تجارب ومواقف غريبة

مجهول يتحرش بي

بقلم : عبد الناصر – المغرب

مجهول يتحرش بي
سمعت صوت جري سريع صاعدا إلى السطح

مرحبا ، أحببت أن أشارككم اليوم قصتي الغريبة التي تكررت معي أحداثها مرتين ، مرة ببيت عائلتنا القديم في القرية و مرة أخرى في بيت ملتصق معه لا يفصله مع البيت الأول سوى جدار واحد .

القصة الأولى حصلت عندما كنت في المرحلة الابتدائية ، لا أتذكر عمري بالضبط ربما (سبع سنوات) ، كان هناك اجتماع عائلي بسبب أن إحدى قريباتي قد توفيت و هي تلد .. هذا ما جعل كل أفراد العائلة يجتمعون في بيت العائلة مما دعانا تلك الليلة لان ينام عدد كبير منا في نفس الغرفة . أكبرنا كانت جدة أبي و هي امرأة طاعنة بالسن و معها عمتي أما البقية فقد كانوا أطفالا يقاربونني بالعمر : أختي ، و ابن و ابنة عمي .

غرقت في نوم عميق , وفجأة استيقظت على وقع يد ناعمة جدا تداعب جزءً حساسا من جسمي وأزرار سروالي مفتوحة !! فدهشت و هممت لغلقها فورا لكنني عندما رغبت بالنهوض وجدت راسي ملفوفا بغطاء خفيف و شعرت بوقع أقدام تسير إلى خارج الغرفة ، فأزلت ذلك الغطاء بسرعة عن وجهي .. لكن يبدو أن ذلك الشخص قد اختفى و أقاربي وجدتهم جميعا نيام .

قمت من الفراش و أنرت مصباح الغرفة فاستيقظت عمتي ثم أخبرتها أنني ارغب فقط بالذهاب إلى الحمام ، و هذا بالفعل ما فعلته ثم رجعت و أكملت النوم .. مع الأيام نسيت هذه الحادثة تماما و لم اخبرها لأي احد حتى امي لم تعلم بالأمر ..

بعد سنوات طويلة أي عندما دخلت فترة المراهقة و أصبح عمري أربعة عشر سنة ، أصيبت جدة أبي بوعكة صحية مما دعا الكثير من أفراد العائلة للاجتماع في البيت ، و في مثل هذه المناسبات نضطر أنا و اثنين من أبناء عمي اليافعين للمبيت وحدنا في البيت المجاور ، و هو مجهز بفراش و ثلاجة و تلفاز .

في تلك الليلة أذكر جيدا أننا كنا نتفرج على فيلم في الصالة الكبيرة (والتي ننام فيها أيضا, وفي حوالي الحادية عشر ليلا قام ابن عمي الأصغر عمرا واعد فراشه ونام في زاوية الصالة و عندما حان منتصف الليل استلقيت أنا أيضا لكي أنام ، أما ابن عمي الآخر و الذي كان أكبرنا و الذي كان أيضا موجودا معي بالحادثة الأولى فقد بقي مستيقظا لإكمال الفيلم .

بعد فترة من نومي استيقظت على وقع نفس الحادث الذي حصل لي في القصة الأولى نفس اليد الناعمة تلمس نفس الجزء من جسمي ، حاولت النهوض بقوة لامساك الفاعل لكنني وجدت كل جسمي ملفوفا بالغطاء ، ثم سمعت صوت جري سريع مارا من الدرج و صاعدا إلى السطح ، التفت حولي فوجدت أبناء عمي كليهما غارقين بالنوم ، تجمدت بمكاني و شعرت بخوف كبير لأنني اعلم أننا وحدنا و باب البيت موصد بإحكام ، حاولت أن أهدئ نفسي و ارجع للنوم لكن .. عاد صوت الأقدام هذه المرة نازلا من الدرج و قادما نحو الصالة ، و خوفي يكبر مع كل خطوة حتى بدا جسمي يتعرق بغزارة من شدة الفزع ، لكن الخطوات غيرت اتجاهها و دخلت إلى الحمام ، فسمعت صوت الحنفية و سكب الماء ثم ضرب قوي بالباب ، التحفت بفراشي و أغمضت عيوني و بقيت متجمدا بمكاني ، حتى بدأت الخطوات تتقدم نحوي من جديد ، وقفت قليلا ثم انصرفت .. أمضيت كل الوقت في صمت رهيب حتى وقت الفجر ، هناك أحسست بالاطمئنان و عدت للنوم و لم استيقظ إلا على صوت احد أقاربي يوقظني للفطور .

بعد الفطور ، ذهبت أنا و أبناء عمي لرعي الأغنام ، كانوا بكل نشاطهم و يرغبون باللعب و الجري لكنني لم استطع مشاركتهم لان حادثة الأمس لم استطع نسيانها و استحيت حتى من أن احكيها لهم ، فاكتفيت بالقول أنني مررت بتجربة غريبة و مخيفة و لم احكي لهم إلا جزءً بسيطا مما حصل .. و عند عودتنا للبيت وجدنا أن جدة أبي قد ماتت .

بعدها بأيام أصبحت اسمع قصصا غريبة من أقاربي أيضا ، أحدهم قال أنه أحيانا يسمع أصواتا تلحقه بالدرج عندما يرغب بالصعود للسطح ، و آخر يقول أنه حينما كان نائما بإحدى الصالات رأى امرأة تلبس رداء غريبا قد ظهرت له في عتمة الليل ، كان وجهها مضيئا و غاضبا .. و غيرها الكثير من القصص التي وقعت في نفس البيت .

رغم أنني غيرت مكان السكن ، لحد الآن ما زلت أسمع أحيانا صوت خطوات تتقدم نحو بيتي الجديد حتى تصل ثم تبتعد مرة أخرى ، و ما زلت لا أعلم هل هو شاب أم فتاة ، هل هي حقا تلك الشبح المخيفة التي اخبرنا عنها قريبي أم أنها نزوة جنسية لأحدهم .

في الأخير أتمنى أن أسمع منكم أية توضيحات حول ما قصصته لكم ، و أرجو منكم أن تأخذوا الأمر بجدية لأنني محتاج جدا لمعرفة تفسير ما يحصل معي .

تاريخ النشر : 2014-12-16

guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى