تجارب ومواقف غريبة

جنيةّ ميدان القلعة

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

سيدة ترتدي ثوبا مبهرج الألوان وتضع زينة فجة وتطلق شعرها الطويل
سيدة ترتدي ثوبا مبهرج الألوان وتضع زينة فجة وتطلق شعرها الطويل

السلام عليكم، كنت قد شاركت بقصص حدثت معي ومع أقاربي سمعتها منهم . واليوم سأشارك بقصّة سمعتها من سائق تاكسي منذ سنوات و هي مثيرة جدّا يوم ركبت معه وتجاذبنا أطراف الحديث

وأثناء مرورنا في ميدان القلعة، أشار إلى بقعة في الميدان . وذكر أنّه حدث معه حادث لن ينساه طول عمره . و حكى أنه كان يعمل سائق لسيّارة نقل كبيرة، كانت تنقل جلاميد الرخام والجرانيت إلى منطقة في مصر تسمّى شقّ الثعبان ، مشهورة بتصنيع الرخام والجرانيت في مصر . وكان يتحرّك باكرا لأنّ الطرق _في ذلك الوقت_ تكون شبه خالية وحمولة السيارة ثقيلة فيكون سيرها بطيء

وأثناء مروره في ميدان القلعة -وهو أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة – وكانت الساعة السّادسة صباحا، والمارّة في الميدان قليلين ، انفجر إطار السيّارة . فوقف قريبا من مقهى في الميدان لتغيير الإطار المنفجر . وكانت المقهى تعمل . وهناك شخص أو اثنين يجلسون على كراسي المقهى بالخارج ، يتناولون المشروبات . وكان الجو باردا قليلا . وأثناء انهماكه في تغيير الإطار ، شعر أنّ أصوات حركة الناس في الميدان تلاشت فجأة ، و ساد صمت ثقيل 

فرفع السائق عينيه ينظر حوله . ووجد سيّدة ترتدي ثوبا مبهرج الألوان، تضع زينة فجّة، تطلق شعرها الطويل، قادمة في اتجاهه، ولم يرى أحد في الميدان سواها . وعندما اقتربت منه وهو ينظر إليها بذهول ، لاحظ في عيناها شيئ غريب، كانتا طوليّتان . فسألته : على فين يا اسطي؟
فأجاب:  على الله
فضحكت وقالت : رايح فين ؟
فردّ بتلقائية (كما ذكر لي) : على الجنّة 
فضحكت ضحكة خبيثة وقالت: أ هناك جنّة غير جنّتنا ؟
فقال : جنّة الله

ومن شدّة الرعب ، أخذ يقرأ آية الكرسي و هو يذرف الدموع من عينيه . فجأة،  سمع ضوضاء الناس من حوله قد عادت . ورأى النّاس من حوله من جديد . واختفت تلك السيّدة . فذهب مذهولا إلى المقهى المجاور . وجلس وطلب كوبا من الشاي . فتحدّث إليه أحد الاثنين الجالسين الذين رآهم من قبل على المقهى وكان رجلا مسنّا ، قائلا : 《 إلى من كنت تتحدّث منذ قليل ؟ لقد لاحظت وقوفك أثناء تغيير الإطار وتحدّثت لشخص خفيّ.. أم أنّك كنت تتحدّث إلى نفسك ؟ 》فذكر له السائق ماحدث معه . .

فقال له الرجل المسنّ أنّه من سكاّن المنطقة . وأنّ من شاهدها هي جنيّة تسكن في هذه البقعة ورآها أناس كثر قبله في الخلاء . و تعجّب الرجل المسنّ من ظهورها وسط النّاس بهذا الوقت المبكر . وقال له أن يحمد الله تعالى أنها لم تاخذه لعالمها كما فعلت مع الآخرين

وقال سائق التاكسي أنّه أصيب بمرض لفترة ترك بعدها قيادة سيّارات النقل وبالأخصّ نقل الرّخام والجرانيت إلى شق الثعبان كي لا يضطرّ للمرور ليلا متأخّرا أو باكرا من هذه المنطقة أو غيرها.

حقيقة  ، تعجّبت جدّا . كان الرجل يقصّ ماحدث وهو منفعل وعلى وجهه علامات الخوف ممّا رآه في ذلك اليوم . هذه هي القصّة كما ذكرها السائق و سمعتها منه بنفسي. ولا أخاله  إختلق القصّة . فما رأيكم؟

تاريخ النشر : 2019-03-11

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى