قصص حدثت في قريتنا
تبين أنه يشبه الثور الأمريكي و يُسمى ثور البيسون |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أسعد الله أوقاتكم جميعاً ، أرجو أن تكونوا بخير ، عدت من جديد بقصص جديدة ، أرجوا أن تنال أعجابكم :
القصة الأولى :
حصلت هذه القصة عندما كنت في سن العاشرة في القرية التي أسكن بها أنا وعائلتي ، في تلك الأيام كانت البيوت قليلة و متقاربة ، وكانت تحيط بتلك القرية المزارع و الأشجار الكثيفة و الكثبان الرملية ، كان يقع منزلنا في وسط القرية ، و كان أبي وقتها يمتلك حظيرة أغنام و مزرعة و حقل للذرة ، كنا نذهب مع أبي كل عصر إلى تلك المزرعة لكي نلعب و نتمشى ونأكل من ثمار شجرة السدر ثم نعود إلى المنزل قبل الغروب ،
و في ذلك اليوم ذهبت أمي في زيارة إلى منزل صديقتها الذي يقع منزلها و بعض المنازل القريبة منهم في طرف القرية و قريب من المزارع و الأشجار ، في تلك الليلة كنا مجتمعين و سمعت أمي تتحدث مع أبي ، قالت : أخبرتني صديقتي أنهم رأوا أمر غريب ومرعب ، تقول :
بعد صلاة العشاء كنت في حوش المنزل أنظف و أجمع أوراق الأشجار المتساقطة و أرميها في الخارج ، تقول فجأة وأنا أقوم بجمع الأوراق سمعت صوت أجراس و حوافر تركض وتقترب من بعيد ، استغربت من الصوت وفتحت الباب أنظر ، فرأيت ثور أسود كبير ضخم جداً مزين باشلاشل حمراء و أجراس صغير فضية – الشلاشل هي زينة تزين بها الخيول و الإبل ، أظن تحاك بالصوف ، لا أعلم ماذا تسمونها في بلدانكم – كان يركض إلى أن يختفي في الظلام و داخل الأشجار ثم يخرج و يعود راكضاً باتجاه المنزل ذهاباً و إياباً بطريقة غريبة وكأنه يستعرض أو يرقص و قد فعلها مرتين ثم اختفى ، أقفلت الباب وعدت إلى الداخل بسرعة ولم أخبر أحد بذلك و خفت أن أتسبب في إخافة أولادي و زوجي ففضلت أن أكتم الأمر ،
فذلك المكان معروف بأنه مسكون بالجن و العفاريت ولا أحد يستطيع أن يذهب إليه بالليل .
و في اليوم التالي عاد و في نفس الوقت ظت لكن هذه المرة كنت أنا و زوجي وأولادي نجلس في حوش المنزل نتحدث عندما سمعنا صوت الحوافر و الأجراس قادمة ، هرع أحد أبنائي بسرعة وفتح الباب ثم لحق به زوجي وأنا أنظر ، والله كان نفس الثور الذي رأيته بالأمس لكن ظهر مرة واحدة ثم اختفى بين الأشجار و الظلام ، دخلنا بسرعة للمنزل و أقفلنا الأبواب ، أخبرت زوجي بأني رأيت نفس الثور بالأمس لكن لم أخبرك .
و الله في تلك الليلة لم نستطيع النوم و ظل زوجي ساهراً يقرأ القرآن إلى أن طلعت الشمس ، وفي الصباح زارتني جارتي وأخبرتها بما رأيناه و انتشرت القصة في القرية ، وتبين أننا لسنا وحدنا من رأى الثور فأيضاً بعض الجيران سمعوه و رأوه و إلى حد الأن لا نعلم سبب ظهور ذلك الثور ، أنا متأكدة أنه ليس حيوان عادي بل من الجن ، فنحن نربي أبقار و ثيران لكن لم أرى في حياتي مثل ذلك الثور ولا وجود لذلك النوع من الثيران في مدينتنا أبداً.
ملاحظة :
سألتها عن شكل الثور و وصفته لي ، و بحثت وتبين أنه يشبه الثور الأمريكي و يُسمى ثور البيسون ، يمكنكم البحث عنه في النت لكي تروا شكله ، و فعلاً تلك الثيران لا وجود لها في منطقتنا أبداً .
القصة الثانية :
بعد مرور سنة على قصة الثور ، هذه قصة حصلت معي أنا شخصياً .
موسم الحصاد :
في ذلك اليوم ذهبنا جميعاً مع أبي إلى الحقل الذرة وذهبت خالتي و بناتها معنا لكي نتمشى ونستمتع بالأجواء الجميلة ، تركناهم و ذهبنا مع أبي لكي نرى العمال وهم يحصدون الذرة ، مللنا وطلبت من أبي أن نذهب و نلعب على الرمال القريبة من الحقول ، سمح لنا و طلب منا أن لا نبتعد كثير ، ذهبنا و بينما نحن نمشى و نلعب ابتعدنا كثيراً عن الحقل و دخلنا بين الأشجار ، وكان ذلك المكان قريب من الموقع الذي خرج منه الثور ، لكن بما أننا صغار نسينا أمر القصة ، و بينما كنا نسير لمحت ثعلب صغير ينظر لنا من بين الأشجار ثم هرب داخل الأشجار ، و بما أني فضولية وأحب الحيوانات فكرت أن أذهب و أمسك به و أقوم بتربيته ، و أيضاً أردت أن أراه من قريب ، و لم أخبر البنات بأمر الثعلب و تركتهم يلعبن ورائي و ذهبت أبحث عن الثعلب لكني لم أجده ، عدت وطلبت منهم أن نرجع قبل أن يلاحظ أبي غيابنا ، كانت أختي الصغيرة جالسة تلعب و تبعثر بين الأوراق و الحشائش على الأرض ، أخرجت ورقة و كانت تنظر لها ثم قالت لي : أنظري لهذه الصورة المرعبة ، أخذت الورقة و رأيت رسمة إمرأة غريبة نص جسدها آدمي و النص الآخر جسد حيوان و شعرها طويل وكان بجانب الصورة كتابات غريبة ، حاولت قرأتها لكن لم أستطع أن أمسكها بيدي ، و مشينا خطوة رأيت ورقة آخري على الأرض لكن كانت ممزقة من الوسط ، رأيت صورة لنصف مخلوق غريب ، أخذتها ومشينا خطوتين فوجدنا كتاب أخذته و جلسنا نقلب في الصفحات و ننظر وكان نصف كتاب وكأن أحداً ما قام بتمزيقه ورميه و طارت بعض الأوراق الممزقة بسبب الرياح ، أخذته معي لكي أريها لأمي ، و بينما نحن في طريق العودة وجدنا أبي الذي كان ينتظرنا ، قمت بإخفاء الكتاب كي لا يراها ، وصل إلينا وقام بتوبيخي لأننا ابتعدنا عنهم كثيراً ، وصلت إلى أمي و أعطيتها الكتاب لكي تراه ، عندما رأت الكتاب صرخت في وجهي : من أين أتيت بهذا الكتاب ، أين وجدتيه ، وهل قمتما بقرأته ؟ هذا الكتاب خطير ، إنه كتاب سحر
، قلت لها : لا ، لم أقرأه ، نادت على أبي وأخبرته ، أخذ أبي الكتاب والأوراق و رماه في المكان الذي أخذناه منه ، وتم معاقبتي بعدم الذهاب للحقل مرة أخرى .
أتمنى أن تكون القصص نالت أعجابكم ، و ان شاء الله سأعود لكم بالمزيد من القصص ، دمتم بخير جميعاً.
تاريخ النشر : 2019-03-05