تجارب ومواقف غريبة

أين ذهب رفيق الظلام ؟

بقلم : محمد ذكي – مصر

أين ذهب رفيق الظلام ؟
مرحباً بي في عالم الشياطين و دنيا الظلام

أنا أتابع موقعكم منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يخطر ببالي قط أن اكتب إليكم رغم ما حملته حياتي من خبرات قاسيه و ذكريات مرعبة ولكن وجدت نفسي مضطراً لذلك لأن ما حدث لي في ليل 27 نوفمبر 2018 م دعاني إلى الكتابة ومتشوق إلى ردودكم لأني أعلن عجزي التام عن التفسير و أعاني حتى الأن من عدم التركيز في عملي

باختصار شديد أنتم أمام تجربة حقيقية غامضة وليست قصة مؤلفة

 أنا أعمل كمدير مبيعات بإحدى أكبر شركات الأثاث في مصر وساعات عملي من 11صباحاً إلى 11 مساء وأعود يومياً من مقر عملي في مدينة نصر إلى منزلي بحلوان في حدود ساعة ونصف ونظراً لطبيعة حلوان الهادئة ومقر سكني فأنا من يشتري كل احتياجات المنزل خلال رحلة عودتي من خبز أو سوبر ماركت أو خلافه

و في تلك الليلة و بعد جولتي مع المشتريات و عند الساعة الواحدة وقبل الوصول إلى شارعنا الهادئ والخالي من المارة تقريباً ، انقطع التيار الكهربائي وأظلمت الحياه تماماً بلا أي بصيص من الضوء ونبحت كلاب الليل الضالة معلنة فرض قبضتها على الحياة في تلك الساعة المشئومة ، تمالكت أعصابي حتى وصلت إلى باب العمارة التي اسكنها وحيث توجد شقتي في الطابق الثاني عشر ، وقفت عند باب العمارة و واربت الباب فأمامي ظلام تام وخلفي كلاب مسعورة لن ترحم وتجمد الزمن تماماً ، عند تلك اللحظة تأتي الكلاب غاضبة فاغلق الباب الحديدي فاغرق في الظلام ثم اضطر لفتح الباب كان هذا هو اختصار الموقف خلفي عدو ثائر شرس أعرف حدوده وأمامي عدو ما ورائي غير معروف ولا أعرف حدوده

 كنت متأكداً تماماً أن محاولة الصعود للدور ال12 لن تتم حتى اصطدم بذلك الجن أو الشيطان الذي سيخرج لي في أي دور ، مرحباً بي في عالم الشياطين و دنيا الظلام ، أرجوك لا تحاول نصيحتي بالثبات والصعود فأنت الأن في فراشك الدافئ وأنا على عتبات مملكة الجن ، وللعلم فأنا امتلك أعصاب حديدية وكتلة من العضلات ، ولكن الخيال الشيطاني عصف بكل ذلك حتى أتى ذلك القادم من بعيد ، كان يمشي في ثبات غريب غير مألوف في الظلام ، كان متوسط الطول والجسم ويرتدي معطف أسود زاده غموضاً ، لم يكن من الممكن غلق الباب فأنا في منتصف العمر و وجدت هذا تصرف طفولي لا يليق بي ، تقدم نحوي بمنتهي الثقة قائلاً : أنت حضرتك طالع ؟ وجدت نفسي أرد كالمنوم مغناطيسياً : نعم ، فابتسم ابتسامه خبيثة أو حسبتها كذلك قائلاً بالمصري : طب نطلع مع بعض نسلي بعض ، أنا جارك في الدور ال14

اقسم بالله لم يكن مظهره مريحاً على الإطلاق ، و لوهلة سمعت منه ضحكة تشبه ضحكة الضباع ، و في الطابق الثاني تعمدت أن أصيح قائلاً : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وبحق الله سمعت منه خواراً غريباً شبه معترض ، كنت أتمنى ألا يتكلم ولكنه تكلم قائلاً : الشقق التي لم تسكن بعد وفي مرحلة التشطيب هي التي تثير الرعب والخيال ، يا لله هذا الحديث غير مناسب تماماً ولكني توكلت على الله واهبت نفسي للعراك الأخير مع هذا الكائن

وعند الطابق السادس و بعد لحظات مرت دهراً عاد التيار ونظرت حولي ولم أجده ولم أجد أي أثر له ، والله العظيم هذا ما حدث وهذه قصتي التي انتظر منكم الرد عليها وكل حرف فيها حقيقي ولكني نسيت أن أخبركم أن العمارة كلها 13 دور وليس بها أبداً الطابق ال14 الذي اخبرني رفيق الظلام أنه صاعد إليه.

تاريخ النشر : 2018-12-10

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى