طوائف و معتقدات

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر

بقلم : بساط الريح – المغرب

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
ما قصة طائفة الموريش وما هي معتقداتهم؟

في 20 ديسمبر سنة 2013 نشرت جريدة الواشنطن بوسط مقالا تحت عنوان : “استراتيجية دفاع جديدة.. نحن في المغرب” كشف من خلاله الصحفي دان موريس عن احدى اكثر القضايا غرابة في تاريخ المحاكم الامريكية. ويتعلق الامر بـ المدعو باتلر لامونت الذي قام بالسطو على قصر بيثيسدا الغير مأهول وادعى ملكيته وقدم اوراقا رسمية تثبت مزاعمه .. الغريب في الأمر أن هذه الأوراق لم تكن سوى معاهدة سلام و صداقة قديمة ترجع الى سنة 1787 ، إضافة إلى معاهدة فيينا للعلاقات القنصلية؟؟!!

باتلر – 29 سنة – برر ملكيته للقصر على أساس ان جزءا كبيرا من امريكا تابع للامبراطورية المغربية (moroccan empire). وأن اسلافه كانوا هنا قبل تشكيل الولايات المتحدة الامريكية ، وعليه فأن من أصطلح عليهم بأسم “الموريون” هم الورثة الشرعيون لتلك الاراضي بما فيها العقارات التي شيدت فوقها .. وما قصر بيثيسدا الا قطرة من فيض ما يمتلكه الموريون في امريكا؟؟!!!

لكن حيازة باتلر للقصر لم تستمر سوى ليومان ، وذلك بعد ان تسلل إليه خلسة برفقة صديقته ، وتم القاء القبض عليه وتقديمه الى المحكمة بتهمة السطو والتامر والاحتيال والسرقة وانتحال هوية مفترضة .

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
باتلر لامونت استولى على القصر الفاخر

باتلر حضر الى المحكمة وهو يرتدي بذلة انيقة وجلس خلف طاولة الدفاع واضعا امامه زوجا من الأكواب عليهما علمين صغيرين احدهما يمثل علم المغرب والاخر العلم الامريكي. وخلال مرافعته تحدث عن مراحل حياته من دراسة ووظيفة ، وكيف أنه بحلول 2006 بدأ يبحث عن اجابات عديدة في حياته ووجدها في دراسة تاريخ المغرب وامريكا. وبرر باتلر عملية اقتحام القصر بأن امريكا باكملها ملك لاجداده المغاربة ، وهو ما رد عليه القاضي الامريكي ماكغان بالقول : “وفق قوانينك فان كل منزل لك الحق فيه. وتملك امريكا باكملها.وتملك بحارها وكل شي تريده فيها. لكن المجتمع الحر والمنظم لا يسير بهذه الكيفية”.

ويبدو من خلال وقائع المحاكمة ان القاضي وجد صعوبة كبيرة في اقناع باتلر بالتخلي عن معتقداته الراسخة بان امريكا جزء من الامبراطورية المغربية المترامية الاطراف. وان اجداده المغاربة حلوا بالعالم الجديد فترة طويلة قبل تشكيل امريكا الحالية !!!.
وامام اجوبة لامونت الاستفزازية وتشبته الكبير بمغربية امريكا !!! امر القاضي اخيرا باحتجازه في السجن وعرضه على طبيب نفسي. تجدر الاشارة هنا ان القصرالذي سطا عليه باتلر تبلغ مساحته 35000 قدم مربع وتساوي قيمته 6.9 ملايين دولار.

قد تعتقد عزيزي القارئ انني هنا بصدد سرد قصة غريبة وطريفة فقط ، لكن دعني افاجئك ، فحالة باتلر ليست فريدة ولا منفردة ولا حتى غريبة ، فارشيف المحاكم الامريكية لا يخلو من محاكمات أبطالها اشخاص طالبوا بملكية اراضي او سطوا على ممتلكات وعند مواجهتم بتهمهم فأنهم يدافعون عن انفسهم نفس أسلوب خطاب باتلر وافكاره مكررين على مسامع الجميع انهم مغاربة ومن حقهم استرجاع كل املاكهم من ايدي المغتصبين. مثلا في عام  2015 قام كل من شون كامبل و ديريك وولترز و كيم أيفي باقتحام ستة منازل ببلدة فولتون، لم يدخلوها خلسة كما فعل باتلر ، بل وضعوا لافتة كبيرة على أبوابها تقول: «هذا العقار تابع للإمبراطورية المغربية”. وقاموا بوضع صورة للعلم المغربي في أعلى اللافتة، وأرفقوا المنشور بنص يتحدث عن «الحقائق» التي بنوا عليها ادعاءاتهم!!!

هناك في الحقيقة ليس العشرات ، بل المئات من القضايا المشابهة ، قام بها مجموعة من الامريكيين ينتمون لجاعة تدعى الموريش ، وهي ليست عصابة منظمة أو حركة مارقة ، بل هي جماعة دينية ووطنية مسالمة لها افكارها الخاصة بها وتضم اتباعا كثر من سود امريكا ووتؤمن ايمانا قاطعا ان اجزاء من امريكا هي مغربية صرفة سطا عليها الاوربيون.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
صورة لتجمع من تجمعات الموريش في امريكا

ويبدو واضحا هنا اننا امام احفاد المورسكيين الذين هاجروا الى امريكا اضطرارا او اجبارا حملتهم السفن الاوروبية كعبيد الى العالم الجديد خلا القرنين 17 و18. او كمستكشفين لها مع البعثات الاسبانية او البرتغالية الى العالم الجديد.

ولنتقرب اكثر من افكار هذه الجماعة الغريبة وظروف نشأتها دعونا نعود إلى بداية القرن العشرين حيث قام الامريكي نوبل درو علي سنة 1913 بتاسيس المحفل العلمي لمغاربة امريكا في نيوارك بنيوجرسي ، وهي منظمة وطنية ودينية تستند الى فرضية انهم من اصول مغربية. ووفقا لعلي فأن اعضاء المحفل ينتمون إلى رقعة جغرافية تضم حاليا المغرب والدول المحيطة به ، والتي كانت في وقت مضى تمتد من الحدود الغربية لليبيا شرقا الى ماوراء نهر السنغال جنوبا ، او ما كان يطلق عليها حينها الامبراطورية المغربية واطلق على اتباعه اسم الموريش. دينهم هو الاسلام وبلد اقامتهم هو امريكا.

استقطب نوبل درو علي اتباعا كثر وجهر بارآءه في تجمعات عامة في واشنطن وديترويت وفيلاديلفيا.. ونظرا للتضييق الذي لاقاه هناك سواء من الحكومة او بعض السكان ، خاصة من المتطرفين البيض ، فقد قرر نقل دعوته الى شيكاغو وبها ذاع صيته وكثر اتباعه.

نوبل درو علي : نبي الله الى مورسكيي امريكا

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
نوبل درو علي

نوبل درو لم يكن فقط مؤسس المحفل العلمي لمغاربة امريكا بل نبيا مرسلا اليهم ايضا!!
اسمه الحقيقي تيموثي درو ، ولد سنة 1886 في كارولاينا الشمالية. يقال انه ولد لاب مغربي وام من قبيلة شيروكي الهندية ، وفي رواية اخرى لوالدين زنجيين.

هناك العديد من التفاصيل حول حياة درو علي المبكرة غير مؤكدة ، حيث اختلطت المعلومات الحقيقية مع الأساطير التي روج لها أتباعه الملتزمين. لكن اغلبها تصب حول كونه تلقى طفولة قاسية حتى ان عمته في احدى المرات القت به في احد الافران ، وما لبث ان هجر المنزل في سن السادسة عشر ليلتحق بسيرك محلي ويعمل به ساحرا.
لم يتلق أي تعليم رسمي لكن كان له اهتمام مبكر بمعرفة اصوله ولاحقا تأثر بالفلسفة الشرقية.

في احدى جولات السيرك خارج امريكا تمكن تيموثي من الذهاب الى مصر وفيها التقى بكاهن مصري كبير(درو علي في مذكراته وصفه انه عالم وليس كاهن) له اطلاع بمختلف العلوم ، قام بتعريفه بالاسلام وعقيدة التوحيد ، مما أدى إلى تحول فكري كبير لدى درو علي ، تمثل في رفض فكرة أن السود عبيد، ورفض تسميتهم بالعبيد أو الزنوج (نيجرو)، وأصر أن السود من أصول إسلامية وعليهم العودة إلى الإسلام ، ثم ادعى درو بعدها أنه رأى النبي متجسدًا فيه ، وبعد عودته لأمريكا ظلت فكرة النبوة تعتمل في ذهنه حتى صدح بها إثر رؤيته لحلم قيل له فيه: “يجب عليك تأسيس دين جديد لرفع البشرية المنهارة” .

بنى درو علي عدة معابد قاربت اعدادها 200 بجميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. لكن تم القبض عليه بعد ان دخل في صراع مع السلطات الامريكية ، واطلق سراحه بعدها الا انه توفي بعد ايام قليلة من الافراج عنه وذلك سنة 1929 ، ويقول اصدقاءه انه عذب بشكل كبير وهو في المعتقل.

والآن اليكم اهم المعلومات عن جماعة الموريش ومعتقداتهم :

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
لهم معابد خاصة بهم ويعتبرون المغرب بلدهم الام

– يعتبرون المغرب بلدهم الام وامريكا بلد استقبال.

– يميزون انفسهم عن باقي السود الامريكيين بارتداء الرجال للطربوش الاحمر المغربي ويسمونه “فاس” نسبة الى مدينة فاس المغربية ، اما النساء فتلبسن عمامات مختلفة الالوان.

– رمزهم هو العلم الحالي للمملكة المغربية احمر وبداخله نجمة خضراء خماسية. وهو مقدس الى درجة انهم يحملونه في سياراتهم ويعلقونه في بيوتهم ويضعونه في اعلى اسقف معابدهم .وهو رمز هويتهم وجذورهم.

– مسلمون يؤمنون بكل الرسل عليهم السلام ولكن لديهم رسول خاص بهم بعث للسود الامريكيين هو نبيل درو علي.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
لهم قرآن خاص اسمه قرآن الدائرة 7

– كتابهم المقدس اسمه : ( القرآن مجموعة الموريش او قرآن الدائرة 7) مخلوط ببعض العظات من الانجيل مع بعض الفصول التي تبدأ بالفصل الاول خلق وسقوط الانسان وتنتهي بالفصل 28 والاخير وهو نهاية الوقت وتحقيق النبوءات.

– لهم معابدهم الخاصة تشبه المساجد وقدرت بحوالي 90 معبدا في مجموع التراب الامريكي ويعتبر وضع العلم المغربي فيه واجبا ومفروضا ومقدسا!!!

– واجب على كل فرد موريشي ان يطالب بجنسياته الرمزية كمغربي ويتخلى عن تاريخه المتعارف عليه، المطبوع بذكرى العبودية وطمس الهوية. ويقوم المحفل بإمداد كل فرد جديد عند قبول عضويته ببطاقة هوية غير رسمية تثبت أصوله المغربية.

– يمتلكون اجزاء سرية من القرآن الكريم خص بها الله تعالى نبيهم المزعوم النبي علي درو وقد نزل عليه الوحي عندما كان في زيارة لمصر. كتب هذه المعلومة نبيهم درو في مذكراته!!

– يعتبرون شيكاغو بمثابة مكة جديدة لهم ويحجون ويعتمرون اليها.

– اركان دينهم خمسة: الحب الحقيقة السلام الحرية والعدالة.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
درو علي ادعى النبوة .. ونراه هنا كأنه ملك في بلاطه

بعض الموريش يزعم أن امريكا كانت أرض تابعة للمغرب من قبل وصول كولومبوس ، و أنهم إستوطنوها وأقاموا فيها الإسلام و بنو المساجد , حتى جاء الأوروبيين بعد عقدهم صفقة مع سلطان المغرب بكراء أراضي الولايات المتحدة بعقد لمدة 50 سنة , لإستغلالها فلاحيا وكذلك لإستخراج المعادن منها , لكنهم نقضوا العهد بعد إنتهاء المدة المبرومة في العقد ليحتلوا أراضي الولايات المتحدة بالكامل!!!

المتتبع لنشاة هذه الطائفة في بداية القرن 20 يدرك انها ظهرت في ظروف صعبة كان يمر بها السود في امريكا. فلعلها كانت ردة فعل متوقعة لاثباث كونهم ليسوا زنوجا بل من اصول افريقية مغربية وبالتالي يجب ان يعاملوا على قدم المساواة مع سكان الدولة شأنهم شأن باقي الاعراق الاخرى.

المور والعالم الجديد

في نهاية القرن 15 ابحرت سفن كريستوفر كولومبس تمخر عباب المحيط الاطلسي لاكتشاف اسراره وما يقبع خلفه ، هذه الحملة الكبرى مولتها الملكة ايزابيلا وزوجها فرديناند من خزينة محاكم التفتيش الاسبانية الممتلئة بالاموال المصادرة من المسلمين المقهورين قبل ان يطردوا نهائيا من الاندلس. وكان من ضمن طاقم كولومبس طاقمه قبطانين من اصل مورسكي. وعندما شرع هيرناندو كورتيز باكتشاف فلوريدا كان ثلث طاقمه من المورسكيين المسلمين.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
بعض المروسكيين رافقوا كولومبس في رحلته الاستكشافية لامريكا

لكن المشكلة ليست في من ذهب مع من!! بل الاشكالية الحقيقية هي حين وصل الجميع الى العالم الجديد واستوطنوا وشيدت المدن وشقت الطرق فأن الجنس الابيض الاوربي تربع على هرم السلطة في البلاد واستحوذ على خيراتها ، اما السود فاعتبروا عبيدا ، واعني بالسود هنا لون البشرة وليس العرق ، سواء اولئك القادمين من افريقيا او بعض المغاربة من ذوي البشرة السوداء او حتى سكان امريكا الاصليين. فبعد ان كان المورسكيون في الصف الاول في استكشاف امريكا اصبحوا في الدرك الاسفل من الهرم الاجتماعي لا لشئ الا لكونهم سود البشرة. وهذا ما حدث تماما مع المستكشف الكبير مصطفى الزموري ، اول افريقي وطئت قدماه جنوب امريكا واول رجل في العالم اكتشف امريكا من المحيط الى المحيط. لكن الاعلام العربي يكاد لا يتحدث عنه ولا عن انجازاته الكبيرة.

مصطفى الزموري المكتشف المنسي

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
استيفانيكو او مصطفى الزموري .. مستكشف عظيم لم يسمع الكثيرون عنه شيئا

يعرف مصطفى الزموري باسم استيفانيكو او ايستيبان المور او استيفان الاسود ، لكن اسمه الحقيقي هو سعيد بن حدو ، ولد بمدينة ازمور بالمغرب سنة 1500. انضم إلى أول حملة استكشافية للمناطق المسماة حاليا بولاية فلوريدا عام 1527. وكانت الحملة بالاصل متوجهة الى سواحل شرق المكسيك للسطو على ثروات “الأزتك” ، لكن نتيجة خطأ ملاحي اصطدمت بمصب نهر “الميسيسبي” وكان الازموري واحدا من 4 فقط من أصل 600 ، نجوا من الجوع والعطش والمرض وسهام الهنود. وقد لجأ الأربعة الى احدى الجزر وسكنوا الكهوف لعدة سنوات ، بعدها تركوا الجزيرة ليلتقوا بعدد من قبائل الهنود الحمر ، فأخذهم الهنود وعاملوهم بطيبة وظلوا معهم سنوات . واستطاع الزموري ان يتغلغل في ادق تفاصيل الهنود الحمر ، خصوصا قبائل زوني ، فتعلم لغتهم وعاداتهم ، وشرع في علاجهم بالاعشاب ونجح في ذلك ، وكذلك علمهم بناء المنازل ، وقد أطلق عليه الهنود وعلى رفاقه اسم ابناء الشمس ، وهي تعني ان الشمس ارسلتهم لعلاجهم.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
خارطة توضح مسار رحلة استيفانيكو .. وكيف انه عاش مع الهنود لسنوات

وفي عام 1535 توجه الازموري ورفاقه الثلاثة نحو المكسيك وعبروا النهر الكبير، ونظرا لشهرة استيفانيكو (الازموري) التي اكتسبها من رحلته الأولى والتي جعلته ابن الشمس القادر على علاج المرضى ، فقد رافقه المئات من الهنود ليرشدوه إلى أكبر وأشهر مدن الذهب السبع الأسطورية وهي مدينة سيبولا.

خلال هده الرحلة اختلفت المصادر التاريخية في نهاية مغامرات الأزموري بين قائل بأنه قتل من طرف الإسبان وبين قائل أنه قد قتل من طرف الهنود .بينما هناك من يؤكد أنه وصل فعلا الى “سيبولا” واستقر بها وتزوج وأنجب.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
استيفانيكو علم الهنود بناء المنازل والاستقرار .. ونلاحظة الى يمين الصورة المنازل التي شيدها استيفانيكو ونلاحظ مدى تشابهها مع المنازل في يسار الصورة وهي منازل قرية في جنوب المغرب

ولايزال الأمريكيون الأصليون (الهنود الحمر) يعتبرون الأزموري أو “استيفانيكو” أيقونة السلام والحوار في تاريخ أمريكا. كما يحتفل به الأمريكيون من أصل إفريقي كل سنة بحيث يقام مهرجان سنوي في بلدة بنسكولا في فلوريدا. لكن المفاجاة ان بلدة بنسكولا تضع تمثالا كبيرا لمستكشف آخر اسمه تريستان دي لونا في وسط ساحة عامة ، وكان قد اكتشف المنطقة سنة 1560 ، أي بعد استيفانيكو بثلاثين سنة. ولعل السبب يعود إلى بياض بشرته واعلانه بنسكولا اول مستوطنة اوربية في المنطقة تابعة للتاج الاسباني.

ويبدو ان قناة الجزيرة الوثائقية هي المنبر الاعلامي العربي الوحيد الذي سلط الضوء على مغامر فذ من طراز استيفانيكو المور وافردت له برنامجا وثائقيا مهما سلط الضوء على حياته وبداية مغامراته بدءا من المغرب الى حين وفاته. سنة 1939 بتكساس :

 

وقد الفت العديد من الكتب تتحدث عن مصطفى الازموري اخرها كتاب للمؤلف جيرمي صامويل. والفت ايضا قصص للاطفال تتحدث عن استيفانيكو ومغامراته من اجل الوصول الى مدينة الذهب سيبولا.

قبيلة ابن اسماعيل الامريكية

نشأت قبيلة بن اسماعيل في مقاطعة نوبل ، كنتاكي ، وهي تضم مجموعة من العبيد المحررين والهاربين ، وبعض الخدم الفقراء البيض العاطلين ، وبعض الهنود الحمر.

مارست القبيلة أسلوب البدو الرحل وبنوا منازل متحركة وكانوا يشبهون الغجر في اسلوب حياتهم. وعرفت هذه القبيلة بتعدد الزوجات ، ولم تنتسب إلى أي كنيسة معروفة ، وامتنعت عن شرب الكحول.
كانوا يعيشون بعيدا عن المجتمعات المستوطنة وأجبروا على الخروج من الأراضي المأهولة. وعندما أصبحت مزارع كنتاكي مزارع الرقيق ، انتقلوا إلى أوهايو. وعندما تم طردهم تتبعوا نمط الاستيطان في ولاية إنديانا ، وأخيرا انتهوا إلى مدن صغيرة مختلفة في ولاية إيلينوي . وتحمل اسماء مدن اسلامية مثل ماهومات مكة والمغرب.

عرف عن القبيلة كثرة الانجاب وانتشار الفقر مع ارتفاع في معدلات الجريمة. ويبدو ان السلطات الامريكية قد استشعرت خطر التكاثرالمهول لافراد قبيلة ابن اسماعيل فماكان منها الا ان اوفدت لجانا متخصصة لدراسة “الحالة الاسماعيلية”. اعقبها اصدار قانون هوالاول من نوعه اقره المجلس التشريعي لولاية انديانا ووقعه الحاكم سنة 1907 ينص على التعقيم الاجباري (الاخصاء) لافرادها خاصة المجرمين والمغتصبين والمحتالين!!! وقد رافق ذلك حملة اعلامية كبيرة تؤيد التعقيم الاجباري وتحديد النسل. ورغم ان هذا الاجراء مخالف للدستور الامريكي الا ان السلطات الامريكية غضت الطرف عنه ومررته. فالسيد الابيض لم يجد بدا من القضاء على الفقر الا بالقضاء على الفقراء انفسهم! وبذلك طويت صفحة قبيلة بن اسماعيل الى الابد.

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
مجموعة مختلطة الاعراق وفقيرة .. عرفوا بكثرة الانجاب

والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو لو فرضنا جدلا ان قبيلة بن اسماعيل كانت كلها من ذوي البشرة البيضاء وكانت تبدي ميولا للكنيسة وتعاني داخليا من مشاكل عويصة ككثرة الانجاب والفقر هل كانت السلطات الامريكية تفرض عليهم التعقيم الاجباري او كانت هناك حلول اخرى اكثر مرونة واكثر انسانية ؟؟

اصول قبيلة بن اسماعيل

“أصولهم غير دقيقة ، لكن يقال أنهم كانوا هاربين من العبودية لذلك ناقش الباحثون في اكثر من كتاب عن اصل هذه القبيلة فكثرت الدراسات واختلفت النتائج. لكني أعتقد أن الأدلة ، رغم افتقارها إلى اعترافات محددة بالهوية الإسلامية تبدو مثيرة للاهتمام بما فيه الكفاية للمناقشة..
فحسب المعطيات المتوفرة حاليا تواجدهم في امريكا كان في اواسط القرن 18 وعرفوا بالقوة وركوب الخيل وكثرة الانجاب. ويمارسون تعدد الزوجات ولا يشربون الكحول. ويعتبر بعض افرادها انفسهم “مور”. وفيهم الابيض مع اغلبية سوداء. ويتكاثرون بشكل ملفت للنظر. واسمهم بنو اسماعيل .. من خلال هذه المعطيات كلها يبدو انهم ربما ينحدرون من سلالة المولى اسماعيل سلطان المغرب اما حقيقة او ادعاءا.

فهذا السلطان المغربي اشتهر بكثرة الانجاب وتوفي سنة 1727 م ، وبداية تواجد قبيلة ابن اسماعيل في امريكا كانت في ثلاثينيات القرن 18. وقد سبق لموقع كابوس ان نشر مقالا عنه.. هذه فرضية من بين فرضيات كثيرة طالت اصل هذه القبيلة .
الشاهد في الموضوع ان قبيلة بن اسماعيل لم تطلها اليد البيضاء للانسان الاوربي وصنفت في خانة المغضوب عليهم و اعتبر افرادها عبيدا وعالة على المجتمع الامريكي.

اصل اسم امريكا

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
المستكشف الايطالي اميرجو فيسبوتشي

توفي كريستوف كولومبس سنة 1506 وهويعتقد انه وجد طريقا جديدة للوصول الى الهند والصين ، وكان كولومبس اول من اكتشف امريكا لكن من دون ان يعلم بذلك ، والغريب ان القارة الجديدة حملت اسم مستكشف اخر غيره هو الرحالة امريجو فيسبوتشي. وهذا الاخير كان حينها احد هؤلاء المقتنعين ان الارض التي وصل اليها كولومبس ليست الهند وانما “ارض جديدة”.

فى عام 1507 قام الجغرافى الألمانى ” مارتن فالد سميلر ” برسم خريطة العالم الجديد كما رآها ووصفها الرحالة ” أميريجو ” ، فاقترح أن يطلق على هذا العالم اسم مكتشفه ” أميريجو ” ووجد هذا الاقتراح قبولاً.

هذه هي الرواية التي تلقيناها في المدارس وحفظناها عن ظهر قلب عن اصل اسم امريكا. لكن دعونا الان نتعرف على الرواية الثانية التي يؤمن بها اغلبية السود في امريكا نفسها .
اولا هم يعتقدون ان امريكا ارض مغربية اكتشفها البحارة المغاربة منذ زمن بعيد لكن يبدو انهم لم تكن لديهم نوايا استعمارية كما هو الحال عند الاوربيين ولذلك فاسم امريكا مشتق من اسم موروكو (morocco) ، و الحقيقة ان المغرب باللغة الامازيغية يسمى اميريك .ويكتب هكذا : ⴰⵎⵕⵕⵓⴽ (*) Ameṛṛuk

قانون (Moors Sundry Act)

الموريش .. أمريكيون من نوع آخر
منح المغاربة نفس الامتيازات التي يتمتع بها البيض

وفي عام 1790 ، في الوقت الذي كانت فيه العبودية على قدم وساق ، مرر المجلس التشريعي لولاية ساوث كارولينا قانونًا يضمن وضعًا خاصًا لمغاربة امريكا. بموجب هذا القانون ، يتمتع (السود المغاربة) على الأراضي الأمريكية بنفس الامتيازات التي يتمتع بها المواطنون البيض. ونتيجة لذلك ، فإن القوانين التي تحكم حياة العبيد لم تكن تهمهم بأي شكل من الأشكال. كما لا ينبغي اعتبارهم خاضعين لقانون الدولة المسمى “القانون الزنجي”. إذا أدينوا بجريمة أو جرم، ينبغي أن يحاكموا محاكمة عادلة أمام هيئة محلفين قانونية.

وما كان لولاية كارولينا ان تمرر القانون لولا الاتفاقية التي وقعها سلطان المغرب سيدي محمد بن عبد الله والجانب الامريكي ممثلا في توماس باركلي وتوماس جيفرسون سنة 1787 وهي تتضمن 25 بندا من بينها بنودا مهمة تخص الرعايا المغاربة في امريكا فيها اشارات واضحة للمور كشعب يخضع لحماية جلالة الملك .

وهذه الاتفاقية هي نفسها التي كان يحملها باتلر ورفيقته لما سطيا على قصر بيثيسدا.
لكن الاتفاقيات ليست هي كل شئ بالنهاية…

تمر السنين ويعود الوضع كما هو عليه. الابيض في قمة الهرم والاسود في الدرك الاسفل من المجتمع . ان المجتمع الامريكي الحالي وان بدا اكثر ديموقراطية عما كان عليه سابقا الا انه يُبقي في داخله قوانين لن تغيرها الاتفاقيات والمعاهدات على الاقل في الامد القريب.

المصادر :

The Official Website of the Moorish Science Temple of America
يدعون “امتلاك أجزاء سرية” من القرآن.. الموريش: نحن مغاربة!
60 ألف أمريكي يقولون إنهم مغاربة.. يؤمنون بكتاب يجمع القرآن والإنجيل
Estevanico – Wikipedia
Novel defense strategy — were in Morocco — fails in Montgomery courtroom
Ben-Ishmael Tribe – Wikipedia
Noble Drew Ali – Wikipedia

تاريخ النشر : 2018-12-08

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى