سنوات…

كانو 12 شخص وبدأوا بضربي ، وقام ذلك اللعين بالتبول على لبسي المدرسي ثم رحلوا…
منذ تلك اللحظة وانا مصاب بوسواس قهري بسبب ذلك اللبس الذي تبول عليه ، أردت أن أرميه إلا ان أهلي رفضوا لأننا لا نملك مالا لأشتري لبسا آخر ، فظللت ألبسه ، وحتى عند انتهاء الدراسة ظل أخي الأصغر يلبسه ، والمشكلة انه يضعه على فراشي وأغراضي فأضطر لسكب ماء عليها لتنظيفها لكن أهلي يغضبون من هذا التصرف وخاصة أن رائحة عفن تظهر على السرير عند سكب الماء عليه.

كنت مهووساً بالفيزياء ورغم سوء وضعي المادي الا أني استطعت أن اشتري كتب وبعض المواد البسيطة إلا أن امي المؤمنة بالخرافات رمتها بحجة انها (تجلب الطاقة السلبية) لأنها ظلت معي سنة كاملة ، بينما ذلك اللبس الذي مر عليه اليوم 4 سنوات يحتفظ به أخي بل ويريميه على أغراضي ويقوم باستخدام مقابض الابواب به مما جلعني أغسل يدي عشرات المرات يومياً بسبب الأشياء التي يلمسها أخي وهو يرتدي ذلك اللبس.

اليوم أنا مريض وآخذ أدوية مكلفة.
وضعنا المادي سيئ للغاية.
لم ادرس بأي جامعة ودرجاتي متدنية.
نعيش على وجبتين باليوم بدل 3 مثل كل البشر.
ولا املك كلفة لزيارة طبيب نفسي.

الآن لدي تساؤلات :
ما الذي يبتقى من الحياة حينما تصبح مصنع عملاق لإنتاج القهر؟
ما الذي يتبقى من الارادة حينما تشعر أنك وحيد على الرغم من أنك محاط بالكثير من الناس؟
هل أنا مضطر حقا أن اتحمل كل هذا القهر والحزن والغم؟ لا يوجد لدي أصدقاء و لا أقارب ، شكوت الأمر للشرطة في السابق و لم يفعلوا شيئاً .

اشتريت إبرة وقررت قريبا أن أنهي معاناتي بعد أن املأها بالهواء وأحقنها بوريدي لأنتهي من المعاناة .. أقسم اني لم أحلم باكثر من حياة كالحياة.. حياة طبيعية…فهل هذا كثير؟
أنا لم اعد مهتما أن أموت منتحرا وأدخل جهنم…لأن جهنم إن وجدت فأنا أعيش فيها .

تاريخ النشر : 2018-09-17

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى