تجارب من واقع الحياة

أنا النار و سأحرق حياتهم كما هم فعلوا لي من قبل.

بقلم : َHusine Rajene – المغرب
للتواصل : [email protected]

قررت في الأخير أن أتغير نهائيا و أن أجعل من نفسي عظيما

السلام عليك يا موقع كابوس و لجميع من يسهر على تنظيمه و شكرا لكم و للكل:
بما أنني لا أجيد المقدمات فإنني سأدخل في جوهر الموضوع.
أنا -إنسان- و عمري 17 و أنا أدرس في الباكلوريا.
المسألة هنا أن عنوان المقالة توضح كل شيء ، أنا هو النار الذي سوف أحرق حياتهم كما هم أحرقوا حياتي و جعلوها جحيما بحيث لا أستطيع أن أتنفس للحظة لشدة مكائدهم و أعمالهم الشيطانية ، و التي لا تزال تدمرني لحد هذه الساعة.
سوف أخبركم قليلا عن شخصيتي كيف كانت في زمن ماضي:

أنا كنت طيب القلب ، أساعد كل شخص يحتاج إلى الدعم و أدعو له بكل مظاهر الخير من شدة صفاء نيتي تجاه – أعدائي و أصدقائي المنافقين و أقاربي و الكل – لكن المشكلة العميقة تكمن هنا ، وهي أنهم يلقبونني بضعيف الشخصية و على أنني شخص أنثوي ، و أنني مجرد حشرة صغيرة تجاههم.

هل لأنني أتصرف معهم بإحترام و بمحبة لا يعلمها مقدارها إلا الله يذهبون و يقولون عني ما لا أفعل؟
متى كان الإحترام فعلا أنثويا أكثر منه رجوليا هل هذا يعني إذا لم أحترمهم هل سأكون رجل بكل المقاييس؟
لا أنكر في بعض الأحيان أنني أتصرف بتصرفات أنثوية ، و هذا السبب راجح إلى أنني محاط بالإناث أكثر من الرجال.
و هذا ما أدى بهم لأن يهينوني بأقسى الألفاظ ، التي لا يمكن لأي شخص أن يستوعب مقدار الجرح و الألم الكبيرين ، واللذان سوف يهدمان منزل بأكمله عند التعرض له.
وعندما أفكر بهم ينتابني نوع من الهستيريا و الجنون ، لأن كمية هذا الألم من طرفهم لن يتحمله غيري.

سأخبركم ببعض الأخطاء الغير منطقية ، و التي لا زلت أندم عليها لقلة خبرتي و سذاجتي معهم:
أخبرهم بكل أسراري و أئتمنهم على كل شيء و أضع فيهم كل ثقتي ، و أحسن التعامل معهم و ألبي كل طلباتهم بدون تقصير مهما كانت مهينة لي مع إستغلالهم لي بأبشع الطرق.
سوف تستنتجون في الأخير أنني ساذج جدا في التعامل مع الأشخاص لأنني لا أستعمل تفكيري معهم بمعنى – أنا بدون عقل -.
و أنا هكذا لسنوات أصبر و أصبر و أكظم غيظي ، و الألم يزداد مع مرور الوقت و يصبح كالوحش الذي لا يمكن أن أتحمله مجددا. وهذا ما إنعكس على نفسيتي حيث أصبحت بدون أصدقاء ، و أصبحت منعزلا عنهم لا أكلمهم و أحاول قدر الإمكان أن أتجاهلهم ، و أبتعد عنهم لأنني لا أريدهم أن يأذوني مجددا.

و مازاد الطين بلة هو أن لي صديق حقيقي ، و هو عزيز جدا على قلبي حيث كان يفهمني و يساعدني ، و أنا بدوري كنت أساعده و أعتني به كنا تقريبا كأصدقاء روح حتى وصل بنا الأمر على أننا سوف نظل دائما مخلصين لبعضنا البعض و إلى الأبد ، و لكن القدر شاء أن يأخد مؤنس روحي إلى دار السلام و يعتني به – هو مات فقط منذ أسبوع – وها أنا ضائع ، صديقي فارق روحي ولن يرجع أبدا هو الذي كان يمنحني القوة و الإستمرار و الآن هو ليس موجود أنا ، الآن أكتب و أنا أبكي لأن فقدانه لم أستوعبه جيدا.

و كما تعرفون فأعدائي هم الآن سعداء جدا بموته ، فهم لم يذهبوا إليه لتعزيته أو أن يقدمون لي أسفهم على موته. توأم روحي و الذي لن يعوضه أي شخص أبدا مهما كان.
لهذا قررت في الأخير أن أتغير نهائيا و أن أجعل من نفسي عظيما ، و أنهض من جديد و بقوة و عاهدت في نفسي أنني سأصبح منذ هذه اللحظة ، النار التي سوف تحرق حياتهم و تدمرهم كما هم فعلوا لي من قبل.
لقد تخليت عن طيبتي و أزلتها نهائيا و أصبحت غامضا جدا.
لقد تخليت عن تصرافاتي الأنثوية ولم أعد أتصرف بها نهائيا.
و بدأت أطور من ذكائي شيئا فشيئا.

و أول خطة قمت به للإنتقام كانت على صديقي المنافق ، الذي كان يطعنني في ظهري دائما فقمت بتلفيق إشاعة خطيرة عنه ، فبدأ يحس بنوع من الإحراج و الحزن و أصبح الكل يبتعد عنه ، و لشدة خطورة تلك الإشاعة التي لفقتها له بذكاء مني – وهو لحد الآن لم يعرف أنني هو الفاعل – قام بتغيير المدرسة نهائيا بدون رجعة ، ما أجمل طعم الإنتصار.

ثم أنتقلت إلى بعض الصديقات المنافقات في الثانوية ، اللواتي هن دائما ينغصن حياتي و يجعلنها جحيما ، فقمت بإعداد مستحضر خاص – والذي يجعل المرء عند ملامسته يمرض 3 أيام بالحكة و الزكام و الحمى – فكنت دائما أرشه على مقاعدهن فيمرضن و يتغيبن في الحال ، و كنت دائما أفعل ذلك حتى لم يستطعن إكمال السنة الدراسية ، و خرجن من شدة المرض و يا له من أمر رائع.

ثم بعدها إنتلقت إلى بعض الأساتذة الذين كانوا يسيئون معاملتي دائما و بدون سبب ، بخطة جديدة و التي كانت تتمثل في أنني قمت برش الماء عند المدرج الذي ينزلون فيه عادة ، و فجأة سمعت صوت السقوط و الصراخ في ألسنتهم بعضهم أصيب بإصابات بالغة ، و بعضهم أصيبوا بإصابات خفيفة ، عندها قامت الإدارة بتبديل الأساتذة المصابين بأشخاص آخرين ، المهم من كل هذا أنني إرتحت من ظلمهم لي فل يعانوا و ليتألموا فهذا لا يهمني.

عندها قمت بالإنتقال إلى بعض التلاميذ الآخرين الذين دائما كانوا يحقدون عليا و يكرهونني و يأذونني بكلامهم ، عندها قمت بخطة لكي أزيلهم نهائيا عن طريقي و إلى الأبد قمت بإحضار الكثير من النمل و قمت برشه في أماكنهم ، عندها بدأوا يعانون من الأمر يا له من منظر رائع ، و لكنني ما زلت كنت أفكر كيف أزيلهم نهائيا و كيف أحطم مستقبلهم ، بالرغم من أنهم كانوا متفوقين علي في جميع المواد و أنا كان هدفي أن أصبح الأول ، عندها أتتني فكرة أن أقوم بشراء بعض الحلويات الفاسدة و أن أقوم بإعطائه لزميل لي – ليعطيهم لهم لكي لا يشكون في .

 
و بعد هذه الحادثة أصيبوا بالعديد من الأمراض ، و التي أضعفت من مستواهم الدراسي و أنا يوما بعد يوما أقوى عليهم و أصبح أكثر ذكاء منهم.
عندها إنتقلت إلى أخواتي اللواتي هن دائما يعاملنني بالسوء و الجفاء ، فقمت بالإفتراء بهن إلى أمي على أنهن كانوا يقمن بتصرفات غير لائقة مع الشباب ، فعاتبتهن أمي أشد العتاب وكان العقاب أن يعطوا لأمي هواتفهم ، و لكن ما ساعدني أكثر رغم الإفتراء الكاذب أن ما وجدته أمي في هواتف أخواتي من رسائل فاضحة هي التي ساعدتني كثيرا في موقفي

 و لكن بالرغم من ذلك فمازلت لم أنتهي بعد. لقد قمت بوضع خطة جديدة و التي هي عبارة عن أن أقوم بوضع بعض السوائل الحارة في الشامبو الخاص بهن ، و الذي سيساهم في فقدان شعرهن و ظهور الصلع لديهن ، و أثناء إستعمالهن للشامبو وجدت أخواتي يصرخن و يبكين من شدة الألم لأن شعرهن تمت إزالته و هذا هو ثمن إعتدائهم لي و عدوانهم لي أساسا من البداية و شنهم الحرب ضدي بدون سبب.

بالإضافة إلى ذلك أنني إنتقمت من إبن خالي الذي هو أيضا كان يحتقرني بأشبع الطرق ، فقال لي إنك تلعب بالنار فقلت له ألم تفهم إلى حد هذا الآن أنا هو النار بحد ذاته و الذي سوف يحرقك و يدمرك إلى الأبد ، ومن شدة غضبه قام بإعطائي ضربة في وجهي و لأنني كنت دائما أخاف من المواجهة فهذه المرة لم أكن خائف ، فقمت بدفعه بالدرج فتكسرت عظامه ، ولكي أنقد حالي بسرعة قمت بوضع بعض الماء بالدرج لكي أزيل التهمة مني ، فقلت له إذا إتهمتني بدفعك بالدرج فسوف أجعل حياتك جحيما وهذه ليست إلا البداية – عندها ذهبت إليه و كنت أمثل على أنني سوف أساعده – عندها قال لأبويه أنه سقط لوحده في الدرج بسبب الماء. لكي يتعلم الدرس جيدا إذا ما أزعجني مرة أخرى.

عندها بدأ أعدائي يختفون شيئا فشيئا ، و لم يعد بوسعهم فعل أي شيء لي لأنني أنا النار التي ستحرقهم كما هم أحرقوا قلبي ، ولا زلت مستمر في إنتقامي الذي ليس له أي نهاية.
وبدأت طموحاتي تزداد مع مرور الوقت و الإنتقامات ترتفع ، و الإنتصارات تكون حليفي و أصبح أقوى و أذكى من ذي أي وقت مضى.
ولكن ما يجعلني لا أشعر بالراحة هي أفعالي و خططي الشريرة ، لقد أذنبت ذنوبا كثيرة و أنا أدرك هذا الأمر جيدا ، و لكن كما قال عالم فرنسي في قوله لا أحد على قبة هذا الأرض بريء ، فهم من الأساس دمروا براءتي و هذا هو ثمن ذنوبهم و أفعالهم الشريرة.

لا أعرف هل أتوقف عن إنتقاماتي و لكن هذا الأمر صعب جدا ، لأن مقدار الألم و الجرح هما اللذان ينغصان روحي أم أقوم بتحقيق العدالة بنفسي و أدمر كل من آذوني و أهانوني و جعلوا مني مذلة أمامهم؟

تاريخ النشر : 2018-12-10

guest
97 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى