تجارب من واقع الحياة

فلتصمتي !

بقلم : دارين – الجزائر

فلتصمتي !
اتصلت به كثيرا وأرسلت له رسائل كثيرا..أريد تفسيرا؟؟!!!،لكنّي لم أتلقى سوى إجابة واحدة (الهاتف الذي طلبت مغلق)،

“أرجوكِ يكفي ،

فلتصمتي !..

هذه أنا المتكلمة، أقصد الصارخة بهذه الكلمات في وجه صديقتي، بل عدوتي “ليلى”!…
كنّا أقرب من الأختين نفعل كلّ شيء سويّا.. كل شيء ! حتّي جاء اليوم الذي اعتبره الأكثر صدمة في حياتي..

أنا “دارين”، في الصفّ الثاني الثانوي. أحببت طالبا في الجامعة كأيّ فتاة مراهقة. كان شابّا مهذّبا، وسيما وخلوقا جدّا. اعجبت به من النّظرة الأولى. وهو بادلني نفس الشعور. وعدني بأن يأتي لخطبتي من أهلي بعد أن ألتحق بالجامعة على الأقلّ حتّى لا يرفض أهلي لصغر سنّي . كنت أطير فرحا عندما أرى اسمه ينير شاشة جوّالي باتصال منه لأستمع لكلماته الرّقيقة ونصائحه لي

مرّت الأيّام وتعلّقي وحبّي واعجابي به يزداد،ولا أتخيّل حياتي بدونه..لكن الغريب في الأمرأنّه كان يحذرني كثيرا ألاّ أخبر أصدقائي بما بيننا، وعندما أسأله عن السبب، يخبرني بأنهم لن يفهموا وسيقولون:”مجرّد شابّ يتسلّى بك وعندما يملّ سيذهب ليتسلّى بغيرك!” ،
أخبرته انهم ليسوا كما يظنّ وانّني لن أبتعد عنه مهما حدث وأنّني أحبّه وأثق به كلّ الثّقة ! ، لكنّه لم يقتنع واستمرّ بتحذيري ! مللت ولم أجد سببا مقنعا لتحذيراته! و في نفس الوقت لم أرد أن أكسر بوعدي له ، لكنّي فكّرت أنّه لن يغضب إن أخبرت ليلى، وياليتني ما فعلت..

أخبرتها عن “يوسف” فلاحظت تغيّر لونها، لم تفرح لفرحي كما عهدتها، لم أفهم أهي سعيدة لي ؟ أم لا ؟ لم أهتمّ بها ولا بتعبيراتها.. ومرّت الأيّام إلى أن وصلتني رسالة من “يوسف”
نصّ الرسالة:

(دارين.. كيف خدعتيني ؟ ممّا خلقت أنت ؟ كيف تملكين وجها بريئا وبداخلك كل هذه النجاسة ؟ أنا الوحيد الساذج ،والخاسر أيضا، أضعت وقتي معك وياليتني ما عرفتك ،أنت أكبر خدعة في حياتي. لا تستحقّي حتّى أن أعاتبك لكنّي أرسلت لك هذه الكلمات لتعرفي قيمتك عندي كيف تساوت مع حذائي وربّما حذائي أفضل!! اسمعيني جيّدا لا أريد رؤيتك ولا سماع صوتك بعد الآن وانسي انّنا تكلّمنا في يوم من الأيّام وداعا يا بريئة)..

ذهلت، أهذا يوسف ؟ ماذا يقصد ؟ وماذا فعلت؟!، كلّ هذا لأنّي نكثت بوعدي معه ؟ .. تبلّل وجهي بالدّموع ولم تعد قدماي بقادرتان على حملي . وقعت على ركبتيّ وأجهشت بالبكاء..اتّصلت به كثيرا وأرسلت له رسائل كثيرة..أريد تفسيرا؟؟!!!، لكنّي لم أتلقّى سوى إجابة واحدة (الهاتف الذي طلبت مغلق)،

مرّت الأيّام وحالي من سيء لأسوء . انقطعت عن الدّراسة و الطعام لا آكل سوى القليل، ما يبقيني علي قيد الحياة ولست بباقيه علي الحياة !! ،لم أخبر ليلى ولا أمّي بما حدث، إلا انّ الأخيرة كانت تبكي لحالي..

تظاهرت بالتحسّن لكن ما بداخلي انكسر ولن ينجبر!.. عدت للدراسة مرّة أخرى. وأكثر من اشتقت لرؤيته هو ليلى، رغم أنّها كانت تأتي لزيارتي من حين لآخر وتحدّثني عبر الهاتف، فكنت أفتقدها كثيرا. ذهبت مباشرة للصفّ أبحث عنها، لم أجد سوى حقيبتها وهاتفها فقط ،جلست بأنتظارها لبضع دقائق ولم تعد.. وصلتها رسالة.. لم أهتمّ.. ،
دقائق أخرى، و بدأ يرن .. تردّدت، بعدها قرّرت أن أردّ.. وياليتني ما فعلت ، دارت الدنيا من حولي واسودت لم أفهم.. أ هذه حقيقة ؟ أم كابوس!؟ هذا صوته هو.. يوسف ينادي صاحبة الهاتف
(“حبيبتي اشتقت اليك لما لا تردّي علي اتّصالاتي ؟ أما زلتي غاضبة منّي؟؟!!!،” )
وما صاحبة الهاتف الّا ليلى ،أسئلة لا حصر لها دارت في خلدي حينها ، شلّ لساني ، نظرت للشاشة واغلقت الهاتف!!،
ها هي تناديني ببراءة !!
جرت وارتمت في حضني قائلة” اشتقت لك كثيرا.. لم لم تخبريني بمجيئك؟” عجزت عن الردّ فقط أشرت علي الهاتف وأنا اقول هامسة بعيون دامعة “إنّه هو”..

(عذرا اصدقائي علي أيّ كلمة غير لائقة ،فقط أردت أن تصلكم قصتي كما هي مع العلم انّ الأسماء وهميّة باستثناء إسمي)

تاريخ النشر : 2019-01-19

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى