أدب الرعب والعام

بلاغ إلى الشفاه (ذاكرة طالب)

بقلم : محمد بن صالح – المغرب
للتواصل : [email protected]

بلاغ إلى الشفاه (ذاكرة طالب)
ﺧﺮﺝ ﻟﺸﺮﻓﺘﻪ ﻟﻴﺘﺄﻣّﻞ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻸﻷ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﻉ، ﻓﺄﺷﻌﻞ سيجاﺭﺓ..

ﺃﻣﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﻳﻢ ، ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻟﺸﻔّﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﺷﺮﻋﺘﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺘﻤﺰّﻕ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﺒﺚّ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﻲ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﻥّ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺇﺳﻤﻲ تﻜﻔﻲ ﺣﺘّﻰ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺗﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺪﻱ ، ﺛﻢ ﻏﺪﻭﺕ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻣﺤﺘﻀﺮﺍ ﺗﺠﺮّﻩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻘﻴﻦ ، ﻓﺘﺮﺟّﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ، ﺛﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥّ ﺩﻧﻴﺎﻱ ﻻ ﺗﺤﺐّ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻛﻞّ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺛﻮﺏ ﻣﺮﻳﻢ .

***

ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺃﺭﺧﻰ ﺍﻟﻠّﻴﻞ ﺻﻤﺘﻪ ﻭﻟﻒّ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻮﺍﺩﺍ ، ﻓﺘﻮﻫّﺠﺖ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ، ﻓﻲ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﺳﻖ ﻳﺨﻄﻮ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺧﺸﻮﻉ، ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺑﺮﺃﺳﻪ، ﻛﺄﻧّﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻭ ﻭﻣﻀﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺮ ﺍﻷﻳّﺎﻡ ، ﺇﻧّﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻂّ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺭﺑﻴﻌﺎ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻣّﺔ ﻧﻔﺴﻪ، ﻻ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﻻ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻭﻻ ﺧﻄﻴﺒﺔ ﻭﻻ ﺣﺘّﻰ ﻋﺸﻴﻘﺔ، ﺇﻧّﻪ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ الشبه بعيد ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﻴﺎّﺕ ﻭﻏﺰﻝ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﻛﺄﻧّﻪ ﺇﺭﺗﻮﻯ ﻭﻛﻔﻰ ، ﻭﻗﺮّﺭ ﺍﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﻮﺍﺭ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴّﺘﻪ ، ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲّ ﺃﻧّﻪ ﺩﻣﺚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ، ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺪﻧﺪﻥ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻷﺑﺢ ، ﻛﺄﻧّﻪ ﻳﻐﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﻖ ، ﻟﻢ ﻻ ؟ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﻭ ﺑﻤﻼﻣﺢ ﻣﻠﻴﺤﺔ ﺗﻮﺷﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺳﺎﺣﺮ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ﺩﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺭﺗﺎﺑﺔ ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ، ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﻘّﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﺖّ ﺑﻘﺮﺍﺑﺔ ﻟـ ﺷﻘﻖ ﺍﻟﻌﺰّﺍﺏ ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ، ﺗﻨﻢّ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺣﺐّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺻﻮﺏ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺛﻘﺔ ﻛﺄﻧّﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ آﻟﻲ ﻻ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺗﺒﺚّ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻧﺎﻝ ﻗﺪﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ الإﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ، ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻋﺞ أﺣﺪﺍ ، ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﺒﻘّﺎﻝ ﺍﺳﺘﻨﻔﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ، ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻻ ﺷﻲﺀ ؛ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻛﻔﻰ .

ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻴﻼﺀ، ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻦ ﺟﻔﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮّﺓ ، ﻓﺤﻀﺮ ﺍﻷﺭﻕ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ . ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﻳﺆﻣﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻡ ، ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻏﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻛﺜﻮﺭ ﻫﻴﺠﺘﻪ ﺭﻗﻌﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ .. ﻭﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﻕ ﻣﺒﻠﻐﻪ ؛ ﻓﻼﺑﺲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻷﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻟﻴﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ، ﻭﻛﺄﻥّ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻨﻔﺦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ .. ﻓﻘﺬﻑ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﺍﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ، ﺛﻢ ﻻﺫ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ، ﻳﺤﻤﻠﻖ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻴّﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺮﻣﺸﺎﻥ . ﺗﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﻌﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺄﺱ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩ ، ﺷﺮﺑﻪ ﺑﺪﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺄﻥ ﻳﻄﻔﻲ ﻟﻬﺒﺎ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺄﺣﺸﺎﺀﻩ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﺮﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺘﺄﻣّﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻞّ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ، ﺃﺗﺮﺍﻩ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻜﺮ؟ ﻛﺄﻥ ﺑﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ، ﺃﻭ ﺑﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻵﺗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ، ﻓﻄﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺗﻤﺪّﺩ ﻭﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧّﻪ ﺍﻷﺑﺪ ، ﻓﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻟﺸﺮﻓﺘﻪ ﻟﻴﺘﺄﻣّﻞ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻸﻷ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﻉ، ﻓﺄﺷﻌﻞ ﺳﺠﺎﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻹﺣﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻣﻲ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺛﻢ ﺃﺷﻌﻞ ﺳﺠﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ .. ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ . ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﻴﺒﺎﺀ ﻏﻤﺮﺗﻬﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ ﺃﻭ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺰﻓﺔ، ﻓﺄﻳّﻬﻤﺎ ﻳﺠﺮ ﺟﺤﺎﻓﻠﻪ ﻟﻴﻐﺰﻭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺳﻌﻴﺪ .

***

” ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺲ ﻭﺭﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺻﺎﺭ ﻃﻲّ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .. ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﺃﻓﻨﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺗﻲ .. ﺃﻣﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﻳﻢ ، ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻟﺸﻔّﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﺷﺮﻋﺘﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺘﻤﺰّﻕ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﺒﺚّ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﻲ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﻥّ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺇﺳﻤﻲ تكﻔﻲ . ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺗﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺪﻱ ، ﺛﻢ ﻏﺪﻭﺕ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻣﺤﺘﻀﺮﺍ ﺗﺠﺮّﻩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻘﻴﻦ ، ﻓﺘﺮﺟّﻠﺖ ﻗﺴﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ، ﺛﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥّ ﺩﻧﻴﺎﻱ ﻻ ﺗﺤﺐّ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺛﻮﺏ ﻣﺮﻳﻢ . ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﺳﻔﻚ ﺑﺪﻣﺎﺋﻲ ﻳﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺸﻖ ؛ ﺣﺘﻰ ﺻﺮﺕ ﺃﺑﺤﺚ ﺑﻌﺴﺮ ﻋﻦ ﻣﺪﻓﻨﻲ ، ﻷﻗﻴﻢ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻟﻮﺣﺪﻱ، ﻭﺃﺑﺎﻛﻲ ﺍﻟﻔﺎﻗﺪ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺎﻋﺬﺍﺑﻲ . ﻣﻴّﺖ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﺸﻲ ، ﻓﺄﻳﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﻳﺎ ﻗﺘﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﻖ؟ “

***

ﺳﻌﻴﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺃﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻗﺪ ﺗﻄﻠﻘﺖ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ، ﺣﻠﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ ، ﺣﺐ ﻋﻨﻴﻒ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﻓﻐﺪﺭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺂﺧﺮ . ﻣﺮﻳﻢ ﺿﺤﺖ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﻔﻠﺲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺟﺎﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﻭﻫﺎﻡ ، ﻓﻼ ﺟﺎﻩ ﻭﻻ ﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺳﻌﻴﺪ ، ﺳﻮﻯ ﻋﺸﻖ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﻭﻧﺠﻮﻡ، ﻭﻗﻤﺮ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺪﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ، ﻓﺘﺨﻠﺖ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﻋﻦ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺮﻋﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺑﻠﺪﻩ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﺠﺸﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺃﻥ ﻣﺮﻳﻢ ﻏﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺔ ، ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺳﻮﻯ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﻖ ﺃﻭ ﻭﺧﻢ ﺍﻷﻃﻼﻝ . ﺛﻢ ﺃﺳﺪﻝ ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﻟﻴﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻟﻘﺪ ﻫﺪﻡ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻭﺍﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ، ﻭﺷﻜﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ، ﺛﻢ ﻧﻈﻒ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﻼﻁ ، ﻓﺘﻼﺷﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ ، ﺛﻢ ﺳﻄﻌﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﺎﺳﻤﺔ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺎﺗﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻨﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺆﻧﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺣﺎﺵ ، ﻓﻮﺿﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻻ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪﺍ . ﻳﻌﻴﺶ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ، ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ ﺳﻮﻯ ﻗﻄﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺃﻃﻼﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ” ﺷﺎﺷﺎ ” . ﺗﻠﻚ ﺷﺎﺷﺎ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﻟﻮ ﻭﺯﻥ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻗﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻬﺮﺭﺓ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺟﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ . ﺇﻧﻪ ﻭﺧﺰ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻗﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﻮﻣﺎ .

***

” ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺣﺒّﻚ ﺣﺒّﺎ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺘّﺴﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﺳﻴﻔﻚ ﺍﻟﺒﺘّﺎﺭ ، ﻭﺃﺣﻴﺎنا ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺭﻯ ﻣﺎﺿﻴﻚ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻸﺿﺤﻮﻛﺎﺕ ﻭﻛﺴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞّ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻓﺈﻧّﻲ ﻗﺪ ﺁﻟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻌﺰّﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻗﻔﺎ ، ﺃﺑﺪﺍ ﻳﺎ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﻟﻦ أﺭﻗﺺ ﻣﺬﺑﻮﺣﺎ ﺑﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﺃﻭ ﺑـ ﺳﻮﺍﻙ “

***

ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻟﻴﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻃﻮﻳﻞ . ﻓﻘﺪ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﺳﺮﻕ ﺧﻠﻮﺗﻪ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻣﺰﺍﺝ ﺳﻌﻴﺪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺮﻛﺾ ﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﺣﺘّﻰ ﻗﺮّﺭ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ ﻟﻌﺸﻴﻘﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ .

***

” ﺃﻧﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻨﺎﻩ ، ﻋﺶّ ﺑﺴﻴﻂ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ . ﺃﻧﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻃﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻠﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺚّ ﻟﻚ ﺍﻟﻬﻮﻯ . ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﺑﺘﻐﻲ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﻴﻂ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ، ﻭﻻ ﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﺭﻣﻘﺘﻨﻲ ﻳﻮﻣﺎ . ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻳﻦ ﻳﺎ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﺃﻥ ﺯﻣﻨﻚ ﻣﻌﻲ ﻏﺪﺍ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻏﺒﺮ ﻣﻨﻔﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﻮﻑ ؟ ﻻ ﺁﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ..
ﻻ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﺟﻬﻠﻬﻢ ، ﻓﻠﻴﺲ ﻳﻐﺮﻱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺑﻎ ﺑﻤﺎ ﺧﻂّ ﻓﻴﻪ . ﻻ ﻳﻐﺮﻧّﻚ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ، ﻓﻼ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠّﺤﻢ ﺍﻟﻨﺘﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻟذﺑﺎﺏ ؛ ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﻜﺎﻧﻪ إﺻﺒﻊ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﻏﺪﺍ ﻣﻌﺪﻧﻪ ﺭﺧﻴﺺ .. ﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺟﺮﺑﺖ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻀﺎﻥ ﻭﻓﺎﺗﻚ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﻴﺚ ﻏﻤﺪﻙ ﻳﺎ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﻣﺲّ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ “

***

ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺆذن ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﺃﻧﻬﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺮﻳﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻀﻊ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﺍﻹﻣﻀﺎﺀ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻴﺼﻄﺎﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﻴﺨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ . ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﺴﺘﺤﻖّ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺛﺄﺭ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺗﻐﺪﻭ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ . ﻓﻘﺪ ﺷﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻤﻪ ؛ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺷﻔّﺎﻓﺎ . ﻓﻜّﺮ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﻔﺘﻴﻦ ﻃﺮﺩﺕ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﻔﻮﻧﻪ ﻓﻲ الأيّام ﺍﻟﺨﻮﺍﻟﻲ ؛ ﺛﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻠﻚ ﺗﻠﺒﺚ ﺗﻜﺮّﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺃﻥّ : ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺇسمي تكﻔﻲ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺻﻞ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ﻟﻴﺨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻭﻗﻄّﺘﻪ ﺷﺎﺷﺎ .

***

” ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﻗﻠﻤﻲ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﻠﺒﻲ ، ﺃﻋﻠﻤﻚ : ﺃﻥّ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﺳﻤﻚ ﻏﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪﻱ ﺷﻴﻄﺎﻥ .

ﺑﻼﻍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ .
ﺇﻣﻀﺎﺀ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .”

Fin

ﺍﻗﺘﺒﺎﺱ :

” ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﺻﺒﻊ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﻏﺪﺍ ﻣﻌﺪﻧﻪ ﺭﺧﻴﺺ”

“ذاكرة طالب”
بنصالح – يناير 2019

تاريخ النشر : 2019-02-05

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى