اساطير وخرافات

الخضر و السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!

بقلم : أبو ميثم العنسي – اليمن
للتواصل : [email protected]

الخضر و السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
حكاية الرجل الخالد موجودة في تراث معظم الشعوب

خلق الله آدم و جعل له الحكمة و الإرادة و أورثه الأرض بما عليها ، و كرامة له أمر قيوم السماوات و الأرض الملائكة بأن يسجدوا لهذا المخلوق الكريم ، فسجد الملائكة كلهم إلا ذلك المخلوق الناري عزازيل ، الجني الذي وصل بعبادته لله عز و جل إلى مستوى الملائكة ، قال له الخالق عز و جل : يا إبليس ما منعك ألا تسجد لمن خلقت بيدي ؟ ، فرد متكبراً : إلهي كيف أسجد لهذا الذي خلقته من الطين ، و أنت خلقتني من النار ؟ و كيف تسجد النار للطين ؟ ، حينها قال الخالق عز و جل : أتعصي أمري ؟ أخرج من السماء مطروداً مذموماً و اللعنة عليك أيها الرجيم ، فرد المطرود من رحمة الله قائلاً : إذن يا رب أطل عمري إلى يوم الدين و اجعلني من المنظرين ، و سوف ترى كيف اجعل ذرية هذا الطيني يتجرأون على معصيتك و لا يطيعونك ، و يغيرون خلقك و يستحلون ما حرمت و يحرمون ما أحللت ، فأجابه الخالق عز وجل : قد جعلتك يا إبليس من المنظرين إلى الوقت المعلوم ، و من تبعك من ذرية آدم فسوف يكون معك في نار جهنم و بئس المصير .

في تلك اللحظة السماوية وُلِد الصراع بين الخالق و المارق ، بين الكريم و الرجيم ، بين الحق و الباطل ، صراع كان الضمين في عدالته الله رب العالمين ، فالحق له أن يختار جنوده ، و الباطل له أن يختار جنوده ، و من جنود الحق و الباطل من أعطُي طول العمر حتى الوقت المعلوم ، فلا يموتون حتى يشاء الله ، فينتصر الحق على الباطل في المعركة الكبرى النهائية .

الخضر و السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
هناك مقامات كثيرة تنسب للخضر في العالم الاسلامي .. وتشتهر بالراية او القبة الخضراء .. هنا مقامه المعروف والقديم على نهر دجلة في جانب الكرخ من بغداد

الخضر عليه السلام و السامري هما موضوع مقالي هذا ، شخصان مُد لهما في العمر حتى ذلك الوقت المعلوم ، كلاهما الخضر و السامري قابل موسى عليه السلام في قصتين معروفتين في القرآن ، و كلاهما أتاه الله علماً ، فالخضر وضع علمه في خدمة الحق ، أما السامري فكان الباطل مسلكه و مساره .

الخضر العبد الصالح ، الذي كان له لقاء مع نبي الله موسى عليه السلام ، ليعلمه مما آتاه الله من الحكمة و العلم ، فخرق سفينة المساكين حتى لا يأخذها الملك غصباً ، و قتل الغلام حتى لا يرهق والديه طغياناً و كفراً ، و بنى الجدار المتهالك حتى لا ينهدم فيكتشف الناس مكان كنزٍ كان قد دفنه أحدهم حتى يكبر ولداه فيستخرجانه .

و هكذا قبل أن يلقى الخضر موسى أو بعد ذلك حتى يومنا هذا ، يسير الخضر على نفس النهج من الأعمال المؤمور بفعلها من قبل الله تعالى ، و من المحتمل في يوم من الأيام أنه قدم لك عزيزي القاريء خدمة و أنت لا تعلم ذلك ، أو تحدث معك و نصحك بشيء و أنت لا تعلم أنه الخضر عليه السلام ( كما في هذه القصة من تجارب و مواقف غريبة  – من اين اتى وكيف عرف؟ ) ، و قد يكون له تأثير كبير في سير أحداث عظيمة على مسار التاريخ ، أو يكون قد ظهر في شخصيات معروفة كانت لها دور بارز في نصرة الإسلام و أهله ، و تستحضرني قصة لإختلاف علماء و مشائخ دين في مسألة دينية حين ظهر لهم شيخ جليل غير معروف لهم فأفتاهم بفتوى حل لهم هذا الإشكال ثم اختفى كما ظهر .

الخضر و السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
السامري ظهر عبر التاريخ لاضلال الناس

السامري كذلك مُد له في الحياة ، و قصته معروفة مع بني إسرائيل حين صنع لهم عجلاً له خوار فعبدوه و قدسوه ، فلما رجع موسى عليه السلام من ميقات الله نسف العجل في اليم نسفاً ، و قال للسامري : ما الذي دفعك لهذا أيها السامري ؟ فرد قائلاً : بصرت مالم يبصره غيري من رؤية الملاك ، فقبضت تراباً من تحت قدمه فوضعتها في العجل ، و كذلك سولت لي نفسي أن أُضِل الناس عن عبادة الله تعالى ، فقال له موسى : فأذهب مطروداً و أن لك في هذه الحياة أن تقول لا مساس ، و هكذا يسير السامري على نفس النهج في إِضلال الناس عن عبادة الله تعالى ، و قد يكون له تأثيرات في أحداث تاريخية لأجل نصرة الشيطان و حزبه ، و قد يكون له ظهور في شخصيات عملت لإفساد العالم دينياً و أخلاقياً .

و من بين هذه الشخصيات الغامضة التي قد يكون ظهر بها السامري شخصية الكونت سان جيرمين الذي شوهد لأول مره في عام 1710 م في فينيسيا ، و كان له مظهر رجل عمره بين الـ 40 و الـ 50 عاماً ، و الذي لم يكشف أصله إطلاقاً حتى لأقرب المقربين إليه ، و عُرف بإسم (سان جيرمين الذي لا يموت) ، و قال في مرة و هو يعرف عن نفسه للآنسة دي بومبادور عشيقة لويس السادس عشر : يا مدام أنا قديمُ جداً ، كذلك لم يره أحد قط يأكل أو يشرب و قد يكون هذا معنى لقول موسى عليه السلام ( لا مساس ) .

الخضر و السامري وحكاية الرجل الذي لا يموت!
الكونت سانت جيرمان .. تدور حوله اساطير كثيرة

وكان الكونت صديقاً مقرباً للويس الخامس عشر ، و عند بداية عهد لويس السادس عشر صدرت أوامر بالقبض عليه لما كان له من دور مشبوة في زعزعة نظام الحكم في فرنسا لكنه اختفى فجأة ليظهر في دول أخرى كإنجلترا و النمسا و روسيا .

أعُلن عن موته في عام 1784م ، لكنه فجأةً ظهر في عام 1788م كممثل فرنسي رسمي على الإتفاقية العالمية الماسونية ، و المفاجأة التي صرح بها جميع من إلتقى به من قبل عشرات السنين أنه لا يكبر أبداً في العمر ، و آخر ظهور له كان لقائه مع صديقته العجوز الكونتيسة أديمار عام 1821 م و التي قالت عنه : لا يبدو عليه أثر مرور السنين .

أدعى أحدهم أنه لقيه في عام 1970 م . قيل عنه أنه كان إبناً ليهودي برتغالي ، لكن في الحقيقة لا يدري أحد أصله و من أين أتى ، من عام 1710 م حتى عام 1821 م ظل له مظهر رجل بين 40 و 50 عاماً !!

المصادر :

السامري – ويكيبيديا
Count of St. Germain – Wikipedia
Saint-Germain: The Immortal Count

————————

ملاحظة من موقع كابوس : نحن نشرنا هذا المقال ضمن قسم اساطير وخرافات لأننا لا نتعامل مع بعض ما ورد فيه كحقائق ، فهو محل جدل طويل وقديم بين العلماء والفرق الاسلامية المختلفة. لذا ارجوا من الجميع الالتزام بقوانين الموقع التي تمنع الجدل الديني ، يمكنك ابداء رأيك بالموضوع دون شخصنة الكلام او مهاجمة اي احد. وبالنسبة لقصة السامري فهناك قصة أو اسطورة عالمية قريبة جدا منها بقلم المبدعة منال عبد الحميد تحت عنوان اليهودي التائه.

تاريخ النشر : 2018-10-17

guest
93 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى