بحر الظلمات

سبق لي نشر احد التجارب التي مررت بها ولن اتحدث عنها مره اخرى بل سأتحدث عن جزء من هذه التجربه المريره التي مررت بها هذا الجزء الذي اعده انا معاناة في حد ذاته ….

مررت بمعاناة نفسية شديدة تحدثت عنها سابقا ولم أدخر جهدا فشكوت الى والداي سوء حالي فلم اجد الا الظن السيئ والنظرات المريبة والكلام الحاد الذي يرموني به في طيات كلامهم سواء فكنت كمن رجع بخفي حنين بل ان شئت قل ان حنين اخذ الخف وانصرف فلم ارجع بشيء .
ندمت على شكواي لهم ومرت الايام والاكتئاب لا ينفك عني ولا اخفيكم كنت مهملا في صلاتي ناسيا الله والأدهى انني انزلقت في مستنقع الاباحية فتره من الزمن لأتناسى هذه الهموم وهذا ما اريد أن اتكلم عنه …

مازلت اتذكر بشده اول مره تسابقت فيها اصابعي للدخول على المواقع الاباحية التي يصدق عليها قول الكريم صلي الله عليه وسلم (فتن كقطع الليل المظلم اذا اخرج يده لم يكد يراها)

لم اكن اتخيل يوما انني قد اكون من هؤلاء ممن اذا ضاقت بهم الحياه هرعوا الي التنفيس عن كبتهم بالنظر الى نساء او محسوبات على النساء فانا لا ادري اي امرأة هذه التي تتمكن من خلع ثوب الحياء والعفة حتى ولو كانت غير مؤمنة فلابد من وجود شيء من الفطرة .

كنت اتابعهن بلا ملل ولا توقف ولكن والله مع كل نظرة كنت اشعر بأن روحي تتآكل وقلبي يصدأ ولكن لم اكن احفل فأنا كنت اعتقد في قراره نفسي انني احصل على متعه لا تساويها متعه فتماديت … وفي يوم كعادتي جلست أدنس بصري بهدا النجس احسست ان شخصا يصرخ بداخلي ويقول لي كفى !!
لم اشعر بنفسي الا وانا اغلق الموقع الاباحي وجلست على سريري حينها احسست براحه لم اشعر بها من قبل 

قمت من علي السرير وانا اقول الى متى اغرق في هده الظلمات وقطع حبل افكاري رساله علي الماسنجر .. رسالة من شخص اعرفه !! لا لا هذا تطبيق قمت بتحميله وهذا التطبيق يرسل لك رسائل على الماسنجر .. رسائل عباره عن اذكار وادعية واحاديث … فتحت الرساله حديث للنبي يقول عليه الصلاة والسلام (يقول الله في الحديث القدسي: انا مهلك الطغاة انا مفقر الزناة ).. ظللت أردد هده الكلمة انا مفقر الزناة .. انا مفقر الزناة .. انا مفقر الزناة انتابتني قشعريره واغرورقت عيني لأول مره اشعر أن الله يخاطبني أنا

عزمت على تركها وكان الامر في بدايته سهلا يسيرا في اول ثلاث ايام شعرت انني مرتاح ، وبعدها اعراض جسدية ونفسية رهيبة ، علمت انها اعراض الانسحاب ، عزمت على النجاة من هذا البحر المظلم ، أغلقت كافة حسابات التواصل الاجتماعي وهذا ساعدني كثيرا ، بعد مرور أسبوع ثقتي بنفسي عادت ، احساس جديد مختلف وكأنني ولدت من جديد والله إني أسير في الشارع كأني ملك .. بدأ تركيزي يزداد وكذلك استيعابي

انتظمت في الصلاة وواظبت على قراءة ياسين يوميا والعجيب ان ثقتي بنفسي اصبح لا حد لها ، والله ندمت على هذه الايام التي أضعتها في معصية من اشد المعاصي حرمة … ادركت ان هذه المعاصي سراب كما قال النبي عليه الصلاه والسلام (فتن الدنيا سراب) .. وتمعنت حديثه عليه الصلاه والسلام (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخديه أضمن له الجنة) .. آه ما بين الفكين وما بين الفخدين والله ان البلاء مرهون بهم

توالت الايام وانا كالجريح الذي يتعافي ليعود افضل مما كان عليه ، لم اعد بحاجة لأحد على عكس السابق ، حتى انني سابقا عندما اكلم أحدهم كان يعرض عني ولا ادري لماذا اما الان فوالله اراهم يقبلون وانا الذي اردهم ، فانا على المستوى النفسي بفضل الله لم أعد بحاجه لأحدهم

الخلاصة من قهر نفسه والله تأتيه الدنيا راكعة .. وتذكروا دائما الحديث القدسي (من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)