تجارب من واقع الحياة

قصة تعاستي

بقلم : عبدالحليم

قصة تعاستي
لا أملك حظ في أي شيء والدنيا جميعها مقفلة في وجهي

 

السلام على الجميع ..
قصتي تبدأ منذ أن وصل عمري إلى ٨ سنوات ، عانيت العذاب دون الأم والأب والأخوة ، كلها ظلم وقسوة وتعب ، لم أذق الراحة أبداً في حياتي .

موقف حصل لي في صغري ، كان والدي يعطيني مصروفي شهرياً وكانت توجد لي أخت أرملة لا تجد ما يسد حاجتها ، وتكلمت أمام والدتي بحسن نية وقلت أنا غير محتاج لهذا المبلغ وسوف أعطيه لأختي الأرملة ، و يومها كان البيت خالي من جميع الناس لأن اخوتي وأبي كانوا مسافرين أثناء حديثي مع والدتي ، وكان لا يوجد في البيت إلا أنا وهي ، وكنت مخبئ هذه النقود في خزانة ملابسي ، وتأكدت من وجودها عندما أنهيت حديثي مع والدتي ورجعت لغرفتي ورأيت النقود ثم اغلقت الخزانة .

اتصلت على أختي وقلت لها تعالى غداً أنا أريد رؤيتك ، ولم أشأ أن أخبرها أني سأعطيها نقود ، وعندما أتت أختي في اليوم الثاني ذهبت لكي آخذ النقود التي في الخزانة فلم أجدها ، فعلمت أن والدتي هي من أخذتها لأني قد أخبرتها وهي الوحيدة التي كانت تعلم بهذا الموضوع ولايوجد في البيت أحد آخر سوانا .

حاولت أن اكلم والدتي واقول لها لم ترى نقودي وهي أنكرت وقالت لا أعرف ، وأنا متأكد أنها هي من أخذ النقود ١٠٠٠% لماذا تفعل والدتي مثل هذه المواقف لماذا الحسد والغل ملأ قلبها لماذا أخذت نقودي ومنعتني من مساعدة أختي لماذا ، لماذا ؟ 

هذه نقطة من بحر من تصرفات والدتي ، والخافي أعظم من ذلك ..

كل إنسان أول ما يولد حظه يكون أولاً في أمه و أبيه ، أما أنا فلا حظ مع أم ولا أب ولا أحد ، فالأب ضعيف الشخصية ويخاف من أمي ولا يتجرأ أن يكلمها ، كانت تعذبني كثيراً ، لم أعش طفولة ولا شباب ، أمي قد حقّرتني كثيراً ، أمي شخصيتها شخصية معقدة قاسية لا تعرف الرحمة أبداً ولا تشفق على أحد نهائياً ، وقد عذبت إخوتي جميعاً وجميع إخوتي لا يحبونها ، كانت تحرض والدي علينا جميعاً ، عندما نأتي لوالدنا ونطلبه أن يشترى لنا – أعزكم الله – حذاء ونحن لا نطلب والدنا أن يشترى لنا حذاء إلا عندما يتمزق فهي تأتي لتحرضه وتقول له ابنك هو الذي مزق الحذاء لكي تشترى له حذاءً آخر .

بالله عليكم ما هذه الأم ؟! لو سأتكلم عن أفعالها لن يصدقني الناس لأن ما أقوله شيء نادر حدوثه ، فالأم كلمة عظيمة والأم هي مصدر الحنان لأطفالها ، أما أنا فقد حرمت من صفات هذه الأم وجميع إخوتي نفس حالتي . إن الله ابتلانا ولكن لم نسخط ورضينا بهذا الابتلاء وحمدنا الله وشكرناه وليس في اليد حيلة .

أنا عندما كنت أرى الاطفال عندما يخرجون من المدرسة أرى أمهاتهم تأتي وتأخذهم أما أنا فأرجع للبيت مشياً على الأقدام وكانت المدرسة بعيدة بين شارعين رئيسييين خطرين أحدهم ذاهب والآخر قادم ، ولم تكن أمى تأتي لكي تأخذني منذ أن كنت في أول إعدادي ، بالله عليكم ماذا تشعرون بعد هذا الكلام ؟؟ إن قلبي يتمزق من الألم النفسي والصدمات التي سببتها أمي لي ، فأنا لا أحبها ولا أكرهها ، ولكن لن أسامحها على ما فعلته بي وبأخوتي جميعاً   وأنا لي حق عليها ، لماذا تحمل بنا و تأتي بنا إلى الدنيا دام أنها ليست قادرة على معاملتنا معاملة إنسانية ؟! نحن لا نريد شيئاً منها فقط نريد منها أن تعاملنا معاملة ترضي الله تعالى ولا نطلب منها المستحيل . وسأذكر لكم موقف لن انساه طوال عمري ..

كنت مصاب بمرض الخوف منها وكنت –  أعزكم الله – من شدة خوفي كنت مصاب بمرض التبول اللاإرادي ، وكان عمري ٦ سنوات ، وكنت لا أعرف أن أتحمم لوحدي ، وتعرضت لموقف سيئ جداً ، كان الأستاذ يأتي ويقول أشم رائحة بول لماذا لا تستحمون ، وكان يأتي بقربي ولكنه لم يحرجني ولم يوجه لي الكلام وكان يوجهه للجميع حتى لا يحرجني ، وكنت طفلاً ، لماذا كانت أمي تتركني أذهب إلى المدرسة ولا تهتم بنظافتي ؟ ولماذا كانت لا تحممني لأني كنت بعمر صغير وهو ٦ سنوات ، ذاكرتي قوية جداً و أذكر كل شيء فعلته بي ولا أنسى أي شيء نهائياً.

أنا سمعت عن عقوق الأبناء ولكن لم أسمع عن عقوق الأم لأطفالها ، أكره حياتي وأكره اليوم الذي ولدت فيه ولا يسعني أن أكتب كل ما فعلته بي و بأخوتي لأن لا يسعه مجلدات من العذاب والذكريات السيئة .

أرجوكم لا أملك حظ في أي شيء والدنيا جميعها مقفلة في وجهي ، وقد كرهت الحياة ولا أراها جميلة لأنني عندما أرى تعامل أمهات أصدقائي مع ابنائهن أجد الفرق الشاسع والكبير و أتمزق من داخلي ، لا أحد يقول لي حاول أن تكلمها لأنني أنا و إخوتي حاولنا كثيراً ولكن دون فائدة ، فهذا هو طبعها ولن تغيره ، أي مشكلة تواجهني عندما أفتح قلبي لها وأحدثها تقول لي أنا لا تدخلني في مشاكلك ولا أريد أن أساعدك ، بالله عليكم ماذا افعل ؟ فعلت المستحيل لكى أرضي أمي ولكن دون فائدة ، أرجوكم أنا تعبت من كثرة الكلام ولكن أتمنى أن يعوضني الله بأم طيبة في الآخره لأن في الدنيا لا أجد الأمل في ذلك ، فإني فقدت الأمل في كل شيء .
أرجوكم ضعوا أنفسكم في وضعي وقولوا لي ما هو رأيكم ، فأنا تعبت كثيراً والحمد لله على كل حال .

تاريخ النشر : 2018-09-26

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى