تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 18

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

تجارب واقعية من أرض فلسطين 18
ظهر مارد أحمر اللون طوله يقارب الأربعة امتار

 

السلام عليكم أعزائي رواد موقع كابوس ، قصتنا اليوم تتحدث عن بعض الأحداث الغريبة التي وقعت مع أبن خالي إبراهيم الذي يعمل سائق سيارة أجرة رواها لي أثناء زيارته لنا الشهر الماضي فإلى التفاصيل.

في فجر ليلة يوم جمعة وأثناء استغراقي في النوم سمعت فجأة أبن خالي ينادي علي بصوت مرتجف ، وعلى الفور هرعت إليه لأرى ما خبره ، فوجدته عند النافذة و كان ينظر نحوها برعب ، فسالته مستغرباً : ما الذي حدث معك ، فقال : يا أبن عمتي أخشى أني تورطت في الأمر كثيراً لدرجة أنهم لاحقوني حتى هنا ، فقلت له : تورطت مع من تحدث ؟ فقال : اخشى ألا تصدقني ، فقلت له تحدث : هيا تكلم ، فقال : العالم الأخر ، قلت له : العالم الأخر ! قال : نعم ، قلت له : كيف ؟ فقال لي : بينما أنا نائم سمعت بصوت مزعج في أذني فاستيقظت فزعاً من النوم أنظر حولي ، وفجأة عند باب الغرفة رأيت ظل شخص قادم نحوي ببطء شديد ، و ما هي إلا لحظات حتى دخل علي من باب الغرفة رجل أسود يفوق المترين في الطول وعيونه حمراء كبيرة و منظره بشع جداً.
وما إن رايته حتى تجمدت مكاني و ما كان من هذا اللعين إلا أن قفز فوقي وصار يخنقني لدرجة أحسست أن رقبتي تكاد تُخلع من مكانها ، و حاولت أن أنادي عليك ولم استطع فادركت أنها النهاية ، ولكن يبدو أن الله أراد لي الخلاص ، فإذا بأذان الفجر يرفع فارتد اللعين عني فجأة فتحررت منه و صرت أتلو آيات من القرآن الكريم فخرج اللعين ببطء شديد كما جاء أول مرة ، فنهضت من فراشي ولحقت به ولكني لم أره فظننت أن كل هذا كان حلماً ، ولكن أثناء عودتي للفراش نظرت فجأة للشباك فرأيت طفلاً صغيراً يقف على النافذة و يبتسم لي بخبث ، فشعرت بخوف شديد وقمت بالنداء عليك وكان أثناء ذلك ما زال في مكانه ولكن عندما وصلت أنت كان قد اختفى.

فقلت له : أكل هذا حدث معك الأن ؟ فقال لي : نعم ، فقلت له : يا إبراهيم كيف تورطت معهم ، هيا حدثني ؟ فقال : قبل مدة زمنيه ليست بالطويلة وأثناء فترة الاستراحة في موقف السيارات كنت أنا وزميل لي يدعى أسامه نتناول طعام الغذاء وإذ برجل من معارفنا أقبل علينا وقال لنا : هل تودون أن تصبحوا أغنياء ؟ فاستغربنا منه وقلنا له : ماذا وجدت كنز ؟ فقال : أنتم قلتم ذلك ، اسمعوا لقد تعرفت على شيخ يُدعى أبو عبدالله ، وقال لي : أنه أثناء بحثه عن الكنوز قد وجد مكانين و أكد لي أنهما يحتويان على الذهب الوفير وأنه يريد ثلاثة رجال يساعدونه على استخراجها ، فوعدته على الفور بإحضارهم له ، وقد وقع اختياري عليكما فما رأيكم ؟ الأمر لا يحتاج لتفكير.
فقلنا له على الفور : موافقون ، وعلى الفور تحدث الرجل للشيخ وابلغه بالأمر ، ثم قال لنا : إن الشيخ يريد أن يظل الأمر سرياً ، فقلنا : وهو كذلك ، متى التنفيذ ؟ فقال الرجل : غداً وقت المساء.

وبالفعل في مساء اليوم التالي أتينا للقاء الرجل والشيخ ، وما هي إلا مدة قصيرة حتى حضرت السيارة فصعدنا فيها وسلمنا على الرجل والشيخ وكان ذا هيبة و وقار و تبدو عليه الصلابة ، فقلنا : يا شيخ أبا عبدالله أين المكان  ؟ فضحك الشيخ و قال : لا تتعجلوا ، عندما نصل المكان سأخبركم ، انطلقت السيارة مسرعة حتى وصلنا إلى بيت يقع وسط مزارع وبالقرب منه تقع مغارة ذات منظر مرعب.
وصلنا البيت وطرق الشيخ على الباب ففتح لنا رجل في الستينات من عمره وسلم على الشيخ فقال له الشيخ : أهذه هي المغارة ؟ ، فقال الرجل : نعم ، ولكني أقول لكم لن تفلحوا فشرطه صعب جداً ، فقال له الشيخ : لا عليك ، و  إذا استطعنا جلب الذهب فسيكون لك نصيب منه ، ثم أشار الشيخ لنا أن هيا ، وبالفعل سرنا خلف الشيخ حتى وصلنا المغارة ، فقال لنا الشيخ : امكثوا هنا ، سأدخل أنا للمغارة لأتفاهم مع حارس الكنز لأرى ما الذي يريده ، فانتظرنا نحن على باب المغارة بينما غاب الشيخ داخلها.

مر الوقت ببطء ونحن ننتظر بشوق شديد ، وفجأة سمعنا صوت ارتطام شديد قادم من داخل المغارة ، بعدها و إذا بالشيخ أبو عبدالله يظهر من جديد وعلى وجهه علامات خيبة الأمل ، فقلنا له بلهفه ها ما الذي حدث معك هناك ؟ فقال لنا الشيخ : لا نصيب لكم بالكنز إن شرطه صعب جداً ، فقلنا : لماذا اخبرنا ؟ فقال : عندما تركتكم و دخلت المغارة وصلت لصخره عظيمة كأنها تخبئ شيئاً خلفها ، وعندما وقفت أمامها و  إذا بالصخرة تُزاح جانباً و  إذا خلفها غرفة كبيره مليئة بالكنوز والذهب ، وعلى أحد الرفوف موضوع عليه سبعة تماثيل ذهبية ، يا إلهي ما هذا ؟
و إذا بصوت قادم من الداخل يقول لي : هي كلها لك إلا التماثيل السبعة فلا يمكن إعطائها لأحد ، فقلت له : لماذا ؟ فقال لي الصوت : لا شأن لك ، فقلت له : وما هو شرطك ؟ فقال لي : شرطي أن تحضروا لي فتاة بكر وأن تقوموا جميعكم بالزنى بها أمامي هنا ثم تذبحوها وتقربوا لي راسها قرباناً ، فقلت في نفسي : اللعين يريد لنا أن نقوم بثلاث جرائم ، الزنى والقتل والأشراك بالله ، ثم ما أدراني أن يكون كل الذي أمامي وهم و غير حقيقي ويريد فقط توريطنا ، وهنا قاطع الصوت حبل أفكاري وقال لي : ما جوابك ؟ فقلت له بغضب : اللعنة عليك وعلى كنزك ، فأحسست بعدها بنفسي أُرفع في الهواء وأُقذف خارج الغرفة لتُغلق بعدها الصخرة باب الغرفة بقوه ، وهذا ما حدث معي يا شباب ، فنظرنا لبعضنا بعضاً وقد اعتلت خيبة الأمل وجوهنا.

فقال لنا الشيخ : لا تحزنوا بقي الموقع الأخر ، وأثناء خروجنا من المكان قال لنا صاحب المنزل : ألم أقل لكم أن شرطة صعب لن تطيقوه ؟ فهززنا رؤوسنا وصعدنا إلى السيارة ، وعندما استدار بالسيارة للخلف وجاءت أنوارها على باب المغارة إذا بنا نرى كلب أسود مرعب يرمقنا بغضب شديد ، فقال لنا الشيخ أبو عبدالله : إنه هو حارس الكنز ويبدو أننا أثرنا غضبه ، عدت للبيت محبطاً مع شعوري بالخوف الشديد حيث أن كلمات الشيخ التي قال فيها : أثرنا غضبه ، لها ما لها فليحمينا الله ، بعدها بأسبوع أتتني مكالمة من صديقي أسامه يقول لي : أستعد غداً صباحاً نذهب للموقع الأخر و أرجوا أن نستفيد هذه المرة ، فقلت له ليكن خيراً إن شاء الله ، و في صباح اليوم التالي انطلقت بنا السيارة إلى الموقع الأخر وقد اصطحبنا معنا هذه المرة أدوات الحفر وأجهزة كشف المعادن الثمينة ، وصلنا للمكان فإذا هو أيضاً مغارة ، اللعنة على المغارات ، قلتها بضجر.

وصلنا المغارة وأشار لنا الشيخ بإحضار المعاول وجهاز استكشاف المعادن ، وباشر الشيخ على الفور بالبحث في المكان الواقع أمام المغارة مباشرة ،  وفجأة و إذا بالجهاز يصدر صوتاً معلناً وجود ما نصبوا إليه ، أصابتنا الفرحة جمعياً ، وعلى الفور جاء أمر الشيخ لنا بالحفر فهرعنا للحفر بكل نشاط وهمه والأمور طيبه وبقينا نحفر ونخرج التراب حتى سمعنا صوت فأس أحدنا يضرب بشيء يبدو معدني ، وعلى الفور القينا المعاول وصرنا نحفر بأيدينا ، أنه الذهب ! سنصبح أغنياء ، صاح أحدنا فرحاً. ولكن ما إن أكمل عبارته حتى أنهالت علينا الحجارة من كل حدب وصوب وكادت أن ترضخنا ، فخرجنا من الحفرة مرعوبين.
قال الشيخ لنا : ما بكم ؟ استمروا ولا تقلقوا ، هيا ألا تريدوا أن تصبحوا أغنياء ؟ عليكم بالصبر هيا عودوا ، فقال أحدنا : و لكنهم يا شيخ قد يقتلونا ، فقال لنا : لا تقلقوا لن يقتلوكم ، وها أنا سوف أحفر معكم ، فقلنا له : إذاً فلتسبقنا أنت ونحن سوف نكون خلفك ، فقال : وهو كذلك ، فأخذ الشيخ عبدالله المعول وقفز في الحفرة وأخذ يحفر بعزم وإصرار ، وما هي ألا ولحظات و إذا بفاس الشيخ يطير إلى عنان السماء ، ثم رأينا الشيخ يرتفع في الهواء ثم يتم رميه عدة أمتار بعيداً عن الحفرة ، هنا كاد الرعب أن يفتك بنا وقمنا بالفرار من المكان ، وقد حملنا الشيخ عبدالله حملاً من كثرة الرضوض التي أُصيب به.

قلنا له بعد أن ابتعدنا عن المكان : ما هذا يا شيخ عبدالله ، أتريد أن تقتلنا اللعنة على الذهب ، وماذا سوف يفيدنا بعد مماتنا ؟ هنا التفت إلينا الشيخ بغضب وقال لنا كلمة كادت أن تفقدنا عقولنا : سوف أعود غداً للمغارة ، فقلنا له : هل جُننت ؟ فقال : نعم ، إما أن أحصل على الكنز أو أموت ، ثم قال لنا : من الذي يريد الذهاب معي ؟ فنظرنا لبعضنا باستغراب وقال : أحدنا لقد جُن الشيخ بالفعل ، فصاح بنا الشيخ : من يأتي معي ؟ سوف أذهب بكم أو بدونكم ، وهنا قلت له : أنا سوف أذهب معك يا شيخ ، لا أعلم ماذا حدث معي أهو الجنون أم الإصرار والتحدي ؟ وهنا صاح الشيخ وقال لصديقاي : وأنتما ؟ فنظر أحدهما للأخر وقالا : حسناً ، ولكن بشرط أن نبقى بعيدين عن المغارة ، فوافق الشيخ وقال : غداً صباحاً نعود.

و في صباح اليوم التالي أتجهنا إلى المغار وكنا نمشي بخطوات متثاقله وكأن أرجلنا صُنعت من العجين ، وأما الشيخ فكان يسير بكل ثقه وإباء ، وصلنا المغارة وعلى الفور قفز الشيخ في الحفرة ولكنه لم يجد أثراً للكنز ، فنظر إلينا وقال : يبدو أنه تم خداعنا ، يبدو أن الكنز في المغارة ، هنا قلنا له : لا تقل لنا أننا سندخل المغارة ، فصاح الشيخ وقال : ابقوا هنا أيها الجبناء ، سأدخل أنا إلى المغارة وحدي فقط راقبوا ، وبالفعل قفز الشيخ من الحفرة بكل نشاط وأخذ معه المعول وجهاز كاشف المعادن ودخل إلى المغارة ونحن ننظر إليه باستغراب ونقول لبعضنا : لقد جن الشيخ ، هنا كان الشيخ قد تعمق في المغارة ثم قام بتشغيل الجهاز وأخذ بالبحث ، وحين وصل إلى أحد جدران المغارة قام الشيخ بتحسس الجدار وابتسم وقال لنا : هذا الجدار ليس من جدران الكهف إنما تم بناؤه ، أكيد أن الكنز يقع خلف هذا الجدار.
هنا تبدل خوفنا لحماسة واندفعنا بدورنا داخل المغارة ، بعدها أخذ الشيخ المعول وبدأ بضرب بجدار فسقط أول حجر ثم الثاني والثالث ، و بدأ بريق الذهب يلمع من الفتحة ، فنظر لنا الشيخ و قال : ألم أقل لكم ؟ فزال الخوف من قلوبنا نهائياً ، وهنا أمسكنا جميعاً بمعاولنا وهرعنا مندفعين بشده نريد تحطيم الجدار والحصول على الغنائم ،و قبل أن نصل للجدار ظهر فجأة فوق رأس الشيخ حيوان الوزغ وكان حجمه كبير وقام بضرب الشيخ على راسه بواسطة ذيله ، هنا نظر الشيخ إلى الحيوان وقال له : أضرب كما تشاء ، الذهب لي ولن أغادر المكان حتى أحصل عليه.

وقبل أن يواصل الشيخ الحفر نظرنا للجدار و إذا هو قد عاد مبنياً من جديد والحجارة في مكانها ، هنا بدا الخوف مرة أخرى يعود لنا وقلنا للشيخ : أرجوك توقف نحن لسنا مطمئنون لما يجري ، ولكن الشيخ لم يعر كلامنا أية أهميه وعاد يضرب الجدار من جديد ، وهنا ضربه الوزغ مرة أخرى ولكنه لم يهتم و واصل الحفر ، هنا نظرنا للوزغ فوجدناه قد اختفى وأحسسنا بصوت خطوات ثقيلة تتجه صوبنا من داخل المغارة ، نادينا على الشيخ لكي يهرب ولكنه لم يعرنا أي اهتمام و يبدو أنه قد جُن تماماً ، هنا أخذنا نتراجع للخلف شيئاً فشيئاً وصوت الخطوات أخذ بالاقتراب حتى اصبحنا خارج المغار ولكننا ما زلنا نرى الشيخ وهو منهمك بالحفر.

وما هي إلا لحظات حتى ظهر مارد أحمر اللون طوله يقارب الأربعة امتار ، فاقترب من الشيخ حتى صار خلفه تماماً ، طبعاً من شدة الرعب لم نستطع الكلام أو أن نحذر الشيخ ، هنا كان الشيخ قد أحس بأحد يقف خلفه ، وما أن استدار حتى أمسك به هذا العملاق وأخذ يضرب به جدران المغارة بقوة لدرجة سمعنا صوت تكسر عظام الشيخ ، و بعدها قام هذا المارد بالتلويح به و قذفه خارج المغارة ، وما أن حدث ذلك حتى أطلقنا سيقاننا للريح مبتعدين عن هذا الجحيم ، وعندما نظرنا خلفنا بعد أن ابتعدنا صدمنا بالشيخ يلحق بنا حتى وصلنا ، فقلنا له باستغراب : أنت ما تزال حياً ! فقال : ها أنا بينكم حي أرزق.
و كان ممسكاً بكتفه وكانت قد كُسرت ، والعجيب أن شعر رأسه لحيته كانت منتصبة كالمسامير ، فقلنا له : ألم نقل لك يا شيخ أنه من الخير لنا ألا نتابع ولكنك لم تستمع إلينا و كدت أن تفقد حياتك هناك ، فقال لنا : الأمر يستحق يا أبنائي ولا تعتقدوا أنها المرة الأخيرة بل سأبقى أحاول و أحاول حتى أحصل على مبتغاي ، فقلنا له : و لكن أحصل عليه بعيداً عنا ، نراك على خير يا شيخ عبدالله ، هنا أنتهى أبن خالي من قصته ، فقلت له : أحقاً حدث معك هذا ؟ فأقسم لي على ذلك ، حتى أنه أراني صورة الشيخ عبدالله ، فنصحته بأن يرقي نفسه دائماً ويكون على طهارة فربما من يدري هناك من يريد الانتقام منه.

تاريخ النشر : 2018-11-13

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى