ألغاز تاريخية

جريمة إسدال الغامضة – ملف الجاسوسية السري

بقلم : حسين سالم عبشل – اليمن

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
جريمة ذهبت ضحيتها امرأة بقيت مجهولة الهوية ليومنا هذا

 

على سفح أحد الجبال وقفت امرأة أربعينية تتلو صلواتها الأخيرة بينما وقف خلفها رجلان يلبسان معاطف سوداء و يوجهان مسدساتهما نحوها ، و بعد أن أنهت صلاتها أخرجت علبة دواء من حقيبتها و ناولها أحد الرجلين قنينة من الماء ، و أفرغت أقراص الدواء بيدها المرتعشة و بدأت بتناولها مع شرب بضع رشفات من الماء ، نظرت إلى الرجلين و أشارت إليهما أنها لم تعد قادرة على ابتلاع مزيداً من الدواء و لكنهما أمراها أن تستمر ، شعرت المرأة بالدوار و أصبحت الرؤية ضبابية أمامها و لم تمضِ سوى دقائق قليلة حتى أسلمت جفنيها للنوم العميق الذي لن تفيق منه أبداً ، و ما أن استلقت على الأرض حتى أمر الرجل الأكبر سناً زميله بنزع حذائها المطاطي و التأكد من محو أي علامة عليه ، كما كشط العلامات التجارية التي على قنينة الماء ، ثم أمر بصب البنزين على جسدها و أشعل النار فيها و هي لا تزال حية ، و بينما كانت الجثة تحترق وقف الرجلان يشاهدان ذلك المنظر المرعب ، و بعد نصف ساعة و عندما قاربت حفلة الشواء على الانتهاء قام الرجلان بدفع الجثة شبه المحترقة من على المنحدر لكي تتدحرج بين صخور الجبل و رميا ما تبقى لها من أغراض ، و غادرا المكان بسرعة .

اكتشاف جثة إسدال الغامضة :

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
وادي إيسدالين أو كما يسميه السكان المحليين “وادي الموت”

في ظهيرة 29 نوفمبر عام 1970 م ، عندما انتصبت الشمس في كبد السماء قرر البروفسور أورجار أوين أخذ استراحة بعد رحلة طويلة اصطحب فيها طفلتيه لتسلق جبل أولريكين بالقرب من وادي إيسدالين ، و بينما قعد أورجار يتأمل جمال الطبيعة قاطع تفكيره صوت صرخة قادمة من أسفل المنحدر ، فنهض و هرول مسرعة إلى الأسفل ، و هناك احتضن طفلتيه المفزوعتين و حاول تهدئتهما ، و بأيادي مرتعشة أشارت الفتاتان إلى كومة من الأحجار تغطيها الحشائش ، كانت رائحة الشواء تزداد كلما اقترب من المكان ، و بعد بضعة خطوات رأى أورجار جثة امرأة شبه محترقة مرمية بين الصخور ، و بسرعة انسحب من المكان آخذاً أبنتيه و عاد إلى مدينة بيرغن ، و بعد إبلاغه مركز الشرطة تحركت دورية مكونة من المحققين و رجال الشرطة و فريق البحث الجنائي ، و بالرغم من مساحة المنطقة الشاسعة إلا أنهم وصلوا إلى مكان الجثة سريعاً بمساعدة الكلاب البوليسية التي لم تخطئ أنوفها رائحة الجثة المحترقة ، و في ذلك المنحدر الذي تحول إلى مسرح الجريمة ابتداء فريق التحقيق بجمع الأدلة ، و عندما تم فحص الجثة تبين أنها تعرضت لرضوض في منطقة العنق ، أما الوجه فقد كان محترق مما جعل التعرف على هويتها أمراً مستحيلاً ، و بجانب الجثة تم العثور على قنينتي مياه بلاستيكية و قد ذابت بفعل الحريق ، و زجاجة فارغة من الكحول النرويجي تحمل علامة سانت هالفارد ، و حقيبة بلاستيكية تحتوي على وشاح و ساعة و قرطين للأذن ، و خاتم ، هذا بالإضافة إلى مظلة وجدت مطوية بجانبها ، و عندما تم انتشال الجثة تم العثور على قبعة من الفرو كانت تحت الجثة و عليها أثار بنزين .

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
بقايا جثة المرأة المجهولة وجدت بين الصخور

تم أرسال الجثة إلى المشرحة ليقوم الأطباء بتشريحها و معرفة سبب الوفاة ، و في تلك الأثناء انشغل المحققون في البحث بين الأغراض التي وُجدت مع الجثة لعلهم يجدوا خيطتً يقودهم إلى هوية صاحبتها ، و مما أثار استغرابهم أن الأغراض كانت لا تحمل أي علامة و قد كُشطت العلامات التجارية من عليها و كأن المجرم أراد أن تبقى هوية تلك الجثة مجهولة .

انتظر المحققون تقرير الطب الشرعي حول عملية التشريح بفارغ الصبر ، و لكن التقرير زاد من حيرتهم و جعل القضية أكثر تعقيداً ، حيث أشار إلى أن تلك المرأة قد توفيت نتيجة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون ، كما وُجدت في معدتها حوالي 50 قرص من عقار الباربيتورات المخدر ، كما لاحظ الطبيب أثناء التشريح شيئاً غريباً في أسنان تلك المرأة ، حيث وجد أن 14 سن قد تم حشوه ، هذا بالإضافة إلى وضع تيجان ذهبية لربط بعض الأسنان ، و هذه تقنية لم تكن مستخدمة في النرويج بتلك الفترة ، كما أنها تبدو صغيرة لتقوم بهذا النوع من عمليات التجميل على أسنانها ، و هنا قال أحد المحققين : يبدو أنها قضية انتحار ، فالمرأة تناولت كمية كبيرة من العقار المخدر ، قاطع حديثه محقق آخر قائلاً : و لكن سبب الوفاة هو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون كما جاء بالتقرير و هذا يدل أن المرأة كانت على قيد الحياة أثناء إحراقها و استنشقت الدخان الذي وُجد في رئتيها أثناء التشريح ، و يبقى السؤال الأهم من هي تلك المرأة و من قام بأحراقها ؟ 

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
رسمة افتراضية لها نشرتها الشرطة في الصحف و وسائل الإعلام

و بعد التشاور فيما بينهم اتفق المحققون على الاستعانة برسام ليقوم برسم صورة افتراضية لتلك المرأة و نشرها في الصحف و وسائل الأعلام النرويجية لعل أحداً يتعرف عليها و يدل الشرطة على هويتها ، و بعد عدة أيام تلقت الشرطة بلاغ من محطة سكك القطار النرويجية يفيد بوجود أغراض يُشتبه في أنها تعود لتلك المرأة الغامضة كانت قد وضعتها في صندوق الأمانات عند مغادرتها محطة القطار قبل أربعة أيام من العثور على جثتها ، أسعد ذلك الخبر المحققين كثيراً الذين اعتقدوا أنهم سوف يجدوا بين أغراضها على ما يدلهم على هويتها الغامضة ، و انطلقت سيارات الشرطة مسرعة إلى محطة القطار ، و هناك وجد المحققون حقيبتين سوداء اللون ، و عند تفتيشهما عثر المحققون على مبلغ من المال يُقدر ب500 مارك ألماني هذا بالإضافة إلى 130 كرونة نرويجية و عدد من العملات الأوروبية ، كما تم العثور على ملابس نسائية ، و لكن الغريب في الأمر أن الشرطة لم تستطع تحديد مصدر هذه الملابس لأن العلامة التجارية كانت قد نُزعت منها ، أما الأغراض التي عثر عليها فقد كانت ملاعق تشبه الملاعق التي عثر عليها في المنحدر الجبلي ، و نظارة شمسية وُجدت عليها بصمات جزئية و قد تم التأكد أنها تعود لنفس المرأة ، و عدة نماذج من الشعر المستعار ربما استخدمتها في عملية التنكر ، أما الوثائق الشخصية فلم تعثر الشرطة على شيء مهم سوى وصفة طبية لمرهم للجلد ، و كما هو الحال مع الملابس فقد تم محو اسم المريضة و الطبيب من على الوصفة ، هذا بالإضافة إلى بطاقة تعريفية لمصوراً إيطالياً ، لمعت عيني المحقق عندما رأى كتاب صغير أسود كان مخفي جيداً بين ثنايا إحدى الحقيبتين ، و عندما فتحه وجد أنه يحتوي على رموز و أرقام و بعض الملاحظات و لا شيء غير ذلك.

لم يكن أمام المحققين إلا استدعاء ذلك المصور و التحقيق معه ، و في مكتب التحقيق اعترف المصور أنه التقى بها في مصعد فندق ألكسندرا في مدينة لوين النرويجية ، و قد دعاها إلى العشاء و تبادل معها أطراف الحديث ، حيث أدعت أنها تاجرة تحف و قدمت من مدينة جوهانسبرج من جنوب أفريقيا ، و أن لديها 6 أشهر لزيارة المعالم الجميلة في النرويج ، ثم ودعها بعد أن ترك لها بطاقته التعريفية على أمل أن يلتقي بها لاحقاً .

محتوى المفكرة الغامضة :

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
تم دفنها في مقبرة عامة ، وضع عند قبرها إكليل ورد صغير و بعض الشموع

لم يتمكن المحققون من فك شفرة جميع الرموز المكتوبة بالمفكرة و لكنهم استطاعوا حل بعضها و استخرجوا جدول رحلاتها و الفنادق التي أقامت فيها ، حيث يبدو أنه سجل للأماكن التي زارتها المرأة مع الأسماء المستعارة التي استخدمتها بالتنكر ، فعلى سبيل المثال ، O22 O28 P هي تواريخ (22-28 أكتوبر) كانت في باريس ، O29PS هي اليوم الذي سافرت فيه من باريس إلى ستافانغر ، O29S يُطابق التاريخ الذي وصلت إليه في ستافانغر (29 أكتوبر) ، و O30BN5 يُطابق إقامتها في بيرغن من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر ، و ما يؤكد هذا هي المعلومات التي جمعتها الشرطة من شهود العيان الذين التقوا بها ، حيث اتضح أنها تنقلت عبر عدة بلدان في أوروبا بواسطة 8 هويات مزورة ، و كان جدول رحلاتها كالتالي :

– في 20 مارس عام 1970 م سافرت من مدينة جنيف في سويسرا إلى مدينة أوسلو عاصمة مملكة النرويج .
– و من تاريخ 21 إلى 24 مارس أقامت في فندق ڤايكنج بمدينة أوسلو تحت أسم مستعار جينيفيف لانسير و ادعت أنها مواطنة بلجيكية قادمة من مدينة لوفان.
– 24 مارس سافرت في رحلة داخلية من مدينة أوسلو إلى مدينة ستافانغر ثم انتقلت عبر القارب إلى بيرغن و أقامت في فندق بريستول و حجزت غرفة بأسم كلوديا تايليت و أدعت أنها مواطنة بلجيكية من مدينة بروكسل .
– و من تاريخ 25 مارس إلى 1 أبريل أقامت في فندق سكانديا في مدينة بيرغن و استخدمت نفس الاسم كلوديا تايليت لحجز الغرفة .
– في 1 أبريل سافرت في رحلة داخلية من مدينة بيرغن إلى مدينة ستافانغر ثم إلى مدينة كريستيانساند النروجية ، ثم سافرت إلى الدنمارك و زارت مدينة هيرتسهلس ، ثم سافرت إلى ألمانيا و زارت مدينة هامبورغ ثم سافرت إلى سويسرا و زارت مدينة بازل .
– في 3 أكتوبر سافرت إلى السويد و زارت مدينة ستوكهولم ثم غادرتها بسرعة و سافرت إلى النرويج و عندما وصلت إلى مدينة أوسلو ثم انتقلت لزيارة منتجع أوبدال للتزلج .
– في 22 أكتوبر سافرت إلى فرنسا و أقامت في فندق ألتونا في باريس .
– من 23 أكتوبر إلى 29 أقامت في فندق دي كالاياس في باريس .
– و من 29 إلى 30 أكتوبر سافرت من باريس إلى النرويج و مرت بمدينة ستافانغر ثم استقرت في مدينة بيرغن مستخدمه جواز سفر مزور باسم كلاوديا نيلسين .
– من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر حجزت غرفة في فندق نيبتون في مدينة بيرغن تحت أسم
أليكسي زارن مركيز باعتبارها مواطنة سلوفينية قادمة من مدينة ليوبليانا .
– من 6 إلى 8 نوفمبر سافرت إلى مدينة تروندهايم النرويجية و أقامت في فندق بريستول باسم فيرا جارل .
– في 9 نوفمبر سافرت إلى مدينة أوسلو ثم انتقلت إلى بمدينة ستافانغر و أقامت في فندق سانت سافيثون تحت أسم فينيلا لورك ثم غادرته في 18 نوفمبر و ذهب في رحلة بحرية بقارب إلى مدينة بيرغن و أقامت في فندق روزن كرانتز و حجزت غرفة تحت اسم إليزابيت لين هوفير حاملاً جنسية بلجيكية.
– من 19 إلى 23 نوفمبر أقامت في فندق هورد هايمين و حجزت غرفة تحت أسم إليزابيت لين هوفير و أدعت أنها مواطنة بلجيكية قدمت من مدينة أوستند و كانت حذرة جداً و لم تغادر غرفتها إلا نادراً .
– في 23 نوفمبر غادرت الفندق في الصباح و دفعت الفاتورة نقداً و ذهبت إلى محطة سكة الحديد و وضعت حقيبتين في صندوق الأمانات و في 29 نوفمبر عُثر على جثتها .

وصفها بواسطة شهود العيان :

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
جنازتها كانت متواضعة حضرها بعض الضباط

و بحسب شهادة بعض موظفي الفنادق التي أقامت فيها ، فقد كانت أمرأة أنيقة ، تبدو في الأربعينيات من عمرها ، و ترتدي شعراً مستعاراً بني اللون يتناسب مع لون عينيها الصغيرتين ذات اللون البني ، و يبلغ طولها 164 سم تقريبًا ، و قد كانت تتحدث اللغة الألمانية و الفرنسية بطلاقة ، و اللغة الإنجليزية بشكل ركيك ، و قد سمعها أحدهم تتحدث اللغة الألمانية مع رجل مجهول قائلة : ” أنها قادمة ” و قد أقامت بعدة فنادق في مدينة بيرغن و كانت تغير الغرف باستمرار و تطلب الغرف التي تحتوي على شرفة حيث تقوم بتدخين السجائر ، و هذا يدل أنها كانت حذرة و تخشى من أن يُكتشف أمرها ، و كانت دائماً ما تطلب وجبة حساء الشعير باللبن (العصيدة) في الفنادق التي تقيم فيها ، و عندها قامت الشرطة بالبحث في الغرفة رقم 407 من فندق هورد هايمن آخر فندق أقامت فيه و لكنهم لم يعثروا على شيء .

و في عام 2005 م أدعى أحد سكان مدينة بيرغن أنه عندما كان بعمر 26 عام بذلك الوقت ذهب في رحلة إلى ذلك الوادي و قد رأى أمرأة تشبه الصورة التي نشرتها الشرطة و كان برفقتها رجلان يلبسان معاطف سوداء ، كان المرأة ترتدي ملابس خفيفة و أنيقة لا تتناسب مع الرحلة إلى ذلك المكان ، و عندما اقتربت منه حاولت التحدث معه لكن الرجلان منعاها ، و قد بدت علامات الخوف ظاهرة على قسمات وجهها ، و بعد خمسة أيام أعلنت الشرطة عن العثور على جثة المرأة في ذلك المكان ، و عندما ذهب إلى المركز الشرطة للإبلاغ عما رأى ذلك اليوم تجاهلت الشرطة شهادته مما دفعه للصمت طوال هذه الفترة خوفاً على حياته ، و بعد أن وصلت التحقيقات إلى طريق مسدود أغلقت السلطات ملف القضية و اعتبرت أنها قضية انتحار ، و قررت دفن الجثة مع الاحتفاظ بالفك و بعض الأسنان و العينات في المختبر الجنائي لمواصلة التحقيق مستقبلاً ، و في إحدى مقابر وقف القس و بعض رجال الشرطة لإقامة مراسم دفن الجثة ، حيث وُضعت في تابوت مصنوع من معدن الزنك لكي يحفظ الجثة أطول فترة ممكنة و تم دفنها في قبر مجهول في 5 فبراير عام 1971م.

التكنولوجيا الحديثة تكشف بعضاً من الأمور الغامضة :

في عام 2016 م قام الأطباء في المختبر الجنائي بفحص حمضها النووي من العينات المحفوظة كما استعانوا بجهاز مطياف الكتلة ، و كشفت نتائج فحص الحمض النووي أن المرأة من أصل أوروبي ، كما أكد فحص مطياف الكتلة أنها عاشت طفولتها المبكرة وسط أو شرق أوروبا ، و عاشت شبابها غرب أوروبا بسبب تواجد بعض المعادن التي انتقلت إلى جسدها من الطعام و الماء الذي كانت تتناوله حيث عاشت طفولتها ، و هذا يعني أنها عاشت في منطقة بين فرنسا و ألمانيا ، هذا بالإضافة إلى الاستعانة بخبراء النحت و التصوير لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد للصورة الحقيقية لتلك المرأة الغامضة و قد قام الفنان الأمريكي ستيفن ميسال بعمل ستة نماذج لوجه تلك المرأة و تم نشرها في شرق و غرب أوروبا لعل أحداً يتعرف عليها من أهلها أو جيرانها ، و لكن فرصة التعرف عليها قد ضاعت مع مرور تلك السنين الطويلة.  

جريمة إسدال الغامضة - ملف الجاسوسية السري
المرأة المجهولة بريشة الفنان ستيفن ميسال

في تلك الفترة كانت النرويج ساحة للصراع الاستخباراتي أثناء الحرب الباردة ، و لهذا كانت تعج بالجواسيس الروس و الأمريكان و جواسيس الموساد الإسرائيلي ، خصوصاً أن تلك المرأة قامت بزيارة أماكن يُعتقد أنها مواقع لتجارب صاروخية غرب النرويج ، و بعد 3 أعوام من مقتل تلك المرأة و تحديداً في تاريخ 21 يوليو 1973 م قام عناصر من الموساد الإسرائيلي باغتيال المواطن أحمد بوشيخي ذو الأصل المغربي الذي كان يعمل كنادل في مطعم بمدينة ليلهامر النرويجية ، ظناً منهم أنه علي حسن سلامة العقل المدبر لجماعة أيلول الأسود التي احتجزت رهائن إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا عام 1972م ، و قد تمكنت السلطات النرويجية من القبض على ستة من فريق الموساد فيما تمكن الأخرون من الفرار ، و تمت إدانتهم بالتواطؤ في القتل من قبل النظام القضائي النرويجي ، فيما شكل هذا فضيحة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي في ذلك الوقت .

و في أحد المكاتب المُغلقة جلس رجل لا تظهر معالم وجهه بسبب الضوء الخافت ، و في يديه ملف يحتوي بعض الأوراق التي تحتوي على المعلومات و الهوية الحقيقية للمرأة المجهولة ، و وضع علامة غريبة بقلمه الأحمر على ذلك الملف ثم أغلقه و وضعه على أحد رفوف المكتبة بجانب عدد من الملفات لجواسيس سابقين تم اغتيالهم بعدما فشلوا في مهامهم لكي لا تُكتشف هويتهم .

المصادر :

1 – Isdal Woman – Wikipedia

2 –  Isdal Woman: The mystery death haunting Norway for 46

3 – The-Strange-Case-Of-The-Isdal-Woman

تاريخ النشر : 2018-09-30

guest
52 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى