تجارب ومواقف غريبة

حيوانات الجبل العجيبة

بقلم : klymore – السودان
للتواصل : [email protected]

بعد وفاة أمه صار جدي هو وريث أعمال السحر

 السلام عليكم إخواني وأخواتي في الله ، كيف حالكم جميعاً ؟ أرجو أن تكونوا بصحه وعافية ، أود أن أخبركم عن قصص حدثني بها جدي وأخوه التي غالباً ما تكون على لسان أمي أو احدى خالتي

 وكما قصصت عليكم موضوع توارث التعامل مع الجن في عائله أمي فسأبدأ القصة بأم جدي التي كانت هي الخليفة وتريد توريث أبنها أكبر ( أبو أمي ) هذا العمل الماورائي إﻻ أنه لم يكن مهتماً بذلك وكان يحب العلم والتعلم والسلاح ، حيث كان يتعلم الطب في فترة حكم الإنجليزي وكان في المقاومة أيضاً

وحسب ما علمته أن جماعة أم جدي لم يعجبهم ذلك فكانوا ﻻ يحبون السلاح –يبدو أنهم مسالمون إلى أبعد الحدود ككاسبر الشبح الودود – المهم على عكس جدي الأكبر فقد كان أخوه مهتماً بهذه الورثة الغريبة التي لم أسمع بها من قبل في حياتي

وكانت بداية مواقفة حيث أنه أراد اتباع أمه التي تذهب إلى سفح الجبل أسبوعياً من غير رفيق لها و ﻻ حامي ، وأراد أن يعلم ما تفعله أمه في ذلك الجبل وأنتظر وترقب خروج أمه في أحد اﻷيام فتبعها حتى وصلت الجبل وبدأت الغرابة من أولها ، حيث أن أمه بدأت تصعد الجبل من جهة السفح – وهي منطقه شبه مستوية ومنحدرة ومن الصعب صعود الجبل عبرها – إلا أن أمه كانت تصعد بكل هدوء و رشاقة و خطوات ثابتة وكأنها جنية تمشي على الماء ، بينما هو واصل أعماله الجاسوسية بمراقبة أمه بصعوده من جهة قريبة مليئة بالصخور والشجيرات التي يختبئ خلفها أثناء تتبع والدته

وفي أثناء هذه المطاردة توقفت والدته فجأة وكأنها تنتظر أحدهم ووقف هو خلف شجيرة يترقب ، وفجأة ومن العدم ظهرت حيوانات تتجه إلى والدته و ظهرت من العدم كتلك الإلكترونات والذرات التي تظهر من العدم – أعتقد أنها ميكانيكا الكم – كانت حيوانات عدة من أسود و نمور وفيلة وغيرها ، أصبح المكان كأنه حديقة حيوانات إﻻ أنه في أثناء توجه تلك الحيوانات تجاه والدته فقد اختفت ، التفت والدته نحوه وكأنها علمت بأن أحداً يراقبها ، فزع الأبن وفر هارباً إلى المنزل ، وبعد فتره دخلت والدته و وبخته على فعلته وحذرته من تكرارها ، و أعتقد أن هذه كانت بدأيه وراثته لأمه بعد أن يئست من ابنها الأكبر الذي كان يعيش حياة مختلفة تماماً

 ولكن قبل أن اقص لكم قصة حكاها لي جدي الأكبر عن بعض مغامراته في المقاومة ضد الإنجليزي التي هي أقل غرابة عن قصص الجد الأصغر وأكثر قابلية لتصديق الناس ، دعوني أقص قصة وفاة أم جدي .

وفاة أم جدي والجنازتين :

مع إصرار جدي الأصغر واهتمامه بورثة أمه ، بدأت أمه تعلمه بعض أشياء – على ما يبدو هو أصبح ولي العهد – إﻻ أن أم جدي توفيت وهو في عمر صغير ، و تبدأ القصة منذ وفاتها حيث بدأ للمرة الأولى تتكشف تلك المخلوقات أمامه .

توفيت أم جدي وتم تكفينها و جاء جدي الأصغر ليودع أمه قبل أخذ امه ودفنها ، ولكن كانت هنالك صفوف من البشر ، إﻻ أن جزء منهم كن يلبس لباساً أبيض ويبكين بحرقه وكن يسلمن عليه و كأنهن يعرفنه مع أنه

أول مرة يراهم فيها ، تعجب الناس من الولد فهو يسلم على الهواء ، إﻻ أنهم عذروه بوفاة والدته التي ﻻ بد قد صدمته حقيقة موتها ، بعد أن سلم جدي الأصغر على هؤﻻء النسوة ، دخل الغرفة واذا بأمرأة جميله تجلس على الأرض وتلبس الأبيض والذهب وتبكي بشدة حتى أنه رأى دموعها تصنع نهراً صغيراً حسب ما قيل لي

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فبعد أن ودع أمه وحملوا والدته لدفنها فقد رأي جنازتين واحده أخذت من قبل أناس يعرفهم و الأخرى أُخذت من قبل أناس أخرين ﻻ يعرفهم واختفوا عن أنظاره .

جدي الأكبر و الأصلة ذات الجوهرة :

و بينما جدي الأكبر ذهب لعمله كفراش في المستشفى التي يتعلم فيها التمريض والطب تحت طبيب أخر لتوسيع مداخل رزقه وتعلم تلك المهنة النبيلة ، إﻻ أنه كان تحت هذا الرجل العادي شخص أخر ، فقد أتفق هو وأصدقاء له من أجل عملية وهي قلب قطار يحمل رواتب الجنود الإنجليزي التي سيحترق جزء منها إن لم يكن كلها

وقد كان ذلك إذ أنهم عبثوا بسكة الحديد الذي سيأتي عليه ، وانقلب القطار بالفعل إﻻ أن بعض الجنود بدأوا بمطاردتهم ، فاتجهوا نحو الجبال وتفرقوا عن بعضهم حتى يصعب إمساكهم وتزيد فرص نجاتهم أو نجاة بعضهم ، وبعد ملاحقات طويلة نجح جدي الأكبر في الهروب إﻻ أنه كان متعباً وجائعاً والمطر يصب من فوقه ، فقرر الدخول لأحد الكهوف في تلك الجبال الموحشة ، إﻻ أنه وجد أصلة الجوهرة – وهي نوع من الثعابين لديه شيء في جبينه يستخدم كالجواهر ، لذلك كثيراً ما يتم اصطياده – يلتهم ماعزاً أو عجلاً أو ما شابه ، إﻻ أنه كان متعباً جداً ليخرج فتوكل ورقد في طرف الكهف في هدوء عسى أن تنشغل تلك الأصلة بما تأكله

و فعلاً فقد نام نوماً غريراً حتى الصباح . استيقظ من نوم و تلفت فلم يجد ذلك الشيء و شعر بالراحة إﻻ أن طريقه لم ينتهي حيث عليه الرجوع إلى منزله دون أن يلاحظه أحد ، و فوق ذلك سيمر عبر هذه الجبال مرة أخرى ،

وبالفعل بدأ رحلته إﻻ أنه في طريق عودته وجد المرفعين في طرف الطريق ينظر اليه – المرفعين هو نوع من الثعالب أو الذئاب شيء من هذا القبيل – وتقول الأسطورة أن هذا المرفعين لديه طريقه عجيبة في الصيد حيث يقف جانب الطريق منتظراً فريسته حتى اذا ظهرت ﻻ يهجم عليها بل ينتظر يترقب ردت فعل فريسته فاذا أحس منها الخوف هجم و إﻻ تركها أو ذهب وعاد مع بعض أصدقائه ليفترسوا هذه الوجبة

و قد كان جدي قد سمع بهذه الأسطورة فتصنع الشجاعة وتقدم بأقدام شاقاً طريقة ، وبالفعل فلم يهجم عليه المرفعين أو الذئب إﻻ أنه بعد مسافة وجده في طريقه مرة أخرى يترقب

فصنع جدي نفس ما صنع في المرة الأولى ولم يهجم عليه هذه المخلوق ، إﻻ أنه قرر تغير الطريق فهذا المرفعين مثابر وبكل تأكيد سينتظرني مع بعض أصدقائه في المرة القادمة قال في نفسه جدي ، وغير طريقه و وصل لقريته بأمان ودون أن يلاحظه أحد .

بكل تأكيد عاش أجدادنا مغامرات لم نعشها نحن والتي نراها كسيناريوهات الأفلام الهوليوودية و البوليوودية  ، فهل يقولون الحقيقة كما هي أم أنهم يبالغون ويزيدون البهارات التي بكل تأكيد تعطي نكهة لقصصهم ، فما رأيكم أنتم ؟.

تاريخ النشر : 2019-04-01

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى