تجارب ومواقف غريبة

الصينيّة الطائرة

بقلم : klymore – السودان
للتواصل : [email protected]

فإذا بصينيّة فضيّة عليها كوب ماء في الهواء
فإذا بصينيّة فضيّة عليها كوب ماء معلّقين في الهواء !!

السلام عليكم ورحمة الله، أنا عبدو، أبلغ من العمر 25 عاما وأعيش حاليّا في مصر . مررت بتجربة وددت مشاركتها معكم ولكن قبل أن أبدأ، أودّ ذكر بعض المعلومات لأضعكم في السياق

 

أنا أصلي من احدى قرى شرق السودان. لم أتربّى و لم أولد هناك إنّما عائلتي من هناك . وكحال جميع القرى، تكون هناك كثيرا من القصص التي تتداولها الناس . سمعت منها الكثير على لسان أمّي و خاﻻتي

 

كما أودّ القول أنّ جدي ( عمّ أمّي) يتعامل مع الجنّ ويتحدث معهم . وحسبما علمت، فإن هذا متوارث في العائلة حيث أنّ اﻻمر أشبه بجلسات المعارفة، مثلا.. جدّي الآن رجل طاعن في السنّ فإن أراد توريث هذه القدرة على التعامل مع الجنّ فعليه أن يختار مرشّحين حيث يبدأ الأمر برؤية أشياء غربية في الحلم . بعدها، يفاتحهم الجدّ بذلك، أيّ أن يكون للشخص الذي تمّ اختياره ( بعد رؤيته للأشياء الغربية كاختبار أوّلي ) القرار فان وافق يبدأ بمرافقة الجدّ 
فيبدأ -الجن- بالتكشّف فيكون كمتدرّب والخبير هو الجدّ أو الجدّة في بعض اﻻحيان . وهكذا يتمّ التوارث من جيل لآخر -كما أظنّ – هكذا تمّ الأمر مع جدّي الذي لم يختر له خليفة حتّى الآن .

 

بعد هذه المقدّمة الطويلة التي أعتذر عليها، دعوني أروي تجربتي مع الصينيّة الطائرة التي كثيرا ما شغلت خاطري وتفكيري وأثارت فضولي بهذا العالم الذي يسمي عالم الجنّ . تبدأ القصّة عندما كنت في الثّامنة من عمري تقريبا. حيث كنّا نعيش في العاصمة “الخرطوم” وكان يسكن معنا جدّي ( عمّ أمّي) . كان بيتنا فيه ثلاث غرف، صاله، حوشين، مطبخ وحمام .  و كانت الغرفة الثّالثة صغيرة المساحة نسبيّا، كأنّها مخزن . رتبناها لجدّي و قد أعجبته فاتّخذها خلوة له . ﻻ ندخل إليها إلّا نادرا .

 

كثيرا ما كانت تقصّ علينا أمّي قصص عمّها التي كانت بالنسبة لي كعالم الخيال المثير للفضول والرهبة في نفس الوقت، والتي جعلتني أنظر لجدّي وكأنّه ليس من عالمنا بل من عالم آخر .

 

المهمّ،  في أحد الليالي، صحوت من نومي قاصدا حجرة الرّاحة (الحمّام أكرم الله سمعكم ورفع مقامكم ) . وقبل أن أصل، ﻻحظت شيئا يلمع في المطبخ الذي كان ملاصقا للمستراح -الحمام- .. نظرت . فإذا بصينيّة فضيّة عليها كوب ماء معلّقين في الهواء !! ﻻ أدري هل كان فارغا أم مملوءا للوهلة الأولى . كذّبت مقلتيّ . ظننت عقلي يخدعني إلّا أن ما أراه بدا حقيقي.. كيف لي أن أكذب ذلك ؟

 

 فكرت لربّما هناك تفسير . فالإضاءة كانت خافتة بعض الشيء . لربّما الصينيّة موضوعة على طاولة داكنة اللّون، مع أنّ ارتفاع الصينيّة تقريبا متر ونصف وليس لدينا طاولة بهذا الإرتفاع ومع ذلك أقنعت نفسي أنّه ﻻبدّ من وجود تفسير ما . كل ما عليّ فعله هو دخول المطبخ 

وتشغيل نور المصباح ليضيء ظلمات اﻻحتماﻻت والتقديرات التي كنت أفكّر فيها و فعلا اتّخذت بضع خطوات حتّي كان بيني وبين دخول المطبخ ربما خطوتين . فنزلت الصينيّة على اﻻرض بكوبها . و لا أقصد أنّها سقطت فلم يكن هناك صوت ارتطام أو ما شابه وكأنّما أحدهم كان يحملها ثم وضعها

 

تجمّدت أطرافي . وحاول عقلي تفسير ما حدث ولكن دون جدوى . لم تكن تفصلني سوى خطوتين عن ذلك الشيء أيّ كان . شعرت أنّني لوحدي منقطع عن العالم في فقاعة التجربة التي أمرّ بها لم أدري ما العمل سوى قراءة آية الكرسي في نفسي . وعدت أدراجي للسرير ملتحفا بالغطاء كأنّه درعي . وانطويت على نفسي كأنّها استراتيجيّة حربيّة للتخفّي . ﻻ أدري كيف نمت .. كلّ ما وعيت عليه هو صباح اليوم التّالي وطلوع شمسه التي جعلتني أشعر بالراحة وشكرت الله دون تفكير

في أمان الله

تاريخ النشر : 2019-03-25

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى