تجارب من واقع الحياة

الحياة ظلمتني

بقلم : يتيمة مشردة – ليبيا

الحياة ظلمتني
وجدت قرار إعدامي ولم أرى باب محكمتي ولم أرى وجه حكامي

 السلام عليكم ، أنا فتاة عمري 20 سنة ، لدي مشكلتي لكن قبل التطرق فيها يجب أن أوضح أشياء ، وهي أنه عندما كنت صغيرة كانت طفولتي مشردة و صعبة ، عائشة على الحرمان ليس فقط المادي بل الحرمان المعنوي و عاطفي أيضاً

 نشأت في عائلة مشتتة ، عندما كانت أمي حامل بي كانوا يظنوا أني ولد بل وقد اختاروا أسم ولد لي ، لكن شاءت الأقدار ولسوء حظي أن أكون فتاة ، في طفولتي كنت أغلب الأوقات أرتدي ملابس أخي الأكبر مني ، عندما تصغر الملابس عليه ويريد تبرع بها لي ، لدرجة بعدها أمي توقفت عن شراء ملابس لي عندما اكتظت خزانة ثيابي بملابس أخي التي لا يرغب بها وأصبحت دائماً ارتديها ، بل وأصبحت أنا التي تقوم بعمله المنزلي لأن أخي هو الابن الوحيد و كلنا بنات فأخذ الدلع كله ، وأصبحت أنا اشتري الأغراض من البقالة بأنواعها و رمي القمامة و النهوض فجراً للوقوف في طابور محل الخبز بسبب أزمة الدقيق في بلادي

 وكبرت على هذا الموال بجانب مشاكل كثيره تحدث بالمنزل دائماً مشاكل متعبة تجعل الشخص يريد الانتحار ، أنا أصبحت فتاة ذات ميول منحرفة أي لا أنجذب للشباب بل انجذب للفتيات وهو شيء حاولت تجاهله وعدم التفكير فيه ، لكن لم أعرف ماذا ستقولون ، نعم انه شيء محرم و لا يجوز ونهانا الله عنه ، لكن أريد القول أنه ليس باختياري وليس بيدي ، ما ذنبي إذا خُلقت هكذا مشاعر و هكذا ابتلاء

 أنا قلبي منكسر من كل الظروف القاسية التي عشتها ومن بلاد محطمة لا يوجد بها ذرة أمل ، ومن والداي الذين هم السبب في كل شيء ، لا أعرف لماذا عندما شخصان يعرفان أنهم لا يناسبان لبعضهم ولا يحبون بعضهم لماذا يتزوجوا من الأساس و يخلفوا أطفال كثر و بعدها يقرروا  أن ينفصلوا ، لماذا هذا الغباء كل من أبي وأمي ؟

حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ، شردوني أنا وإخوتي من أب أراد الاستقلال بنفسه مع عائلة جديدة خاصة به ، و من أم قامت بتربيتنا على أن نكون ممتنين لها أنها لم ترمنا بالشارع مثل ما تقول دائماً ، حكاية انفصال والداي ومشاكلهم والمشاكل التي حدثت بعد الانفصال التي وصلت لمركز الشرطة خاصة أن اصبح الوضع مثل الأحزاب ، حزب والدي وحزب والدتي وكأننا فريقين ضد بعضنا ، أنا وقفت مع أبي وإخوتي مع أمي وتعرضت للتنمر من إخوتي لهذا الأمر

 عندما كنت بالثانوي تعرفت على صديقة أعجبت بها وبجمالها الخلاب وأخلاقها ، كنت دائماً أفكر فيها ، كنت دائماً اكتب قصائد وأشعار تصفها بكل تفاصيل ، لكن كنت أعرف أني على شفير هاوية ، كنت أعرف أن في النهاية سوف ينكسر قلبي لأن الشيء هذا حرام وخاصة في مجتمع لا يرحم

كانت في مدرستي طالبة عبرت واعترفت بمثليتها للعلن في المدرسة وللطالبات وأصبحن جميع الطالبات يتعاملن معها على أنها جرثومه أو طاعون معدي يبتعدن عنها ولا يقتربن منها أو حتى لا يتحدثن معها وكأن لأنها مثليه ستغرم بأي فتاة تقابلها – يا للغباء – وبعدها طُردت من المدرسة عندما عرفت المديرة بالأمر ، كانت عبرة لي لما سيحدث لو قمت بالاعتراف بمشكلتي للعلن وأصبحت أضع مسافة بين صديقتي قبل أن تتعمق مشاعري ويصبح الأمر صعب علي

 هناك شعر يقول أنا أنثى يوم جئت للدنيا وجدت قرار إعدامي ولم أرى باب محكمتي ولم أرى وجه حكامي ، كل الذي اكتشفته أني وُلدت لأشقى وأتعذب ، أنا أعيش فقط لأموت ، ما هو الذنب الذي ارتكبته ؟ روحي متعبه و مجروحة مما أنا فيه واعرف أن لا شيء سيتغير بل سيزيد سوءًا ، أرجوكم رفقاً بي ، لا تحكموا علي و ضعوا أنفسكم بمكاني

 أرجوكم أدعوا لي بالرحمة والفرج ، أصبح أملي الوحيد هو وظيفة ، تراسلت مع شخص عليها ، فأرجو منكم الدعوة لي للحصول عليها حتى اخرج من حياتي وبلادي كلها ، دعواتكم ستكون مفيدة لي ، لا تقولوا لي اذهبي واستشيري طبيب نفسي فلا يوجد لدينا هكذا طبيب ، تمنياتي لكم بالتوفيق ودمتم برعاية الله.

تاريخ النشر : 2019-01-12

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى