تجارب ومواقف غريبة

يومين متتاليين

بقلم : ساجدة لله

يومين متتاليين
لم يصدقني أحد حتى رأى أمي و أخي تلك الظلال

 في صيف السنة الماضية كنت أنا و أختي الصغيرة عمرها 4 سنوات فقط نائمين بغرفة وحدنا و أمي في الغرفة المجاورة – نحن الثلاثة فقط بالمنزل -أبي خرج باكراً بهدف التسوق من مدينة بعيدة عنا ، و تحديداً وقت الفجر قبل الأذان بدقائق استيقظت أختي من النوم و أيقظتني معها و كنت شبه نائمة و ظننت أنها جائعة و تريد مني أن أجلب لها أكل كالعادة ، قلت لها بتذمر : نامي فقط القليل من الوقت ويأتي النهار و سأعد لك وجبة إفطار لذيذة 

و غطيت رأسي باللحاف و استدرت للجهة الأخرى لأتفاجأ بها تقول لي : أنظري ذلك الرجل عند الباب من ايقظني و هو الأن يصنع حركات مضحكة بوجهه ، استغربت من كلامها و رفعت رأسي بسرعة ناحية الباب لكنني لم أرى شيء ، و إذا بها تنفجر باكية و تحضنني ، سألت لماذا تبكين ؟ قالت لي : وجه الرجل أصبح مخيف و يقول لي سآكلك ، قلت لها بعصبية : توقفي عن الهبل و نامي أو روحي لغرفة أمي ، حتى سمعت أمي تنادي عليها و تقول لها : تعالي ، قالت أنه : قال لي لو تمرين من هناك آكلك ، و تبكي و لم يكن بيدي حيلة سوى أخذها و أنام لأني كنت سهرانة طول الليل

أخذتها و عندما وصلت إلى الباب خافت أكثر و حضنتني و قالت : قرب وجهه من وجهي و يريد يأكلني صرت المس كل زوايا الباب و أقول لها : لا يوجد شيء ، و هي تقول : لا يوجد والله لا أكذب ، بعدها دخلنا لغرفة أمي و نامت جنبها ، و أنا بدأت أخاف لذا قلت أبقى معهم أحسن ما دامها سكتت ، بعدها بعدة دقيقة قالت لها أمي : نمتي ، قالت لها : لا ، و رفعت رأسها للباب و قالت لأمي : الرجل ما زال هنا هو الأن عند باب غرفتك لو تستديري تلقيه واقف خلفك ، استدارت أمي و قالت لها : لا يوجد شيء حبيبتي ، رددي السور التي حفظتيها بمدرستك و نامي 

وفي تلك اللحظة أذن الفجر ، و بعد ما انتهى قالت أختي لأمي : أمي رأيتي باب المنزل هو فقط باب خشبي يوصل لساحة منزلنا بعدها الباب الرئيسي ، قالت لها أمي : نعم ، ما به ؟ قالت لها : هل رأيتِ أسفله ؟ هناك ضوء صغير تحته ، قالت لها أمي : نعم تلك هي الشمس و يبدو أنها أشرقت ، قالت لها : هل رأيتِ الرجل الذي كان واقف هنا ؟ قالت لها أمي : نعم ، ما به ؟ ما زال هنا ، قالت لها : لا ، عندما قرأ المؤدن الله أكبر خرج تحت الباب جنب تلك الشمس ، حضنتها أمي و نمنا

لم أخذ كلامها على محمل الجد و نمت ، و في الصباح كان كل شيء عادي و في الليلة الثانية حلمت بحلم غريب و كان حقيقي حتى أني لم أستطع أقناع نفسي بأنه حلم ، رأيت في ذلك الحلم أني كنت بالصالون بالليل واضعة سماعات الأذن و أرقص كعادتي و فجأة انقطعت الكهرباء و عندما شغلت نور هاتفي رأيت ظل أسود مر من أمامي بسرعة ، بعدها رجع وقف أمامي للحظة و ركض نحوي ، و فجأة استيقظت و أنا لا زلت نائمة أحلم و رأيت لجنبي أختي نائمة و الغرفة عادي مثلما تركتها قبل أن أنام ، حتى رأيت نفس الظل يمر بسرعة و رجع وقف أمامي لحظة و قفز علي ، لم أتذكر كيف هذا الظل أو ملامحه و كل ما اذكره أنه أخافني إلى حد أني استيقظت و أنا أصرخ

ركض أبي و أمي و عندما أخبرتهم قال أبي بغضب : هذا كله الشياطين توسوس لك و الصلاة التي أنتِ تاركتها ، أما أمي نامت جنبي أنا و أختي ، و بالليلة الثالثة أخي و أمي رأوا نفس الشيء بالنهار أمي كانت بالمطبخ تعد العشاء و أخي كان يعلب بالهاتف بعدها نادتنا أمي لتناول العشاء ،  لكن أبي لم يحضر و ظلت تنادي عليه حتى دخل أبي من الخارج ، قالت له أمي : أنت كنت بالخارج و ليس في البيت ! قال لها : نعم ، لماذا ؟ أنتِ تعلمين أني كنت بالخارج قرابة ساعتين ، سكتت أمي و ملامحها تغيرت حتى قال أخي : غريبة لم انتبه حتى على خروجك ! قال أبي : ماذا تقصد ؟ لقد كنت معي من قبل ، قال : لكنك دخلت قبل قليل ، قال أبي : لا ، لم ادخل منذ خرجت إلا الأن ، ما بك؟  قال أخي : سبحان الله ، أبي هل أصابك زهايمر مثلاً ، لقد دخلت و وقفت عندي في الغرفة و قلت لي لا تقرب الهاتف من عينيك و دخلت غرفتك ، قال أبي : يبدو أنك جُننت ، حتى قالت أمي : أنا أيضاً رأيتك تدخل و لكنني لم أراك و أنت تخرج

و بعدها قالت : أمي لأبي على كل هذه الحوادث التي تحدث مؤخراً في البيت حتى جلب راقي اليوم التالي ليرقي البيت و يرقينا ، لكنه قال البيت طاهر و ليس به شيء ، و أعطى أمي ماء مرقي لترش به البيت خمس أيام متتالية ، و لم تكن هذه هي المواقف الوحيدة التي حدثت لي ، أذكر أيضاً عندما كنت أدرس ليلاً على الاختبارات و أنا من النوع الذي لا ينام حتى أتحقق أني حفظت كل شيء 

أذكر أول مرة حصلت لي كان الساعة 12 و علي اختبار في مادة العلوم و عندما نمت شعرت بيد توقظني و سمعت رجل يكلمني ، لم أستطع رؤيته وجهه أو ملامحه ، فقط يده كانت بيضاء ناصعة و لكن صوته كان مخيف حتى عندما هزني أفزعني قال لي بصراخ : ما هذا ، لماذا تنامين دون حفظ ؟ استيقظي و احفظي ، و قلت له : والله حفظت كل شيء ،  قال لي : كيف حفظتِ ؟ لقد أخذتِ صفر ، قلت له : تكذب لم أخذ صفر بحياتي كلها ، ثم وجدت ورقة بين يديه عليها صفر بالخط العريض ، قلت له : هذه ليست ورقتي ، قال لي إذا انظري إلى الاسم ، عجباً إنه أسمي و خطي ! أخذته منه الورقة و بدأت أقرأ الأسئلة و الأجوبة ، صرت ابكي و أقول له : والله حفظت ، هذه ليست إجاباتي إنها خاطئة ، و أملي عليه إجاباتي ، نزع مني الورقة و رماني بكراس المادة و قال لي : و ما أدراني أنا ، أحفظي

ركضت إلى غرفة أمي و أبي و نمت وسطهم ، و الأغرب من هذا كله في الصباح وجدت نفس الأسئلة التي رأيتها بالورقة أمس جاءتني في الاختبار ، و استمر الأمر أسبوع بأكمله حتى انتهت فترة الامتحانات ، و عندما أخبر أبي الراقي ، قال له : لم يكن سوى أحد الرجال الصالحين ، من بعد هذه المواقف لم أصادف أي حادثة أخرى بعدها و الحمد لله على كل حال.

تاريخ النشر : 2019-01-31

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى