أشباح و ارواح

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟

بقلم : حسين سالم عبشل – اليمن
للتواصل : https://www.facebook.com/profile.php?id=100010781206005

هل المرايا و الأسطح العاكسة لها علاقة بالعالم الآخر ؟

 

منذ القِدم خشي الإنسان من رؤية انعكاس صورته على الماء حيث اعتقد أنه يرى انعكاس روحه ، و في الحضارات القديمة استخدم الناس النحاس المصقول كالمرايا و لم تظهر المرايا الحديثة إلا عام 1835 م عندما قام الكيميائي الألماني “يوستوس فون ليبيغ” بطلاء طبقة رقيقة من الفضة على سطح الزجاج ليصنع أول مرآة بشكلها الحالي ، و مع ابتكار المرايا ساد الاعتقاد بين الناس أن المرايا هي بوابة للتواصل مع العالم الآخر و أنها تحتفظ بالأرواح في داخلها و لازالت هناك العديد من المعتقدات و الخرافات التي تدور حول المرايا حتى يومنا هذا ، بل إن هناك أناس لا ينامون إلا إذا قاموا بتغطية المرآة بقطعة من القماش خوفاً من تعرضهم للأذى بسبب الأرواح .

و لعل من أشهر أفلام الرعب التي تحدثت عن المرايا هو فيلم الرعب الأمريكي mirrors ، الذي تم إنتاجه عام 2008 م و الذي أدى فيه دور البطولة الممثل الكندي كيفير ساوثر لاند .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
فيلم mirrors أحد أشهر الأفلام التي تناولت موضوع المرايا

يبدأ الفلم برجل يقف متوسلاً أمام المرآة التي يظهر فيها شخص يشبهه تماماً ثم يقوم هذا الشخص بنحر عنقه ليسقط الرجل ميتاً ، ليحل مكانه في العمل بن كارسون ( كيفير ساوثر لاند ) ، ذلك الرجل الذي فُصل من عمله كمحقق في شرطة نيويورك و الذي يقرر العمل كحارس ليلي في متجر ماي فلاور الذي تعرض للحريق قبل 5 سنوات و لم يتبقَّ منه سوى مستودع توجد به العديد من المرايا ، و في أول ليلة له في المكان يلاحظ كارسون وجود بصمات أصابع على المرايا ظلت صامدة رغم محاولته إزالتها ، و يجد في المكان محفظة تعود لجاري لويس حارس المتجر السابق ، و في المحفظة يجد ورقة كتب عليها إسكير .

في هذه الأثناء تقوم أخت كارسون بالانتحار بشق فمها أمام المرآة ، مما يجعل كارسون يتأكد من أن شكوكه حول المرآة صحيحة و أنها هي السبب فيما يحدث ، فيحاول تحطيم المرايا في المتجر و لكنها لا تتحطم ، فيصرخ متسائلاً ماذا تريد ؟ فيتشقق الزجاج و يظهر اسم إسكير ، عندها يحاول كارسون حل لغز تلك الكلمة و هذا المكان ، فيقوم بالنزول إلى الطابق السفلي المغمور بالمياه ليجد أرشيف الدراسات النفسية و يكتشف أن هذا المتجر قد بُني على أنقاض مستشفى سانت ماثيو للأمراض النفسية ، و عندما يزيح الطوب من الجدار يجد غرفة تغطي جدرانها المرايا و يوجد في وسطها كرسي . يتصل بصديقه الشرطي و يطلب منه مساعدته في العثور على معلومات عن المريض إسكير ، ثم يعود ليخبره أنها مريضة تبلغ 12 عام كانت قد توفيت نتيجة انتحار جماعي بذلك المستشفى ، و لكن كارسون يكتشف من سجلات المستشفى أن تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة و أنه تم إطلاق سراحها قبل يومين من الحادثة 

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
يرى بصمات على المرآة 

في هذه الأثناء تلاحظ زوجة كارسون انعكاسات غريبة في المرايا التي في منزلها فتقوم باستدعاء كارسون الذي يقوم بطلاء جميع المرايا التي في المنزل باللون الأخضر . يشعر كارسون أن عائلته في خطر و يذهب للبحث عن تلك المريضة و عندما يصل إلى منزلها يخبره أخاها أنها كانت طفلة عنيفة و تم تشخيص حالتها بانفصام بالشخصية و تم أخذها إلى ذلك المستشفى حيث قام الطبيب بتثبيتها على كرسي محاط بالمرايا لكي تواجه مرضها ، و عندما شُفيت و عادت إلى المنزل لاحظ أهلها أشياء غريبة تظهر في المرايا الموجودة بالمنزل و لهذا قرروا إرسالها للعيش في دير قديم يمنع تواجد المرايا فيه 

يذهب كارسون لمقابلة آن في الدير و هناك تخبره المرأة العجوز أنها كانت ممسوسة بروح شريرة ثم خرجت منها تلك الروح و انتقلت إلى المرآة لتجمع أرواح من تقتلهم ، و رفضت العودة معه إلى ذلك المكان حتى لا تخرج تلك الروح الشريرة من جديد ، و لكن كارسون يجبرها على الذهاب معه إلى غرفة المرايا أسفل المتجر ، و في هذه الأثناء تحاول الروح الشريرة اختطاف ميكي كارسون و تستميت أمه في إنقاذه و حمايته و أخته

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
يقوم بتقييد المرأة على الكرسي

 و في غرفة المرايا يقوم كارسون بتقييد المرأة على الكرسي ليبدأ المكان بالاهتزاز و تنطلق الأضواء من المرايا و تنطلق الشياطين محطمة المرايا التي يتناثر زجاجها في المكان ، و تستحوذ الشياطين على تلك العجوز و تتحول إلى مسخ مرعب يهاجم كارسون الذي يتمكن في الأخير من القضاء عليها بواسطة إشعال النار في أنابيب الغاز الممتدة داخل النفق مما يتسبب في انفجار ضخم يدمر المبنى و يجعله كومة من الأنقاض ، و بعد أن يهدئ المكان يشق كارسون طريقه و سط الحطام و يخرج من المبنى ليرى رجال الشرطة و الإطفاء الذين جاءوا لإنقاذ المصابين و نقل الجثث ، و لكن الغريب في الأمر أنه لم يلاحظه أحد منهم ، و يلاحظ كارسون أن الأسماء على ملابسهم مكتوبة بالمقلوب كما هو الحال في المرآة و يتقدم وسط الشارع حتى يصل إلى زجاج أحد المباني ليرى وجهه و لكنه يكتشف أن انعكاسه لا يظهر و أيقن أنه تعرض للسحق بين أنقاض المبنى و أن روحه صارت عالقة في عالم المرآة الغامض و لا يظهر للعالم الحقيقي سوى بصمات يده على الزجاج .

على عكس كثير من أفلام الرعب التي ترتبط أحداثها بقصص واقعية إلا أن هذا الفلم استوحيت أحداثه من فيلم كوري into the mirror الذي تم إنتاجه عام 2003 م ، و لكن هل من الممكن أن تترك الأشباح بصماتها على الأسطح الزجاجية ؟ و بعد أن قمت ببحث بسيط في محرك البحث وجدت أن هناك قصة حقيقية تشبه في بعض تفاصيلها أحداث هذا الفيلم .

بصمات يد فرانسيس ليفي :

أمام النافذة التي تطل على أحد شوارع مدينة شيكاغو ، جلس فرانسيس ليفي ليرتاح بعد يوم عمل شاق في إطفاء الحرائق ، استغرب زملاؤه صمته و هدوءه المريب ، فقد تعودوا على مزاحه و ضحكاته التي كانت تملأ المكان ، و عندما سأله أحدهم عن سبب صمته ، وقف ليفي أمام النافذة و وضع يده عليها ثم التفت إليهم و قال بصوت حزين : ودعاً يا أصدقائي ، أظن أنني سوف أرحل عن هذه الحياة اليوم . و ما أن سمع زملاءه تلك الكلمات حتى انفجروا ضاحكين معتقدين أنه يمازحهم ، و فجأة دوت صفارات الإنذار و تحرك الجميع لتجهيز المعدات و سيارة الإطفاء التي انطلقت إلى مكان الحريق ، حيث كانت ألسنة اللهب و الدخان تتصاعد من نوافذ مبنى كوران هال ذا الأربعة طوابق .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
هرع رجال الإطفاء إلى مكان الحريق

و بينما قام بعض رجال الإطفاء بتوجيه خرطوم الماء ليطلق زخات من المياه لإطفاء النيران ، قام فريق آخر بنصب السلالم و تسلق الطوابق الأربعة لكي يقوم بإخلاء الموظفين من المبنى ، و مع حلول المساء انتشرت النيران إلى الطوابق العليا و صار هيكل المبنى ضعيف جداً مما تسبب بانهيار السقف و محاصرة رجال الإطفاء تحته ، و بسبب عدم توفر أجهزة التنفس فقد لقي 9 من رجال الإطفاء و مدني واحد مصرعهم ، و جرح 20 آخرون ، و من بين القتلى كان رجل الإطفاء فرانسيس ليفي الذي تنبأ بموته في ذلك اليوم .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
بصمات فرانسيس تظهر على الزجاج !

أُقيمت مراسم جنازة رسمية لرجال الإطفاء الذين ضحوا بأنفسهم لأنقاد الآخرين ، و بعد التحقيق اكتشف المحققون أن الحريق الذي حدث بتاريخ 18 أبريل عام 1924م كان بفعل فاعل نتيجة لوجود أثار وقود بالمبنى و قد ثبت تورط مدير شركة للمعدات الرياضية الذي افتعل الحريق لكي يحصل على أموال طائلة من شركة التأمين ، و تمت محاكمته و عقابه ، و عندما عاد رجال الإطفاء إلى مقر عملهم لاحظ أحدهم آثار يد على سطح زجاج النافذة التي وقف عندها صديقهم الراحل فرانسيس ، و لكنه لم يعر الأمر أي اهتمام ، و يوماً بعد يوم أصبح أثار اليد واضحة و لفتت انتباه العاملين في المكان ، و فيما ظن البعض أن شبح فرانسيس عاد تاركاً بصمته على الزجاج ، اعترض آخرون مبررين ما حصل أنها مجرد بصمات تركها فرانسيس قبل مقتله بذلك الحادث الأليم ، و لحسم الأمر قام أحدهم بمحاولة محوها بقطعة قماش ، و لكن الآثار ظلت على الزجاج بالرغم من محاولتهم إزالتها بالمواد المنظفة ، مما أثار ضجة بين الناس و توافد الصحفيين لتوثيق هذا الحدث الغريب ، ظلت البصمة على الزجاج لمدة 20 عام حتى عام 1944م عندما رمى صبي توزيع الصحف بصحيفة على النافذة فتحطمت في نفس التاريخ الذي توفي به فرانسيس .

بصمات بريء :

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
ألكسندر كامبل

في منتصف القرن 19 عاش سكان قرية جيم ثروب حياة هادئة و كان عملهم يقتصر على استخراج الفحم من المناجم المنتشرة في مقاطعة كاربون الواقعة بولاية بنسلفانيا الأمريكية ، و مع ازدياد الطلب على الفحم كونه المصدر الرئيسي للطاقة بتلك الفترة فقد اضطرت السلطات إلى جلب المزيد من العمال من خارج القرية ، و كان من بينهم العديد من المهاجرين الايرلنديين الذين عملوا في ظروف قاسية في المناجم و مات العديد منهم ، مما دفع الايرلنديين إلى تشكيل نقابة للمطالبة بحقوق عمال المناجم ، و لكن هذه المطالب جوبهت بالرفض من مُلَّاك المناجم مما دفعهم لتشكيل عصابة للقتل و الاختطاف أطلق عليها عصابة ” مولي ماجواير ” و انضم إليها عدد كبير من الايرلانديين الناقمين على التمييز و الظلم الذي تعرضوا له .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
سجن كاربون كونتيري

و في جريمة شنيعة أقضت مضجع السلطات بتلك القرية ، حيث قامت تلك العصابة باغتيال كلاً من جون بي جونز و مورجان باول و هما من مُلَّاك مناجم الفحم ، و بعدها قامت الشرطة باعتقال أربعة متهمين من المهاجرين الايرلنديين بعد أن تمكن أحد المخبرين من اختراق العصابة و جمع الأدلة ضدهم ، و أثناء المحكمة عُرضت الأدلة و أصدر القاضي أحكام بالإعدام على كلاً من مايكل دويل ، جون دوناهو ، إدوارد كيلي و ألكسندر كامبل ، و تم نقلهم إلى سجن كاربون كونتيري و قضوا عدة أيام في انتظار إعدامهم .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
كان يرى من خلال النافذة منصة الإعدام

و من خلال نافذة الزنزانة رقم 17 كان ألكسندر كامبل يشاهد الحراس و هم يقومون بنصب منصة الإعدام و قد تدلت من عليها المشانق ، و يتحسر على حظه العاثر الذي أوقعه في هذه الورطة ، فهو رجل مسالم كان يملك حانة لبيع المشروبات الكحولية و قد تورط بسبب اجتماع رجال العصابة في حانته من دون علمه بحقيقتهم ، و في صبيحة 21 يونيو عام 1877م توجه عدد من الحراس إلى الزنزانة في آخر الممر و فُتح الباب ليتفاجأ الرجال الأربعة أن موعد إعدامهم قد حان ، و بينما كان الحراس يقومون بتقييدهم بالأصفاد استطاع ألكسندر كامبل الإفلات منهم و قام بتلطيخ يده بالوحل من أرضية الزنزانة القذرة ثم ضرب بيده على الحائط و هو يصرخ ” أنتم تعدمون شخصاً بريئاً و سوف يلحق العار بالمدينة ، هذه لطخة يد الرجل البريء و لن تزول أبداً مهما حاولتم ” .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
 لطخة يد ألكسندر ظلت على الجدار رغم محاولة إزالتها

لم يكترث الحراس لكلامه و سرعان ما كبلوه بالأصفاد و اقتادوهم إلى منصة الإعدام حيث لقوا مصيرهم المحتوم ، و بالرغم من مرور السنين و محاولة الحراس محوها بمواد التنظيف إلا أن لطخة يد ذلك الرجل ظلت على الجدار و صارت حديث الناس لسنين طويلة ، و في عام 1930 م قرر مدير السجن روبرت ال بومان إزاله ذلك الجدار الذي أصبح مزاراً لسكان المدينة مما تسبب له بالإزعاج ، و بعد أن قام العمال ببناء جدار آخر ظهرت لطخة اليد مجدداً بعد عدة أيام بالرغم من طلاء الجدار بالجص الأبيض ، و في عام1995م قام الأخوان توم و بتي ماك برايد بشراء مبنى ذلك السجن القديم و حولاه إلى متحف يحكي تاريخ المدينة و ظلت لطخة اليد على جدار الزنزانة رقم 17 .

بصمات أطفال الميتم على زجاج السيارة :

في إحدى الليالي المقمرة توقفت سيارة على جانب الطريق المار من مدينة فيرميليون الواقعة في مقاطعة لورين بولاية أوهايو الأمريكية ، و نزل مجموعة من الشباب للتخييم بين الأشجار الغابة و قضوا تلك الليلة بشرب المشروبات الكحولية و اشعلوا النار للتدفئة و تجمعوا حولها و بدأ كل منهم في سرد بعضاً من قصص الرعب . و كان للغابة قصة أرادت أن ترويها لهم ..

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
دار الأيتام قبل تعرضه للحرق

ففي بدايات القرن التاسع عشر أقيمت دار جور للأيتام على الأرض التي تكسوها أشجار الغابة اليوم و كان الميتم يتسع لمائة يتيم ، و في أحد الأيام شب حريق ضخم في ذلك الميتم و حوصر الأطفال بداخله و لم يستطيعوا الخروج ، و ماتوا جميعاً بعد أن تحولت أجسادهم الغضة إلى رماد بين حطام المبنى ، يُقال أن مدير الميتم هو من قام بإشعال الحريق حتى يحصل على أموال من شركة التأمين و هناك من يعتقد أن أحد الجيران أزعجته ضحكات الأطفال أثناء لعبهم فقرر أن يخمد أصواتهم إلى الأبد بذلك الحريق .

بصمات على المرآة من العالم الآخر .. ما حقيقتها ؟
ظهرت بصمان لأيادي صغيرة على زجاج السيارة

بعد الحريق أصبحت الأرض مجرد ساحة جرداء تنبعث منها رائحة الشواء رغم مرور السنين ، و عندما يسدل الليل ستاره تظهر أطياف الأطفال لتلعب و تلهو بين جذوع الأشجار ، و عندما شاهدها أحد شباب المخيم كاد أن يفقد صوابه من الهلع مما دفع رفاقه إلى أصطحابه إلى السيارة ، و هناك أنقسم الشباب بين مصدق و مكذب لما حصل ، و فجأة صرخ أحدهم عندما شاهد زجاج السيارة و قد ظهرت عليه بصمات لأيادي صغيرة يعتقد أنها تعود إلى أطفال الميتم ، و غادر الجميع المكان بأقصى سرعة .
يعتقد سكان تلك المنطقة أن أشباح الأطفال لا زالت تلعب بين أشجار الغابة و تقوم بترك بصمات أياديها الصغيرة على زجاج السيارات التي تتوقف في ذلك المكان .

ملاحظة :

قد تبدو كثيراً من تلك القصص مختلقة و عارية عن الصحة بالرغم من وجود مصادر تثبت حدوثها ، و لكنها تحمل جانباً من الحقيقة ، فالأشباح تحاول دائماً ترك أثر لتذكير الناس بما حصل لها من مأساة ، و ربما كان ذلك الأثر مجرد بصمات يد على زجاج سيارتك أو على مرآة حمامك.

المصادر :

–  Mirrors (film) – Wikipedia
– Who Invented the Mirror | Mirror Invention – Live Science
Firefighters Ghostly Handprint – The Paranormal Guide
– Carbon County Jail – Wikipedia
–  Alexander Campbell (suspected Molly Maguire)
–  Gore Orphanage » – Vermilion Chamber of Commerce

تاريخ النشر : 2018-10-13

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى