تجارب من واقع الحياة

الدماء أصبحت شغفي

بقلم : تائهة في زمن الغدر – لبنان

كان لدي شعور غريب يدفعني إلى ذبح ذلك الكبش

 

السلام عليكم إخوتي ، موضوعي حساس جداً و أرجوا عدم السخرية منه كما أرجو أن أجد الحل المناسب لحالتي اليائسة ، أنا فتاة في عمر 19 عام ، أهتم بدراستي و والدي يدللني كثيراً بسبب أني أبنته الوحيدة على 3 أشقاء ، و دائماً يقول أنني أخر العنقود ، و والدي لديه سلسلة محلات لبيع جميع أنواع اللحوم و من هنا تبدأ مشكلتي أو بشكل أوضح وصريح من هنا يبدأ إدماني ، فمنذ أن كنت صغيرة في العشر سنوات كان في الصباح يدعوني إلى جانبه وهو يذبح الخراف في المكان المخصص لذلك وكان لديه عامل صغير كان يساعده ولكن والدي كان يريدني أن أذبح الخراف لكي أتعلم حسب رأيه الشخصي و يريدني فتاة قوية الشخصية كما يقول ، ولكنني كنت أرفض وبشدة وأخاف ، فيقول لي : حسناَ قفي جانباً و أنظري إلي ، و يجعلني أمسك رأس الخروف وهو يذبحه حتى أعتاد على ذلك ، عندما أصبح عمري 11عام قال لي : الأن كبرتي ولا أريدك أن تكوني ضعيفة ، و هو يشجعني على أن أقوم بذبح الخراف بنفسي وأمسك الخروف جيداً وقال لي : هيا تشجعي ولا تخافي – للعلم لم أكن خائفة مثل العام الذي فات ، ممكن بسبب رؤيتي لذلك بشكل يومي وليس هذا فقط بل كان لدي شعور غريب يدفعني إلى ذبح ذلك الكبش الذي كان والدي يمسك به ولكنني أخفيت ذلك عن والدي وتصرفت وكأنني أريد أن أنفذ ما طلب مني فقط – و فعلاً قمت بذبح أول كبش أو أول مرة بحياتي أمسك سكين و أذبح حيوان ، وفعلاً ذبحت الخروف وكان كل تركيزي في عيناه و أنا أذبحه إلى أن قال لي والدي : خلاص كافي هذا – و يقصد الذبح – لأن السكين الكبيرة وصلت إلى العظم وقال لي والدي : هل هو أمر صعب ؟ اكتفيت بالصمت وشعرت أن جسدي يرتعش بقوة وأصبح الأمر عادي بالنسبة لي وغير مرفوض كالسابق ، بل على العكس أصبح أمراً مرغوب ومرحب به بجميع المقاييس ولم أعد أنتظر والدي أن ينادي علي كعادته و أذهب اليه واقف بجانبه لكن لا أذبح وحدي ، إلى أن يقول لي بصراحة استحي أن افعل ذلك وحدي ولا أريده أن يعلم أنني أرغب بذلك وبشدة غريبة ، كان العامل يسحب الخراف إلى مكان الذبح و والدي يطرحها أرضاً و أنا أذبحها واشعر و كأنني بعالم أخر وانتقل إلى الآخر بسرعة واذبحه وما زال الذي قبله وقبله أحياء لم يموتوا ، بصراحة ومع مرور الوقت أصبحت مدمنة على ذلك أكثر من مدمني المخدرات ، لو مر يوم وكان عطلة ولم أذبح ذلك اليوم فيكون بالنسبة لي يوم مشؤم لا أستطيع النوم فيه ، أصبحت الدماء بالنسبة لي هاجس يومي لا بد منه ، إلى أن أصبحت مدمنة على ذلك ، و ليس هذا فقط بل أصبحت كما أخبرتني إحدى صديقاتي عندما قلت لها : ماذا حل بي ؟ قالت لي : أنتِ أصبحتي  سادية  ، كنت أتقصد جمع الخراف كلهم في مكان الذبح حتى اذبحهم أمام بعضهم لأني أحب نظرات باقي الخراف إلي وأنا أذبح أحدهم وأتوجه بسرعة للأخر ، أصبحت أذبح وحدي في الصباح الباكر قبل مجيء العمال ، هم فقط كانوا يسلخون الخراف و يوزعوها على المحلات ، كنت أذبح وأضحك ضحك هيستيري وكوني وحدي أصبحت اذبح ببطء شديد مما يسبب عذاب مضاعف للحيوان وأنا الآن وبصراحة دموية بشكل لا يُصدق ، أشعر نفسي غريبة عن باقي البنات ، ليس هذا فقط بل تغيرت كل شخصيتي و لا أحد يعلم أن وراء هذه الفتاة وأنوثتها وجمالها الطبيعي أشياء لا يفعلها بعض الرجال ، والمشكلة أنني مدمنة بشكل لا يُوصف إلى حد أنني في إحدى الليالي كانت المحلات مقفلة ولم أذبح في ذلك الصباح ولكنني لم استطع أن انتظر للصباح فتسللت ليلاً إلى إصطبل الخراف وقمت بذبح أحدهم وهو واقف بين الخراف ، أنا الآن حالتي صعبة جداً و أصبحت لا أحب الكلام مع أحد ولا أفكر كباقي البنات و في مستقبلي بل كل تفكيري في مرضي ، هل كان والدي هو من تسبب لي بذلك دون قصد منه أم أنا فتاة غير طبيعية ؟ و هل يوجد مثلي أم أنا وحدي هكذا ، و ما الحل ؟ أرجو أن تفيدوني ولا تأخذوا موقف معادي لي فأنا مدمنة وليس بيدي ولا أعلم إلى متى ، أرجو الحل و عذراً لإطالة الشرح.

تاريخ النشر : 2019-01-18

guest
89 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى