عجائب و غرائب

قصص مرعبة بين الحقيقة والخيال (2)

بقلم : هشام بودرا (hibo)
للتواصل : [email protected]

حكايات شعبية مرعبة لا تخلو من حقيقة ومفارقات مدهشة
حكايات شعبية مرعبة لا تخلو من حقيقة ومفارقات مدهشة

تطرقنا في الجزء الأول إلى مجموعة من القصص المنتشرة بشكل واسع في الكتب الغربية و التي ترجمت إلى العربية فيما بعد .. وهنا تكملة لباقي القصص .. و ننتظر آراءكم

1 – فندق الموت

بفندق صغير في مدينة هنغارية صغيرة تدعى يتساكورت .. وتحديدا في سنة 1919 كان لازيو كرونبرج و زوجته سوزي يتذكران الأيام الخوالي بعد أن خسرا كل مدخراتهما للحفاظ على فندقهما الصغير خلال الحرب العالمية الأولى .. كان الزوجان وحيدان بعدما فقدا إبنين لهما في الحرب بينما هاجرت الإبنة الوحيدة إلى بودابست لإمتهان الدعارة مع الجنود الأجانب .. و سبق للإبن الأكبر أن فر منذ زمن بعيد بعمر التاسعة أنذاك .. بسبب معاملة الأب القاسية له ..

كان الزوجان يجلسان طيلة اليوم يناقشان المستقبل و مدى حاجتهم للمال للعيش .. إلى أن توصلا إلى قرار حاسم و قاطع .. وهو الحصول على المال بأي وسيلة ممكنة ..

فندق الموت

قام الزوجان بحفر خندق أسفل الفندق بإتجاه الغابة المجاورة .. كما قاما بشراء كمية من بلورات الستريكنين مدعين للبائع أن هدفهما هو تسميم الذئاب التي تهاجم الفندق من حين لآخر ..
و بين عام 1919 و 1922 لفظ ما يقارب العشر أشخاص أنفاسهم الأخيرة داخل الفندق .. كان الزوجان يقدمان للضحية وجبة شهية و خمرا فاخرا معتقا ممزوجا بالستريكنين .. و أثناء عملهما كسفاحين حصل الزوجان على ثروة لا بأس بها من جرائمهما .. و تجنبا للشبهات قررا الاعتزال لكن ليس قبل القيام بآخر عملية قتل في مشوارهما الإحترافي ..
و ذلك في 14 أكتوبر سنة 1922 حينما ولج الفندق شخص غريب يحمل حقيبة كبيرة .. وطلب غرفة في الفندق فحصل على مبتغاه .. و في المساء قام الزوجان بدعوته للعشاء فقبل العرض بكل سعادة .. و خلال العشاء صارح الشخص الغريب الزوجين بأنه كان يعمل طيلة حياته كبائع و أنه جاء للمنطقة بغرض الإستثمار في قطعة أرض .. لقد بدا لهم ذلك الشخص طيبا و ظريفا بحيث أنهما كادا أن يبقيان على حياته .. لولا أن سوزي قررت تقديم خمرها المعتق أخيرا .. و بعد دقائق قليلة لقي الشخص الغريب مصرعه .. وتوجه الزوجان بسرعة لغرفته لكشف ما في تلك الحقيبة الثقيلة .. ليتفاجئ الزوجين بثروة لا بأس بها من النقود الورقية و المسكوكات الذهبية .. فطار الزوجان من الفرح لهذا الإنجاز الإجرامي .. وأثناء ذلك توجه الزوج لازيو لتفتيش ملابس الشخص الغريب فوجد صورة قديمة لطفل .. حقق الزوج جيدا في الصورة .. وأحس بذعر شديد .. ثم رمى الصورة و صار يبكي بحرقة .. يا إلهي ماذا فعلت .. تفاجئت الزوجة من سلوك زوجها المفاجئ فتناولت الصورة من على الأرض .. تمعنت فيها قليلا ثم قالت و عيناها تدمعان : “بني .. بني .. لقد قتلنا إبننا نيكولاس” ..

فمن هو نيكولاس .. ؟ هو ذاك الإبن الذي فر صغيرا من حضن العائلة ..

فندق الموت 
يقول الزوار ان الفندق مليء بالاشباح

ترك الزوجان النقود و توجها ليجلسا بجانب جثة إبنهما وتناولا ورقة كتبا فيها إعترافا مفصلا بجميع جرائمهما .. و بعد ثلاثة أيام وجد أهل البلدة بعد أن اقتحموا الفندق ثلاثة جثث تعود لنيكولاس و لازيو و سوزي و قد قام الزوجان بالإنتحار عبر تناول الخمر الممزوج بسم الستريكنين ..

و عرف الفندق فيما بعد بفندق الرعب و الأشباح ، فكل من كان يقتحم او يزور الفندق يرى فيه  13 شبح بملابس العشرينات يجلسون حول مائدة مستديرة و قد تقلصت شفاههم بالطريقة المميزة للتسمم بالتسريكنين ..

و أثناء الحرب الثانية عم الخراب الفندق .. و في سنة 1980 قام شخص مجهول بحرق الفندق فتخلصت هنغاريا اخيرا من أشهر قصة الرعب فيها ..

ملاحظة : لا يمكن الجزم بمصداقية القصة لوجود عدة ثغرات في القصة .. لكن هناك عشرات الأفلام في هوليود و حول العالم قامت بإقتباسها منها قصة سفاحي فندق الموت الهنغاري..

2 – حجر الدم

هزت عاصفة هوجاء قرية ويليشام الإنجليزية .. ما تسبب بأضرار جسيمة في المباني و الطبيعة .. إلا أن العاصفة كشفت سر عمره تجاوز ثمانية عشر سنة .. فحينما أقتلعت إحدى أشجار السنديان .. أسرع الفلاحون نحوها ليتأكدوا أنها لم تؤذي أحدا .. حينها تفاجئ الفلاحون بوجود هيكل عظمي قابع بين الجذور .. فقاموا بإستدعاء رجل الشرطة المحلية المدعو كلوج .. فأعطى أوامره بنقل الهيكل إلى المختبر .. لكنه تفاجئ بوجود خاتم في إحدى يدين الهيكل .. فتبادر إلى ذهنه الخبر الذي سمعه منذ قدم للعمل بالقرية كرجل شرطة عن تلك الفتاة التي إختفت في ظروف غامضة منذ 18 سنة .. فقام بإستدعاء أختها إلين وأراها اليد و عليها الخاتم .. فصرخت إلين و ضمت اليد إلى صدرها و هي تذرف الدموع قائلة : “إنها لأختي ماري .. والخاتم هو هديتي لها في يوم زفافها فقد ولدت في فبراير و حجر الدم هو الحجر الكريم الذي يناسب مولدها” ..

فما هي قصة ماري ؟!

شبح العروس 

تعد قصة ماري من القصص الشائعة في المنطقة .. ففي سنة 1873 تزوجت ماري من باسيل أوسبورن في عيد ميلادها الثامن عشر ..

وقبل إنطلاقها لتبدأ حياة جديدة رفقة زوجها بساعات معدودة قالت لأختها أنها ستتوجه إلى غرفتها في الطابق العلوي لبعض الوقت .. و عندما جاء باسيل بالعربة كانت مازالت لم تنزل بعد من غرفتها .. ولما تأخرت إقتحموا غرفتها بعد أن شعروا بالقلق نحوها .. لكنهم لم يجدوا العروس بينما كانت إحدى نوافذ الغرفة مفتوحة ، وكانت تلك النافذة تطل على شرفة ينزل منها درج إلى حديقة مغلقة .. فظن الجميع أن ماري قد هربت لكي لا تتزوج باسيل .. مما ولد لدى العريس حالة إكتئاب حادة وحزن عميق لشدة حبه لماري .. و بعد شهور قليلة توفي باسيل من شدة الآسى و الحزن ..

بعد إكتشاف الهيكل العظمي تبين لعائلة ماري و أهل القرية أنها قتلت لأن عظام الرقبة كانت مكسورة .. و حزنوا كثيرا لما ألم بماري المسكينة .. و رفضت إلين التخلي عن يد أختها .. و قالت أنها ما وصلت إليها إلا لسبب ما وهذا السبب يجب أن يتضح يوما ما..

ومرت السنوات ، وماتت إلين ، وتركت مزرعتها لمديرة منزلها ماجي ويليامز على شرط أن تعرض يد ماري في مكان عام بحيث يمكن لأي شخص رؤيتها .. عل وعسى أن ينكشف سر موت ماري.

بعد مدة إفتتحت ماجي مشربا في القرية و وضعت اليد في صندوق زجاجي و علقت الصندوق على أحد الجدران حيث كان منظر الخاتم الثمين يلفت نظر كل من يرتاد المشرب ..

و في إحدى ليالي فبراير من سنة 1895 كان هناك رجل غريب عن القرية في المشرب .. فسمع النادل يقول : (لا بد أن الليلة العاصفة التي إقتلعت فيها شجرة السنديان كانت مثل هذه..) فقاطعه الرجل الغريب .. أنا لا أفهم أي شجرة سنديان ؟ .. فأجابه النادل إنظر لذاك الصندوق و سأشرح لك القصة .. و بمجرد أن إلتفت الرجل الغريب إلى الصندوق .. صرخ بذعر و جثا على الأرض من شدة الصدمة .. 
وكان هناك رجل مسن من القرية رأى هذا المشهد .. فتعرف على الرجل الغريب و الذي لم يكن سوى جون بودكينز الحبيب السابق لماري منذ الطفولة .. فتجمع حوله الرجال و أمسكوه إلى أن وصل مفتش الشرطة كلوج .. و هناك إعترف جون أنه هو من إرتكب جريمة قتل ماري .. ففي لحظة غضب تسلل إلى غرفتها يوم زفافها و أطبق على فمها و جرها عبر النافذة متسلقا الدرج إلى الخارج .. لم يكن ينوي قتلها .. لكن بسبب مقاومتها و محاولاته لإخماد ثورتها نحوه .. كسر عنقها .. و بسبب خوفه قام بدفنها تحت الشجرة و فر من القرية بشكل نهائي .. إلا أنه طيلة فراره لم يرتح له بال فقرر العودة لإكتشاف ما آلت له القضية .. و بعد مدة قصيرة توفي جون في ظروف غامضة بالسجن المحلي ..

3 – العجل المدموغ بكلمة القتل

العجل المدموغ بكلمة القتل 

في سنة 1890م في منطقة بروستر بتكساس في الغرب الأمريكي .. إشتد الخلاف بين أخوين هما زاك و جيل سبنسر الذين كانا من رعاة البقر .. حول من يملك عجل قوي جميل ذو قرون هائلة .. و في لحظة غضب وجه زاك مسدسه تجاه أخيه فقتله .. وسرعان ما ندم على فعلته وإنهار زاك من شدة الحزن .. و أثناء خروجه من مكان الجريمة إلتقى بعامل بالمزرعة فقال لزاك .. بماذا أدمغ العجل .. فرد زاك وهو مطأطئ رأسه إدمغه بكلمة القتل .. و أطلق سراحه في البراري و اتمنى من السماء أن يجوب الأرض بلا توقف لألف سنة .. فنفذ العامل ما أمر به .. و بعد لحظات من ذلك قام زاك بدفن أخيه ثم قام في نفس اليوم بإطلاق النار على نفسه و الإنتحار ..

بعد مدة تداول رعاة البقر خبر رأيتهم العجل المدموغ .. ما آثار الرعب في المنطقة خصوصا بعد الشائعات و الأخبار التي إنتشرت كالنار في الهشيم حول اللعنة التي تتلو رؤيته.. ومنها أن راعيا للبقر حكي قصة رؤيته للعجل لصديقين له .. وحينما إتهماه بالكذب قام بقتلهما و قتل نفسه فيما بعد .. كما تداول الناس أن مزارعا رآه .. فقام بقتل شقيق زوجته بسبب خلاف عائلي ..
كما سبق لمجرم فار من العدالة أن رأى العجل فقتلته الشرطة بعد ذلك بلحظات ..

و كان سكان المنطقة يعتقدون أن العجل قد مات منذ زمن و أن شبحه هو الذي يجوب الآفاق بلا هوادة ..

و يقول لون آلان و هو مزارع من المنطقة عام 1920 أنه رأى العجل و أن الدمغة عليه كبيرة و حمراء و لم تندمل كما يجب و لم يغطيها الشعر .. و تبدوا واضحة في ضوء القمر .. كما كانت يوم دمغت أول يوم بالحديد المحمي بالنار على جلده.
و تدور قصة آلان الذي كان يملك مزرعة رفقة صديق له .. و كانت المزرعة المجاورة لهما تعود لشخص يدعى فاي داو .. و حاول الأخير خلق عداوة بين الصديقين .. فتوجه إلى آلان و أخبره أنه رأى صديقه يتودد لزوجته .. ما أثار غضب آلان الذي قرر قتل صديقه الذي كان في سفر إلى مدينة مجاورة .. و كان مقررا أن يعود في جنح ظلام تلك الليلة .. فنصب آلان كمينا له .. وبينما هو ينتظر في أحد الأحراش سمع صوت حوافر فهيأ نفسه لإطلاق النار .. لكن ما ظهر لم يكن حصان صديقه بل ثور مدموغ بكلمة القتل .. و من شدة ذعره أطلق النار على الثور .. فنظر الثور إليه بحزن ثم فر هاربا لوجهة مجهولة .. و حينما سمع فاي الشرير إطلاق النار ظن أن آلان قتل صديقه .. فأسرع للمكان فرحا .. و في تلك اللحظة إكتشف آلان أن فاي اللعين نصب مكيدة للصديقين بغرض الإستلاء على مزرعتهما .. فتبادلا الإثتنان إطلاق النار بينهما .. فقتل فاي بينما أصيب آلان بجروح طفيفة .. تلا ذلك محاكمة غريبة حيث دافع آلان عن نفسه وقال أنه لولا الثور لما اكتشف مؤامرة جاره .. حيث قال : (صحيح أنني شاهدت الشبح و قتلت رجلا بعد ذلك .. و لكن لولا الشبح لكنت قتلت صديقي البريء)

وحكم على آلان بالبراءة .. و طوى الغرب الأمريكي صفحة قصة العجل إلى الأبد بعد أن إختفى عن الظهور منذ الحادثة..

4 – شبح المنارة

 شبح المنارة
منارة لونجستون في جزر فارن

في 1976 تحدث رجلان من موظفي منارة لونجستون في جزر فارن القريبة من ساحل نورثمبرلاند بشمال شرق إنجلترا إلى برنامج على شاشة التلفاز قائلان بأنهما رأيا معا شبح جريس دار لينج عندما كان يعملان بالمنارة..
و تعد جريس لينج . . التي ولدت سنة 1815 بمثابة بطلة قومية عند الإنجليز .. فحينما كانت في سن الرابعة والعشرين من عمرها .. قامت بمساعدة والدها بإنقاذ تسعة من ركاب سفينة فورفار شايد التي حطمتها العاصفة .. و قد توفيت جريس بعمر الثامنة و العشرين بسبب مرض ألم بها ..

ملاحظة : لا أعلم لما الأخيار يموتون سريعا في هذا العالم المجهول .. على العكس من الأشرار الذين يعمرون حتى تكاد تعتقد أنهم تجاوزوا مرحلة الموت نحو الخلود! ..

5 – ماتوا لسبب مجهول

الناقلة الهولندية أورانج ميدان 
ما سر سفينة اورنج ميدان ؟

في أحد أيام أكتوبر من سنة 1948 إلتقطت 12 سفينة الرسالة التالية عبر ترددات موجات الراديو : (الكابتن و الضباط ماتوا و البحارة كلهم أموات أو يحتضرون) .. و بعد مدة وردت رسالة أخرى تقول : (و الآن أقترب أنا من الموت أيضا)..

و استطاعت إحدى السفن التي إلتقطت الرسائل من تحديد موقع السفينة المنكوبة و هي الناقلة الهولندية أورانج ميدان المتجهة إلى جاكارتا بأندونسيا .. ووصل أول قارب إنقاذ إلى السفينة بعد ثلاث ساعات .. و يقول أحد البحارة المنقذين :(لقد كانت أسماك القرش تحيط بالسفينة و كأن كل أسماك القرش في خليج البنغال تعرف أنها مليئة بالجثث)..

تسلق المنقذون السفينة واكتشفوا أن جميع الضباط كانوا مجتمعين مع كابتن السفينة في غرفة الخرائط و يوحي المشهد أنهم كانوا يناقشون موضوعا هاما .. كانوا جميعا موتى و بدا أنهم فارقوا الحياة في وقت واحد كما كانت علامات الذعر بادية على وجوههم .. بينما كانت أيدي و أبصار بعضهم شاخصة نحو السماء وأجسادهم متصلبة كالحجر ..

وتم العثور على جثث جميع بحارة السفينة متناثرة هنا وهناك على سطحها و قد ماتوا بنفس وضعية الضباط .. و ما أثار إستغراب المنقذين هو وجود كلب كان برفقة السفينة توفي بنفس الطريقة و قد فتح فمه كأنه ينبح ، وكان مخلبه مرفوع للأعلى ..

واستنتج الطبيب الذي رافق المنقذين أن لا دليل على وجود حالة تسمم جماعي أو إختناق أو مرض فتك بهم جميعا في نفس اللحظة .. لكن بدا له أنهم جميعا كانوا يعرفون أن مصيرهم هو الموت..

و حاولت سفينة الإنقاذ أن تسحب السفينة المنكوبة لأقرب ميناء لكشف ملابسات الحادث المفجع .. و بدأ المنقذون بتثبيت الحبال .. لكنهم فوجئوا بتصاعد دخان غامض من مداخن السفينة المنكوبة .. وأحسوا بأن بقاءهم بدون مضخات لإطفاء الحريق خطرا عليهم .. فقرروا قطع الحبال والنجاة بأرواحهم بعد أن غادروا بسفينتهم .. و بعد مدة من الزمن إنفجرت السفينة و تناثر حطامها لمسافة ربع ميل ..

في جلسة التحقيق .. قال الطبيب أن شيئا مجهولا قتل جميع من كانوا على متن السفينة .. ورغم ذلك فإن التحقيقات الرسمية إنتهت بأن (الموت نجم عن حادث مؤسف) و يبقى لغز السفينة أورانج ميدان غامضا إلى يومنا هذا ..

6 – بصمة القدم

قدم الساحرة على القبر 
بصمة قدم الساحرة تظهر بوضوح على شاهد القبر

كان الكولونيل بوكس من مدينة بوكسبورت ماين حازما جدا بشأن شنق الساحرات .. وكان قد تم إعدام الكثير من المتهمات بممارسة السحر في مدينة سالم بماساشوستس سنة 1692.

وذات يوم وصل إلى الكولونيل بلاغ من طرف بعض الأشخاص يتهمون فيه إمرأة عجوز تدعى كومفورت أنيسورث بممارسة السحر (وقد إختلف المؤرخون حول إسم المرأة .. إلا أن الكاتبان نيجل بلوندل و روجر بور مؤلفا كتاب أغرب أشباح العالم أكدا أن إسمها كومفورت و كان عمرها يتجاوز التسعين) ..

وقدمت العجوز للمحاكمة في جلسة علنية حضرها المئات من سكان المدينة .. وقد بدت ملامح العجوز غاضبة من قرار الكولونيل تقديمها للعدالة .. ونفت بشدة أن تكون قد مارست السحر .. لكن الشهود أكدوا بأنهم رأوها و هي تمارس السحر .. وفي تلك الفترة كان مجرد شهادة شاهد واحد و لو زورا قد تقود المتهم للإعدام شنقا .. و رغم إصرار العجوز على براءتها .. إلا أن الكولونيل بوكس شوهد وهو يهمس في أذن القاضي .. فعلم الحاضرين بأن مسألة إعدام العجوز مسألة وقت فقط .. و بعد لحظات أعلن القاضي حكمه النهائي بإعدام العجوز و أمر بشنقها باليوم التالي ..

و في لحظة إنفعال وجهت العجوز إصبعها نحو الكولونيل .. و صرخت فيه بغضب : “طيلة حياتي لم ألعن أحدا .. لكنني سألعنك يا سيدي .. لأنك وأعوانك تآمرتم من أجل إيصالي إلى المشنقة .. لذلك إنتبه جيدا لما سأقول .. عندما ستذهب إلى قبرك و سيكون ذلك قريبا فإنني سأترك بصمة قدمي على شاهده .. و ستبقى تلك البصمة هناك إلى الأبد حتى لا ينسى أحد هذا اليوم” ..

في اليوم شنقت العجوز .. ولم يجرؤ الكثيرين على الحضور لمشاهدة عملية الشنق من بينهم الكولونيل بوكس ..

وبعد ثلاثة شهور فقط من المحاكمة توفي الكولونيل بمرض مجهول ، ويبدو أن لعنة تلك العجوز لم تغادر بال الكولونيل وهو على فراش الموت لأنه أضاف سطرا جديدا لوصيته يطلب من إبنه أن يكون شاهد قبره من الرخام الأملس حتى لا يستطيع أحدا تلطيخه أو تلويثه ..
لكن بعد مدة من دفن الكولونيل جاء عامل المقبرة مذعورا إلى عائلته و أخبرهم أنه وجد بصمة قدم مجهولة على شاهد القبر و لم يستطع ازالتها وتنظيفها رغم محاولاته الكثيرة..
فقامت عائلة الكولونيل بتغيير شاهد القبر بشاهد جديد .. فعلوا ذلك بالسر لكي لا تنتشر الشائعات بين سكان المدينة ..

لكن بعد عدة أيام عثر السكان على بصمة القدم مما آثار الرعب في النفوس .. وإنتشر الخبر بسرعة .. و حاول إبن الكولونيل تبرير الأمر بأنه عمل تخريبي لكن أحدا لم صدق كلامه ..
و لكي يبرهن على تفسيره للامر قام الإبن بتغيير شاهد القبر بأخر جديد أمام الجميع هذه المرة .. لكن المفاجأة الصادمة هو أن تلك البصمة الملعونة عاودت الظهور على الشاهد الجديد بعد مدة قصيرة .. فإستسلمت عائلة بوكس للأمر الواقع و تركت الشاهد على حاله ..
و يروى أن البصمة بقيت على شاهد القبر لعشرات السنين ..

7 – غواصة الرعب الألمانية

غواصة الرعب الألمانية 
صورة الضابط الشبح في الغواصة الالمانية

في إحدى ليالي سبتمبر الباردة من عام 1918 كانت الغواصة الألمانية يو.بي65 تتسلل إلى بحر المانش لإصطياد فريسة من سفن الأعداء .. وكانت على بعد 15 ميل من بورتلاند بيل .. وعندما كان جندي المراقبة يقف على برج الغواصة أندهش لما رأى في الأسفل .. إذ كان هناك رجل يرتدي ملابس الضباط يقف على سطح الغواصة .. فتسائل الجندي مع نفسه !؟ ماذا يفعل هذا الضابط هناك ؟!.. ثم تذكر بعد وهلة أن جميع المنافذ مغلقة فكيف وصل إلى السطح .. وحاول التحقيق جيدا في ملامح الرجل رغم رداءة الأحوال الجوية .. و فجأة إستدار الرجل الغريب نحو البرج .. وكاد الجندي أن يصعق من هول الصدمة .. إذ لم يكن الرجل سوى الضابط الثاني للغواصة و الذي قتل بسبب إنفجار أثناء رحلتها الأولى .. و قد دفن في المقبرة العسكرية في ولهلمشافن .. فصرخ الجندي بأعلى صوته .. شبح .. شبح .. و حينما سمع قائد الغواصة صراخه .. جاء نحوه مهرولا لإكتشاف ما به .. فشاهد هو الآخر شبح الضابط قبل أن يختفي بلحظات ..

فما قصة الغواصة الملعونة؟!

أثناء صناعتها سنة 1916 إنزلقت دعامة ثقيلة أثناء تثبيتها فتسببت بمصرع عاملين فورا .. و قبل الإنتهاء من العمل فيها حوصر ثلاثة عمال في غرفة المحركات و ماتوا بسبب إستنشاقهم للدخان ..
و أثناء إبحارها التجريبي تعرضت لعاصفة قوية وسقط من على سطحها جندي و غرق .. و أثناء غوصها التجريبي حدث خلل في محركاتها و كادت تتسبب بمصرع كل من كان بداخلها لولا أنها طفت على سطح البحر في آخر لحظة ..

أصبح جنود البحرية يصفونها بالغواصة المشؤومة أو الملعونة .. لكن أكبر حدث أصابها كان في رحلتها الأولى .. حيث إنفجر طوربيد عرضا فقتل ضابطها الثاني و جرح عدة جنود .. ودفن الضابط بالمراسم البحرية العسكرية الكاملة .. وتم نقل الغواصة للإصلاح ..
و أثناء عودتها للعمل مرة أخرى .. سادت الغواصة حالة من الرعب حينما أكد مجموعة من الجنود البحارة رأيتهم لشبح الضابط الثاني وهو يتجول في بعض أجزاء الغواصة..

سرعان ما إنتشر خبر الشبح في البحرية الألمانية كالنار بالهشيم .. و لم يعد أحد يرغب في العمل على متنها .. فقررت السلطات إرسال ضابط كبير للتحقيق من مزاعم البحارة حول الشبح ..

و بعد مدة سحبت الغواصة من الخدمة مؤقتا ووضعت في ميناء بروجز ببلجيكا .. و بسرية تامة أقيمت للغواصة طقوس لطرد الأرواح الشريرة من طرف قساوسة .. و بعد مدة أعيدت الغواصة للعمل تحت إمرة قائد جديد و طاقم جديد .. كان القائد الجديد لا يؤمن بالأشباح واصفا الأمر بالخرافات و التفاهات و هدد بمعاقبة كل بحار يذكر الأشباح .. و بالفعل أثناء قيادته إختفت الأشباح حيث نفذ مهمتين ناجحتين بدون أي مشاكل .. و لكن بمجرد تغييره عاد شبح الضابط للظهور من جديد ..

و في الشهور الأولى من سنة 1918 أقسم عدة بحارة على رؤيتهم لشبح الضابط .. بل أن أحد البحارة أقدم على الإنتحار على متنها..
و في العاشر من سبتمبر تم رصدها من قبل غواصة أمريكية أثناء الحرب العالمية الأولى.. و جهزت الغواصة الامريكية طوربيداتها لتدميرها بمن فيها .. لكن الأمر الغريب أن الغواصة الألمانية إنفجرت من تلقاء نفسها .. وقال أحد البحارة الأمريكان .. أن الإنفجار كان قويا جدا و لم يبقى منها إلا قطع متناثرة ..

إختلفت الروايات حول الإنفجار .. فقيل أن غواصة ألمانية أخرى ضربتها عن طريق الخطأ أو أنها أطلقت طوربيدا فإنفجر فيها عرضا ما أدى إلى إنفجار الطوربيدات الأخرى على متنها .. و هناك نظرية يظن البعض أنها أقرب للحقيقة وتتمثل في أن فوهة إطلاق الطوربيدات إنسدت لسبب مجهول فجأة.. ما تسبب بإنفجار كل الطوربيدات ..
و أدى الإنفجار لمقتل كل من كان على الغواصة و هم 34 رجلا إضافة إلى الشبح ..

—————————————–

للمزيد من مقالات الكاتب يمكنكم زيارة مدونته :
https://hibopress.blogspot.com

تاريخ النشر : 2019-02-16

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى