تجارب ومواقف غريبة

ما الذي يحدث2 (المخيم)

بقلم : عبدالكريم – الجزائر
للتواصل : [email protected]

ما الذي يحدث2 (المخيم)
رأيتها على بعد أمتارٍ مني تنظر إلي بحزن

مرحباً يا رواد موقع كابوس .. في جعبتي تجربةٌ أردت أن أشاركها معكم ، و هي ليست تجربة مخيفة بقدر ما هي غير مفهومة .. فأرجو منكم أن تساعدوني بآرائكم حول الموضوع ، لعلي أستطيع فهم ما حدث في تلك الأمسية الصيفية داخل المخيم في عام 2000 هيا لنبدأ القصة ..

في تلك السنة تلقيت دعوةً من وزارة الشباب ، و الرياضة للمشاركة في أحد المخيمات الصيفية التي تفيد الأطفال .. و بالطبع لبيت الدعوة بسرورٍ ، و التحقت بالمخيم الذي نظم بمدينة “إفران” المغربية .. و بالتحديد في منطقةٍ جبليةٍ تدعى “بن صميم” ، و كانت مهمتي في المخيم هي وضع البرنامج العام و اليومي بما في ذلك الأنشطة الترفيهية للأطفال .. هذا بما أنني حاصل على دبلومٍ في التنشيط التربوي و الثقافي من الوزارة ..

من الأنشطة التي وضعتها تلك الأمسية هي سهرةٌ ترفيهيةٌ تقليدية ، أي كل ما يتعلق بالتقاليد من ألبسة و حرف ..إلخ .. بعد أن تركت الكل منشغلاً بالسهرة ، توجهت إلى أحد الجداول التي لا تبعد عن المخيم سوى أمتاراً قليلة – كان وقت الغروب هو الوقت الوحيد المسموح لي فيه بالاستراحة – .. هذا الجدول ينحدر من الجبل الذي كنا نخيم أسفله ، و يمر بمحاذاة المخيم و يتوغل داخل الغابة التي كانت تبعد بدورها أمتاراً قليلةً عن المخيم ..

و بعد أن جلست فوق جذع شجرةٍ كانت قد سقطت فوق الجدول مشكلةً مثل جسرٍ صغيرٍ بين ضفتي الجدول ، وضعت قدمي في الجدول و رحت أطالع أحد الكتب التي جلبتها معي .. و بينما أنا كذلك رأيت إحدى الزميلات من المخيم قادمةً من الغابة باتجاهي ، و بمحاذاة الجدول فاعتقدت أنها تبحث عني لتستفسر عن أمرٍ يخص المخيم أو ما شابه .. المهم تابعت القراءة في انتظار وصولها ، و بعد أن رفعت بصري مرةً أخرى .. رأيتها على بعد أمتارٍ مني تنظر إلي بحزن ، فرابني أمرها كيف وصلت بهذه السرعة .. و هي منذ لحظةٍ كانت تبعد عني ما يقرب الخمسين أو الستين متراً ، لذا حاولت أن أسألها عن سبب حزنها .. و لكن بمجرد أن طويت الكتاب و نزلت عن جذع الشجرة اختفت تلك السيدة ..

لم أستوعب الأمر في البداية ، و وقفت للحظاتٍ مذهولاً أحاول استيعاب ما حدث .. فالمكان الذي وقع فيه هذا الحادث كان مكشوفاً تماماً ، لا شجر و لا حجر – كما يقال – لتختفي خلفه .. و المخيم يبعد عنا بحوالي ثلاثين متراً ، فكيف توارت بهذه السرعة .. و في محاولةٍ مني لأفهم الأمر انطلقت بسرعةٍ عائداً إلى المخيم لأتفاجأ بها جالسةً مع إحدى الزميلات تتابع السهرة أو الأمسية – إن صح التعبير – ، لأنها كانت تقام ساعة الأصيل – أي السهرة – و ليس ليلاً .. فسألتها عما كانت تفعله هناك و لماذا فعلت ذلك ، فأقسمت بأغلظ الأيمان أنها لم تبرح مكانها في القاعة التي تقام فيها الأمسية .. و قد شهدت صديقتها بذلك ، و رغم ذلك لم أصدقها في البداية .. و لكن بعد التفكير في الأمر ملياً ، و استرجاع شريط أحداث تلك الواقعة بدأت أميل إلى تصديقها .. و سأقول لكم لماذا ..

أولا :
التي رأيتها ذلك اليوم كانت ترتدي لباساً رياضياً ، بينما زميلتي كانت ترتدي لباساً تقليدياً مغربياً يسمى “القفطان” كما تركتها في بداية السهرة ..

ثانيا :
من عادة زميلتي هذه أن تمازحني بما أنها كثيرة المزاح مهما كانت الظروف ، و هو ما لم تفعله هذه المرة ..

ثالثا :
و هو أهم شيء .. أنه و مهما بلغت سرعة زميلتي في الجري فلن تستطيع العودة إلى المخيم و تغيير ملابسها بتلك السرعة ، لأنه و كما سبق أن ذكرت فالمكان بين المخيم و الجدول هو عبارةً عن منطقةٍ مكشوفة ..

و هنا شعر عقلي بالأرق عندما اتكأ على أريكة السؤال الذي طرحته على نفسي ، و ما زلت أطرحه .. من تلك الفتاة التي رأيتها ذلك اليوم؟ أنا عن نفسي لا أملك الإجابة ، فيا ترى هل أجدها عندكم؟ ربما! ..

في انتظار تعليقاتكم و ردودكم تقبلوا تحياتي ، إلى اللقاء ..

تاريخ النشر : 2018-10-13

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى