تجارب من واقع الحياة

أحببت رجلاً غامضاً

بقلم : November Blues – الأرض
للتواصل : [email protected]

أحببت رجلاً غامضاً
قلبي يقول أن ظرفاً سيئاً يحيط به و منعه من مراسلتي

 في بداية شهر تشرين الأول قررت تجربة موقع في الأنترنت للزواج بعد أن فشلت جميع العلاقات التي عرفتها في حياتي و التي لا أعرف حتى الآن لماذا لم أنسحب منها منذ بداياتها .

في الموقع تلقيت عدداً كبيراً من الرسائل من رجال من مختلف البلاد العربية إلى أن لمحت حسابه كأنه القدر مر من أمامي مرات و مرات فقررت استعراضه و هناك قرأت المعلومات التالية :

أسمي بلجيكي مقيم في بريطانيا مطلق و لدي ولدين في السادسة و السابعة ، عمري خمس و ثلاثون عاماً و قد اعتنقت الإسلام منذ أربع عشرة عاماً .

فتنتني ابتسامته و لون شعره النحاسي و هدوء ملامحه و راسلته على الفور و قد أجاب رسالتي بعد ساعتين بالضبط و قد أجرينا محادثة لطيفة عرفت خلالها أنه مهندس مدني ويعمل في مجال البناء ، عرفت أيضاً أنه يجيد الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية و الهولندية و كانت جميع محادثاتنا باللغة الإنجليزية طبعاً فهو يفهم من اللغة العربية المفاهيم الإسلامية فقط و يجيد بعض الكلمات العربية باللهجة المغربية فقد نشأ مع جيران مغاربة و سكن في المغرب العربي لأقل من سنة و هناك تعرف على زوجته السابقة .

في المكالمة الأولى حدثني عن قصة إسلامه وتوالت المحادثات على مدار يومين كان خلالها يراسلني طوال النهار و يرسل لي كلمات لطيفة و صوراً له من مكان عمله ، و في الليلة الثالثة كلمني ليلاً بعاطفة شديدة قائلاً أريد أن أتزوجك لا أستطيع الانتظار أكثر سأكلم والدك غداً و سنرتب كل شيء.

في اليوم التالي راسلني كالعادة و في المساء اعتذر عن كونه لن يتصل بي الليلة فعمه في زيارته ، و في اليوم التالي لم أتلق منه أي رسالة إلى أن راسلني صديقه من هاتفه قائلاً  : في المشفى فقد تعرض لحادث سيارة و لكنه بخير و سيتصل بك في المساء ، لا أنكر أني شككت بالأمر و ظننت أنها حيلة غبية يريد بها أن ينسحب و لكن المفاجأة أنه اتصل فعلاً و طمأنني عن نفسه و حدثني طوال الليل بأجمل العبارات على الإطلاق ، في اليوم التالي واليوم الذي تلاه تحدثنا طوال الوقت وسألته عن سبب طلاقه فاختصر السبب بجملة : لم نكن على مستوى واحد من التفكير ثم إنها انحرفت عن الصراط المستقيم في نهاية الأمر .

في يوم الأربعاء الذي كان اليوم الثامن لمحادثاتنا سألته عن سبب عدم اتصاله بوالدي كما وعد فقال : دعينا نتعرف على بعضنا بشكل أفضل ، و هذا ما وافقته عليه ، و توالت محادثاتنا إلى أن اتصل بي في يوم 25 تشرين الأول قائلاً : أنا أحبك و أريد أن أكون معك ولكن عليك أن تنتظري حتى شهر آذار لأتمكن من استقدامك – كوني أعيش في بلد عربي – و كون الزواج منك وأنت في مكان آخر صعب ولكنه ليس مستحيلاً و سأفعل كل ما بوسعي ، ثم خطرت له فكرة أن أسافر إلى أي بلد أوروبي لنلتقي هناك حيث سنتزوج ونسافر معاً حيث يقيم ولكن السفر إلى أوروبا أمر مستحيل بالنسبة لي فسألته عن إمكانية إتمام الأمر في تركيا فأجاب بنعم وعندما أرسلت له : أستطيع السفر إلى تركيا قال : سنتحدث في الأمر الليلة .

ليلاً أرسل لي رسالةً مفادها : أنا في ألمانيا أرتب لنلتقي لا تراسليني كثيراً فالأمر خطير ولكن قريباً سنكون معاً !.

خلال شهر لاحقاً راسلته مرة واحدة في اليوم وكان يرد على رسائلي بنفس الحب والحرارة و الوعود ثم و في ليلة 13 كانون الأول سألته إن كانت رسائلي تزعجه وإن كان ينوي الانسحاب – فقد عبر عن انزعاجه من كثرة رسائلي قبل خمس أيام وهددني بالانسحاب من حياتي إن لم ألتزم بإرسال رسالة واحدة فقط في اليوم – ليلتها تجاهل الرسالة تماماً فأرسلت له أخرى فثالثة و رابعة وتجاهلهم جميعاً وفي الصباح حظر رقمي على واتس اب فراسلته برسالة نصية لماذا حظرتني ! هل هذا حقيقي ؟ فأزال الحظر ولكنه لم يراسلني أبداً.

أمضيت خمس أيام أرسل يومياً رسالة أو اثنتان اعتذار مرةً و غضب مرةً أخرى و شوق في كثير من المرات ولكنه قرأ الرسائل الأولى فقط ثم قام بتجاهل الباقي تماماً حتى أنه لم يعد يقرأها.

مضى على اختفائه أسبوع كامل و ليلة أمس راسلته على واتس اب فلاحظت أنه قام بحظري مرة أخرى فراسلته من رقم آخر ولكنه لم يستلم الرسالة حتى الآن وأنا في الحقيقة لا أعلم فيما لو كان قام بحذف حسابه على واتس اب أو قام بتغيير رقمه أو أنه ببساطة لا يفتح واتساب لسبب ما !  عقلي يقول أنه سافل وما فعلته لم يكن سبباً لينسحب ولكن قلبي يقول أن ظرفاً سيئاً يحيط به و منعه من مراسلتي ، ما رأيكم أنتم ؟.

تاريخ النشر : 2019-01-03

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى