أدب الرعب والعام

ماغي

بقلم : نيروز منَّاد – سوريا
للتواصل : [email protected]

امرأة تتصبب عرقاً في لحظة نشوة فتفوح منها رائحة التفاح البريّ

 

مع مرور الوقت تدرك أنَّ الحياة لا تصبح أسهل أبداً و لكنك أنت الذي تصبح أكثر مرونة مع محيطك ، تصبح أكثر تفهماً ربما ، أو أنَّك تجد طريقة ما تجعلك تقابل الأحداث جميعها برغبة أقل في الانتحار يومياً ، لم تكن حياتي معقدةً يوماً ، في الحقيقة أعتقد أنَّها بسيطة و سهلة جداً لدرجة أنَّها تكاد تكون متوقعة ,، ساعة الاستيقاظ ، القميص الذي سأرتديه للخروج ، فطوري ، مقدار السُّكر في قهوتي والموسيقى التي سأسمعها قبل التَّوجه إلى العمل ، كل شيء واضح و محدد ، كل شيء في مكانه و في وقته تماماً .

غفوت في الأمس و أنا أقرأ كتاباً و هذا يحدث كثيراً في الواقع ، استيقظت في السابعة تماماً ، نظفت أسناني و حضَّرت الفطور و قهوتي ، كويت قميصي الأبيض و نزلت إلى العمل ، وصلت إلى الموقف في تمام الثَّامنة انتظرت ثلاث دقائق حتى وصلت الحافلة ، جلست بجانب النافذة و أخذت أتأمل الشارع ، لطالما كان ذلك يبعث شعوراً بالاطمئنان لدي ، أن أرى الحياة تدور من حولي ، المارّة ، الباعة المتجولون و الأطفال و أصوات أبواق السيارات ، كل ذلك كان يشعرني أنَ الحياة تنبض بالحياة فعلاً.

وصلت إلى العمل في تمام التاسعة و النصف ، أن تكون جرَّاحاً ذلك يعني أن تكون دقيقاً فخطأ صغير قد يكلف أحد ما حياته ، اعتدت هذه الفكرة حتى باتت قانوناً أطبقه في جميع جوانب حياتي .

لم يكن لدي أي أصدقاء في المشفى ، كانوا جميعاً زملاء لا أكثر و قد أبدو قاسياً فيما سأقوله و لكني بالتأكيد لا أفضل أن أصادق مريضاً أيضاً ، أفضل اعتبار جميع المرضى حالات و ليس من الضروري أن أعرف أسماءهم مثلاً ، ليس من الضروري أن أعرف عملهم إلا بما يتعلق بتأثير ذلك على قصتهم المرضيّة ، ليس علي أن أعرف حالتهم العاطفية أو عدد أفراد عائلتهم ، لست مضطراً لأكون صديقاً لأي منهم بمعنى أن علي أن أعالجهم ثم أعيدهم إلى حياتهم سالمين هذه هي مهمتي فقط ، وقد ضمن لي ذلك حياةً مريحة ، أعني أنَّ البشر الذين عرفتهم في حياتي فيما مضى قد سببوا لي ما يكفي من المتاعب فلماذا قد أود الانخراط في حياة المزيد من الغرباء ؟.

أنهيت عملي في الخامسة مساءً بدلت ملابسي و خرجت من المشفى ، , كنت في مزاج جيد فقررت العودة إلى المنزل سيراً على الأقدام و هذا يحدث غالباً ، دخلت المنزل و استلقيت على الأريكة مقابل التلفاز و جلست أستمع إلى الأخبار ، لم يكن هناك من شيء غير اعتيادي أعني أنَ كل ما حدث قبل عشرين عاماً لا زال يحدث اليوم غير أنَّه يحدث تحت مسميات مختلفة و في بلدان جديدة و مع ضحايا جدد ، الروتين يلف الكوكب بأسره بطريقةٍ ما لا جديد أبداً .

لم تكن لدي رغبة بتناول شيء في المساء فقررت أن أنام مبكراً اليوم ، كنت دائماً أنام بعمق فلم يكن هناك من زوار قد يقرعون بابي في منتصف الليل و لا هواتف ترن فجأة فتحمل خبراً ساراً أو خبر مصيبة مثلاً.

إنه الأول من شهر أيلول ، لطالما أحببت هذا الشهر ، الجو فيه دافئ بشكل جيد و بإمكانك ارتداء سترة خفيفة و أنت تسير في الصباح متنشقاً الهواء الدافئ ، لطالما كرهت الصيف والحرارة المرتفعة و الرطوبة العالية ، أكره الشتاء أيضاً و أيام المطر والعواصف و صوت الرعد ، أيلول هو ما أحب أنَه وقت للهدوء .

طوال اليوم في المشفى كان الحديث يدور حول فتاة مراهقة أقدمت على قتل نفسها بقطع شرايينها غير أن محاولتها لم تنجح وسببت لها ضرراً كبيراً ، كان الجميع متعاطفاً معها كونها صغيرة جداً و لا بد أنها عانت من ألم كبير حتى قررت وضع حد لحياتها بهذه القسوة ، و لكني لم أكن متعاطفاً فعلاً عدا عن كوني لم أفهمها ، أعني ما الذي قد يحدث فيجعلك تحاول إنهاء حياتك نهائياً هكذا ؟ في نهاية الأمر كان عليها أن تستمر فربما حدث أمر جميل في نهاية المطاف و إن لم يحدث فإن الموت سيأتي في نهاية الأمر لكن الانتحار يخطف لحظة المفاجأة ! فأنا مثلاً أحب أن أموتَ فجأةً.

كنت المشرف على حالتها و قد تجنبت الحديث معها في مشكلتها أو في أسباب إقدامها على الانتحار ، ففي الحقيقة لم يكن الأمر يعنيني أضف على ذلك أنَّ أي حديث في هذا الآن سيذهب أدراج الرياح ، عليها أن تكتشف بنفسها أن ما فعلته كان غباء حقيقياً ، الغريب في الأمر أنه لم يكن لتلك الفتاة من يزورها أو يسأل عنها أبداً لا أم و لا أب و لا إخوة و لا أصدقاء ، لا أحد ، إنه لمن المحزن حقاً أن تكون يافعاً جداً و تقرر الانتحار و الأسوأ أن ليس هناك من يكترث لذلك ، شعرت بالأسف عليها حقاً بعد مرور ثلاثة أيام بلا أي زائر حتى السيدة التي أسعفتها لم تعد مرة أخرى ، بدت كمربيتها أو خادمة ربما لا أعلم ، ثم في أحد الأيام مررت بجانب غرفتها فوجدت لديها فتاة تحدثها ، سعدت لأجلها كثيراً ، من الجيد أنها وجدت من يطمأن على حالتها و يشاركها هذه التجربة القاسية ولكنها في اليوم التالي لم تأتِ ، و كان بكل الأحوال هو يوم خروج الفتاة المراهقة من المشفى ، أخبرتني موظفة الاستعلامات أن مربيتها جاءت لتستكمل إجراءات الخروج و أخذتها في سيارة فخمة إلى المنزل ، مربية ! بدء ذلكَ قاسياً.

عادت الرتابة من جديد إلى المشفى و أصبحت قصة المراهقة طي النسيان و لكني اليوم رأيتها ، الفتاة التي كانت جالسة في غرفة المراهقة المنتحرة ، رأيتها في الممر ، استغربت الأمر قليلاً فالمريضة قد خرجت من المشفى فماذا تفعل هذه الفتاة هنا الآن ؟!  خطر لي أنها قد عاودت الانتحار ! و لكن هل انتحرت من جديد بهذه السُّرعة و لم يمض على خروجها من المشفى أكثر من أسبوع ؟ ، ما الذي يحدث في حياتها حتى يجعلها تفكر بالانتحار مرتين في أقل من أسبوع واحد ؟.

خرجت قليلاً لأتنشق بعض الهواء النقي فاقتربت مني فتاة و سألتني فيما لو كنت أملك قداحة :

– أنا لا أدخن ، أعتذر.

– و لا تشرب الويسكي أو النبيذ مثلاً ؟.

– عفواً ! ما علاقةُ هذا ب… حسناً  لا ، لا أ فعل.

– و لم تكن لديك أي علاقات غرامية مع غريبات في منتصف الليل في سيارتك ؟.

– لا أملك سيارة .

– هذا يعني أنك كنت تمارس الجنس معهن في سياراتهن ؟.

– لا ، طبعاً لا ، لم أقصد هذا .

– هذا يعني أن حياتك مملة جداً ، لا عجب في أنك طبيب هذه المهنة تناسبك فعلاً.

– من الجيد أن هناك بعض المملين في هذه الحياة و صدف أنهم ينقذون حياة الآخرين.

– حسناً فهمت قصدك ، و لكن ما رأيك أن تنقذ حياتك ، أنت بحاجة لبعض اللمسات السحرية ألا تعتقد ؟.

 –رأيتك في غرفة الفتاة التي حاولت الانتحار ، هل أنتِ قريبتها ؟.

– سارة ؟ ، لا ، لا أعرفها ، أنا هنا مع والدي .

– و لكن ماذا كنت تفعلين في غرفتها ؟.

– سمعت أن هناك فتاة حاولت الانتحار فخطر لي أنها قد تكون بحاجة لأحد تكلمه.

– إذاً فهي عادة لديك أن تقحمي نفسك في حياة الآخرين.

– كما يبدو أنها عادة لديك أن تقابل الوِد بهذه النَّظرة الباردة !.

– حسناً سُررت بمعرفتك و لكن لد……

– لكنك لم تتعرف بي ، أنت حتى لم تسألني عن أسمي.

– لا أحب التَّعرف بالمرضى.

– و لكني لست مريضة .

– أنتِ هنا بصفة مرافقة مريض و هذا يجعلني لا أود التَّعرف بكِ كما لو كنت مريضة تماماً الأمر سيّان ، اعذريني لدي عمل يجب أن أنهيه.

– و لكنك لم تعطيني قداحة.

– أخبرتك أني لا أدخن.

دخلت المشفى و أنهيت تقارير كان علي أن أكتبها ، لم أنتبه أن الساعة تجاوزت السادسة مساءً ، بدلت ثيابي و خرجت عائداً إلى المنزل ، في الصباح رنَّ الهاتف في تمام السابعة عندما كنتُ في طريقي إلى المشفى:

– نعم ؟.

– صباح الخير.

– أهلاً .

– دكتور كريم ؟.

– نعم أنا كريم ، و أنت ؟

– أنا ماغي ، كيف حالك اليوم ؟.

– ماغي ، هل يفترض أني أعرفك ؟.

– أنا فتاة القداحة.

– القداحة ؟.

– أنا ماغي الفتاة التي طلبت منك القداحة في باحة المشفى.

– آه نعم ، الفتاة المتدخلة في حياة الآخرين.

– حسناً دعنا نتفق أني حساسة جداً فقط و ليس للأمر علاقة بالفضول.

– حسناً ماغي الحساسة ماذا تريدين الآن ؟.

– أريد تناول الفطور معك.

– أنت تمزحين أليس كذلك ؟.

– لا أبداً ، هيا أنا انتظرك ، أنا في المشفى ، سأنتظرك في الطابق الرابع حيث يقيم والدي.

– شكراً ، أنا لا أتناول فطوري مع غرباء.

– ستعرفني و لن نعود غرباء بعد الآن.

– ماغي عزيزتي جدي شخصاً آخر تتطفلين على حياته حسناً ، مع السلامة .

أغلقت سماعة الهاتف و نزلتُ مسرعاً لأتمكن من اللحاق بالحافلة ، كنت منزعجاً جداً و زادَ انزعاجي أني تأخرت على الحافلة فوقفت أنتظر الحافلة الأخرى فتأخرت على عملي خمس عشرة دقيقة  و هو أمرٌ لم يحدث معي من قبل !.

و ليزدادَ الأمر سوءً في نهاية اليوم أطلت ماغي بابتسامتها المستفزة و قالت:

– ليس من الأدب أن تنهي الحديث هكذا ألا تعتقد ؟.

– وهل من الأدب أن تطلبي رقم شخص قد أبدى أمس عدم رغبة في الحديث معك بشكل واضح ؟.

– حسناً دعنا نبدأ من جديد ، أنا ماغي.

– أنت مريضة نفسياً ! ماذا تريدين مني ؟.

– تناول العشاء معي ، عشاء واحد و سأخرج من حياتك ، هيا ماذا لديك لتخسره ؟ إنه عشاء واحد فقط ، أنا مسلية جداً.

– حسناً و لكنه عشاءً واحد أخير.

ذهبنا إلى مطعم اخترته أنا ، هادئ و بسيط و غير مزدحم ، كانت تنظر حولها طوال الوقت و كأنَّها لا تشعر برغبة في الجلوس هناك و لكنها في نهاية الأمر لم تكن مخيَّرة في ذلك .

– ألن تسألني عن مرض والدي ؟.

– لست طبيبة و ليس حالتي.

– حالة ؟ إنه والدي ، لقد كان موظفاً في البريد فيما مضى و كان مغرماً بجنا ، أمي ، لسنوات طويلة جداً و أراد أن يسافر معها إلى أوربا غير أنه لم يستطع أبداً ، إنه رجل فقير فعلاً.

– ربما عليكِ إنهاء وجبتكِ بسرعة فأنا أنام في وقتٍ مبكر.

– ليس قبل أن أخبركَ المزيد عنه ، هو ليس مريضاً فعلاً فقد وقع من أعلى الدرج و تحطم تماماً – ثم دخلتْ في نوبةِ ضحكٍ هستيرية .

– لماذا تضحكين ؟.

– تذكرت وجهه عندما أتيت و وجدته أرضاً ، ادَّعى أنه كان شارد الذهن ، يرفض أن يعترف أنه يفقد بصره .

– حسناً.

– يقولون عادةً في مواقف كهذه : أتمنى له الشفاء.

– أنا لا أفهم حقاً كيف لديك جلد لسرد كل هذه التفاصيل لشخص لا يكترث لها فعلاً ؟.

– حسناً ، أخبرني أنت ….

– ألم تنهي وجبتك ؟.

– كريم ! كن ودوداً ، اعتبرني صديقة لليلة واحدة.

– و لكني لست بحاجة لأصدقاء ، هيا أنهي طعامك أريد العودة إلى المنزل .

– حسناً ، سنعود إلى المنزل.

– أنا سأعود إلى المنزل و أنت ستذهبين إلى أي مكان تريدين الذهاب إليه و ستتوقفين عن ملاحقتي.

– ليست ملاحقة بالفعل ، أنا فقط لا أريد أن أكون وحدي .

أطرقت رأسها عندما قالت تلك الجملة كأنما أحست بالخجل مما قالت ,، أو كأنها أحست بضعف شديد لم تكن تريد إظهاره ، على الرَّغم من انزعاجي الشَّديد من تطفلها الغير مفهوم و تأخيري عن العمل إلا أني لم أستطع أن أؤنبها على الفوضى التي أحدثتها في حياتي اليوم فطلبت الحساب و رافقتها إلى الخارج ، وقفنا دقائق قليلة في انتظار سيارة لتقلها ، فنظرت إلي نظرة رجاء قائلةً :

– هل شاهدت فيلم نويل يوماً ؟.

– نعم ، و لكن هذا لا يحدث في الحقيقة ، في الواقع لا يصبح الغرباء أصدقاءً فجأةً ، و لا يخبرون تفاصيل دقيقة عن حياتهم لأشخاص لم يسبق لهم أن قابلوهم من قبل.

– فلنتظاهر إذاً بأننا في فيلم .

– أليس لديك أحد تكونين معه الآن ؟.

– والدي نائم و خطيبي لن يشعر بغيابي.

– أنتِ مخطوبة ! .

– تخيل !.

– دعيني أقلَّك ….

رجعنا إلى المنزل سيراً على الأقدام ، كانت الليلة باردة بشكل لطيف ، الطرقات خالية تقريباً ، كنا صامتين طوال الوقت إلى أن وصلنا منزلها فقالت :

– هذا منزلي ، هل تريد الدخول ؟.

– لا ،  سأعود إلى منزلي أريد أن أنام ، تعبت كثيراً اليوم.

دخلت منزلي و استلقيت على السرير حتى دون أن أغير ثيابي ، أغمضت عيني و صورة ماغي لم تفارق خيالي أبداً ، لم أستطع أن لا أفكر بها ، لم أستطع منع نفسي من التساؤل حولها ، هل هي مجنونة ، وحيدة ، مهووسة ربما ؟ من دون أن أتذكر متى حدث ذلك تحديداً غفوت حتى الصباح.

في اليوم التالي لذلك اللقاء قابلتني ماغي عندما دخلت المشفى و صعدت معي في المصعد حتى الطابق الرابع :

– صباح الخير دكتور.

– أهلاً.

– هل نمت جيداً ؟.

– نعم .

– أنا لم أستطع ، لا زلت مستيقظة حتى الآن ، إنَّه أمر متعب و في الح….

– …. إلى اللقاء.

أنهيت عملي في الخامسة ، كنت على وشك الخروج من مكتبي عندما دخلت ماغي إلي مبتسمة كالعادة :

– سيخرج والدي غداً صباحاً.

– حسناً .

–  لقد تعافى تماماً.

– لا أحد يتعافى تماماً من الكسر ، ليس الأمر بهذه السهولة و لا بالسرعة التي تتخيلينها .

–  أنت محق ، لا أحد يتعافى من الكسر بسهولة .

– كلامي طبي جداً ، أنا أقصد كسر العظام  و خاصةً من هم في عمر والدك ، سيحتاج عنايةً خاصة و لفترةٍ طويلة.

– هل ستتناول العشاء معي اليوم أيضاً ؟.

– أنتِ طلبتِ سهرةً ليوم واحد فقط و قد منحتكِ إياها.

– يوم آخر لن يكون ضاراً ، ألم تعجبك رفقتي ؟.

– ألا تسهرين مع خطيبك ؟.

– لا ،  فمنذ تعرَّف بتلك الصغيرة وهو يفضلها كثيراً و أسوأ ما في الأمر أنّها لم تبلغ الثمانية عشرة من عمرها بعد ، أي أنه في علاقة غير قانونية أبداً تخيل !.

كان من المفترض أن تقول ذلك بحزن و لكنها كانتْ تضحك !.

– حسناً سأتناول العشاء معكِ ، ما رأيك أن نذهب إلى منزلي ؟.

– لن تحاول أن تمارس الجنس معي أليس كذلك ؟.

– أنت معتوهة فعلاً ، أنت تلاحقينني منذ أيام و الآن تعتقدين أني أدعوك إلى منزلي لأمارس الجنس معك !.

– حسنا ً كان يجب أن أتأكد ، فلنذهب.

إذا اعتبرنا أَّن ماغي هذه امرأة – و هي ليست كذلك إنها معتوهة تماماً – فهي أول أمرأة تدخل منزلي منذ سنوات، نظرت حولها ثم قالت بابتسامتها المعتادة :

– منزلك يشبهك كثيراً.

– ماذا تقصدين ؟.

– جميل ، هادئ ، متوقع  و ممل .

– أحب أن تكون الأشياء هادئة و متوقعة ، لا أحب المفاجآت كثيراً.

جلست إلى المائدة في المطبخ و هي تراقبني و أنا أعد العشاء ، كانت هادئة جداً ، لم تقل شيئاً و لم تتطفل كالعادة ، بدت شاردة تماماً ، تناولنا العشاء في صمت ، كان ذلك رائعاً بالنسبة لي و لكن هدوئها المفاجئ أربكني قليلاً و قررت أن أسألها و لكنها قاطعتني و قالت :

– ليس في منزلك أي أثر لامرأة ، لماذا ؟.

– و ما هو الأثر الذي تتركه المرأة في المنزل ؟.

– صدقني الأمر واضح ، هناك لمسة خاصة تتركها المرأة في كل زوايا المنزل ، رائحة ما حتى في الرجل نفسه و أنت لا يوجد لديك ذلك و لا في منزلك.

– لن أخبركِ شيئاً عن حياتي فوفري على نفسك عناء التطفل .

– أين أهلك ؟.

– هل أنهيتِ طعامكِ ؟ أريد أن أنظَّف المائدة ، أكره إبقاء الأطباق متسخة على الطاولة هكذا لوقت طويل.

– هل تسمح لي بتنظيفها ؟.

– لا شكراً ، أفضل أن……

– أرجوك كن لطيفاً مرة واحدة فقط.

– حسناً تفضلي.

جلست على كرسي في المطبخ و تأملتها وهي تنظف المائدة و تغسل الأطباق و هي تدندن أغنية لا أعرفها و لكن كلماتها جميلة جداً :

– جميلة هذه الأغنية ، أعني كلماتها و لحنها و صوتك.

– و أخيراً ، تبدو رائعاً عندما تقول شيئاً لطيفاً.

– تعالي نجلس في الغرفة ، المطبخ بارد جداً.

جلسنا على الأريكة و كانت تمسك كوب الشاي بيديها الاثنتين و قد ذكرتني تلك الحركة بوالدتي فقد كانت تمسكه دائماً هكذا ، كنت أتأملها بانزعاج أقل فقد بدء تطفلها في تلك الليلة ممتعاً بطريقة ما.

– لقد تأخر الوقت ، تجاوزت السَّاعة الثانية عشرة ، علي الرحيل.

– حسناً.

– ألن تقول أبقى قليلاً.

– سيكون هذا مبالغاً فيه ، ألا تعتقدين ؟.

– بالنسبة لك ؟ جداً ، حسناً شكراً على العشاء و السهرة اللطيفة ، شكراً على الإطراء و الابتسامة الرائعة.

– أهلاً بك .

رافقتها إلى الباب ، مددت يدي لأصافحها فاقتربت مني وعانقتني و مضت.

في تلك الليلة شعرت أن في المنزل رائحة جديدة فعلاً ، على كرسي المطبخ و في كل طبق لمسته ، على الأريكة و كوب الشاي الذي كانت تعانقه ، وعلى قميصي ، أسعدتني الفكرة و أرعبتني بنفس الدرجة ، لا أريد لشيء في حياتي أن يتغير ، لا أريد ذلك فحسب ، استيقظت صباحاً كما كل يوم ، ذهبت إلى عملي و عدت إلى المنزل ، كنتُ متعباً جداً ، بدء و كأنَّي أصاب بزكام شديد ، أكره المرض ، أكره ارتفاع الحرارة و أكره الأدوية.

اليوم لم أقابل ماغي يبدو أنها انشغلت بتفاصيل خروج والدها من المشفى  و أعتقد أن خطيبها عاد إلى صوابه و ترك تلك المراهقة ، كان النهار هادئاً و جميلاً لولا هذا الزَكام المتعب و السيلان الأنفي المقرف و الحرارة القاتلة.

تغيبت عن العمل لمدة ثمانية أيام ، أمضيتها في السرير غالباً  ، كم هو متعب حقاً أن تكون عاطلاً عن العمل !.

في صباح اليوم التاسع استيقظت متعباً جداً مع إضافة جديدة لكل ما عانيته خلال الأيام الثمانية الماضية : الصُّداع ، كان رأسي يكاد ينفجر فعلاً ، كنت على وشك دخول الحمام عندما سمعت صوت الجرس يرن ، لم أكن أتوقع أحداً في مثل هذا الوقت :

– صباح الخير.

– أهلاً.

– سألت عنك في المشفى فعلمت أنك لم تغادر المنزل منذ أيام ، جئت أطمئن عليك.

– شكراً ، أنا بخير .

– أعني ب "جئت لأطمئن عليك" أني أود الدخول في الحقيقة.

– و لكني متعب حقاً و لا أعت…….

– لم يكن ينقصك هذا المرض لتزداد عزلةً ، لن أزعجك ، أعدك.

دخلت لآخذ حماماً ساخناً و تركتها في الغرفة ، وعندما خرجت كانت قد نظفت غرفتي و بدلت أغطية السرير و جمعت ثيابي المتسخة و كانت تنتظر خروجي من الحمام لتباشر الغسيل ، كانت قد رتبت الصالون و أعدت لي فطوراً وعصير لا أعرف مكوناته فهو أزرق اللون ! عندما رأيت كل ذلك ارتعبت فعلاً ، أعني أن هناك غريبة تعبث بأغراضي و تحضر لي فطوراً ! لكني كنت متعباً جداً فقررت عدم مناقشة الأمر ، ساعدتني على الجلوس و قدمت لي عصيرها الأزرق و ذهبت لتغسل ، أعدت لي الغداء وأعترف أنه كان شهياً ، أخبرتني عن حالة والدها الصحية و عن تفاصيل خروجهما من المشفى و الأيام التي أمضتها برفقته وعن خطيبها الأحمق الذي لا يزال يمضي معظم وقته مع تلك الفتاة الصغيرة ، في الليل اجتاحتني نوبة ارتفاع حرارة مفاجئة ، كان جبيني كقطعة حديد منصهرة تماماً لكني كنت أشعر ببرد قاتل  وألم شديد في مفاصلي  " إنَّها حمّى" قالت و هي تقربني منها و تضع على رأسي كمادات باردة ، كان رأسي على قدميها و كانت تنحني بين الحين و الآخر و تقبل جبيني لتتأكد من درجة حرارتي ، كان لدي ميزان حرارة و طريقة استعماله سهلة جداً غير أنها كانت تقيس حرارتي بطريقتها تلك والتي أعترف أنها كانت دافئة جداً ، مع حلول الفجر انخفضت حرارتي كثيراً، فتحت عيني في الصباح لأجد نفسي في حضنها ، لقد كانت طوال الليل بجانبي ، كانت تحيطني بذراعيها و رأسي مسنود إلى صدرها ، كانت نائمة بهدوء ملائكي ، جلست لدقائق أتأملها.

شعرها الخمري وعيناها العسليتين ، فمها الصغير الملون بالوردي اللامع و أظافرها الطويلة المطلية بالأبيض و الوردي ، فستانها الأبيض القصير ، كل ما فيها بدء لي ساحراً في ذلك الًّصباح ، لقد أخطأت في الاستخفاف بها ، ماغي هذه ليست معتوهة إنما هي امرأة شديدة الأنوثة ، فتحت عينيها و بدتا متعبتين بشكل مثير جداً، وابتسمت لي ثم قالت :

– هل نمت جيداً ؟.

– أنا مدين لك بشكر .

– لا عليك ، الاعتناء بك كان أسهل من الاعتناء بوالدي ، في النهاية أنت وسيم جداً ولستَ رجلاً عجوزاً لا يعجبه شيء كثير الأوامر والصراخ .

في ذلك اليوم لم أشرب القهوة على عجل ، لم أتناول فطوري وحدي ، جلست معها بخوف أقل و تشويش أقل و سعادة أكبر.

في الليل غادرت إلى منزلها ، عانقتني و قبَّلت جبيني هامسةً:

– كن بخير دائماً.

مر على ذلك اليوم شهر و نصف الشّهر ، لم أعد أراها ، لم أعد أعرف عنها شيئاً ، عدت لحياتي التي كنت أعيشها قبل ذلك اليوم ،  حياة كل ما فيها تحت السيطرة تماماً ، في منتصف شهر كانون الأول قرع الباب بخفة في منتصف الليل.

– ماغي !.

– كنت منشغلة بأشياء كثيرة ، تشاجرت مع ذلك الأحمق و قد انفصلنا نهائياً ، كما أن والدي كان متعباً قليلاً ، أعرف أنك لا تكترث ولكني أخبرك ما أخبرك به لأني أحب أن أتحدث معك فقط.

– حسناً.

– ألن تدعوني إلى الدخول ؟.

– لا يمكنك اقتحام حياة الآخرين و العبث بها هكذا ثم الاختفاء ، إنها حياة ولا يمكن استعادة شكلها القديم بسهولة بعد أن تغيريه ، ومن الواضح أني لست جداراً تضعين عليه صوراً جميلة ثم تنزعينها متى شئت ، إذا كان لديك فراغاً ما في حياتك فابحثي عن رجل يناسب مزاجك المريض هذا ، دعي حياتي و شأنها.

– لقد افتقدتني حقاً ! ظننت أنك لن تلمس غيابي ، أعني كنت دائماً أفرض نفسي على حياتك و ….

– نعم ، كنت فضولية جداً و غريبة و لكن تلك الليلة ،  في تلك الليلة شيء ما حدث ، كنت طفلاً بين يديك و كنت أُماً رائعة ، تكاد تكون تلك هي المرة الوحيدة التي أكون فيها مع أمرأة حيث أشعر أنها كل ما أحتاج و أن بإمكاني المكوث في حضنها سنوات و سيكون ذلك كافياً ، أنتِ تعتقدين أني لئيم بينما الحقيقة أني حزين فقط ، لقد دخلت امرأة ما حياتي و تزوجتها و أردت إنجاب طفل منها بشدة لأكتشف أني في كل يوم كنت أحبها أكثر كانت هي تفكر بطريقة لإنهاء هذا الزواج الذي يبعدها عن من تحب ، البشر يسببون الألم ، لقد أفقدني التعامل معهم إنسانيتي فعلاً ،  لم أعد أريد التعامل مع أحد ،  لقد أغلقت بابي من سنين و هكذا أريد له أن يبقى ، و لكن لماذا تبكين ؟.

–  رائع ، أعني أن هذا رائع ،  لم أكن أعرف أني كنت قادرة على فعل هذا .

– عندما يصبح كل ما في المنزل يعبق برائحة العلكة و طلاء الأظافر والسجائر و العطر الغريب الذي تضعينه ستكونين قادرة على هذا.

– و الآن ؟.

– ماذا الآن ؟.

– أريد أن أبقى.

– لكن ليس لدي ما أعطيك إياه.

– لقد أعطيتني بالفعل ….

أمضت الليلة بجانبي ، كانت تشاركني سريري ، كان ذلك أمراً مربكاً و لكني سمحت لنفسي بالشعور ببعض الدفء.

أخبرتني في تلك الليلة أشياء كثيرة عن حياتها ، أشياء فاجأتني و أخرى أسعدتني و الكثير من الأشياء التي كانت مؤلمةً حقاً ، في الصباح غادرت المنزل و تركتها نائمة ، أنهيت عملي و عدت سيراً على الأقدام ، فتحت الباب فسمعت صوتها تغني ، إنها هنا ! فكرت في نفسي ، لسبب ما اعتقدت أني سأعود لأجدها قد غادرت المنزل .

كانت تستمع إلى أغنية جميلة ، كان ذوقها الموسيقي يعجبني جداً ، و كان يدهشني أنها لا تستطيع العيش بلا موسيقى ، إنها إمرأة غريبة بشكل فريد جداً ، أنهت تنظيف المطبخ و قدمت لي قهوتي و هي تقول:

– غيّرت عطري ، اقترب و أعطني رأيك بهذا.

اقتربت من عنقها لأشم رائحة عطرها و كان شعرها ينساب على كتفيها كشلال من النبيذ ، بدت و كأنها إحدى أميراتِ القصص الخيالية و رائحة عطرها كانت غريبة و لطيفة جداً.

ها ، أعجبتك ؟.

– نعم ، جميلة .

– هل تعتقد أن علي طلاء أظافر قدمي أيضاً ؟.

– لا أعلم ، إنه أمر يخصك أنتِ.

– و لكنك رجل ، لا بد أن لديك رأي في هذه الأشياء ، طلاء الأظافر ، لون الشعر ، حمرة الشفاه.

– لا أحب الألوان كثيراً ، وأعتقد أن تلوين أظافر القدمين شيء مبتذل.

– حسناً إذاً.

اتجهت إلى حقيبتها و أخرجت طلاء الأظافر ، كان لونه أحمر غامق جميل جداً و أعطتني إياه و قالت:

– عليك أن تقوم بشيء مبتذل في حياتك و لو لمرةٍ واحدة.

– عفواً !.

جلست بجانبي و وضعت قدميها فوق قدمي و قربت أصابع قدمها ثم قالت :

– ليس و كأنك تقوم بعملية جراحية طلاء الأظافر ممتع ، جرب.

كان ذلك أغرب شيء أقوم به في حياتي ، عندما لمست أصابع قدمها لأول مرة شعرت بشيء غريب ، كانت بيضاء وناعمة جداً ، كانت جميلة حقاً ، لمست أصابعها وأنا أتأملها بحزن لا أعرف سببه ، ثم لمست بيدي خدها و اقتربت منها و أبعدت شعرها و قبَّلت عنقها ، مرة ، اثنتان ، كنت سعيداً ، كنت سعيداً فعلاً.

لم ننتبه لعلبة الطلاء التي وقعت من يدي على الأرض ، و لم يزعجني أنها أحدثت بقعة حمراء داكنة على سجادتي ، لم أفكر بكيفية إزالتها ، لم أكن غاضباً ، لم أكن خائفاً ، كنت عاطفيَّاً جداً في تلك اللحظة كامرأة تمر بتغيراتٍ هرمونية ، أردت أن أبكي ، كنت سعيداً جداً ، ثم قالت لي : أحبك ، كانت سعيدةً جداً و متعبة و قطرات العرق على جبينها جعلتها تبدو مثيرةً جداً ، رفعت شعرها و ربطته بزنار فستانها ، ابتسمت لي و قالت : أنا أحبك فعلاً ، قرّبتها مني وعانقتها ، كانت رائحة شعرها مذهلة ، كم هي الحياة جميلة عندما تكون مع إمرأة لشعرها رائحة جوز الهند.

دخلت الحمام و بقيت أنا أتأمل مكان جلوسها ، كانت تغني وهي تستحم ، كان صوتها رائعاً و كان المنزل قد بدأ يعتاد هذا ، غناؤها و رائحتها ، المنزل اعتاد ذلك ، المطبخ ، سريري و أريكتي المفضلة و أنا…….

خرجت من الحمام مبتلة تماماً و تشعر ببرد شديد اقتربت مني بسرعة على أطراف أصابعها و قالت:

– أريد أن أرتديك .

وضعت رأسها على صدري و بكت ، قالت أنها سعيدة ، و أنها على قيد الحياة ، أي إمرأة هذه !.

إنها امرأة تسكنني ،  تدخل جلدي ، تملئني بأشيائها الغريبة و طلاء أظافرها الأحمر وعطرها المثير ، امرأة تتصبب عرقاً في لحظة نشوة فتفوح منها رائحة التفاح البريّ ، تلامس أطراف أصابعي و تهمس أحبك ، إنها امرأة ترتديني ، ما هذا التعبير! أريد أن أرتديك ، أي حب هذا ؟  إذا كنت في موقع يمكنني فيه إسداء نصيحة لأحد فستكون لا تمت قبل أن تقع في غرام إمرأة تعرف كيف تحب ، تعرف كيف تحول الكلمة إلى سحر ، إمرأة تمارس الجنس كما لو أنها ترقص و تقدم لك طعاماً كما لو أنها تناولك طفلها الأول منك ،  أمرأة تقول الكثير ، لا تعرف كيف تصمت ، لا تستسلم ، لا تقبل لا كإجابة و لا تخاف من الحب ، "أريد أن أرتديك"  لم يكن عليها أن تقول أو تفعل أكثر ، أنا مغرم بهذه المرأة و لن أسمح لأي شيء أن يبعدها عني بعد الآن……….

مضى على وجودها في منزلي سبع شهور حتى الآن ، كانت أشهراً مثالية حقاً بدأت اعتاد فكرة العودة إلى المنزل لأجدها في انتظاري ، أحببت فكرة أن أنام وهي في حضني و أن أستيقظ على صوتها تغني في المطبخ ، قهوتها شهية و فستانيها ساحرة ، أحذيتها العالية و الملونة ، بناطيل الجينز الطويلة و قمصانها الخفيفة ، رائحة الشامبو الخاص بها ، رائحة مكياجها ، كريمات شعرها و الموسيقى التي تسمعها ، إنها مليئة بتفاصيل تحتاج حياتين أو أكثر لإدراكها جميعها ، لم أعد أذكر كيف كانت حياتي في السابق ، كنت قد بدأت أعتاد هذه الحياة المليئة بالمفاجئات في كل يوم ،  حياة أكثر صخباً و تعقيداً ، حياة لا تخلو من المتاعب لكنها حياة حقيقية .

دخلت اليوم المنزل فوجدتها مستلقية على الأريكة ابتسمت لي و قالت :

– اليوم عيد ميلادك ، سنحتفل حتى طلوع الفجر.

– ماغي أنا .

– أعرف أنك خائف ، مشوش أحياناً و تفكر كثيراً في الهرب و لكن هذا ما تفعله المرأة في حياة الرجل ، إنها تجعله رجلاً يضعُ عطراً نسائياً طوال الوقت.

– أنا أحبكِ.

كنت أعاني من الدهشة كلما قالت شيئاً كهذا ، كأنها تلقي علي تعويذة ما ، كلماتها غريبة فعلاً ، إنَّها امرأة حقيقية و هذه المرأة لا تظهر كثيراً في العمر ، إنها أنثى ، في ذلك اليوم عرفت أني لن أشفى منها بسهولة ، لن أخرج رائحتها من منزلي بسهولة و لن أنسى أي لحظة عشتها معها بسهولة أبداً و اكتشفت أيضاَ أني لا أريد ذلك ، لا أريد أن أشفى أبداً.

أدركت أن أصعب أيام حياتي قد بدأت للتو و لكني علمت أني سأكون بخير دائماً .

مع مرور الوقت تدرك أن الحياة لا تصبح أسهل أبداً و لكنك أنت الذي تصبح أكثر مرونة مع محيطك ، تصبح أكثر تفهماً ربما ، أو أنَّك تجد طريقة ما تجعلك تقابل الأحداث جميعها برغبة أقل في الانتحار يومياً.

لم تكن حياتي معقدةً يوماً ، في الحقيقة أعتقد أنها بسيطة و سهلة جداً لدرجة أنها تكاد تكون متوقعة ، كان ذلك قبل أن أعرف أن هناك أمرأة تجعل من الرجل رجلاً يضع عطراً نسائياً طوال الوقت ، كان ذلك قبل أن أقابل ماغي.

 

 النهاية …..

 

تاريخ النشر : 2019-01-18

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى