الروبتة : نعمة أم نقمة ؟!
هل الروبوتات ستغزو جميع مجالات الحياة وتغني عن البشر ؟؟ |
هل أنت متأكّد من ذلك ؟
أعد التفكيرعزيزي القارئ، فالروبوتات اليوم بدأت تنتشر بشكل مهول حول العالم.
صارت الكثير من المصانع تستغني عن اليد العاملة البشريّة و تعوّضها بروبوتات تمكّنها من صناعة منتجاتها و تركيبها بشكل سريع و مثالي، بعض ربّات البيوت صارت تعتمد على روبوتات لمساعدتها في القيام بعمليّات التنظيف بعد تزويدها بخرائط تصميم المنزل، بل ستعتمد وكالات الفضاء قريبا على روبوتات في اكتشاف الكواكب .
هذا و قد طوّرت مؤخّرا شركة” بوسطن ديناميكس” في أمريكا روبوتا باسم “أطلس” يبلغ طوله المترين،
الروبوت أطلس |
يقفز بكلّ رشاقة في كلّ الاتجاهات، يحافظ على توازنه، قادر على التحرّك في التضاريس الأكثر وعورة و هو قادر على الدخول في المعارك ضدّ البشر و قتلهم شرّ قتال وبالتالي تعويض الجنود .
أمّا أفضل تجلّيات العقل البشري فقد تمثّلت في الروبوت “صوفيا” التي تمّ تصنيعها في الهونغ كونغ و هي قادرة على قراءة تعابير الوجوه و التفاعل معها، صوفيا زارت عدّة بلدان و هي أوّل روبوت يتحصّل على جنسيّة تماما كالبشر، بل بعض الناس مازالوا يناضلون للحصول على جنسيّة التي هي من المفروض أبسط حقوق الفرد الطبيعيّة. لقد تجرّأت صوفيا في إحدى المقابلات التلفزيونيّة على توجيه تهديد خطير للبشريّة حيث أجابت الصحفي بنبرة تحدّي واضحة:” ما دام الإنسان لطيفا معي فسأكون لطيفة معه بدوري” و هي الجملة الشهيرة التي يردّدها المختطفين و المغتصبين على مسامع ضحاياهم. (يمكنك أن تشاهد هذا الحوار الصحفي المثير في الرابط المرافق بالمقال) الفكرة الأساسيّة التي عملوا عليها في اليابان لاختراع صوفيا مستوحاة من خلقة الإنسان. الروبوت يتكوّن من هيكل شبيه بهيكلنا العظمي، يتكوّن من أجهزة استشعار و حاسوب مركزي قادر على إصدار الأوامر لكافّة أجزاء الروبوت شبيه بجهازنا العصبي و المستقبلات الحسيّة و “العقل” لدينا، كما يحتاج الجسم البشري للغذاء كمصدر طاقة للقيام بوظائفه، الروبوت يحتاج أيضا للكهرباء للعمل بشكل فعّال..
صوفيا .. صممت بطريقة تحاكي البشر |
اختراع الروبوت صوفيا أثار جدلا واسع النطاق ، وصرنا نتحدّث عن تعويض الروبوت للإنسان حتّى في عمليّة التكاثر و بالتالي فانتشار هذه الآلات سيقود البشريّة للفناء بلا أدنى شكّ
و إذا كان الإنسان يستغرق سنوات حتّى يتكاثر و حتّى يشتدّ عوده، ثمّ يشيخ و يضعف، فالروبوت يتميّز بصفة الخلود، بل قد يتفوّق الذكاء الإصطناعي على العقل البشري بأشواط، الأمر أشبه بلعب الشطرنج مع حاسوبك، فتركيز الإنسان محدود قد يسهى، قد يخطئ، قد يضعف تركيزه في لحظة، أمّا الحاسوب فهو يدرس كلّ إحتمالات تحرّكات قطعك في أقلّ من الثانية ضمن برمجة دقيقة لا مجال للخطأ فيها
هل يمكن أن نتحدّث هنا عن أفضليّة الروبوت عن الإنسان ؟
أهنّئ العقل البشري لبلوغه هذا الحدّ من التطوّر العلمي حتّى صار يحاكي خلقة الرحمن لكنّي أرى العالم في ظلّ هذا التطوّر المخيف هو عالم لا طعم له، لا مكان فيه للحبّ، للعواطف، لحسّ الفكاهة، للألعاب الفكريّة و لا للمشاعر الإنسانيّة الصادقة.. ستغدو الحياة سهلة جدّا حدّ الرتابة..
فما رأيك ؟ هل سترغب أن تتوفّر هذه الروبوتات في الأسواق يوما ما ؟ و كيف ترى عالما تهيمن فيه الروبوتات على الحياة اليوميّة؟ هل تعتبر هذا الإختراع نعمة ؟ أم نقمة علی البشريّة؟
المصادر :
تاريخ النشر : 2018-12-14